أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حنا زيادة - نار التغيير. الثورة التونسية تبرز مسار جديد














المزيد.....

نار التغيير. الثورة التونسية تبرز مسار جديد


حنا زيادة

الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 16:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


نار التغيير
الثورة التونسية تبرز مسار جديد
بقلم حنا زيادة
ترجمة مكارم ابراهيم


قامت قناة الجزيزة وبشكل يومي بتغطية احداث الثورة السلمية التونسية خلال شهر كانون الثاني الحالي واستطاع المشاهد العربي ان يرى تحول المعجزة الى حقيقة على شاشة التلفاز. ومن خلال البث الحي المباشر استطاع المشاهد العربي ان يرى الشباب التونسي المتظاهر وهو يطيح بواحد من اكثر الزعماء ديكتاتورية في العالم العربي الذي استطاع الاحتفاظ بالسلطة على مدى ثلاث وعشرون عاما.


وعندما اعلن خبر هروب الرئيس بن علي من تونس خرج العديد من المواطنين العرب بمظاهرات تاييد في حين ان البعض الاخر بدا يشعل النار في جسده وهذه النار انتشر الى الدول المجاورة كما ينتشر النار في الحصاد الجاف حيث بدأ الفقراء اليائسيين الجزائريين والمصريين واليمنيين باشعال النار في اجسادهم. لقد كانو يأملون بان نار اجسادهم ستقدح شعلة وتشعل ثورة شعبية ضد حكوماتهم الفاسدة مثلما فعل الشاب التونسي محمد البوعزيزي في تونس عندما اشعل في جسده احتجاجا على حكومته التي لم تقدم للشاب الاكاديمي غير البطالة والفقر والقمع.

ومن السابق لأوانه ان نجزم بان الشباب التونسي سيحقق مالم تستطيع تحقيقه اية حركة شعبية عربية خلال المئة سنة الماضية اي بمعنى اخر تاسيس ديمقراطية شعبية بدون تدخل العسكر او تدخلات اجنبية.ولكن يمكن ان نجزم ان الثورة التونسية احدثت تغيرات في العالم العربي لم تقوم بها اية ثورة اخرى منذ الثورة الاسلامية في ايران. فمنذ استطاع الاسلاميون الاستيلاء على السلطة عام 1979 تمكت التيارات الاسلامية ان تقرر تطلعات الشعوب العربية. ومنذ ثلاثين عاما كان امام الشعوب العربية احدى هذه الخيارات الثلاثة: اما ان تقبل باستمرار مايسمى حكم عسكري علماني وراثي فاسد مثل حكومة الديكتاتور بن علي أو التغيير الى نظام يسيطر عليه الاصوليون أو القبول بالفوضى والحروب الاهلية.

لقد علمنا الشعب التونسي بان هناك طريق وخيار رابع .الا وهوانه يمكن من خلال القوى السلمية الديمقراطية ان نؤسس مجتمع عربي ديمقراطي. فحتى هذه اللحظة استطاع الاسلاميون ان يعطوا الشعب الحق في ان يدخلوهم الى السلطة وليس العكس اي اخراجهم من السلطة مثل ماحدث في غزة. او استطاع الاسلاميون إعطاء التغيطة للجيش للاستيلاء على السلطة كما هو الحال في السودان. اما اذا لم يستطع الاسلاميون الاستيلاء على السلطة فانهم يدفعون بمجتمعاتهم الى طريق الارهاب والحروب الاهلية ضد الحكومة العسكرية التي تعرقل طموحاتهم في الاستيلاء على السلطة كما هو الحال في الجزائر ومصر.

إن التاثير التونسي اصبح الان واضحا على العالم العربي. ومؤخرا في مظاهرا ت مصر وفي اليمن حيث الرئيس صالح النسخة الثانية لابن علي اضطر لالغاء التعديل الدستوري كان ليضمن ولاية رئاسية له مدى الحياة.

المتظاهرون التونسيون اعطوا العرب ثلاث دروس مهمة. الاول هو ان الزعماء العرب لن يشعروا بعد اليوم بالامان وضمان السلطة. والدرس الثاني هو ان اليسار مازال موجودا كعامل سياسي رغم الملاحقات والقمع من قبل الاسلاميين و الحكومات العسكرية. تونس أثبتت بان قوى اليسار والحركات النقابية ومنظمات المجتمع المدني تشكل الحركة السياسية التي تقف من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية في الدول العربية.

اما الدرس الثالث فهو ان على العرب ان لاينتظرو اي تاييد من الحكومات الغربية في نضالهم ضد الحكومات الاستبدادية. ففي اكثر الايام محنة عندما كان بن علي يستخدم كل وسائل القمع ضد المتظاهرين فان الشئ الوحيد الذي سمعه التونسيون كانت دعوات دبلوماسية هادئة من الحكومات الغربية للديكتاتور بن علي (لضبط النفس!! )

وفي هذه اللحظة التاريخية حينما يكسر افضل شباب العرب علما قيود الخوف من اجل المطالبة ب”الخبز والعمل والحرية” وليس كما هي العادة بالهتاف بان “الاسلام هو الحل” او الهتاف ب”الموت لاسرائيل” ينفضح هنا رياء زعماء الحكومات الغربية. وكان ذلك واضحا من خلال سلوك الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي الذي رعت بلاده بن على الى اخر لحظة. العرب باتوا يعلمون بان الشعارات الغربية عن الديمقراطية والاصلاحات في العالم العربي هي مجرد كلمات فارغة بل ترتبط مع مساندتهم العملية للزعماء الديكتاتوريون او مايسمون” المؤيدون للغرب”.

سيستغرب العرب بان الغرب تطوع بارسال شبابه المجندين الى الموت من اجل اسقاط ديكتاتور وبناء الديمقراطية في العراق البلد الغني بالنفط. لكنه رفض ان يرفع صوته تاييدا لتغيير حقيقي و ديمقراطي في بلد يعتبر اكثر بلد عربي متطور اجتماعيا. الفرق هو حسب قول التونسيون ان العراق يملك زيتا اسودا (النفط) اما تونس فانها تملك زيتا اخضر.

تونس كفشت بان عاملين مهمين يعيقان تطور الديمقراطية في العالم العربي. الاول هو التضخم الرهيب للاجهزة الامنية والثاني هو سياسة الغرب المغلوطة الذي يرى مستقبل الشرق الاوسط امام خيارين: اما حكومات اسلامية اصولية مناهضة للغرب او حكومات ديكتاتورية مؤيدة للغرب وترفض ان تستوعب بان الحكومات الفاسدة التي تساندها الحكومات الغربية كجزء من “الحرب ضد الارهاب والتطرف” هم السبب الرئيسي للارهاب والتطرف الاسلامي والحقد على الغرب من اليمن الى المغرب.

نامل ان يتعلم الغرب ايضا درسا من المعجزة التونسية



#حنا_زيادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المسيحيين أفضل من المسلمين؟ مسلسل لقناة -المنار- عن يسوع ...
- مراجعة لكتابي دوامة الدم
- فتاة من الرقة
- حوار عالمي من خلال قصة عن الزواج القسري
- حرب من الأكاذيب صنعاء، اليمن


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حنا زيادة - نار التغيير. الثورة التونسية تبرز مسار جديد