أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - حينما تتحول القمم إلى قمامة















المزيد.....

حينما تتحول القمم إلى قمامة


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤتمر القمة العربيىة المزمع عقده في بغداد في آذار القادم سوف لن يرى النور مع كثير من الوجوه القبيحة التي كانت تتصدر هذه القمم التي بدأت تتفسخ كالقمامة القديمة التي لابد من كنسها وتنظيف الأجواء منها لتحاشي ما تبثه من جيفة ستظل مستمرة على بثها لو قُدر لها البقاء في المواقع التي تجمعت بها طيلة عشرات السنين الماضية .
لقد بدأ الجياع في تونس بكنس ما جثى على ارضهم من هذه القمامة التي ظلت تزكم أنوف الشعب التونسي طيلة العقود التي لطخت فيها أرض هذا البلد وأضنكت حياة أهله الطيبين . وامتدت ملاحم الكنس هذه لتشمل قمامات أخرى لم تعد الشعوب التي أبتليت بها أن تتحمل سموم نتانتها في مصر والأردن واليمن والسودان وستطول قائمة الأسماء هذه في كل يوم يقترب من موعد إنعقاد اللقاء المقرر له في بغداد .

لا نريد أن نستبق ألأحداث والتنبؤ بما سيفرزه مثل هذا اللقاء إنطلاقآ من إفرازات مؤتمرات كهذه لمنظمة كهذه المنظمة التي يحلو للبعض ان يطلق عليها إسم الجامعة العربية في الوقت الذي لا تجمع فيه هذه المنظمة غير العروش والكروش التي لا علاقة لها باشعوب العربية التي تدعي تمثيلها . أن كل من له أدنى معرفة بتاريخ الجامعة العربية والظروف التي إكتنفت تشكيلها وطبيعة عملها طيلة مدة وجودها يعلم تمامآ بأن هذه المؤسسة هي مؤسسة للحكومات العربية قبل أن تكون للشعوب . فإذا علمنا مدى سعة الهوة التي تفصل الحكومات العربية عن شعوبها علمنا بمدى إبتعاد هذه الجامعة العربية عن الشعوب التي تتبجح , وبصفاقة أحيانآ , بتمثيلها في المحافل الدولية وفي مجمل نشاطها ألإعلامي . ولا نريد سرد ألأدلة لتبرير ذلك , إذ أن دليلآ واحدآ فقط في هذا المجال يغنينا عن السرد وهو القرار الذي تتبناه الجامعة العربية منذ تأسيسها بعدم السماح للعاملين في مؤسساتها ذات الطبيعة الدبلوماسية أو ألإدارية الهامة دون موافقة حكومات هؤلاء ، والسماح للجامعة العربية بإستخدامهم في مؤسساتها . وإنطلاقآ من هذه ألإلتزامات التي تربط هذه الجامعة بالحكومات ,إتخذت مواقفها بالنسبة لتحرير العراق من دكتاتورية البعث التي تجاوزت علاقتها بها محاور العلاقة الحكومية التقليدية لتصب في مجرى العلاقات المرتبطة بالمنافع الشخصية بين بعض المتنفذين بها وبإعلامها حكومات وأفرادآ وبين النظام البعثفاشي المقبور بالعراق. وكوبونات النفط أوضحت جانبآ واحدآ فقط من جوانب مثل هذه العلاقات . وإستنادآ إلى كل ذلك تلكأت الجامعة العربية طويلآ بإتخاذ الموقف المؤيد للعراق الجديد بعد تحريره من الدكتاتورية . وكانت صدمتها قوية جدآ بحيث إستهانت بالمبادئ التي وضعتها بنفسها وفقدت توازنها فاستقبلت , وربما لأول مرة , وفود ما يسمى بالمعارضة العراقية للعراق الجديد والتي كان يقودها زملاؤهم بالأمس من البعثيين قتلة الشعب العراقي . لقد كان عدم لقاء ممثلي الجامعة العربية مع أي وفد من وفود المعارضة العراقية للنظام الدكتاتوري المنهار طيلة سيطرة هذا الحكم الجائر على ربوع وطننا ينطلق أساسآ من مبادئ عملها القاضية بعدم جرح مشاعر أعضاءها من الحكومات العربية العتيدة . إلا أنها سرعان ما تجاهلت هذا المبدأ بعد سقوط الدكتاتورية بالعراق .
ثم إستمر موقف الجامعة العربية هذا من العراق الجديد والذي لم يتجاهل تحرير وطننا من البعثفاشية وحسب , بل سعى إلى التأليب والتشويه ونشر ألأكاذيب التي كانت تنشرها فلول وعصابات الصنم المنهار . أذ أن التلكؤ والتباطئ المقصود بإرسال أي ممثل للجامعة العربية إلى العراق الذي يشكل أحد ألأعضاء الرئيسيين في تمويل هذه المؤسسة كان يُفسَر دومآ بأسباب ألأمن الذي تربطه هذه الجامعة بما يسمى بالمقاومة التي أعمت عيون العاملين بها عن ألإرهاب الذي يعاني منه الشعب العراقي والمتمثل بالقتل والذبح والإختطاف وترويع الناس ألآمنين وتخريب الإقتصاد وتدمير المؤسسات الخدمية بحيث لم نسمع , إلا في وقت متأخر جدآ, عن أية إدانة مباشرة أو غير مباشرة لمثل هذه الجرائم بحق الشعب العراقي .
فكيف ستتعامل هذه الجامعة العربية الحكومية مع ثورة الفقراء في بعض العواصم العربية التي تهتز فيها عروش بعض الجبابرة الذين يتنادون اليوم فيما بعضهم " انتم السابقون ونحن اللاحقون " ؟ هل ستتعامل مع نتائج هذه الإنفاضات التي ستهد بعض العروش اليوم لتأتي على بقيتها غداً بنفس الحس المخلص للحاكم الجائر الذي أبدته تجاه التغيير الذي أطاح بدكتاتورية البعث بالعراق ؟
إن مسيرة هذه المنظمة العربية الحكومية تدلل بما لا يقبل الشك على انها ومصالح الشعوب العربية التي تتحكم بمصيرها أنظمة طاغية عاتية متجبرة على طرفي نقيض . فلم يبدر منها أو من امينها العام ولا من أي من مؤسساتها ما يمكن إعتباره يصب في مجرى التفهم على الأقل ، ولا نقول التأييد ، لما حدث ويحدث الآن على الشارع التونسي مثلاً . وإن صادف وصدر بعض التلميح إلى إنتصار الشعب التونسي على الدكتاتورية ، فإن السكوت المطبق عما يجري في مصر الآن سيظل يلازم كافة أجهزة حاوية القمامات هذه . إذ لا يقع في حساباتها المئات من القتلى والجرحى على شوارع القاهرة والإسكندرية والسويس والمنصورة وغيرها من المدن المصرية التي خرجت فيها الجماهير المعدمة لتصرخ لا ثم لا للتسلط والإستهتار بحقوق الناس ولتقدم أرواحها ثمناً لهذا الهدف النبيل . وكما سكتت وتسكت هذه الجامعة الخانعة عما يجري في تونس وفي مصر فإن صمت القبور لدى سكرتيرها العام وفي أجهزتها الرسمية لما يجري الآن في الأردن واليمن أيضاً وفي مناطق أخرى غداً سيستمر أيضاً مما يجعلها في موقف لا تحسد عليه فيما يتعلق بتحضيراتها لمؤتمر القمة القادم في بغداد والذي ستتوارى عنه بعض الكروش التي إشمئزت منها حتى المقاعد التي لوثتها بقذاراتها طيلة العقود المنصرمة من عمر حاوية القمامات هذه المسماة بالجامعة العربية .
أما فيما يخص الحكومة العراقية في عراق ما بعد البعثفاشية فإنه من الأفضل لها أن تتخذ مواقف لصالح الشعوب المنتفضة التي حقق قسم منها بعض مطالبه في إزالة الدكتاتورية . أما إذا تلكأ النصر بعض الشيئ لدى شعوب عربية أخرى بالرغم من الإنتفاضة ، فإن على الحكومة العراقية ان تعلم بأنها ستستقبل قمامات هذه الشعوب وليس قممها . وما على الحكومة العراقية إلا ان تساعد هذه الشعوب على رمي مثل هذه القمامات ، تماماً كما كنا ننتظر مساعدة الشعوب الأخرى لنا اثناء كفاح الشعب العراقي ضد دكتاتورية البعث .
كما ان على الحكومة العراقية ان تعلم أن مثل هذه القمامات آيلة إلى الزوال حتما ، فإن فات بعض الشعوب اليوم نصر ففي غد لن يفوتا .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنجهية المجرمين
- تاء التأنيث أللعينة ...
- التيار الديمقراطي العراقي بين الشك واليقين
- بحث البطون وبحث العقول
- خطاب العقل وخطاب القتل
- اليعقوبي يفتي لنفسه
- نعم...نحن بعض المأجورين...فمَن أنت يا رئيس مجلس محافظة بغداد ...
- قوانين الدكتاتورية في خدمة ديمقراطية الملالي
- فرسان جُدد لحملة قديمة ...
- الأعراب أشد كفراً ونفاقاً (التوبة 97) وعائض القرني خير مثال ...
- صورة واحدة لطا غيتين
- ايها الكورد ...البعثيون قادمون لكم ، فتأهبوا لأنفال جديدة
- المقصود كان عيد الأضحى .... إصبروا فالعجلة من الشيطان
- شيئ من الفلسفة ... فلسفة المرأة مثلاً
- الدولة الدينية دولة دكتاتورية شاءت ذلك أم أبت
- إنقاذ عمال المنجم المنهار في شيلي درس حي في إحترام الإنسان
- مع الحوار المتمدن دوماً
- الموقع الإعلامي الحر روج تي في سيستمر صوتاً هادراً للشعب الك ...
- تمديد الثورة الكوردية لوقف إطلاق النار .... محتواه وأبعاده
- تصرفاتكم أخجلتنا ....فمتى تخجلون أنتم يا ساسة العراق ...؟


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - حينما تتحول القمم إلى قمامة