أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالكريم الكيلاني - حوار مع الشاعر العراقي المبدع .. عدنان الصائغ















المزيد.....

حوار مع الشاعر العراقي المبدع .. عدنان الصائغ


عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي

(Abdulkareem Al Gilany)


الحوار المتمدن-العدد: 976 - 2004 / 10 / 4 - 07:29
المحور: مقابلات و حوارات
    



شاعر حمل في جعبته وجعه وغربته وحنينه للوطن تتلاشى الكلمات في حضرته وتقشعر الابدان حين تستمع لنزفه الشعري حفر اسمه بجدارة في خارطة الشعر العربي واصبح إسما بارزا بين أدباء جيله .. فكان من الواجب علينا نحن السارين على هذا الدرب أن نقرأ ألمه وحزنه وشموخه وكبريائه .. ونتعمد بشعره الزلال وذائقته العذبة .. فكان لنا معه هذا الحوار وسألناه بداية :

* عدنان الصائغ شاعر عراقي له الكثير من الأعمال الادبية ومن أشهر أعماله التي احبها القاريء العراقي هي المجموعة الشعرية "مرايا لشعر ها الطويل" وهذه شكلت للشارع الثقافي العراقي طفرة نوعية في الادب هل نستطيع أن ندخل في تفاصيل هذه المجموعة من خلال حكيكم المباشر عنها؟؟



- في الثمانينات، في تلك السنوات المستعرة بلهيب الحرب والشظايا وقرقعة البيانات العسكرية، وجدت في الحب، ملاذاً جمالياً، وصرخة احتجاج على كل ما يحدث من بشاعة ونواعير دم..
كانت لي وقتذاك زواية اسبوعية في صحيفة "القادسية" التي نقلت إليها جندياً، استمرت حوال عاماً ونصف (26/4/1988 –18/7/1989) سميتها "مرايا" رحتُ أبث من خلالها تلك السطور المهرّبة للحبيبة الغائبة، والتي كانت هي اشبه بمناجاة روحية تعتمل فيها كل تلك العذابات والهواجس والاحلام والخيبات والصداقات والاحتجاجات والموت والحب.. لم أكن أفكر في حداثتها أو شكلها: شعراً أم نثراً، أم منلوجاً داخلياً. كنتُ أكتب وأكتب مدفعواً بحمى غريبة.
بعدها بسنوات جمعتها في كتاب سميته "مرايا لشعرها الطويل" قدمه الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي. وكتب الناقد د. علي عباس علوان رآياً في صفحاته الأخيرة.


* هناك صراعات في النفس على المستوى الاجتماعي والسياسي في اي خانة تضع هذا الوعي المدروس من خلال الواقع كمستوى تخصصي أنت تريده إما أن يكون إجتماعي إنساني وإما أن يكون إجتماعي سياسي أيهما تختار؟؟؟


- منذ بداياتي في الكتابة كنت أرى في الخيار الإنساني أعلى قيمة وجودية، قد تفوق الخيارات الآخرى بما فيها الخيارات السياسية والقومية والدينية والمذهبية والخ..
فالإنسان – قبل الأرض – هو مهبط الرسالات السماوية والحضارات معاً، وهو نقطة الكون التي تدور حولها كل الأفلاك الأخرى... وأي محاولة لتأطيره أو مصادرته هو قتل لروحه التي نفخ الله بها من أنفاسه القدسية.
لذلك كان الإيمان بحرية الإنسان وقيمته تفوق عندي كل القيم الإخرى.
وهذا الخيار: طريقاً وسلوكاً وفكراً، أبعدني عن التحزب والمذهب والشلية. وكلها أكلت من تاريخنا وثقافتنا وثرواتنا وأعصابنا الكثير وأورثنا مسلسلات العنف والدم..
حرية الإنسان أولاً هي خياري بكل ما تحمله كلمتا: "إنسان" و"حرية"، من مضامين روحية وتاريخية وثقافية وسماوية، وكانت هي دليلي وشعلتي في طريق رحلتي الطويلة والمضنية.


* هناك فلك اعجازي يسبح بتأويل نصك الذي تكتبه مامدى صلته بوعي الحضارة وهل سيكون هذا النص من حكايا القادم ؟؟؟؟


- النص الذي يكتبه الشاعر ينطلق من مكنوناته الروحية وخزينه الثقافي والمعرفي.
وقبل كل هذا وذاك، يبقى شكل التجربة ومضمونها - بما تمليه: واقعاً واستكشافاً وحفراً - هما المحفز أو قل المفجّر أوقل هو الإلهام الذي شغل دارسي الأدب وعلماء النفس منذ أقدم العصور.
وهذه كلها تُعد المصهر الحقيقي للشاعر، من خلالها يمكن أن نرى ونعيش نتاجه ونحكم عليه..
ومن هنا – أيضاً - لا أرى "وادي عبقر" الذي تغنى به القدامى إلا ذلك المصهر الداخلي للشاعر.
ما أكتبه أنا هو النتاج الحار لهذا المصهر الذي كونته أو كونني بالشظف والكد والقراءة والمغامرة والحفر والألم والتجريب.
وللقادم حكمه ومقاساته وذائقته وشروطه التي قد تعلي نصاً أو تهبط بنص وفقاً لمناسيب مياه الإبداع الخفية.


* النص في الرؤية الحديثة هو بحث في المهمل من اللغة اذاً متى يكون الشاعر مخلصاً لاختياره مفردة تخدم النص والمجتمع؟؟؟ بحيث يفهم القاريء بفقهه البسيط مزايا المعنى الإ نبنائي في هذا النوع من الشغل؟؟


- المفردة هي خلية حية تنمو وتكبر وتزهر وقد تشيخ وتمرض وتموت، وفقاً لدفق شريان الحياة الذي يغذيها أو نضوبه وتوقفه..
مجموعة هذه الخلايا وأقصد المفردات تكوّن النص وتؤسس عليه وتتأسس به. وهذا التأسيس الإبداعي البارع يتأتي من مهارة الشاعر وتجربته لتضيف وتصقل وتهندس.. وبهذا فالشاعر خالق النص، هو المهندس الماهر للغة. بين يديه تنمو الكلمات وتزهر وتتغير أشكالها وألوانها وايقاعها..
إنه يستطيع أن يلتقط المهل من اللغة ليجعله ضاجاً بالحياة.


* كثر الحديث عن الحداثة وعن المعارك التنظيرية بين الكتاب ماهو موقفكم الشخصي لفهم الدارج من التنظيرات في الاساليب الحديثة؟؟


- قد يكون المتشدقون بالحداثة هم من ظلموها أكثر من غيرهم.. حين أثقلوها حدّ الإختناق بشروحاتهم ومصطلحاتهم ومعاركهم، والطواف حولها ليل نهار وكأنها الحجر المقدس..
دون أن يدركوا أن لا قداسة في الحداثة. ذلك لأن جوهرها هو كسر النمطية، أي نمطية، بما فيه فكرة القداسة المطلقة نفسها.
إنها تمرد وخلق واجتراح دائم..
إنها ليست تشدقاً وركضاً فارغاً وراء الموضة وافتعال الغموض والتعالي على القاريء.
هي هكذا.. قد تجدها في قصيدة قديمة أكثر مما تجدها في نص معاصر. وقد قلت لشاعر سبعيني ذات حوار أن بيت الشريف الرضي مثلاً
"وتلفّتْ عيني فمذ خفيت عني الطلولُ تلفّتُ القلبُ"
هو أكثر حداثة مما تكتبه من شعر "حداثوي"..
لم ينتبه لمغزى ما قلته، واكتفى بشتمي، ولا يزال يشتمني – والحمد لله – ليل نهار، بمناسبة أو بدونها..


* الشعر لايخلو من خطيئة الشاعر ماذا تمثل الخطيئة عند الشاعر عدنان الصائغ؟؟؟


- أجمل الشعر هو خطيئته المقدسة.. الا تراها كيف أوصلت الحلاج إلى خشبة الصلب، وانتهت بالحصيري متدثّراً بالقهر والخمر في أحدى غرف الحيدرخانة، وألقت بالبياتي والجواهري والحيدري والعشرات غيرهم منفيين حتى في مقابرهم خارج البلاد التي أحبوا وتغنوا.. والخ.. والخ...
وذهبت برامبو - في مركبه السكران - إلى أقصى تخوم فصول الجحيم ليترك هذا العذاب الباهر، عذاب الشعر، وهو في
ربيع عطائه..


* ماذا تعني الانثى في ملفات الصائغ الشعرية؟؟



- المرأة هي نبع الشعر وسنابله الملأى بالدهشة والمكابدات، هي سفري الطويل الذي رافقني ورافقته عبر محطات الوطن والحرب والتشرد والمنفى، وكتبت لها وعنها أجمل أشعاري ولا أزال...
خذ هذه القصيدة الجديدة التي لم تنشر بعد:
غربــــــــــــــــــــة (1)
مرةً، في القصيدةِ، لمْ نجترحْ وطناً
كان يكفي لكي نتلاقى
مرةً.. كنتِ في لوحةِ المستحيلِ
تسيرين جنبي
فأزدادُ منكِ التصاقا
مرةً، في المواويلِ
.. أو في العويلْ
مرةً، في الصباح القتيلْ
مرةً، في الرصاصِ الذي أورثَ الدمَ
جيلاً فجيلْ
مرةً، في اخضراركِ..
آخيتُ بين الندى المرِّ،
والسوسنةْ
ومِلتُ على نهدكِ البضِّ، كي أحضنَهْ
فلمْ أرَ إلاّ ضلوعاً تشدُّ الرحيلْ
........
...........
.................
كيفَ من بعدِ عشرين عاماً
أعدتِ العراقا الجميلْ
أعدتِ العراقا
أعدتِ النخيلَ،
الضفافَ التي سامرتنا
الأغاني التي أرقتنا
فكنتِ أشفُّ وصالاً
......... وكنتُ أشدُّ احتراقا
...........
......
مرةً..
مرةً...
ربما، يلتقي العمرُ
في صدفةٍ
آهِ... - يا غـــــــربتي –
فيذوبُ عناقا
21/7/2004 لندن – ديوان الكوفة


* الأدب العراقي الآن وبكل مراحل التجربة التي عاشها سابقاً كيف تقييم المشهد الثقافي في العراق الجديد ؟؟؟


- رغم التعتيم والمعارك الجانبية الفارغة وضجيج بعض الأدعياء أرى أن المشهد الثقافي العراقي الجديد أكثر توهجاً وبحثاً وتجريباً.. أقول ذلك عن تفحص دائم للمشهد العام سواء داخل الوطن أو خارجه – ولا أجد فاصلاً بينهما ابداً –..
فالتجارب المكتنزة التي تطالعنا هنا وهناك، وهي خارجة من رحم العذاب، تشي بهذا التفاؤل والثقة معاً.


* المتخيل ، والفنتازي هي العوالم الأبرز لنجاح الأعمال الادبية لاسيماالشعرية منها لانها تسمح للمبدع بالتحرك الاوسع والتجريب ، هل أنت مع هذاالطرح ؟


- عالمنا اليوم بفنطازيته وغرائبيته لم تعد تستوعبه النصوص المحنّطة والمعقلنة. فكل ما فيه من تناقضات ووكوارث وحروب يستدعي: لغة منفتحة على التجريب، ووعياً قادراً على هضمها والتفاعل معها، وعيناً متحركة قادرة على الالمام بالمشهد من كل أطرافه.
أشتغل الآن على نص مفتوح، طويل، أسميته "نرد النص" أحاول فيه معالجة هذا الواقع بلغته هو، وبتخيلات الشاعر، خالطاً التاريخي بالواقعي بالإسطوري، محركاً قارئي معه بكل الاتجاهات.
* لو لم تكن شاعراً ماذا كنت ستكون؟؟؟ وهل الشعر نار نكتوي به أم نعيم نلوذ في جنباته وننهل من ماءه الزلال؟؟
- لا ادري، واللهِ..

ربما كنت جثة فاطسة في إحدى تلك الحروب الخاسرة، أو بحاراً نسيته الأمواج على مرفأ مهجور، أو بقالاً مثل أبي نخرته الديون والقهر، أو موظفاً في الارشيف كذلك العجوز الذي دكرته في إحدى قصائدي، أو ناقداً لا يتلقى غير شتائم من ينقدهم..
لكن – لحسن الحظ أولسوئه – أخذتني أقداري إلى ذلك اللهب اللجميل والأليم، لأظل كل عمري محترقاً به، بتلك الشعله الأكثر سطوعاً من الشمس
اجرى الحوار
عبدالكريم الكيلاني



#عبدالكريم_الكيلاني (هاشتاغ)       Abdulkareem_Al_Gilany#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الروائي .. ابراهيم سليمان نادر
- سجف على الوجه
- الغربه
- حوار صريح مع الروائي بيات محمد مرعي
- التشكيل الجمالي في الروي المزدوج
- حوار مع القاصة الروائية الاردنية رقية كنعان
- الفنان التشكيلي العالمي .. بديوي .. في حوار صريح
- سيدة المطر
- حوار مع الفنانة .. بشرى الفائزة بجائزة الاوسكار في مهرجان ال ...
- المركز الثقافي الكردي في الموصل
- حوار مع المخرج التلفزيوني غازي فيصل
- عري القناديل
- المتخيل ألشعري في المجموعة الشعرية ( هذا التعري قبل قدوم الب ...
- حوار مع الشاعرة والصحفية سعدية مفرح
- حوار صحفي مع الشاعرة العراقية منى كريم
- مجدي القاسم .. سأغني لأهلي في العراق الحر
- خيط النور......
- حفر في المرايا
- حوار مع الشاعر العراقي عمر حماد هلال
- حوار حول الابداع الشعري


المزيد.....




- تناول 700 حبة بأقل من 30 دقيقة.. براعة رجل في تناول كرات الج ...
- -كأنك تسبح بالسماء-.. عُماني يمشي على جسر معلق بين قمتين جبل ...
- روسيا غير مدعوة لمؤتمر -السلام- وسويسرا تؤكد ضرورة وجودها -ل ...
- شاهد: موسكو تستهدف ميناء أوديسا بصاروخ باليستي وحريق هائل يص ...
- روسيا تنفي اتهام أمريكا لها باستخدام أسلحة كيماوية في أوكران ...
- بولندا تقترح إنشاء -لواء ثقيل- لأوروبا دون مشاركة الولايات ا ...
- عقيد أمريكي سابق يكشف ماذا سيحدث للولايات المتحدة في حالة ال ...
- سيئول تنوي مضاعفة عدد الطائرات المسيرة بحلول عام 2026
- جورج بوش الابن يتفرغ للرسم.. وجوه من خط في لوحاته؟
- من بيروت.. رئيسة المفوضية الأوروبية تعلن عن دعم بمليار يورو ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالكريم الكيلاني - حوار مع الشاعر العراقي المبدع .. عدنان الصائغ