أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد رجب التركي - نظرة تحليلية علي تفجيرات الاسكندرية-(1)














المزيد.....

نظرة تحليلية علي تفجيرات الاسكندرية-(1)


محمد رجب التركي

الحوار المتمدن-العدد: 3235 - 2011 / 1 / 3 - 17:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كان واضحا ان توقيت العملية الاجرامية التي حدثت بالاسكندرية واداتها مختارين بعناية ..فاليوم هو نهاية العام والوقت هو وقت صلوات الاقباط المسيحيين حيث الكنائس مكتظة بالمصلين والاداة هي التفجيرات الاكثر فتكا بالارواح واتلافا الممتلكات واثارة للذعر
واذا كانت العمليات الارهابية في مصر قد تضاءلت حدتها وخف اثرها بعد الضربات الامنية المتلاحقة في السنوات الاخيرة فان عملية تفجيرات الاسكندرية انما كانت مخططة وتسعي الي تحقيق اهداف اهمها :
• اولا: ان تعيد الي الاذهان مدي قدرة وسطوة تلك المنظمات الارهابية ..فالضجة الاعلامية الهائلة التي ترتبت علي التفجيرات هي ضجة تبدو فيها مصر في صورة العاجزة عن حماية ابنائها ..
• ثانيا :.كما تعني التفجيرات ضربة قاصمة الي اجهزة الامن المصرية رغم كل دعاوي تلك الاجهزة بحماية الاقباط المسيحيين الذين تلقوا عدة ضربات في اماكن مختلفة علي ايدي متعصبين ..
• وثالثا: تنفيذ رسالة قد تم توجيهها الي السلطات المصرية ..
• رابعا : ابلاغ القاصي والداني بقدرة جماعات التعصب ومنظماتة السرية الارهابية التي تتخذ من الاسلام شعارا لعملها الاجرامي واستعراض لقدرتها علي الاختراق والقيام بعملياتها ..
• خامسا : مواجهة الدولة المدنية بنقيضها من الدولة الدينية الفاشية ..حيث ان فظاعة التفجيرات ومانتج عنة من ضحايا هو اعلان قوة وسطوة وسيطرة واستمرار للجماعات الارهابية المتعصبة التي تسعي الي الاطاحة بالمجتمع المدني واستبدال الدولة المدنية بدولة دينية فاشية تقوم علي التعصب والقمع ..
ويكتمل هذا التحليل عندما نضعة في سياقة ونقارنة بما يحدث في دول عربية كالعراق واليمن والجزائر والسودان وغيرها من دول غير عربية .حيث ان لهذة المجموعات الارهابية امتدادا في الدول العربية وخارجها علي السواء ..وهي مجموعات تمتلك المال والسلاح والقدرة التنظيمية وتجد الدعم المالي من بعض الدول والدعم المعنوي والفكري من الشخصيات المتعصبة التي تلعب بالنار ولا تدرك ان انتصار تلك المنظمات الارهابية هو دمار للجميع وقضاء علي الاحلام في مستقبل مشرق .
هذة المنظمات الارهابية تتحرك من دولة الي اخري في نوع من الاستراتيجية الموحدة والتكتيك المتشابة والعمليات الارهابية المتماثلة حيث تعتمد تلك المنظمات علي: -
• سذاجة الجماهير الامية وبساطة وعيها في اشاعة مناخ التعصب والفرز الديني معتمدة علي العناصر الجامدة من التراث وعلي الفكر السلفي الوهابي للايهام بصحة منطلقاتها .
• فشل اجهزة التثقيف والتنوير في الدولة وفي قيامها بدورها فالاجهزة الاعلامية متخلفة حيث تنتشر قنوات فضائية سمحت بها الدولة تعلي من قيم التصديق والتسليم والاذعان والطاعة دون تفكير مسترشدة بالتفسيرات الغيبية والاعقلانية للدين ...بل انها تستخدم مخلفات الفكر السلفي في اكثر جوانبة تخلفا ومقولات متشددة لبعض الفقهاء الحنابلة في اشد عصور الدولة الاسلامية اظلاما ...هذة القنوات الاعلامية تعمل علي تفضيل تقاليد الاتباع علي مغامرات الابداع وتبث في اذهان البسطاء ليلا نهارا مايحول بينهم وبين الوعي النقدي بانفسهم او بواقعهم .
• الاخطاء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للحكومة حيث يلتقطها ويستخدمها شخصيات التعصب والتطرف لكي تطرح بدائل لاتختلف في تسلطها عن تسلط اعتي الحكومات الديكتاتورية او الفاشية .كما ان تلك المنظمات تستفيد من الفراغ الذي يعانية الشباب من مشاكل البطالة وحدة الفقر التي تفقد الشاب البائس املة في المستقبل وماينتج عن ذلك من ازمات نفسية ومادية وما يتعرض لة من قمع دائم ..حيث ان المقموع يعيد انتاج القمع الذي تعرض لة فتلعب تلك المنظمات في عقول من لم ينل منهم قدرا كافيا من التثقيف العقلاني لينقلب الي قنابل موقوتة للعنف وادوات لاعقل لها ولا ارادة ولاتفكير في خدمة التعصب والارهاب حيث تم برمجتها علي السمع والطاعة وتنفيذ الاوامر دون نقاش والاذعان المطلق لشيوخ العنف و التطرف ولمن يطلق عليهم امراء الجماعة
• انظمة التعليم المتخلفة التي تقوم علي التلقين الجامد فتزيد من التعصب بما تدعمة من تقاليد النقل وبما تبثة من عداء لروح الاجتهاد والابتكار والابداع
ان النظام الفكري الذي احتوي عقول الارهابيين كما يحتوي عقول اصحاب التعصب و الفرز الديني قد تسرب في ثقافتنا ويهددها بالدمار والخراب خصوصا حين نراة يخترق مؤسسات الدولة المدنية وينقلب بها رأسا علي عقب حيث يستبدل العقل بالنقل ...ويستبدل التسامح بالتعصب ..ويستبدل الحوار بالفرض ...يستبدل حق الاختلاف بمنطق الاجماع ..ويستبدل التعددية بالبعد الواحد ..والشك بالتصديق ..ويستبدل السؤال بالتسليم
هذا النظام الفكري العنصري الطائفي يرفض الحوار ويميل الي التلقين ..يلغي المبادرة الخلاقة ويعادي افق الابداع ويعمل علي الاغتيال المادي والمعنوي للاخر وللمخالف معتمدا علي خطاب اصولي سلفي لايدرك سوي وجة واحد للحقيقة متوهما انة يملكها دون غيرة .
هذا الخطاب الفكري بمناخة الثقافي هو بعينة الخطاب الذي ينتجة اعداء الدولة المدنية ..دولة المواطنة والديموقراطية والمجتمع المدني وذلك سعيا منهم لاستبدال الدولة بمؤسساتها المدنية الي دولة اخري فاشية ذات مسحة دينية تستمدها من اللحية والزبيبة الزائفة للشيخ المتعصب صاحب الفتاوي التي تحض علي الارهاب وكراهية الاخر
والسؤال الان الذي يمكن ان يطرحة البعض هو : ولكن مصر دولة مدنية وينص دستورها علي المساواة بين جميع المواطنين فما علاقة تلك الاحداث بالدولة المدنية والمواطنة ؟ وكيف يمكن تهيئة الارادة الجماعية للشعب المصري من اجل الوعي بالمشكلة والعمل علي حلها ؟؟
رؤية للحل في المقال القادم






#محمد_رجب_التركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نعمل علي اسقاط النظام ام تغييرة ؟
- رياح السموم
- هذة امراضنا و اسباب عجزنا عن التقدم
- الخروج من دائرة التخلف ..ما العمل ؟؟
- الانحطاط والتقدم و منهجان .. لايلتقيان
- اسئلة تبحث عن اجابة
- كيف يمكن ان ينطلق المصريون لتبوأ المكانة اللائقة بهم ؟؟ الجز ...
- كيف يمكن ان ينطلق المصريون لتبوأ المكانة اللائقة بهم ؟؟جزء ( ...
- قول لة في وشة ولا تغشة
- ازماتنا .....مالعمل ؟؟؟
- صدمة المستقبل
- دعوة ...وتحريض
- الجهاز المتعفن عائق اساسي للتنمية
- اجلاف الصحراء وانتكاسة النهضة المصرية
- اين هي يا اصحاب العقول؟
- بين هجرة العقول وغيبيات زغلول
- رأس الافعي والفتنة
- وان كنت ناسي ...افكرك
- شكوي الي خالق البشر
- لماذا لايفهم المصريون نخبنهم ومثقفيهم ؟


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد رجب التركي - نظرة تحليلية علي تفجيرات الاسكندرية-(1)