أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد رجب التركي - هل نعمل علي اسقاط النظام ام تغييرة ؟















المزيد.....

هل نعمل علي اسقاط النظام ام تغييرة ؟


محمد رجب التركي

الحوار المتمدن-العدد: 3192 - 2010 / 11 / 21 - 22:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


اسمع اصواتا من اتجاهات مختلفة تطالب باسقاط النظام ..وهناك فارق كبير بين من يسعون لاسقاط النظام ومن يدعون الي تغيير النظام .!! فما الفرق بين هذا وذاك ؟؟
بداية .يجب ان نعرف مامعني نظام سياسي ؟؟
لقد قدمت مصر للبشرية اول نظام سياسي عندما شيدت علي ارض وادي النيل اول دولة مركزية في التاريخ
والنظام السياسي هو مجموعة المؤسسات التي تتوزع بينها عملية صنع القرار السياسي وهي المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية..
اعتقد ان مصلحة الوطن تقتضي تغيير وتطوير النظام وتحديثة وليس اسقاط النظام .
فنحن نريد تغيير من يقودون ويترأسون النظام لانهم حاولوا وفشلوا وافسدوا وتعرقلت مسيرة التقدم ..فيجب ان يرحلوا لضخ دماء جديدة تكون قادرة علي قيادة الوطن والارتقاء بحياة مواطنية بصياغة دستور جديد يعمل علي ارساء الديموقراطية وتحقيق العدالة بين افراد المجتمع وبما ًيعيد للمواطن كرامته وللوطن عزته.
من مصلحة الوطن وابنائة تغيير النظام وتطويرة ليعود ممثلا للشعب مع ضرورة المحافظة علي نظام الدولة المصرية المدنية بسلطاتها الثلاثة التشريعية والقضائية والتنفيذية و استقلال كل منها والفصل بينها. و حياد الدولة حيال الديانات. فالدولة المدنية يعني دولة المؤسسات التي تقوم على الفصل بين الدين والسياسة.. فالدولة المدنية الدستورية مهمتها هي المحافظة على كل عناصر المجتمع بغض النظر عن القومية والدين والجنس والفكر وهي تضمن حقوق وحريات جميع المواطنين باعتبارها روح مواطنة تقوم على قاعدة الديمقراطية وهي المساواة في الحقوق والواجبات بينما الدولة المذهبية أو الدينية والتي يكون مرجعيتعا هي العقيدة( أية عقيدة كانت) لا تؤمن بحق جميع المواطنين ان يكونوا على قدم المساواة طالما أن القانون الديني يميز بين العقائد والتوجهات الفكرية والسياسية .
لم تعد مسالة اسقاط لنظام تشكل مقدمة للتغيير والتقدم والعدالة الاجتماعية والسير نحو التحرر بل اصبحت الممهد الصريح والواضح لنشر فوضى طائفية عنصرية عامة لا تتوقف اثارها عند حدود اسقاط النظام بل تستمر آلياتها لتشمل تغيير الهوية الوطنية وتقسيم الوطن الواحد وتفتيتة الي اشلاء .
وخير دليل ما حدث في العراق تحت شعار اسقاط النظام من فوضى مخططة وتدمير منهجي للوحدة والهوية الوطنية ولتاريخ وتراث وثروات العراق
ولهذا فاننا ننشد تغيير النظام وليس اسقاطة علي ان يكون التغيير في ظل استقرار تماسك وطني

ما يريده اعداء الامة المصرية هو ان نصنع مأسي الصراع الطائفي بايدينا نحن تحت غطاء اسقاط هذا النظام وما يؤدي اليه ذلك من فتح ابواب جهنم علينا والسماح لكل انواع التشرذم بالظهور.
ومرة اخرى واخرى : ما حصل في العراق تحت غطاء اسقاط النظام قاد الى الشرذمة وصراعات لم تكن تخطر ببال احد
الاشكال المؤسسية للنظام في مصر موجودة منذ اسسها محمد علي بدولة مدنية علي غرار دول اوروبا الحيثة ..وهذة المؤسسات هي مؤسسات نظام الدولة المصرية نفسها التي كانت موجودة ايام الملكية وهي نفسها نظام المؤسسات التي كانت موجودة ايام الحقبة الناصرية ...وهي نفس نظام المؤسسات التي كانت موجودة ايام السادات وهي نفسها في الموجودة ايام مبارك ....الذي تغير هو الاشخاص الذين استعملوا نفس النظام ونفس مؤسسات ونظام الدولة المصرية في تسير سياساتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ....نحن لانسعي الي اسقاط النظام ...لان اسقاط النظام معناة نظام بديل هو نظام الاخوان الديكتاتوري الدموي
اسقاط النظام معناة نظام اخر وهو ماتسعي الية كل الحركات الدينية والطائفية ومنها الاخوان المسلمين الذين يهدفون الي اسقاط هذا النظام واقامة نظام اسلامي علي غرار النظام الايراني والمرشد الاعلي و مجلس الملالي.وامارة حماس في غزة التي قضت علي الوحدة بين الفلسطينيين وشطرتهم الي نصفين ...الدولة الدينية ...يعني الدولة الديكتاتورية الفاشية التي لاتعترف بمؤسسات الدولة المدنية ...
ولماذا الدولة الدينية ديكتاتورية فاشية ؟؟؟ لان الدين هو ركيزة الحكم وبما أن الشريعة مصدرها الإلهي فهذا يعني أن أحكامها مقدّسة ومطلقة وغير قابلة للنقاش والتحوير. وبما أن السلطة الإلهية ليست في الواقع سوى سلطة الخليفة او المرشد أو الأمير الذي يسهر على صيانة تطبيق الشريعة فإن مؤسسة الخليفة أو المرشد او الأمير تصبح بدورها مقدسة تمثل سلطة لها صلة بالسماء. وهذا المفهوم للسلطة هو الذي تلخصه نظرية "الحاكمية لله" أو "الحق الإلهي في الحكم .
الإسلاميين بدؤوا منذ قرابة السنتين يتظاهرون بتغيير سلوكهم السياسي ويزعمون أنهم يقبلون "بالتعددية السياسية" وبحق الشعب في اختيار من يمثله حتى ولو كان حزبا شيوعيا.
كما أنهم أصبحوا يمدون يدهم لأحزاب مابسمي بالمعارضة من أجل "العمل المشترك". وهذا السلوك لا يغيّر في حقيقة الأمر من طبيعة الاخوان في شيء بل إنه مجرد تكيف مع الواقع لا يمكن فهمه إلا في نطاق "تكتيك الدعوة" الذي يعتمدون فيه على كل الطرق الممكنة بغية الوصول إلى السلطة. وساعتها ينفذون برنامجهم الفاشستي
وقد رأينا في الانتخابات التشريعة السابقة في مصر وبرضى الحزب الحاكم تحالف الإخوان المسلمون مع حزب الوفد وتحصّلوا على مقاعد في البرلمان
ما يحرك الاخوان هو أولا وقبل كل شيء كيفية استعمال احد الاحزاب او القوي المعارضة لضرب الأخرى والاندساس في بعضها لفرقعتها وما إلى ذلك من الأساليب الجهنمية التي لا تخضع لأي أخلاقية سياسية
ونلاحظ هناك حجة يروجها أعداء الدولة المدنية الديموقراطية وهي قولهم : بما أن الشعب كله أو أغلبه مسلم فلماذا يحرم من أن تكون دولته معتنقة لدينه؟
و يبدو هذا الموقف ظاهريا ديمقراطيا. كأنه يعبر عن حق احترام الاغلبية في المجتمع.... ولكنه في جوهره معاد للديمقراطية. ففي ظل الديانة الواحدة توجد مذاهب و عدة فرق.. كل منها يعتبر نفسه الممثل الوحيد للدين ويكفر ما عداه من الأحزاب الأخرى. وفضلا عن ذلك يوجد أتباع ديانات أخرى من مسيحيين وبهائيين وأشخاص لا يؤمنون بأيّ دين فهل من باب الديمقراطية أن تفرض فرقة من الفرق الدينية تحت غطاء أن ( الشعب مسلم ) معتقدها وأن تقمع جملة المعتقدات الأخرى وتحرمهم من حقوقهم السياسية؟
وعلينا ان نلاحظ ايضا انة وحتى الثمانينيات لم نسمع بوجود فتنة بين المسلمين والمسيحيين او فتنة شيعية سنية في مصر ولم نسمع بفتن طائفية سنية شيعية في المغرب العربي والسودان ولم نسمع بوجود دعوة انفصالية للبربر في المغرب العربي ولم يكن انفصال شمال العراق موجودا قبل التسعينيات ولم تظهر دعوة لاقامة كيان شيعي طائفي ولا اقليم طائفي سني في العراق.. ولم نسمع بتغيير الولاء من ولاء للوطن الي ولاء للطائفة ..كما يحصل في لبنان والعراق والبحرين والكويت والامارات والسعودية وكما يحدث في مصر من الولا للكنيسة او الولاء للامة الاسلامية بدلا من الوطن ... ولم تتضاعف التهديدات لوحدة السودان الا بدءا من التسعينيات ومحاولات فصل جنوبه عن شمالة.. ولم نسمع بمحاولات اعادة اليمن لعهد التشطرين الوحدة اليمنية بجمهوريات وامارات في كل محافظة... الخ.
ان هذا الوضع الخطير جدا والمصيري يفرض علي كل عاقل ان يعرف ان هناك من يتربص بالوطن .
ومن لا يستطيع ان يفرق بين معني اسقاط النظام والهدف منة وبين تغيير النظام وتطويرة وتحديثة فلن يفهم ما يحدث ابدا وان فهمه فهو فهم اعور



#محمد_رجب_التركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياح السموم
- هذة امراضنا و اسباب عجزنا عن التقدم
- الخروج من دائرة التخلف ..ما العمل ؟؟
- الانحطاط والتقدم و منهجان .. لايلتقيان
- اسئلة تبحث عن اجابة
- كيف يمكن ان ينطلق المصريون لتبوأ المكانة اللائقة بهم ؟؟ الجز ...
- كيف يمكن ان ينطلق المصريون لتبوأ المكانة اللائقة بهم ؟؟جزء ( ...
- قول لة في وشة ولا تغشة
- ازماتنا .....مالعمل ؟؟؟
- صدمة المستقبل
- دعوة ...وتحريض
- الجهاز المتعفن عائق اساسي للتنمية
- اجلاف الصحراء وانتكاسة النهضة المصرية
- اين هي يا اصحاب العقول؟
- بين هجرة العقول وغيبيات زغلول
- رأس الافعي والفتنة
- وان كنت ناسي ...افكرك
- شكوي الي خالق البشر
- لماذا لايفهم المصريون نخبنهم ومثقفيهم ؟
- هل حقا المصريون جبناء كما يقول البعض؟


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد رجب التركي - هل نعمل علي اسقاط النظام ام تغييرة ؟