أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية / 6- عمورة وسدوم















المزيد.....

المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية / 6- عمورة وسدوم


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 3251 - 2011 / 1 / 19 - 18:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقالة سابقة بعنوان (الرائيلية محاولة للتزاوج بين الدين والعلم) بحثت منشأ هذه العقيدة ومحاولة مؤلّفها استخدام العلم لكسب المؤيدين لدينه الجديد واتمنّى ان يطلّع القاريء العزيز وألقارئة ألعزيزة على تلك المقالة الموجودة في موقعي الفرعي بهذا العنوان اضافة الى مقالة مكمّلة للمقالة الاولى وتحت عنوان (حوار مع رائيلي) لاخذ فكرة اوّلية عن الموضوع.
يبدأ رئيس الخالدين حديثه بمقدمة يقول فيها بأنّك ( مخاطبا رائيل ) ستجد في الكتاب المقدّس آثار الحقيقة التي تمّ تحريفها بعض الشيء من طرف النّساخ الّذين لَمّ يتمكّنوا مِن إدراك مثل هذه الاشياء تقنيا وعلميا ولَمْ يكن بوسعهم سوى نسب ذلك إلى عالم الروح والفوق طبيعيات ( الميتافيزيقيا )، وحدها الاجزاء المهمّة مِن الكتاب المقدّس هي الّتي ساشرحها لك امّا عدا ذلك فهي ثرثرة شعرية.
في هذه المقالة سنكمّل ما بدأناه في الحلقات ألسابقة من تأويلات رائيل لسفر التكوين من التوراة:
عمورة وسدوم:

سُمِحَ للخالقين ألمنفيين أنْ يعودوا إلى كوكبهم بعد أنْ تمّ ألعفو عنهم. فدافعوا عن ألحياة ألتي خلقوها في ألأرض، فأصبح ألكوكب كلّه يهتم بألأرض ويحيطها برعايته.
هذا ألكوكب ألّذي يحمل مخلوقات من صنعهم. لكنّ أناس من بين ألذين فُرِّقوا في ألأرض أرادوا أنْ ينتقموا ممن شتتهم فأجتمعوا ومعهم بعض الأسرار ألعلمية ألّتي حافظوا عليها, هيؤوا في مدينة سدوم وعمورة رحلة من أجل تأديب من أراد تدميرهم.
فأرسل ألخالقون جاسوسين من أجل معاينة ما يدبّرونه.
" فجاء ألملاكان إلى سدوم عند ألغروب. " ( ألتكوين 19-1 ).

أناس أرادوا قتلهم لكنّ ألملاكان أعموهم بأسلحة ذريّة جيبية.
" فضربهم بألعمى, من صغيرهم إلى كبيرهم." ( ألتكوين 19-11 ).

فحذّروا ألمُسالمين بمغادرة المدينة ألّتي ستدّمر بإنفجار ذري.
وعندما خرج كل النّاس من ألمدينة لم يُسرعوا ولم يُبالوا بما يُمثّله ألإنفجار ألنووي.
" أنج بنفسك(...) لا تلتفت إلى ورائك ولا تقف." ( ألتكوين-19-17 ).

وسقطت ألقنبلة على سدوم وعمورة.
" أمطر إيهافي (...) كبريتا ونارا من ألسماء, فدمّرها (...) ونبات ألأرض. وألتفتت أمرأة لوط إلى ألوراء فصارت عمود ملح." ( ألتكوين-19-24 و 26 ).
كما هو معروف ألآن فألحروق ألّتي تخلفها ألأنفجارات ألنووية للذين يكونون قرب ألإنفجار فيدّمرون بتحولهم إلى صنم من ملح.

قبل مناقشة هذه ألقصّة ألتوراتية وتأويل رائيل لها من ألأفضل ألإطّلاع على نص ألقصّة كاملة وكما وردت في ألتوراة، لأنّ رائيل يقتطف من ألقصّة ألمقاطع ألتي تخدم هدفه، بألإضافة إلى ذلك سنلقي نظرة على ألصيغة ألقرآنية للقصّة لأجل ألمقارنة بين ألصيغ ألثلاث.

ألقصّة كما وردت في ألإصحاح 19 من ألتوراة:
(( 1. فجاء الملاكان الى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم فلما راهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه الى الارض 2 وقال يا سيدي ميلا الى بيت عبدكما وبيتا واغسلا ارجلكما ثم تبكران وتذهبان في طريقكما فقالا لا بل في الساحة نبيت 3 فالح عليهما جدا فمالا اليه ودخلا بيته فصنع لهما ضيافة وخبز فطيرا فاكلا 4 وقبلما اضطجعا احاط بالبيت رجال المدينة رجال سدوم من الحدث الى الشيخ كل الشعب من اقصاها 5 فنادوا لوطا وقالوا له اين الرجلان اللذان دخلا اليك الليلة اخرجهما الينا لنعرفهما 6 فخرج اليهم لوط الى الباب واغلق الباب وراءه 7 وقال لا تفعلوا شرا يا اخوتي 8 هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا اخرجهما اليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم واما هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا لانهما قد دخلا تحت ظل سقفي 9 فقالوا ابعد الى هناك ثم قالوا جاء هذا الانسان ليتغرب وهو يحكم حكما الان نفعل بك شرا اكثر منهما فالحوا على الرجل لوط جدا وتقدموا ليكسروا الباب 10 فمد الرجلان ايديهما وادخلا لوطا اليهما الى البيت واغلقا الباب 11 واما الرجال الذين على باب البيت فضرباهم بالعمى من الصغير الى الكبير فعجزوا عن ان يجدوا الباب 12 وقال الرجلان للوط من لك ايضا ههنا اصهارك وبنيك وبناتك وكل من لك في المدينة اخرج من المكان 13 لاننا مهلكان هذا المكان اذ قد عظم صراخهم امام الرب فارسلنا الرب لنهلكه 14 فخرج لوط وكلم اصهاره الاخذين بناته وقال قوموا اخرجوا من هذا المكان لان الرب مهلك المدينة فكان كمازح في اعين اصهاره 15 ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين قم خذ امراتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك باثم المدينة 16 ولما توانى امسك الرجلان بيده وبيد امراته وبيد ابنتيه لشفقة الرب عليه واخرجاه ووضعاه خارج المدينة 17 وكان لما اخرجاهم الى خارج انه قال اهرب لحياتك لا تنظر الى ورائك ولا تقف في كل الدائرة اهرب الى الجبل لئلا تهلك 18 فقال لهما لوط لا يا سيد 19 هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك وعظمت لطفك الذي صنعت الي باستبقاء نفسي وانا لا اقدر ان اهرب الى الجبل لعل الشر يدركني فاموت 20 هوذا المدينة هذه قريبة للهرب اليها وهي صغيرة اهرب الى هناك اليست هي صغيرة فتحيا نفسي 21 فقال له اني قد رفعت وجهك في هذا الامر ايضا ان لا اقلب المدينة التي تكلمت عنها 22 اسرع اهرب الى هناك لاني لا استطيع ان افعل شيئا حتى تجيء الى هناك لذلك دعي اسم المدينة صوغر 23 واذ اشرقت الشمس على الارض دخل لوط الى صوغر 24 فامطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء 25 وقلب تلك المدن وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الارض 26 ونظرت امراته من وراءه فصارت عمود ملح 27 وبكر ابراهيم في الغد الى المكان الذي وقف فيه امام الرب 28 وتطلع نحو سدوم وعمورة ونحو كل ارض الدائرة ونظر واذا دخان الارض يصعد كدخان الاتون 29 وحدث لما اخرب الله مدن الدائرة ان الله ذكر ابراهيم وارسل لوطا من وسط الانقلاب حين قلب المدن التي سكن فيها لوط 30 وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه لانه خاف ان يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو وابنتاه 31 وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض 32 هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من ابينا نسلا 33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها 34 وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه فنحيي من ابينا نسلا 35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها 36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما 37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه مواب وهو ابو الموابيين الى اليوم 38 والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي وهو ابو بني عمون الى اليوم)).... أنتهى.
رائيل في تاويله للقصّة يذكر بأنّ ألسبب ألذي حدا بألإلوهيم ( ألكائنات ألقادمة من ألفضاء ) إلى معاقبة قوم لوط هو محاولتهم غزو ألفضاء للإنتقام من ألإلوهيم بسبب تشتيتهم في ألأرض، لذلك هيؤوا في عمورة وسدوم مركبة فضائية أستعدادا للحرب مع خالقيهم.
ونفهم من ألقصّة ألتوراتية أنّ ألسبب في إهلاك ألرب لعمورة وسدوم هو فسادهم وكثرة آثامهم، فهم كانوا يمارسون ألجنس مع ألرجال بدلا من ألنساء أي أنّهم كانوا شاذين جنسيا. في ألقصّة ألتوراتية نلاحظ تفاصيل غير أخلاقية، فأبنتا لوط تسقيان أباهما خمرا فيزني لوط بهما وهو غائب عن ألوعي، وتبرير ذلك رغبة ألبنتين بأستمرار ألنسل لعدم وجود رجل في ألأرض.
وألغرابة ألأخرى عرض لوط على قومه ممارسة الجنس مع بنتيه بدلا من ألملكين.
لَمْ يرد ذكر إسم ألمكان ( سدوم وعمورة ) في ألقصّة ألقرآنية، وإنّما وردت كقصّة للنبي لوط وقومه بصيغة مختصرة جدا:
توضح الآية 82 من سورة هود ماهية العذاب الذي وقع على قوم لوط (( فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّنْ سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ ))
الآيات الأخرى التي وردت فيها إشارات إلى قصّة قوم لوط:
سورة هود - الآية 70 -
(( فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ)).
سورة هود – الآية-74
(( فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ )).
في الآيتين أعلاه يذكر ألقرآن قصّة لقاء إبراهيم مع ألملكين قبل ذهابهما إلى قوم لوط وقد وردت هذه ألتفاصيل في ألإصحاح 18 من التوراة.

سورة هود – ألآية-81
(( قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ )).

سورة هود – ألآية-89
(( وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ۚوَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ )).

سورة الحجر – ألآية-59
(( إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ )).

سورة الحجر – ألآية-61
(( فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ )).


سورة الشعراء- ألآية-160
(( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ )).

سورة الشعراء – ألآية-161
(( إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ )).

سورة الشعراء – الآية-167
(( قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ )).

سورة النمل - الآية -56
(( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ )).

سورة القمر – الآية-33
(( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ )).

سورة الأعراف: 80-84
(( وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِيْنَ * إِنَّكُم لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّنْ دُونِ النِّسآءِ بَلْ أَنْتُم قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الغَابِرِيْنَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجْرِمِيْنَ)).

سورة القمر-ألآية-34
(( إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ ۖ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ )).
في سورة القمر-ألآية-34 نلاحظ بأنّ إبادة قوم لوط كان بإرسال الله عليهم حاصبا من السماء، ولكن في ألآية 82 من سورة هود يذكر ألقرآن بأنّ ألإبادة كانت بجَعَلْ عَالِي ألأرض سَافِلَهَا وَإمْطَارْ حِجَارَةً مِّنْ سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ على ألأرض، وفي ألآية 84 من سورة ألأعراف يذكر بأنّ ألله أمطر عليهم مطرا، أمّا في ألرواية ألتوراتية فتكون ألأبادة بإمطار الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من السماء.
سورة التحريم –ألآية-10
(( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )).
لم يرد في ألقرآن اية إشارة إلى ممارسة لوط الجنس مع بنتيه، ولكن جاء ذكر خيانة أمرأة لوط معطوفة على خيانة أمرأة نوح، ولا ندري ما هي نوعية هذه ألخيانة، فألقرأن لا يتطرّق إلى ألتفاصيل في بعض قصص الأنبياء، ورائيل أيضا يهمل هذه ألتفاصيل ويعتبرها ثرثرة شعرية لا تخدم أطروحته.
عند مقارنة ألأسلوب ألقرآني في سرد ألقصص نلاحظ بأنّ تفاصيل ألقصّة تأتي متناثرة في عدّة سور، وبعض ألآيات تتكرر بنفس ألصيغة أو بصيغة مختلفة وذلك لأنّ تأليف ألقرآن أستغرق مدّة 23 سنة لذا يتوجب على ألدارس للقرآن بحث وجمع خيوط أحداث القصّة من بين ثنايا عدة سور وتشذ عن هذه ألقاعدة قصّة يوسف فقد أُفرِد لها سورة كاملة في ألقرآن هي (سورة يوسف)، بينما نلاحظ بأنّ قصص التوراة تكون متكاملة يستطيع ألقاريء من فهمها مباشرة.

( كان من المعتقد أن تدمير سدوم وعمورة من الأمور الخيالية. حتى كشف الدليل الأثري أنّ الخَمس مدن المذكورة بالتوراة كانت بالفعل مراكز تجارية نشطة بالمنطقة، وكانت مواقعها الجغرافية هي بالضبط كما وصف الكتاب المقدّس. تشير الأدلة أيضاً إلى تواجد نشاط بركاني، وأن طبقات الأرض المختلفة قد انفجرت وتشتت عالياً في الهواء. فالبيتوفين منتشر بدرجة عالية هناك، والوصف الدقيق يبرهن على أن الكبريت (أحد مخلفات البيتوفين) قد سقط على تلك المدن، وهناك أدلة أخرى توضح أن الصخور الرسوبية قد اختلطت مع بعضها البعض بفعل الحرارة الهائلة. وهناك دلائل نراها فوق جبل سدوم تؤكد أن الحريق والتدمير الهائل الذي حدث في ذلك الزمن البعيد، ربما حدث بسبب انفجار خزان بترولي أسفل البحر الميت واشتعل ودمّر المنطقة.
أما مجلة"ناشونال جيوغرافي National Geographic الجغرافية فقد حررت هذه المعلومات في كانون الأول من عام 1957:
يرتفع قمة جبل باتجاه البحر الميت، لم يجد أحد حتى الآن المدن المدمَّرة: سدوم وغومورا، إلا أن الباحثين يرون أنهما كانتا في وادي سديم أمام المنطقة الصخرية، قد تكون مياه البحر الميت غمرتهما بعد زلزال مدمر.
يقول عالم الآثار الألماني وورنر كيلر: غاص وادي سديم الذي يتضمن سدوم وغوموراه مع الشق العظيم، الذي يمر تماماً في هذه المنطقة، في يوم واحد إلى أعماق سحيقة، حدث هذا الدمار بفعل هزة أرضية عنيفة صاحبتها عدة انفجارات، وأضواء نتج عنها غاز طبيعي وحريق شامل.)...... (الموسوعة الحرّة).

يقول رائيل: (( كما هو معروف ألآن فألحروق ألّتي تخلفها ألأنفجارات ألنووية للذين يكونون قرب ألإنفجار فيدّمرون بتحولهم إلى صنم من ملح )).
ألمعروف علميا بأنّ ألبشر وألأحياء ألمتواجدين في مركز ألإنفجار ألنووي يحترقون ويتفحمون ويتحوّلون إلى كربون، وليس إلى صنم من ألملح كما ذَكَرَ رائيل.
نلاحظ في ألقصّة ألتوراتية وألقرآنية لكارثة عمورة وسدوم أنَّ ألرب أو ألله قد عاقب قوم لوط مباشرة ولم يُمهلهم حتّى يوم ألقيامة، بألنسبة للدين أليهودي هذا ألأمر ليس بمستغرب لأننا لو تفحصنا التوراة لن نجد فيه ذكر للثواب والعقاب في يوم الحساب ولا للشيطان، بينما في ألدين ألمسيحي وألإسلامي نلاحظ أنّ ألشيطان يلعب دورا أساسيا كرمز للشر، وألعقاب وألثواب مؤجّل فيهما إلى يوم ألحشر.
إذنْ فهنالك أسلوبان مختلفان للثواب وألعقاب في ألأديان ألأبراهيمية ( اليهودية والمسيحية وألإسلام )، ألأسلوب ألمباشر كأنْ يٌنزِل ألله صاعقة مِنْ ألسماء على ألعاصي أوألمُذنِب فيُحرقه بعد أقترافه ألمعصية في ألحياة ألدنيا وكما حدث لبعض أليهود عندما عصوا أو خالفوا موسى وربَّه (( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُبِينًا )) سورة ألنساء، ألآية 153، وقد عاقب ألله أيضا بعض ألأقوام ألبائدة بصورة مباشرة كقوم فرعون (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ))...سورة ألأعراف، ألآية 133، وقوم عاد وثمود (( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ))...سورة فُصِّلت، ألآية 13، وقوم نوح (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ))...سورة ألعنكبوت، ألآية 14، فلمْ يُمهِل ألله هؤلاء حتّى يوم ألقيامة.
نلاحظ أنَّ ألله لَمْ يَستخدِم هذه ألأساليب ألمباشرة للعقاب في حقبة ألدعوة ألأسلامية بألرغم مِنْ طَلبْ ألمُشركين مِنْ ألله أنْ يُمطِرَ عليهم حجارة مِنْ ألسَّماء لكي يُصدّقوا بأنَّ محمّدا نبيُّ يوحى إليهِ (( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا ۙ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ *وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ *وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * )) سورة ألأنفال، ألآية 31- 33.
خلاصة ألقول، أنّ كارثة طبيعية كإنفجار بركان أو زلزال قد حدث في منطقة بحر الميّت، هذه ألكارثة أبادت ألاقوام ألتي سكنت تلك ألمنطقة، على اثر ذلك حاك مؤلفوا ألتوراة قصّة سدوم وعمورة وألملكان بتفاصيلها المنافية للمنطق، ثمّ أنتقلت هذه القصّة آلى التراث الإسلامي بصيغة مختصرة مع بعض التعديلات، وأخيرا جاء رائيل فأوّل ألقصّة بأستخدام خياله ألعلمي.



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع قاريء حول كتاب ثورة ألشك
- المعتقدات الانسانية الحديثة- 5-الرائيلية / برج بابل
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية - 4( قصّة ألطوفان )
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية -3 ( ألشجرة ألمحرّمة )
- هل كان بعض الصحابة والتابعين لمحمّد يعلمون أنّ القرآن من تأل ...
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-2
- المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية-1
- لعنة الذهب ألأسود-3
- لعنة الذهب ألأسود-2
- لعنة الذهب ألأسود-1
- المعتقدات الإنسانية-7
- المعتقدات الإنسانية-6
- المعتقدات الإنسانية-5
- المعتقدات الإنسانية-4
- المعتقدات الإنسانية-3
- المعتقدات الإنسانية-2
- المعتقدات الإنسانية-1
- الإنسان وألخالق
- الحج
- السحر والملكان هاروت وماروت


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - المعتقدات الانسانية الحديثة-الرائيلية / 6- عمورة وسدوم