رضا الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 20:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تستغرب حقا ان لاتشهد هذه المظاهرات الحاشدة في مصر حادثة تحرش جنسي واحدة. مع انك ترى الرجال كتفا الى كتف مع النساء وحنجرة تؤازر حنجرة في اطلاق الهتافات المناوئة لمبارك بل انهم يبيتون معا في الميادين العامة ولامشاعر بينهم سوى مشاعر الزمالة والاخوة والتضامن.
اذن فلم كانت تحدث حالات التحرش الجماعي والاعتداءات في وقت تسيطر فيه الحكومة ولم لاتحدث في هذا الوقت. وحتى مع حدوث حالات بلطجة يعتقد ان موالين لمبارك قاموا بها الا ان عددها لايقارن ابدا بالالاف التي خرجت لتتظاهر ضد نظام حكم لثلاثة عقود.
هناك من يقول ان مشاعر القهر التي يشعر بها الناس بسبب الظلم الحكومي ولايستطيعون التنفيس عنها خوفا من القمع تترجم الى تصرفات غير مسؤولة باتجاه الاطراف الضعيفة غير القادرة على الدفاع عن نفسها. لان التظاهر والتنفيس عن مشاعر الغضب ضد المتسلطين يعيد الى الذكور شعورهم بالقوة ولايعودون بحاجة الى اثبات ذكورتهم امام النساء.
لكن التحرش الجنسي ليس هو الظاهرة الوحيدة التي (افتقدتها) مصر خلال التظاهرات.. فمظاهر التفرقة الدينية والطائفية اختفت هي الاخرى بشكل شبه كامل. ولم تتعرض كنيسة مسيحية او مسجد اسلامي او حتى معبد يهودي لاي شكل من اشكال الاعتداء حتى مع غياب الحراس او اي جهة امنية بل ان الكنائس افتتحت ابوابها لعلاج المحتجين بغض النظر عن ديانتهم بينما دعت الجوامع المحتجين جميعا الى الاحتماء بين جدرانها في حال احتاجوا لذلك.
لكن لايبدو اي من هذا غريبا.. فالمعروف ان المجتمعات المقهورة المسلوبة الحريات هي اكثر المجتمعات تعرضا للامراض بشتى انواعها. وما على من يريد العلاج الا استئصال الاورام الخبيثة التي تنخر في قلب تلك المجتمعات. ومع ان العملية لاتبدو سهلة ابدا لان تلك الاورام موجود منذ عشرات الاعوام الا ان مظاهر النهضة قد بدت ولاتحتاج الى للرعاية والدعم كي يثبت المصريون انهم شعب ليس قليل الادب ابدا.
#رضا_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟