أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - ملدنت...!!















المزيد.....

ملدنت...!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 21:03
المحور: كتابات ساخرة
    


ملدنت ..!!

توفيق الحاج

الحال السياسي الفلسطيني اليوم يذكرني بكلمة (ملدنت) التي ما إن كان ينطق بها أحد لاعبي الشدة (الكوتشينة) أيام شباب (الهاند رمي ) حتى نعرف أن اللعبة فشلت ،وعلى القائد أن (يفنط) الورق جيدا ،ويبدأ التوزيع من جديد .
بوضوح...اللعبة عندنا (ملدنت) ،ولا احد من قادة ورق اللعب يريد أن يعترف بذلك ..فقط ما يهم كل واحد منهم هو أن يفوز في النهاية بما يريد ،دون اعتبار لدين أو وطن أو شعب أو قيم أو قواعد...!!

المصالحة في حالة موت سريري... وهي بصراحة أشبه بالعروس العانس...!! لم يعد مرغوبا بها من الخطاب أصحاب الشأن..!!
المقاطعة لا تشتهيها كثيرا بعد يأسها من مراوغات الطرف الآخر ،ومن منطق العب وحدك ترجع راضي .. بيكفي الضفة ،وبلاش وجع راس اسمه (غزة) ، ففياض يبني دولة (الميكي ماوس) بثقة وعلى مهل ،ويحصل على ما يريد لمشاريعه من الرباعية باليورو..!!
وعباس يحاول تحريك عصيدة المتناقضات السميكة وإنضاجها بطريقته الهادئة على نار شمعة..!!رغم ما يعاني من عسر المفاوضات والترهل العربي والهروب الأمريكي والصلف الإسرائيلي والبرود الأوروبي والنحس المحلي ..!!

أما حماس فهي أيضا لا تريدها ،ولاتجد صعوبة في خلق التبريرات لرفضها لأنها ببساطة ليست في مصلحتها ،ففي أحسن أحوال المصالحة لن تكسب حماس ما تكسبه اليوم بدونها ،ولن تسيطر على ما تسيطر عليه اليوم بدونها..!! ومنطقها ان تكون مالكا لربع البيدر افضل من ان تكون شريكا في البيدر كله..!!
حماس في الحقيقة لم تفعل ما فعلته قبل سنوات لتتراجع عنه.. فقياداتها تخطط على المدى البعيد ،و تعرف جيدا ماذا تريد..!! ولن تعود الى الوراء بعد ان تذوقت لذة الحكم منفردة.
انظروا....
قطاع غزة المزعج المشاكس العنيد..مسرى الانتفاضات،ومهبط القيادات.!! قطاع عزة الذي دوخ رابين ،وشل شارون ،وأحبط اولمرت، وجنن بارك يبدو بين يديها أكثر وداعة ،وهدوءا ،و شبابا ،وعافية...!!
لنعترف بالخيرات ،والنعيم المقيم الذي نزل بالقطاع بعد الحسم ..!!
ولنعترف أيضا بأنه لولا استمرار الحصار ما عرفنا طيبات شرايين الحياة ،و دعم قوافل الحرية..!!
قبل سنوات ..لم نكن نسمع إلا بالزعتر ،و سندوتشات الفلافل ،والميرمية..!!
أما اليوم.. نسمع بالأنفاق ،ونرى سوق النجمة ،وأنواع الثلاجات ،والغسالات،والسيارات، والجبنةالدنماركية..!!
كل شيء في رام الله ،وغزة على السواء..تمام التمام مروض ،ومتفق عليه ،ويعمل بالريموت كنترول
( الصفاء والرخاء ،والصمود ،والبقاء ...موطني.. موطني...)
كل يريد أن يبقى الحال على ما هو عليه طالما هو مستفيد، وحاكم بأمره..يستعرض أتباعه ولو على شبر من هذا الوطن السعيد...!!
فقط كل خروج عن النص في غزة بصاروخ عابر للحدود مقابله 10 غارات ليلية وحشية دون رد ..!!
يختار ( اشكنازي ) مواقعها على خارطة مكبرة للقطاع المستباح..!! عدا الاجتياحات والقصف اليومي على شهداء الحصمة ،وشهداء السمك..!!
أما الضفة فلا حاجة فيها للخروج عن النص أصلا...فهي مشرعة الأبواب دائما يدخلها جنود نتنياهو وقت يشاءون..تحت يافطة أهلا وسهلا ..ادخلوها أمنين..!!

الشعب لا يهم...ما عانى ويعاني ،فكل شعوب الأرض تعاني...،وحالنا لا يزال والحمد لله أفضل من حال قبائل ( الماو ماو) فنحن لنا تاريخ ،ولو كان أسود من القطران ،ولنا وطن ولو على الورق ولنا قادة لا أروع، ولا أعظم..!!
المشكلة ...أن هذه الجنة السياسية الملاكي لن تدوم ..!!ولابد من دفع المعلوم ... !!
لابد من الاعتراف آجلا أو عاجلا أن لعبة (الهاندرمي) القديمة بين عباس ،وحماس (ملدنت ) من زمان وان النموذج الإسلامي الخالص كما النموذج الوطني الخالص أوصلانا متناكفين إلى طريق مسدود..مسدود.. مسدود يا ولدي ..!! ولم يخرجا القضية الفلسطينية من مأزقها الراهن ،ولو سنتيمترا واحدا ،مع تقديري للتصريحات الإعلامية عن اعترافات امريكا اللاتينية بجنين الدولة الفلسطينية ،والشعارات النضالية بقرب التحرير والحرية..!!
بل على العكس ،فإنها الآن أي القضية في أسوأ ،وأردأ وضع..!!
بفضل تناحر الأخوة الأعداء... ،و تكالبهم على مجد زائف كما مجد الطوائف في الأندلس الضائعة..!!
في ظل ما تقدم...
إسرائيل اليوم ...مفتوحة الشهية ،وأنيابها الاستيطانية قوية ..!! تعرف ما تقضم ،وتهضم ،والقدس... تحت رحمة الحفريات ستصبح في خبر كان بعد عامين ،رغم مناشدات عباس ،و لآت حماس ،و(إسلاماه ) المنكررة من الشيخ رائد صلاح..!!
إسرائيل ... لا تعبأ بأمريكا أوباما بفضل نفوذ مؤيديها في (الايباك) ،و لا تعبأ بإيران...،وإنما تستغلها فزاعة للغرب والعرب ،وتحضر لها مفاجأة ثلاثية الأبعاد في الوقت المناسب..!!
إسرائيل... لا تعبأ بالرباعية ،و تعتبرها مجرد حافظة نقود لمشاريع تحتية فلسطينية تستطيع هدمها في أي لحظة..!!
إسرائيل... لا تعبأ بالعرب والمسلمين ،وتعتبرهم غربالا أثريا باليا مثيرا للسخرية تستطيع ان تخترقه وتحطمه وقت تشاء..!!
اسرائيل... لا تعبأ بمفاوضات عباس ،مهما صال وجال ،و لا تعبأ بتهديدات حماس معا أرعدت وازبدت ..طالما وأن كلا منهما عمليا يؤدي دوره بإتقان وتفان في الحالة اليومية كما هو مرسوم تماما...!!

عباس، وحماس معا او متفرقين لم و لن يستطيعا إيقاف الشهية الإسرائيلية... والعرب بلجنة المتابعة و الجامعة العربية..عاجزون عن فعل أي شيء اللهم الا تلقي الاهانات وتصريف الغضب ..!! هذه حقيقة قد تكون مرة ،ولكن لا ينكرها إلا مدمن حشيش سياسي..!!

أنا لا أضخم صورة إسرائيل لان الذي يضخمها هو حالة التفكك الروحي والتشرذم الوطني التي لا نبارحها بأنانياتنا ،وتفاهاتنا وصراعاتنا..!!

الوضع الحالي بفضل تناحر حماس ،وعباس مثالي جدا لإسرائيل
فعباس محبط ليس في يده شيء.. وحماس مرتاحة ع الآخر ،و في يدها (شاليط ) وديته بضع مئات من السجناء ..!!
عباس لو استقال ستنهار السلطة ،وستتبخر أحلام فياض ،وهذا ما ترغب به حماس ...!! ويتوق اليه ليبرما ن وتعمل من اجله إسرائيل طالما ان عباس لا يفاوضها حسب شروطها ،ويرفض الاستيطان..!!
وحماس لو فكرت في خرق التهدئة بصاروخ (كورنيت )أخر أو خطف شاليط ثان..ستجد ردا إسرائيليا أقسى ، ربما لا يكتفي بما وصل إليه الرد قبل عامين والذي دفع وسيدفع الشعب الغلبان فاتورته كاملة !! وهذا ما يتمناه الكثيرون من كارهي الحركة في غزة ،ورام الله..!!
لذا فان حماس امام تهديدات العسكر الاسرائيلي المتصاعدة على غزة تستعد بالقسام جيدا لكل الاحتمالات ،وتتكتك في نفس الوقت بعقل بارد وتفكر في مصلحتها التي تقضي ببقائها هادئة مع ضمان السيطرة على غزة..!!
الزهار يعلن بنفسه الالتزام بالتهدئة ،وعباس يؤيد ذلك ،وللمفارقة فأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يتفق عليه المتناكفان ..!!
من هنا فان عباس وحماس يتفقان في كيفية التعامل مع إسرائيل ،ويختلفان في كيفية التعامل مع بعضهما البعض..!!
لكن منطق الشارع الفلسطيني العام يقول:
على عباس وحماس أن يعلما أن
لا حل بدون الضفة، ولا حل بدون غزة......!!
لا وطن بدون الضفة ...ولا وطن بدون غزة..!!
ولا مستقبل أو كرامة إلا بهما معا بغض النظر عن الأسماء والألوان التي تحكم هنا او هناك..فكل ماعدا الوطن إلى زوال..!!
لذا يجب عدم إضاعة المزيد من الوقت في المهاترات ،والمناكفات...،وتبادل الاعتقالات ..!!
والخروج بأسرع ما يمكن من قمقم اللعنة التاريخية العربية والإسلامية...!!
نحن للأسف ،ورغم مرور مئات السنين لم نفارق بعد صيحات البغض بين الأمويين ،والعباسيين أو بين الموحدين ،والمرابطين..!!
ونحن للأسف أيضا ،ورغم مرور عشرات السنين لم نفارق تشنجات الحقد بين الإخوان ،والناصريين أو بين اليساريين و اليمينين..!!
والسؤال:
لماذا لا يتوقف كل هذا العبث ،حتى بدون مصالحة رحمة ،بما تبقى من أعصابنا..!!
لم تعد تغرنا التظاهرات المعدة .. أو الفقاعات اللونية مدفوعة الأجر..!!
(ارحموا هذا الشعب) ....(كفى)....(زهقنا) ...كلمات بات يتهامس بها الناس في كل زاوية وشارع... في الأسواق...في المنازل والحواري المعتمة..!!
من يسمع الدعاء على الزعماء ساعة انقطاع الماء أو الكهرباء...!!
من يري ذل الأمهات في زحام الخوف بانتظار الكوبونات....يعرف مرارة الكلمات..!!
التراشق الإعلامي الأخير بين الأحمد وحماد ..!! أوصلنا إلى خط النهاية...،والى عبثية الحوار بين ضدين يعانيان من تورم الذات..!!
لذا.....
لابد أن نخرج من دوامة المناكفة... ،ومن ضجيج العجز ... ،ولنحاول في اتجاه أخر ،وبلغة أخرى..!!
،وطالما فشلت اجتهاداتنا التفاوضية ،وا لعنترية في ظل حالتنا التمزقية..،فمن الشجاعة القول بأن الأمر بات يتطلب التفكير في بديل أخر ..!! ربما يكون العمل على خلق توجه دولي ضاغط من جميع الأطراف لوضع القضية برمتها في حجر مجلس الأمن والأمم المتحدة...
وليأخذ هذا البديل من الوقت عشر ما أخذت منا البدائل الضائعة..!!
ليس عيبا أن نحاول ،ونحاول..، إنما العيب كل العيب أن نغرق معا في الوحل بإرادتنا ثم نجادل..!!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة...بين فتة الحمص والانطلاقة..!!
- واااادكتوراه..!!
- بكل الحب..!!
- رئيس جمهورية نفسي..!!
- حمرا يا بندوره..!!
- أحبتي...وداعا
- توم وجيري...!!
- نحن الحمير ...نحن الخونة..!!
- شكرا لكم ..!!
- ما أقبح انسلابك يا غزة..!!
- مااااااء...كهربااااااء...!!
- منك لله..؟!!
- خيط النول..في حكاية الأسطول..!!
- حريق.. ونشاف ريق..!!
- كفاية ..خوتونا ع الفاضي...!!
- كيف الحال... يا شركة جوال..؟!!
- أحلام ولا في الأفلام....!!
- طبشة..وكلام كبشة..!!
- بص.. شوف..!!
- جواز عباس وحماس منا..باطل..!!


المزيد.....




- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - ملدنت...!!