أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - ألن تغرب عن وجوهنا؟














المزيد.....

ألن تغرب عن وجوهنا؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3262 - 2011 / 1 / 30 - 06:00
المحور: حقوق الانسان
    


كان من المفترض أن يكون صباحُ اليوم الأحد بداية عيد لكل عاشق لأرض مصر الطيبة، وتلقيتُ فعلا من التهاني ما أثلج صدري، واتصل الكثيرون يهنئونني على عشرين عاما من مناهضتك، واعتباري إياك عدو مصر الأول.
كنت أعرف حجم الزلزلة التي يجيش بها فؤادي، وأستطيع قياس كمية الكراهية التي أحملها لك، والتي لو قمت بتوزيعها على شعب مصر كله، لتمنى كل واحد أن يقوم بسحلك في كل شوارع مصر، ثم يعيد تسليمك لمواطن آخر يعيد السحل مرة أخرى.
كنت لا أرى في كل المسؤولين المصريين إلا عبيدا تحت قدميك ، وخدما بين يديك، وأصفارا عن يسارك، وكلابا عن يمينك، وفئرانا أمامك، وأرانب تسير خلفك.
كان القريبون مني يتفقون مع البعيدين في أنني أحمل ثأراً معك لم أحمله من قبل لأكثر الطواغيت دراكيولية، وأشدهم قسوة وغلظة ودموية، فلم أكترث، ولم أعبأ بغمزاتهم، وتعرضت لكل المتاعب لعلي أخفف عنك قلمي، لكنني كنت أرى قرني الشيطان الرجيم أجمل من قرنيك، وأشفق على إبليس منك، وأخشى عليه من وسوساتك اللعينة.
لم تعد عيناي ترى غير أوامرك في كل مجازر، ومذابح، وجرائم، وانتهاكات، واغتصاب أي حق، أو مصري، أو مال، أو لقمة مِنْ فـِيه جائع.
عشر سنوات تصارع فيها أملي بالعودة وتقبيل تراب وطني، ويأسي في أن يفهم أبناء شعبي أنك عدوهم الأول والرئيس والأكبر.
كان منافقو الصحافة يعتبرونني، لكراهيتي إياك، جربـاً ينبغي تجنبه، وابلاغ من يهمه الأمر بالابتعاد عني، والشكوى لسفير أي بلد أقوم بزيارته حتى أن سفيرا عربيا استضافني مع آخرين، فعاتبه سفيرك لأن السفير العربي دعاني إلى داره.
كنت أراك مسؤولا عن بطش وزير داخليتك، وعن اغتصاب مواطنيك في أقسام الشرطة، وعن التعليم الفاسد في مصرنا، وعن أولاد الشوارع، وعن سرقة بعض الأعضاء في أجساد المصريين وهم في غرف العمليات، وعن العنوسة، وعن البطالة، وعن حكومات نتنة تـُقَبّل جزمتك في كل مرة تعطيهم توجيهاتك.
كنت أرى الفنانين والمذيعين والأدباء والإعلاميين والحزبيين، إلا ما ندر، قردة ترقص لك، وتـُلقى الحجارة من فوق الأشجار على الآمنين تحتها.
كنت أرى قلبك الأسود كأنه قطع من الليل مظلمات، أو أعماق بحر لـُجّي يغشاه موج، ولكن كل من حولي يحاولون اقناعي أن أبعد يدي عن رقبتك، وأمسك في رقاب رجالك، فلم استجب ولو لمرة واحدة، ولم أعاتب كلبا من كلابك نبح في وجهي، أو هزّ ذيله فرحاً بك أو.. بابنك.
وخرج شباب مصر في 25 يناير وهم لا يعرفون حاكما قبلك، ولا يرجمون الغيب في حاكم بعدك.
لم تحركهم جماعة، أو فرقة، أو حزب، أو شيخ، أو كاهن، أو مسجد، أو كنيسة، أو زعيم معارض فشل في احتلال مقعد على مقربة من أحمد قتحي سرور، فقرر تحريك الشارع و هو لا يستطيع تحريك اصبعه أمام رئيس مجلس الشعب، أو في مؤخرة أحد ذئاب قصرك، أو كلاب حزبك.
تمنيت التهنئة الكبرى صباح الأمس السبت، لكن لم يخالجني أدنى شك في أنك تكره مصر والمصريين، وتريد أن تحرق الوطن كله،وتخرب ممتلكات العامة والخاصة، وتنزل الرعب في البيوت، وتطلق بلطجيتك من السجون والمعتقلات بالآلاف لكي يروعوا الآمنين، ويزيفوا الحقيقة لتبدو كأن شباب مصر هُم اللصوص، والقتلة، والقبضايات.
منذ سنوات كتبت مقالي( هذا الرجل مجنون .. هذا الرجل نيرون) وكنت أتنبأ بنيرونيتك، فإذا بك تقفز إلى الدرجة القصوى لسيده وأستاذه كاليجولا، فنشرت مقالا في يناير 2009 تحت عنوان ( ألم أقل لكم بأن مبارك شيطان يحكم مصر؟)!
السبت 29 يناير 2011 سيكون يوما يلطم كل مؤرخ وجهه قبل أن يبدأ يشرح ملابسات يوم القيامة المصري، فلأول مرة تظهر أنيابك بارزة لا تخفى على أحد حتى لو قال عنها أسامة سرايا، وعبد الله كمال، ومجدي الدقاق، ومكرم محمد أحمد وغيرهم بأنها ليست أنيابا بدماء حمراء قانية، إنما أسنان بيضاء ناصع بريقها!
لا أريدك أن ترحل الآن، لكنني أحلم بسحلك في كل شارع سقط فيه شهيد مصري، وفي كل حارة تخضبت بدماء شاب فقدته أسرته في عمره الربيعي، لكنه استبدل بحياته ملايين الحيوات المصرية، وفرش لمستقبل شباب لم يمت، أرض وطن عاش بفضل شجاعته.
ولو سحلك ثمانون مليونا فستظل كمية الغضب عليك تخنق صدري، وتعطب جهازي العصبي، وتضاعف نبضات قلبي.
ترى هل يوجد في مصر إنسان، أو حيوان، أو نبات، أو جماد لا يحمل لك كراهية كأنها سحب سوداء تغيم نهار القاهرة؟
كنت أعلم أنك ستخطط لاحراق مصر، ونسف ثرواتها التاريخية، واطلاق مجرميها من السجون، وذبح الأبرياء بالمئات في أماكن لا تدخلها كاميرا، ولا يعرف موقعها غير رجالك.
كنت أعرف أن شمشون كأن أشرف منك، فقد هدم المعبد على نفسه وعلى أعدائه، أما أنت فقد عزّ عليك أن تعيش مصر بعد هروبك، وأن تعود الملائكة للتحليق فوقها، وتترك الشياطين تتلبس بك.
لا أعرف في هذه اللحظة الأليمة غير أمنية واحدة لو تحققت لي، فسترقص الدنيا فرحة في وجهي ما بقي لي عمر.
إنها خلاصة كل كتاباتي وهي أن أقف أمامك، وأصيح: يا ابن الكلب، ثم أبصق في وجهك بصقة جمعتها لثلاثة عقود.
وسلام الله على مصر.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح الشباب يا مصر!
- قُم يا مصري في 25 يناير
- أكاد أرى سراويل مبللة!
- بعض العزاء قتل جديد
- التونسيون ينتفضون قبل المصريين!
- حيرتي مع الدكتور البرادعي!
- الحلقة التي أزعجت عائلة مبارك
- خطاب مبارك في مجلس الشعب
- رد من الرئيس مبارك على دود الأرض
- رسالة من دود الأرض إلى الرئيس مبارك
- مقطع من يوميات شاب سعودي
- مقطع من يوميات مواطن قبطي
- روح العرب تصعد في فرانكفورت
- أنا حمار لأنني أحرّض المصريين!
- برقية عاجلة للدكتور محمد البرادعي
- مواطنون في الغربة و .. مغتربون في الوطن!
- مقطع من يوميات مواطن نوبي
- مناقشة البيان النهائي للاطاحة بعائلة مبارك
- لماذا يهتم المتديّنون بالتفاهات؟
- مقطع من يوميات شاب إنترنيتّي


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة اعتقالات جديدة في الضفة
- الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين ...
- -فيتو على الأسرى-.. لهذه الأسباب رفضت إسرائيل مقترح الهدنة
- الرياضة الأكثر شعبية.. الأمم المتحدة تقرر 25 مايو -يوما عالم ...
- الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة
- بدول أوروبية.. اشتباكات واعتقالات مع توسع الاحتجاجات الطلابي ...
- للتعامل مع طالبي اللجوء.. الشرطة الأميركية تستعين بالذكاء ا ...
- أمريكا تدعو إسرائيل إلى اعتقال المسؤولين عن مهاجمة قافلة الم ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - ألن تغرب عن وجوهنا؟