كل عام وجميع الطيبين بالف خير

حازم الحر

الحوار المتمدن-العدد: 3225 - 2010 / 12 / 24 - 22:54
المحور: المجتمع المدني
    

أيام معدودة ويمضي عام ويولد عام جديد وتحل اعياد الاخوة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد لتتجدد معه ذكريت كانت سعيدة لقلبي ولقلوب الكثيرين من اصدقائي المسيحيين والمسلمين الطيبين . كنا نعيش في حي واحد والاحياء حولنا مثلنا مسلمين ومسيحيين جيران متحابيين عيدهم عيد الحي جميعه وعيدنا عيدهم جميعا نلعب ونمرح وامهاتنا تحضر كعك العيدين معا كنت اذهب معهم للكنيسة يوم الاحد ويذهبون مع للمسجد يوم الجمعة لا للصلاة ولكن لاننا لم نكن نفترق وكل يعبد ربه بطريقته دون انتقاد او تكفير فنحن اهل وعائلة وكبرنا وصرنا شباب ونحن اهل واحباب . الى ان اصبح لصورة الفاتحة الف مفسرواصبح اخوتي المسيحيين يسمعون ان الاية - غير المغضوب عليهم تقصدهم وان السلام عليهم حرام والاكل عندهم او معهم حرام وانه يجب ان نضيق عليهم الطريق وكان هناك دعوت صريحة ومبطنة من شيوخ الحقد والضلال للتضيق عليهم ليتركوا بيوتهم ويرحلو من الحي بل ومن الدولة . وشعرت بآلامهم محاولا موآساتهم وقناعهم ان هناك تفسير آخر لما يحدث وان هذا مجرد تعصب عابر لن يدوم طويلا ولكن الرسلة وصلتهم صريحة وكل يوم 5 مرات وخطب الجمعة تأكد كره المسلمين لهم ولغيرهم لدرجة كنت اتمنى ان تنفجر مكبرات الصوت او تنقطع الكهرباء عن المسجد والأمر ان الخطيب كان من سكان الحي وجيرانه مسيحيين واولاده يلعبون معهم ( في غيابه ) . وزاد الخناق وزادت الكراهية وزيارات المبشرين بالحور العين لبيوتهم لدعوتهم للاسلام . وكان لقرارام جورج بيع بيتها والهجرة وابنائها الاثر الكبير في نفسي ووالدتي واخوتي وكانه كابوس تهافت المشترين بل تنافسوا لشراء بيتها واتفقوا على ان يكون السعر منخفض حتى لا تكون سابقة ! لان المشوار ابتدا وهجرت ام جورج وبعدها ام الياس وزوجها وابنائها وبعدها الارملة ام متري وبناتها وباع ابو ناصيف معصرة الزيتون اللتي ورثها عن اجداده وهاجر .وكل هجرة وداع وبكاء كانه ميتم وفي الخفاء من يضحك ضحكة شيطانية لانه اشترى احد بيوت المهاجرين وفي الصباح سيأخد مطرقته ليحطم الصليب الحجري عن باب بيت جيرانه ليضع الله واكبر او الملك لله وكم كنت اتمنى ان بنكسر السلم تحت قدميه قبل ان يزيل ما تبقى من أثر لجيرتنا ومحبتنا . وكل عام وجميع الاخوة المسيحيين والمسلمين الطيبين بالف الف خير

#حازم_الحر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل