أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - الانتخابات في المنظمات الجماهيرية















المزيد.....

الانتخابات في المنظمات الجماهيرية


حزب العمال التونسي

الحوار المتمدن-العدد: 968 - 2004 / 9 / 26 - 09:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


وجهات نظر
الانتخابات في المنظمات الجماهيرية
أثارت انتخابات تجديد الهياكل النقابية بالاتحاد العام التونسي للشغل وكذلك هياكل الاتحاد العام لطلبة تونس وبعض المنظمات الحقوقية والثقافية عدة نقاشات وصراعات محورها من جهة التمثيل الديمقراطي ومن جهة أخرى التحالفات بين مختلف التيارات المتواجدة في تلك الهياكل. ومن المواقف التي برزت خلال تلك النقاشات والصراعات، وهي في الحقيقة مواقف قديمة-جديدة، لجوء بعض الأطراف الانتهازية إلى الابتزاز. فهي تطالب مثلا بمقاعد في الهيكل المعني يفوق عددها حجم تمثيليتها الفعلية، وتهدد في صورة عدم تلبية مطالبها بتكسير الصف الديمقراطي، فاتحة الباب أمام صعود عناصر رجعية تابعة للسلطة أو الإدارة. كما توجد أطراف أخرى تسعى، باسم ضرب "الهيمنة" إلى تقزيم الطرف الأكثر تمثيلية قاعديا ومطالبته بتنازلات لا مبرر لها لأطراف لا وزن لها. وأخيرا وليس آخرا توجد نزعة أخرى تسعى باسم "الوفاق" إلى تمثيل "الجميع" في الهيكل المعني، باسم ضرورة "وجود كل الحساسيات" حتى لو أدى ذلك إلى وضع الضحية إلى جانب الجلاد. وسنحاول في هذا المقال توضيح موقفنا من هذه المسألة آملين أن يثير ذلك النقاش لدى قراء "صوت الشعب".
إن إفراز القيادات في المنظمات النقابية أو المهنية سواء كان ذلك على مستوى الهياكل القاعدية أو الوسطى أو العليا يمكن أن يتم وفقا لطريقتين: الأولى تتمثل في تنافس قائمات مختلفة أو مرشحين عديدين على المقاعد المخصصة للهيكل المعني ويكون الفوز للذين يحرزون على أغلبية الأصوات. طريقة الأغلبية. والثانية طريقة الوفاق عندما يتعلق الأمر بأطراف متقاربة مع بعضها تتفق على ما يسمى بقائمة وفاق فتزكيها القواعد عن طريق الاقترااع. والجدير بالذكر أن الوفاق هنا لا يعني جمع "الضحية مع الجلاد" لأن ذلك يعتبر "وفاقا" انتهازيا. فالوفاق الطبقي ليس الديمقراطية، وهو تمثيلية شكلية وليس تمثيلية ديمقراطية والمستفيد منها ليس الجماهير وإنما القوى الرجعية والانتهازية.

إن القوى الثورية والتقدمية في أي منظمة من المنظمات تخوض الانتخابات في قائمتها المستقلة كلما أتيحت لها إمكانية المشاركة ومواجهة القوى الرجعية والانتهازية على أرضية نضالية واضحة مناسبة للمجال الذي تعمل فيه. وعندما تعقد القوى الثورية اتفاقات أو تحالفات تراها ضرورية تقدم بالقضية التي تناضل من أجلها وتساعد على توحيد أوسع القواعد فإنها تأخذ بعين الاعتبار طبيعة الأطراف التي ستتفق معها: هل هي مع السلطة أم ضدها وهل هي قادرة على الفعل في الساحة ومستعدة للالتزام بالحد الأدنى المتفق عليه: أي الالتزام بالأرضية الانتخابية القائم عليها الاتفاق أو التحالف للصعود لقيادة المنظمة المعنية أم لا. ولا تتنازل القوى الثورية والتقدمية بمحض إرادتها وتحت غطاء "تمثيل كل الأطراف" عن مواقع للرجعيين والانتهازيين ومخربي نضال الجماهير. أما إذا تمكّن هذا الطرف أو ذاك من الرجعيين والانتهازيين من افتكاك مواقع في القيادة عن طريق صندوق الاقتراع فذلك أمر آخر، والمسؤولية ليست مسؤولية القوى الثورية والصراع يتحوّل وقتها إلى صراع في مستوى القيادة وتعمل تلك القوى على تشريك الجماهير فيه. وعندما تحصل القوى الرجعية على كل المقاعد في القيادة مثلا فإن القوى الثورية تحلل الأوضاع بشكل ملموس وتحدد السبل الكفيلة بمقاومة تلك القيادة.

إن التكتيك الثوري الذي طُبِّق خلال الأممية الثالثة وبرهن على صحته يتمثل في اختيار أحد السبيلين، وفقا للظروف ولمكان تواجد الجماهير ومستوى وعيها: البقاء في ذات المنظمة ومقاومة القيادة أو الانشقاق عنها عند التأكد من عدم توفر أي إمكانية للصراع الديمقراطي، ومن وجود تيار قوي داخل الجماهير يدفع نحو الاستقلالية والانشقاق. وفي مثل هذه الحالة يكون الانشقاق عملا ثوريا. أما عندما يتم في ظروف غير مناسبة ودون دعم من الجماهير فهو عمل صبياني وانعزالي يقود إلى نتائج عكسية. تلك هي القاعدة التي يقيّم عليها الثوريون سلوكهم التكتيكي ونضالهم من أجل افتكاك القيادة.

إن الديمقراطية / أو الانتصار الديمقراطي في منظمة جماهيرية هو أن يحرز المرء على الأغلبية وأن تحظى القيادة التي تخرج عن المؤتمر بأغلبية الأصوات. والديمقراطية ليست التمثيلية الشكلية لكل الحساسيات في القيادة دون اعتبار لمواقفها وحجمها، فهذا الموقف وإن بدا يحترم التعددية فإنه في الواقع شكلا ليبراليا ووفاقيا يضع السياسة في مرتبة ثانية. ويوجد من يخلط بين التمثيلية كطريقة انتخابية ديمقراطية وبين الديمقراطية نفسها. فالديمقراطية كمفهوم سياسي عام هي سلطة الأغلبية. وإن أردنا النظر إليها من الناحية الحقوقية للتبسيط فهي سلطة (50 % + 1) وهي القاعدة المعمول بها في المنظمات التي تحكمها قواعد الديمقراطية والذي يحصل على الأغلبية هو الذي يتولى القيادة.

وعندما ترفض الأغلبية المناضلة في منظمة ما الاتفاق أو التحالف مع قوة لا تقبل بالأرضية الدنيا للنضال في ظرف معين فلا يعني ذلك أنها إقصائية أو غير ديمقراطية أو لا تحترم الرأي المخالف. فذلك من حقها، لأن الاتفاق يقتضي التفاهم الواضح حول أرضية أو مسألة معينة. لكن ذلك لا يعني حرمان الأقلية من التعبير عن رأيها أو الانخراط في المنظمة أو الترشح أو التصويت.

ومن ناحية أخرى تعتبر الأغلبية المناضلة (المشكّلة من تيار واحد أو تحالف تيارات) مخطئة إذا وجدت أطراف قابلة للنضال حول الأرضية الدنيا ورفضت تلك الأغلبية تشريكها من موقع انعزالي وهو موقف مضر لأنه يفوّت فرصة تساعد على توسيع جبهة النضال ضد الرجعية وضد الأعداء الرئيسيين للحركة.

كما أنّ القوى الثورية لا تخيفها الاتهامات بالهيمنة التي تطلقها الرجعية وأذنابها عندما تضع فيها القواعد ثقتها وتمنحها الأغلبية المطلقة في الانتخابات. ولا بد هنا من توضيح نقطة نظرية هامة وهي أن كل تيار سياسي أو نقابي يسعى إلى الهيمنة، أي إلى القيادة في الأطر المعنية، ومن باب أولى وأحرى أن يسعى حزب الطبقة العاملة إلى الهيمنة بخطه وأفكاره وبرنامجه ويكسب الجماهير إلى جانبه ويفتكّ القيادة بطريقة ديمقراطية بعيدة عن الإقصاء وقمع الرأي المخالف.

وكلمة "هيمنة" ليست شتيمة في المطلق فالفارق بين هيمنة الحزب الثوري وهيمنة الحزب البرجوازي الرجعي يكمن في أن الأولى تتحقق بوسائل ديمقراطية عن طريق الإقناع وتترجم مصلحة الأغلبية في قطاع معين أو في المجتمع ككل، في حين أن الثانية تتحقق بوسائل غير ديمقراطية عن طريق القمع والتسلط كما هو جار الآن في الاتحاد العام التونسي للشغل وغيره من المنظمات المهنية والثقافية، وكما هو جار على مستوى المجتمع ككل. ومع ذلك فإن الحزب الثوري يخطئ عندما يعزل نفسه عن الجماهير ويتبع أساليب بيروقراطية. فهيمنة الحزب الثوري يجب أن تكون نتيجة لعمل جبار يأخذ بعين الاعتبار إشراك الجماهير الواسعة في صياغة القرارات وتنفيذها وتقويم نتائجها. فمثل هذا السلوك يعطي فكرة ملموسة عما ستكون عليه سياسة الحزب الثوري يوم وصوله إلى السلطة.



#حزب_العمال_التونسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتاتورية تشدد حملتها على الحريات قبل مهزلة أكتوبر القادم
- البيروقراطية تزج بالاتحاد العام التونسي للشغل في مستنقع جديد ...
- حزب العمال يجدد نداءه بمقاطعة المهزلة الانتخابية
- ما لم يُنشر حول اعتصام وإضراب الجوع لعمال -صوطاباكس- بسوسة
- الحركة الديمقراطية تدعو إلى تحويل الانتخابات القادمة إلى معر ...
- بين -حماية الأخلاق- و-مكافحة الإرهاب- ضاعت حقوق الناس!
- المعارضة الديمقراطية قادرة على أن تكون فاعلة
- بيان
- انتفاضة الخبز 3 جانفي 1984: الوقائع والاستتباعات
- قفصة : القوى الديمقراطية تنهض
- الإعلام الليبرالي في خدمة رأس المال
- الديمقراطية الشعبية هدف الشيوعيين المرحلي
- أزمة الديمقراطية البرجوازية
- اقتصاد الجريمة جزء من الاقتصاد النيوليبرالي
- قراءة في الوضع الراهن للحركة النقابية في تونس
- اليسار النقابي : واقع التشتت ورهانات المستقبل
- الأنظمة العربية : الدكتاتورية والعمالة
- الشيوعيون والعائلة
- ضد الرأسمالية، دفاعا عن الاشتراكية
- حول الوضع الدولي الراهن - من أجل جبهة عالمية معادية للامبريا ...


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - الانتخابات في المنظمات الجماهيرية