اللورد بلير أمير كوت – العمارة

كهلان القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 970 - 2004 / 9 / 28 - 09:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

روبرت فنسك*: إن الأسوأ:هو الوضع في العراق, والأشنع: هي أكاذيب توني بلير
ترجمة: كهلان القيسي[email protected]

نحن ألان في زمن الازمة الكبرى, منذ أخر أزمات أمريكا الكبرى ( حادثة انهيار الاقتصاد الأمريكي في العشرينات), هذه هي الكيفية التي ندير بها حرب العراق أو حربنا الثانية في العراق. واللورد بلير أمير كوت – العمارة**, يريدنا أن نصدقه!!. الرهائن يستعرضون وهم يرتدون البدلات البرتقالية لتذكرنا بخليج كوانتاناموا, والمختطفون طالبوا بإطلاق سراح النساء اللاتي ألقى الأمريكان القبض عليهن, أبو غريب هذا ما يقصدون.
أبو غريب؟؟ أي إنسان يتذكر أبو غريب؟ يتذكر تلك الصور القذرة والبشعة, ولكن لا تقلق, فان هذه هي ليست صفات وطبائع أمريكا جورج !! وبالإضافة إلى ذلك قمنا بمعاقبة ( التفاح الفاسد) وهم ثلة من الجنود, الم نفعل؟. نساء ؟ لماذا؟, لم يتبقى لدينا إلا سيدتين فقط, وهما الدكتورة" جرثومة "والدكتورة "انثر اكس.."

ولكن العرب لا يتناسون بسهولة. لقد كانت هناك امرأة لبنانية اسمها سامية مالكي, هي أول من وضحت حقيقة دلالة صور أبو غريب للعالم العربي.
العراقي العاري وجسمه ملطخ بالبراز وظهره إلى الكامرة وذراعاه مشدودة إلى الأمام بمواجهة الوحش والشقراء الأمريكيين. كتبت على اللوحة " كل المأساة وتناقض الألوان تعطي حيوية للمشهد.

إن أفضل عمل فني زخرفي يمكنه أن يجذب المشاهد ليكون جزءا من العمل الفني " اجبر على الوقوف باستقامة وساقيه متقاطعتان أمام جذعه باستخفاف وذراعاه ممدودتان للحفاظ على التوازن هكذا بدا جسد السجين العراقي يشكل من القذارة و أظاء ه خافته وتمديدة تشبه الصلب (بفتح الصاد), إن هذا التمثيل يمثل جزء من امتهان لكرامة العرب التي تم إنكارها منذ زمن طويل. بخطيئة عالمية.وأنا أخشى من إن يكون هذا هو اقل العذابات التي حصلت في أبو غريب.

أما ماذا حل بكل أفلام الفيديو(من أبو غريب) الذي سمح لأعضاء الكونكرس بمشاهدتها بسرية والذي نحن –عامة الناس- لم يسمح لنا بمشاهدتها؟؟ لماذا وبشكل مفاجئ تناسينا أبو غريب؟؟
سيمور هيرتش – الصحفي الذي فضح قصة سجن أبو غريب- وهو الصحفي الوحيد من الصحفيين الأمريكان الذي يؤدي عملة بشكل صحيح, والذي تكلم في العلن عما حصل في هذا السجن الفظيع.
وهنا أورد جزءا مما قاله سيمور هيرتش مؤخرا: إن ابغض الأشياء التي حدثت هي الأشياء التي لم نعلم عنها شيئا, واضح؟؟ أفلام الفيديو, هناك نساء في السجن , والبعض مما نعرفه إنهن سربن رسائل للاتصال بأزواجهن في الخارج. هذا في أبو غريب. النساء اللاتي هربن رسائل إلى الخارج يطلبن فيها أرجوك تعال واقتلني بسبب ما حدث. والحقيقة إن ما حدث وهو إن هؤلاء النسوة اللاتي اعتقلن مع أطفالهن والشباب الصغار, الذين اغتصبوا أمام كاميرات الفيديو,, والأفظع من كل هذا إن الأطفال جميعا يتصارخون في هذا الفلم المرعب.

اعتياديا وعلى أية حال نحن تناسينا هذا, فقط هكذا كما وجب علينا أن لا نتكلم عن أسلحة الدمار الشامل. بالنسبة لنا التفاصيل القليلة تظهر يئس واستهتار بوش وتوني بلير لكي يجدوا هذه الأسلحة المرعبة الغير موجودة أصلا.
أنا لا اعرف بالضبط هل اضحك أم ابكي. فرق التفتيش الأمريكية المتنقلة ركزت على نقطة واحدة, وهي النبش في مركز قيادة الشرطة السرية في بغداد وذلك لإيجاد المفتاح للباب السري, هنا كانوا يعتقدون بأنهم سوف يجدون أسلحة الرعب التي كان بوش وبلير يصليان من اجلها وماذا وجدوا خلف هذا الباب !! مخزن كبير يحتوي على مكانس كهربائية. وفي مركز قيادة حزب البعث, فريق أخر كان بقيادة الميجر كنث ديل , كان الفريق يتوقع أن يكتشف التقارير السرية التي سوف تبوح بسر برامج صدام التسلحية, وتبين إن هذه الأوراق هي ترجمة عربية لكتب(A J P Taylor s)- أساليب النضال في أوربا. ربما على بوش وبلير أن يقرأها.

وإذا استمرينا بالتدحرج نزولا إلى أسفل سلم الرعب الذي صنعناه بأيدينا, يجب علينا الاستماع إلى الكذبة الأكبر ثم الأكبر. أياد علاوي, رئيس الوزراء الدمية,لا يزال يسمى خداعا" رئيس الوزراء المؤقت,من قبل العديد من زملائي الصحفيين , يصر على إن الانتخابات سوف تجرى في كانون الثاني , بالرغم من انه لا يسيطر على معظم العاصمة بغداد – ناهيك عن بقية إرجاء العراق- .
عميل المخابرات الأمريكية السابق, الذي رفض مطيعا إطلاق سراح سيدتين سجينتين, مجرد أن أعطته واشنطن أمر بان لا تفعل ذلك, قام بالواجب وهرول إلى لندن, ثم إلى واشنطن ليساند ويدعم أكاذيب بوش وبلير.

فعلا إنها حرب العراق الثانية. كم هي سخيفة هذه العبارة, وننحن الشعوب علينا هضمها.؟؟؟؟. وكما يقول اللورد بلير أمير الكوت نحن نجابه " محنة الإرهاب العالمي ". أما نحن ماذا نفعل بهذا الهراء؟؟ بالطبع , انه لم يقل لنا بأننا ذاهبون إلى حرب العراق الثانية , بينما هو الذي ساعد في حرب العراق الأولى, وانه لم يخبر العراقيين بذلك؟ هل فعل؟ لا , انه جاء ليحررهم , لذا يجب أن نتذكر ألازمة قبل أزمة ثم ألازمة قبل ألازمة.دعونا أن نعود إلى الوراء قليلا في نوفمبر الماضي وأثناء خطابة في الحفل التذكاري ل اللورد ميلر.( Lord Mayor1215 ).عن حرب العراق, لقد اخبرنا آنذاك وعلى ما يبدو انه لا يزال يشير إلى حرب العراق الأولى, كانت –" المعركة الأهم في القرن الواحد والعشرين".
جيد, انه يستطيع قول ذلك مجددا, ولكن فقط لنستمع إلى شيئا أخر مما قاله اللورد بلير سيد الكوت, يطلعنا عليه عن الحرب"إنها ستوضح طبيعة العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب. سوف تؤثر على تؤثر بشكل كبير على تطور التنمية في العالم العربي والشرق الأوسط.سوف تكون ذات أبعاد طويلة الأمد في مستقبل الدبلوماسية الأوربية والأمريكية". ويمكنه قول ذلك مرة ثانية, ألا يستطيع؟؟
بالنسبة للحرب انه من الصعب التفكير في أي شيء أخر غير الخطورة بالنسبة لنا وللغرب وللشرق الأوسط, وللمسيحية والإسلام, منذ الحرب العالمية الثانية – التي كانت حرب حقيقة فعلا- وليست حرب بلير في العراق.
وتذكر إن العراق سوف يكون المثال الجديد لكل الشرق الأوسط, وان كل دولة عربية سوف تريد أن تصبح كالعراق. والعراق كمثال سوف يكون الحافز لهذه الدول – ربما يكون هو محنة الشرق الأوسط الجديد. أرجوك لا تدعني اضحك...

لقد أصبت بالذهول خلال الأسابيع الماضية من كثرة الرسائل الواردة من القراء من نساء ورجال الذين حاربوا فعلا في الحرب العالمية الثانية, الذين كانوا غاضبين من إن بلير وبوش, كان يتوجب عليهم أن لا يقارنا هذا المستنقع الوحل مع الكفاح الحقيقي ضد الشيطان الذي مر عليه قرن من الزمن.
إن العراق يسير ألان ليشكل نموذجا مثاليا, وسيكون مثالا للشرق الأوسط الجديد.

* الاندبندنت 25-09-2004

**- كوت- العمارة تسمية إنكليزية قديمة للإطلاع انظر:
http://www.1914-1918.net/meso_bat8.htm

#كهلان_القيسي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل