أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الزهراء المرابط - الناقد المغربي عبد العاطي الزياني... في ضيافة المقهى؟؟!















المزيد.....

الناقد المغربي عبد العاطي الزياني... في ضيافة المقهى؟؟!


فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 21:49
المحور: مقابلات و حوارات
    



- الحلقة 71 -

من زاكورة، قاص وشاعر وناقد، أقبل على امتهان سؤال التأويل وفن الفهم في نصوص الإبداع الشعري والسردي، سيصدر له قريبا كتاب نقدي بعنوان: " السرد والواقع : نحو تخييل رمزي للمعيش اليومي في الإنجاز القصصي والروائي المغربي"، من أجل التعرف على الناقد المغربي عبد العاطي الزياني وعلاقته بالمقهى كان الحوار التالي...

من هو عبد العاطي الزياني ؟

أكثر الناس خفاء على نفسه وعلى الناس من كان وكده الحفر المستمر في رحاب الفكر والأدب لأنه يتحول آنا بعد آن نحو ما يود أن يصيره، ومن ثم يعيد باستمرار النظر في بداهاته وسلوكاته ويقينياته، التي تعكس طبيعته النفسية ومواقفه من ذاته ومن الوجود والإنسان .ولذلك فهذه الأنا يتعدد إدراكها سواء من صاحبها أو من الآخرين، لأنها من جهة نسبية وسطحية عادة من جهة الإدراك، ومن جهة أخرى تتسم بالتباس دقيق قلما يدركه الكثيرون، لأن صفة الثبات عند الكائنات في عالم اليوم زيف مطبق، لعلي مازلت أبحث عن أناي الجديرة بي وبما أسعى إليه، رغم أن من يحيط بي قد يتلقاني في إطار يتقاطب تماما بما أرى بي نفسي، وقد يدركني بما لا أحسه اتجاه ذاتي، مادامت مسيرة الإنسان صوب ذاته أبدية تحث الخطى دون أن تبلغ الضفة.
ويرى علماء النفس أن الإنسان يمتلك أربع صور عن ذاته، الصورة الأولى تتعلق به وبتقيمه الواقعي لها والثانية تتصل بمناه لها وعنها وحولها. والثالثة كما يعتقد أن الناس يروه والرابعة كما يأمل أن يتلقاه الناس عنه.
عموما عبد العاطي الزياني درعي المولد وجنوبي الموطن ومغربي المزاج وشرقي الوجدان، ولد عام 1971 درس بزاكورة ولما حصل على الباكلوريا عام 1991 انتقل إلى كلية الآداب بأكادير ليحوز من الإجازة في الأدب عام1995. ليواصل دراساته العليا بالرباط ومنها حاز شهادة الدكتوراه في الآداب عام 2004.
عمل أستاذا للتعليم الإعدادي ثم للثانوي التأهيلي
انخرط في العمل الجمعوي في جمعيات: الشعلة للتربية والثقافة ونادي الكتاب وأخيرا نادي الهامش القصصي.
نشر مقالات نقدية في الشعر والمنهج والرواية بجرائد وطنية ومغاربية ودولية وعربية
صدر له ثلاثة كتب:
- التراث النقدي والتأويل 2007
- الماكرو تخييل في القصة القصيرة جدا 2009
- السرد والتأويل دراسات في الرواية و القصة المغربية.
عشق الشعر زمانا ، ثم استهوته جنة السرد فتاه في ملكوت عبد الرحمان منيف وملح غابرييل كارسيا ماركيز ومخاضات أحلام مستغانمي المرة والكثير من روائع السرد القصصي والروائي لعديد الكتاب المغاربة والإخوة العرب و الكتاب العالميين.
يحاول تجريب بعض آليات النقد والتأويل في النصوص الإبداعية، رغم أنه كتب عشرات القصائد التي قرأها في أمسيات شعرية، وجمعها في سفر أسماه " طائر جريح " ومجموعة قصصية مخطوطة بعنوان " الثوب الرث". ومخطوطات لأكثر من بدايات روايات. أخفى قصصه وقصائده عن الناس إلا قليلا رغم أن شعرية لغته النقدية تفضح تورطه في محبة الشعر وألفته، فأقبل على امتهان سؤال التأويل وفن الفهم في نصوص الإبداع الشعري والسردي.
وإجمالا فإنه مازال في بداية الطريق حقا و لا يدعي أي سابقة كما لا يزعم لنفسه النضج ولا استواء التجربة، فسؤاله النقدي متحفز للتطوير والتثوير والشحذ قدر المستطاع.

كيف جئت الى عالم الكتابة والنقد بشكل خاص؟

هويتي الإبداعية والنقدية ترتبط بمساري الدراسي والجامعي، ذلك أن انتمائي لأصقاع المغرب غير المنتفع كثيرا بخيرات الوطن الحبيب مكنني من فائض عارم من الوقت، في الطفولة قطعت زمنه بالقراءة النهمة، لكل ما بلغته يداي، كتب الخزانات المدرسة أو ما يعيروه الأساتذة، رغم أننا ولحد الساعة لا نتوفر في زاكورة على خزانة بلدية، باستثناء خزانة دار الثقافة التي فتحت أبوابها منذ ثلاث سنوات، ذاك النهم مكنني وجيلي من الاقتراب من نصوص شعرية وحكائية حديثة وقديمة القدر، وهو ما أزعم أن ناشئة اليوم لن يتمكن من التواصل معه في السن المبكرة ذاتها التي كنا نقضم المتون.
كما لا أنكر مجهود مدرسي الإعدادي والثانوي في إسهامهم الجبار في غرس شجرة الأدب ومحبته فينا، إذ فتحوا أعيننا على عيون الشعر والنثر، و يسروا أمر الاقتراب من النصوص، كما أن انتمائي لشعبة اللغة العربية وآدابها يسر لي أمر الاقتراب من النص العربي من خلال نظريات الأدب ومناهج التحليل، فقد أفدت من ذخائر مفاهيمية ومنهجية جلى من أساتذتي بجامعة ابن زهر بأكادير وبجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث ضخت الجامعة قدرا طيبا من عشق النقد وألفة التأويل فيَّ. كيف لا وقد تشرفت بالتلمذة على يد شيوخ كبار في النقد والتأويل والقراءة واللائحة طويلة، سواء تم ذلك بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، واختياري للنقد أملاه مساري الدراسي والجامعي وطبيعة التخصص الذي اخترته للدفاع عن أطروحة الدكتوراه. وقد استمر ذلك أيضا في المشاركات في الملتقيات التي ينظمها نادي الهامش القصصي أو غيرها مما تنظمه بعض الجمعيات وأدعى إليه.

هل يساهم النقد في تشجيع المبدع المغربي أم في فشل تجربته الإبداعية؟

نشأ النقد المغربي بوصفه فعالية فكرية ومعرفية منهجية ضمن إشكالات خاصة، تتعلق بالوضع الاعتباري للأدب والأديب غير منفصل عن هوية المجتمع ورؤيته لذاته وهمومه وإشكالياته وصيغ تدبيرها. الجواب بالنفي أو الإثبات لا يحل الإشكال لسببين :
1 – طبيعة الإبداع المغربي الذي اقدر أنه بات اليوم أكثر رسوخا وإلحاحا على الإبداع والجدة، فقد كان مساره الممتد من مطلع العصر الحديث إلى الآن يعيش مخاضات مختلفة ومتقاطبة أحيانا. كما أن أدبية الأدب ظلت تطرح باستمرار أكثر من سؤال، ومن ثم فدور المؤسسة هو كشف ما يعتريه من نقص قصد تطوير التجربة من جهة والإشارة إلى مناحي تميزه من جهة أخرى، والحال أن هذا الأمر غائب بسبب حداثة النقد وقلة المجلات المتخصصة وانعدام الإمكانات الميسرة لعمل كهذا.
2- طبيعة النقد المغربي الذي ظل منذ ولادته متجاذبا بين الشرق والغرب ولم يتمكن من فرض هويته والاستفادة من المثاقفة مع الإنجازات الغربية إلا في نهاية السبعينات، فهو نقد يطلب الاعتراف من الشرق بجدارته، وفي الآن نفسه يحيى بترياق الغرب ومطره المنهجي، وكلاهما يطالبه بقربان ( النص الإبداعي في الشرق وملاحقة الرؤية الغربية في الأدب لدى الغرب).
ولذلك يبدو مفهوما لماذا لا يسير هذا النقد بالمتوالية نفسها التي يتطور بها الإبداع، حيث وتيرة الاصدارات متسارعة وشروط القراءة والنقد تختلف، إذ يحتاج الأمر قدرا ضروريا من النضج والزمن، ولذلك لا يمكن أن يكون النقد مواكبا. حتى ولو كان النقاد مهتمين أصلا بذات الإبداع لما أمكنه الاقتراب من هذا الكم الإبداعي في السرد والشعر.
لأن الناقد هو في الأصل أستاذ أو موظف أو بدون عمل، ولذلك فالنقد ليست حرفته اليومية، والاقتراب من أثر أدبي إنما يتم من خلال إشكالية نقدية أو أدبية، إذ لا يمكن لأي قراءة أن تكون جديرة بالانتماء إلى عمارة النقد في ظل غياب إشكال يبنيها وسؤال يسعها.
ومن ثم فنقدنا ما يزال في بداياته تتقاذفه الزبونية والمحاباة والإخوانية و الاجترار والمزاجية وغير ذلك، اللهم النقد الأكاديمي المقيم خلف أسوار الجامعات والمعاهد المتخصصة، هذا له أسسه وأولوياته وطوقه وعمقه وأسئلته، وهذا عادة ما يتسم بالبطء في تطوير صلاته بالإبداع المغربي المعاصر، حيث يختار نماذجه من رموز وقمم إبداعية توفر لمدونته النقدية تلك صفات النضج والشمولية والعمق.

ما هي طبيعة المقاهي في زاكورة؟ وهل هناك مقاهي ثقافية؟

المقاهي في زاكورة تجتر اليومي وتعيش على مخلفاته، المقهى ممر يومي يضطر إليه إنسان القرن العشرين في الدول التي ما تزال تملك فائضا من الوقت للثرثرة.
ولذلك فمواضيع الناس فيها كما في غيرها من مقاهي المدن الأخرى أبعد ما تكون عن الثقافة والعلم والسجال والنقاش الهادف، إذ قلما تجد ثلة تلازم المقهى وتكون من وراء ذلك مشاريع راقية،إذ لا تعدو أن تكون النقاشات من أكل وشرب ولباس وعلاقات وعمل وزمالات مواضيع يومية مكرورة، ولعلها كما يبدو جليا للعيان محلات للتجارة وإنتاج اللغو حول الآخر، وقلما تختلف في هكذا وضع مع مثيلاتها في باقي مدن المغرب الشمالية أو الجنوبية، ذلك أن هاجس الربح هو ما يجعل مالكها يتحرك في اتجاه تجديد فضاءاتها أو تنويع ملامحها أو تحيين خدماتها. إذ رغم أن السياقات السياحية أوجدت مقاه ورياضات ذات فضاءات غاية في الجمال والروعة، غير أن التجارب التي بادرنا بها اتجاه هذا النوع تركت لدينا انطباعا سيئا للغاية واشمئزازا لا حد له من أصحابها، في البداية بدت لنا إمكانية الاستعانة بها لمطارحة سؤال الإبداع والنقد غير أننا تأكدنا في النهاية أن المال له عليهم سلطان مطلق. وهو العملة التي يتعامل بها ملاك الرياضات، والربح أول سفير بين الطرفين الجمعيات والرياضات، ولذلك فنحن مازلنا نبحث عن مقاه على شكل رياضات بزينة تقليدية تتعايش فيها عصور الإبداع في العمارة والخزف والكتابة، وأكاد أجزم أن ليس في زاكورة لحد اللحظة أي مقهى ثقافي بالمواصفات الحقة لذلك إلا في مناسبات قليلة جدا.

هناك علاقة وطيدة بين المقهى والمبدع ما رأيك في ذلك؟

قد تكون المعادلة كذلك إذا اعتبرنا المقهى ذا جدر طبيعي في المدينة، ويمثل عامل جذب مستمر للقراء بسبب جودة خدماته واتساعه ورحابته واتصافه بما ييسر الانخراط الحقيقي في أجواء الكتابة والإبداع بمحفزات حقيقية للعطاء، غير أن ما يبدو عليه الوضع أن المبدع مضطر إلى الجلوس في المقهى كيفما كانت، والانخراط في أجوائها. لأن الأسمنت ابتلع كل شيء في مدننا، وتربع على كل شبر في أرجائها.
ولم نعد نجد في مدننا زاوية خضراء تحت السماء ليشم الناس هواء عليلا، آنئذ يكون المبدع مكرها على ركوب المقاهي سواء لأجل تزجية الوقت أو لحظة اهتبال فكرة محلقة لنص قادم من الوجدان.
في لبنان أو مصر أو العراق يلازم الكاتب الكرسي ذاته وفي المكان عينه، لا أحد يمس جنونه بسوء، وتجد صاحب المقهى في غاية الحبور به وبجماعته التي تزوره، فيحس بالفخر أن محله مهوى الأدباء وأهل الفكر، وينخرط معهم في عوالمهم، أما عندنا فأغلب مالكي المقاهي أميون، ولو رأى أحدهم جماعة تقرأ الشعر، أو تتبادل الآراء بصدد كتاب سيشعر أن هؤلاء مجانين يضيعون الوقت فيما لا طائل من ورائه. الكثير من أصدقائي يلتقطون خيوط نصوصهم من المقاهي، أو ينهونها على وقع إيقاع اليومي وفلتاته فيها، ويرون أن المقهى مكان مفارق مسعف في القبض على النصوص الهاربة.
في المقابل ثمة آراء أخرى لا ترى في المقهى أي صلة بالإبداع إن لم تحط بعوالمها وطقوسها اليومية الهادئة. وليس لها ومنها غير التزجية واستهلاك الذات والترفيه والاستراحة ولقاء الأصدقاء.

هناك من يعتبر المقهى فضاءا ملائما للإبداع، هل سبق وجربت جنون الكتابة بها؟

تختلف المقاهي عن بعضها البعض في الهدوء وجودة الخدمات والمساحة والفضاء الطبيعي، الذي تشيد فوقه وفيه، والرحابة والموقع والمكان وطبيعة المشتغلين فيها وأمزجتهم ومقدار امتلاكهم لما به يحسن التواصل مع زائر المقهى.
ولذلك كلما أمكن للمبدع أن يجد المناخ الملائم للكتابة كلما أحس بحميمية تجاه المكان، وأعاد الكرة، ذلك أن إغراءات الهدوء أو الصخب أحيانا والإثارة في الفضاء دافع لايقبل الجدل له ولغيره لممارسة كل أنواع شغبه، وحتما ستكون المقهى حاضن إبداعه ومجاله الحيوي الذي تشده إليه أسباب كثر.
هل مسني جنون الكتابة في المقهى؟
لست ممن يقبلون على المقاهي، لأسباب صحية وذاتية، ذلك أن رائحة السجائر تسبب لي الشقيقة، كما أني لست ممن يألفون الضجيج ويتلاءمون معه، ففي داخلي أجد نداء مرا يستلذ الهدوء والخلود إلى كل ما يخالف أجواء المقاهي، ولا اقصد المقاهي إلا حينما أكون في سفر، فمدن البيضاء والرباط ومراكش وأكادير هي من يجبرني إجبارا على قصد المقهى.
من جهة أخرى اشعر أن الوقت بالنسبة لي طاقة يلزم استغلالها، وفي المقهى الوقت خارج السيطرة فيهدر هدرا. ثم أن مزاجي في القراءة والكتابة صعب، ولا يمكن لأجوائها أن تستوعب جنوني الفادح، وتمسكي المرير بالهدوء المطلق .
ولذلك فإني لا أعتقد أن المقاهي بسماتها الحالية يمكن أن تستدعي إليها من على شاكلتي، وتهوي إليها أفئدتهم، لأن الضجيج هو الوجه الآخر لها في المغرب عموما، كما أن العشوائية والابتذال وهاجس الربح بأي طريقة، وغياب أخلاقيات أصيلة سواء لدى الرواد أو المشتغلين عوامل كابحة وترغب الكثير عنها. ولأن هذا الوضع مستمر، فإني لا أرتبط بطقس يومي يجبرني على التردد على مقهى بشكل يومي، فمتى ما لم يستجد غيره فهي بالنسبة لي مكان لا يلائم خصوصيتي النفسية ومزاجي المختلف.

ماذا تمثل لك: النقد، الوطن،السلام؟

النقد: روح الحياة بدونه تفقد الحياة الكثير من حقيقتها لأنه يعري ويكشف ويصحح العيوب وينبه للنقائص ، ومادام أداة علمية معرفية فهو مسؤولية تقع على عاتق الفرد والمؤسسة لأجل إنتاج نقد يتعالى على الإخوانيات والمحاباة أو تصفية الحسابات. النقد كمشرط الطبيب وكبرغي العامل بدونه تفقد الحياة الكثير من خصوصياتها إن لم تكن محط تقييم مستمر، بسبب أن الحياة كلها نص قابل للقراءة وتحتاج هذه القراءة لنقد حقيقي تقويمي .
الوطن: كحضن الأم ، ومنبع الفخر والإحساس بالانتماء. وهويتي وماضي وتاريخي من خلاله أشعر بوجودي كاملا غير منقوص، وأنا في غاية اليقين بأني أملك زاوية تحت السماء.
السلام : خيار جماعي لا محيد عنه لضمان التعايش والتساكن بين بني البشر، ويلزم أن يفرض سلطانه على الجميع، مادام أننا نشترك في عالم ونقيم عليه جميعا يلزمنا أن يكون هدفنا الذي لن نختلف عليه إذ يجب أن يسعى كل إنسان إلى هذا الأفق، أما أن يمارس كالذي نراه في الشرق الأوسط بكذا سلام مغشوش، فتجد غياب الاعتبارات الإنسانية في رؤية الطرف القاهر و الخانق فهذا عبث وحرق للأعصاب واستهتار. السلام الحقيقي هو إحساس نابع من الذات لا ذاك الذي نبت وتغذى بشروط الهزيمة والاستصغار.
ولذلك فالاعتزاز بالذات وتقدير الآخر هو مدخل السلام معه لا أن يبنى بشروط الاحتقار وغير ذلك..
لأنه مطلب عام وإحساس بدهي لا مندوحة للأفراد والجماعات بالانخراط به بما يضمن كرامتهم.

كيف تتصور مقهى ثقافيا نموذجيا؟

أتصور مقهى ثقافيا نموذجيا حين تنتفي كل المحاذير التي أسلفت وهي شروط بشرية و مادية ، وتتمثل تلك الشروط في اجتناب المقاربة المادية لمشاريع الثقافة، والبحث عن تمويل عام من جهة، ومن جهة يلزم أن تتولى الجهات المسؤولة رعاية عمل كهذا له المنفعة العامة.
وكي يكون نموذجيا هذا المقهى يلزم أن يهيأ الفضاء ويختار القائمون عليه من عينة لها مواصفات الاستقبال كما ، حيث تستوعب ممراتها لمسات الأجناس الأدبية والفنون البصرية والمعمار والألوان التي تدخل في زينة الأدب ، تتسع فيها الباحات لخزانة تضم ذخائر أساسية في الفنون والآداب وسائر فروع المعرفة، مقهى يتم تسييرها عبر إسهامات المنخرطين وتكون أقرب لنادي يتسع اجتماعيا لزيارات العائلات بحيث يشعر الأديب وهو يباشر نصوصه كما لو أنه بمكتبه.
فلا يضيق الأديب برائحة السجائر المقرفة ولا يضايقه ضجيج المقابلات الرياضية ، بحيث يظل وجوده في المقهى منتجا ومسعفا على التقاط الأنفاس ..
ولا يخاف أن يكون هدفا لسائق طائش ؟ ولا يفاجئه لص فيسرق منه هاتفه أو أي شيء ثمين يظهر فوق الطاولة..
عموما نموذجية المقهى تكمن في جودة خدماته وهدوئه وصبغته الثقافية وجمال فضاءاته وفي نخبويته...


******

تقبلي سيدتي موفور الاحترام



#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاصة السورية وجيهة سعيد ... في ضيافة المقهى؟؟
- الروائي إدريس الجرماطي... في ضيافة المقهى؟؟!
- الدعارة... واقع اجتماعي يطرح أكثر من سؤال؟؟ /الجزء الثاني
- الشاعرة المغربية علية الإدريسي البوزيدي… في ضيافة المقهى؟؟!
- القاص المغربي البشير الأزمي... في ضيافة المقهى؟؟!
- ملتقى الطفولة للإبداع والتواصل في دورته السادسة
- جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الإمام الأصيلي تحتفي بالناقد المغر ...
- القاص والروائي المصري حسن غريب... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعرة والناقدة التونسية فاطمة بن محمود ... في ضيافة المقهى ...
- الدعارة... واقع اجتماعي يطرح أكثر من سؤال؟؟ الجزء الأول
- القاص المغربي منصف بندحمان... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاصان المغربيان -عبد السلام الجباري- و-صخر المهيف- ضمن فعا ...
- -أولاد عزوز- و-المواطنة- بالدار البيضاء يحتفيان بالقاص والرو ...
- إصدار روائي جديد - العرس- للمبدعة العراقية صبيحة شبر
- ثانوية النهضة بأحد الغربية تحتفي بالقاصان المغربيان صخر المه ...
- القاص المغربي محمد كروم... في ضيافة المقهى؟؟!
- الملتقى الثامن للقصة القصيرة بفاس يحتفي بالأديبة المغربية ال ...
- طنجة تحتفي بالكاريكاتورالمغربي عبد الغني الدهدوه
- الكاتب العراقي عماد علي... في ضيافة المقهى؟؟!
- إصدار مغربي جديد - أرضة رقمية- للقاص المغربي محمد فري


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الزهراء المرابط - الناقد المغربي عبد العاطي الزياني... في ضيافة المقهى؟؟!