أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد رجب التركي - الخروج من دائرة التخلف ..ما العمل ؟؟















المزيد.....

الخروج من دائرة التخلف ..ما العمل ؟؟


محمد رجب التركي

الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 10:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من المؤكد ان الامم التي اخذت بالمنهج العلمي في التفكير واشاعتة بين ابناء وطنها اسستطاعت ان تحقق التقدم في كافة المجالات وبالتالي ترقية حياة مواطنيها في التعليم والرعاية الصحية وكافة الانشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ..وعلي العكس من ذلك الامم التي لم تأخذ بالمنهج العلمي فقد كان مصيرها التخلف والازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وانعكاس ذلك علي حياة مواطنيها من الام ومعاناة وبؤس وشقاء
ولكي نأخذ بهذا المنهج العلمي يجب ان نتعرف علي الخصائص والمقومات التي تميز هذا المنهج العلمي وهي :
اولا : نبذ كل مالا يتفق مع العقل باعتبارة القوة المميزة للجنس البشري وهو مايعني بالضرورة الابتعاد عن الاراء والافكار التي ترجع بعض الاحداث التي تبدو خارقة الي قوي خارجية اعجازية يصعب تحديدها او فهم كنها والطريقة التي تتدخل بها في حدوث تلك الاشياء ...وهذة الخاصية تتعارض مع مانجدة في المجتمعات المتخلفة البدائية ..كما وانها خاصية تميز المجتمعات المتقدمة الذي تصطبغ بشكل عام بالصبغة العقلانية في معالجة الامور ( بصرف النظر عن الاستثناءات الفردية ) حيث يستطيع الانسان في تلك المجتمعات ان يتعامل مع البيئة بقدرة وكفاءة دون ان تكون لدية قكرة عن القوانين العلمية التي يمكن بها تفسير الظواهر الطبيعية
ثانيا : اخضاع كل شيئ للتساؤل بقصد معرفة ماهية الاشياء واسباب حدوثها ...ولعل ابلغ ماقيل في ذلك هو للفيلسوف الالماني " فيلهام ديلتاي " عن الشاعر الالماني " جوتة " حيث يقول (ان كل شيئ يالنسبة لة كان يعتبر مشكلة فلم يكن هناك ما يرضية علي الاطلاق ) وهذا يكشف عن طبيعة العمل العقلاني العلمي الذي لايقنع بما هو ظاهر ويحاول الكشف عما وراء الظاهر .
فالتفكير العلمي لايقنع بالمسلمات ولا الواقع القائم علي علاتة بل يبحث عن اسباب قيام ذلك الواقع دون الاخذ بالتفسيرات الظاهرية
ثالثا :ان تكون هناك حدود فاصلة بين التفكير العلمي والتفكير الغيبي ...وهذة الخاصية دائما ما تؤدي الي صدام قوي بين العلم والدين ..فتاريخ الشعوب الغربية حتي وقت قريب ومنذ العصور الوسطي كان مليئا بمثل هذة الصراعات وبدون تفاصيل يكفي ان نشير الي موقف الكنيسة من اعمال " ابن رشد " و "جاليليو" ..بل انة في الربع الاول من القرن العشرين اثيرت في امريكا والتي تعتبر احد المواطن الهامة في حرية الفكر مشكلة تدريس نظرية التطور في المدارس العامة نظرا لاختلافها عن راي الدين في نشأة الجنس البشري.. ثم عادت المشكلة مرة اخري في الثمانينيات ووصلت الي المحاكم وحدث صراع عنيف بين العلماءوالمتدينين من مستويات ثقافية مختلفة من الشعب الامريكي الذين كانوا يطالبون بعدم تدريس نظرية داروين لمخالفتها للدين ...ولم تجد المحاكم التي اثير فيها المشكلة حلا للموقف سوي ان تقرر تدريس كل من النظرية العلمية والراي الديني في المدارس .
وليس من شك في ان وضع القيود علي اطلاق حرية التفكير والتعبير عن الراي ومناقشة الراي بالراي الاخر يحد من القدرة علي التفكير العلمي الذي يقوم علي التساؤل والبحث والتدقيق والابتعاد عن المسلمات التي لاتستند الي وقائع وحقائق يمكن اثباتها والتدليل علي صحتها والجراة علي ارتياد كل مجالات الحياة ...
كما وان هناك كثير من الاعتبارات التي ليس من الضروري ان تكون اعتبارات دينية فقد تكون هناك اعتبارات سياسية او اقتصادية تضع تلك القود علي انطلاق الفكر ومناقشة امور معينة مناقشة علمية او عقلانية مجردة من الاهواء والاراء السابقة والايديولوجيات ..تلك الايديولوجيات التي تعتبر هي ذاتها من اكبر العوائق التي تعطل التفكير العلمي العقلاني ...
ومثال علي ذلك موقف الولايات المتحدة من تدريس كتاب عالم الاننثربولوجي الامريكي لويس مورجان عن المجتمع القديم وكيف تطور المجتمع الانساني من ابسط اشكالة من المجتمع المشاعي ثم البدائي حتي وصل الي المجتمع الصناعي الذي ظهر نتيجة الثورة الصناعية في القرن 19 وتعرض الكتاب لتطور النظم الاجتماعية والاقتصادية وهو ما تاثر بة انجلز وماركس وانعكس ذلك علي كتاباتهما ..فاذا بالحكومات الامريكية تمنع تدريس كتاب مورجان وهو موقف غير علمي.
وفي مقابل ذلك فقد ظهر في مصر في الاربعينيات من القرن العشرين كتاب لمؤلف كان يعمل مدرسا بالمدارس الثانوية بالاسكندرية ويدعي اسماعيل ادهم .الذي تلقي تعليمة في الاتحاد السوفيتي ...كان عنوان كتاب ( لماذا انا ملحد؟؟) وهو عنوان مثير تصدي لة عدد من مفكرين ورجال الازهر بمناقشة علمية ومنطقية وظهرت مقالات عديدة بعنوان ( لماذا انا مسلم ؟؟) .
وهذا موقف يكشف عن مدي حرية الراي وحرية التعبير عن الفكر وعن نمط التفكير ..الذي نصفة هنا بانة علمي من رجال الازهر الذين يحملون لواء لدين فقد لجأوا للحوار المنطقي الهادئ الواعي العقلاني دون ان يقابلوا الموقف بالتشنجات التي لم تكن تظهر بعض الحقائق الدينية التي كانت تخفي عن القارئ العادي ...
اوالمهم من هذا كلة انة لن يقوم تفكير علمي بالمعني الصحيح بدون حرية وبدون تسامح ورغبة في الحوار مع عدم اخفاء الحقائق او تزيفها ..
وليس من شك في ان وسائل الاعلام يمكن انتلعب دورا اساسيا في ذلك بدلا من ذلك الميل الي العتيم الدي نجدة في وسائل الاعلام بوجة عام وبدلا من تجاهل او حتي التضليل لابد من مواجهة صريحة تقوم علي المنطق .
فالتفكير العلمي اذن موقف في المحل الاول لة خصائثص ومقومات وخصائص معينة يتجاوز بها مجال العلم بالمعني الدقيق ..وهذا الموقف هو الذي يجب ان يكون لة الاولوية المطلقة في الحديث عن التفكير العلمي اما معرفة قوانين العلم واجراء التجارب وما اليها فهي امور تأتي في المرتبة الثانية رغم اهميتها التي لاجدال فيها
والخلاصة ان التفكير العلمي ليس قاصرا علي المشتغلين بالعل والبحث العلمي فقط بل يمكن لاي انسان ان يستعملة في التعامل مع مايواجهة من مشكلات كاسلوب متميز في النظر الي الامور وطريقة خاصة في معالجة المشكلات ومنهج منظم في لفهم العالم والتعامل مع الاحداث حتي يمكن التنبأ بحدوثها ويتحكم فيها ويضبطها .
رابعا : كذلك من خصائص التفكير العلمي ايضا الموضوعية ..فاذا تحدث فنان عن نهر النيل فقد يقول ( انة ينبع من قلبي وان مياهة تتدفق حزينة غاضبة وكأنها شلال من الدم ) ...اما عالم الجغرافيا فانة عندما يتحدث عن نهر النيل فانة يحدثنا عن طولة بالكيلومترات ومساحتة بالكيلو متر المربع وعن البلاد التي يمر بها وكمية المياة المتدفقة بالمليارات من الامتار المكعبة .فالشاعر يمزج حديثة بمشاعرة اما العالم فانة يتجرد من تلك المشاعر ويركز علي الموضوع وهذا مانسمية بالموضوعية .
اذا كانت هذة هي السمات والخصائص التي يجب اتباعها كمنهج لامناص منة في وضع حلول لمشاكل مجتمعاتنا والخروج من دائرة التخلف بهدف ترقية حياة ابناء الوطن ..فما هي المعوقات التي تقف حائلة دون اسخدامنا لة ؟؟
ان ذلك يعود لأسباب عدة علينا التعرف عليها وسنعرضها في المقالة القادمة



#محمد_رجب_التركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانحطاط والتقدم و منهجان .. لايلتقيان
- اسئلة تبحث عن اجابة
- كيف يمكن ان ينطلق المصريون لتبوأ المكانة اللائقة بهم ؟؟ الجز ...
- كيف يمكن ان ينطلق المصريون لتبوأ المكانة اللائقة بهم ؟؟جزء ( ...
- قول لة في وشة ولا تغشة
- ازماتنا .....مالعمل ؟؟؟
- صدمة المستقبل
- دعوة ...وتحريض
- الجهاز المتعفن عائق اساسي للتنمية
- اجلاف الصحراء وانتكاسة النهضة المصرية
- اين هي يا اصحاب العقول؟
- بين هجرة العقول وغيبيات زغلول
- رأس الافعي والفتنة
- وان كنت ناسي ...افكرك
- شكوي الي خالق البشر
- لماذا لايفهم المصريون نخبنهم ومثقفيهم ؟
- هل حقا المصريون جبناء كما يقول البعض؟
- كيف ومتي تحول المصريون الي الاسلام وتكلموا العربية ؟؟ (جزء1)
- كيف ومتي تحول المصريون الي الاسلام وتكلموا العربية ؟؟ (جزء2)
- مصر في خطر


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد رجب التركي - الخروج من دائرة التخلف ..ما العمل ؟؟