أكثر من عشرة آلاف يشهدون ((عودة)) فرج الله الحلو الى حصرايل

جان الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 965 - 2004 / 9 / 23 - 10:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

أكثر من عشرة آلاف يشهدون > فرج الله الحلو الى حصرايل
حدادة: سلطة تمارس الكيدية لا تقول > للراعي الخارجي

كانت الساعة العاشرة حين اكتظت ساحة بلدة حصرايل بالحزبيين والمناصرين من الحزب الشيوعي اللبناني. ثلاث مناسبات تجمهر من اجلها، بضعة آلاف، فعشرة فحوالى اربعة عشر الفا: الذكرى الثمانون لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني، الذكرى الثانية والعشرين لاطلاق <<جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية>> واعادة النصب التذكاري لمؤسس الحزب وابن بلدة حصرايل فرج الله الحلو.
كان عدد من الحزبيين واقفا على المنصة الخاصة بالقاء الكلمات، يحدقون نظرهم بكل فرد من الحاضرين والقادمين من بعيد، محاولين احصاء عددهم. ثم يأتي الخبر السعيد <<تجاوزنا العشرة آلاف>>. كان هؤلاء الحزبيون، قد حضرّوا للاحتفال؛ اعلام لبنانية عليها منجل الشيوعية ولافتات حمراء تذكر بمواقف الحزب الحالية والسابقة مثل <<تصحيح الخلل في العلاقات اللبنانية السورية ضرورة حتمية لترسيخها وتعزيزها>>>>، <<هزيمة اسرائيل في لبنان بالمقاومة كشفت عجز الانظمة العربية القامعة لشعوبها>> و<<شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية من كل لبنان ولكل لبنان>>.
كان بين الحضور وجه واحد متميز، وجه ينظر باندهاش الى من حوله، يراقب الوجوه فردا فردا، فالمهرجان يخصّه، لا بل يعنيه شخصيا. انها ندى ابنة القيادي الشيوعي؛ ندى التي غاب عنها والدها وهي لم تتجاوز سنتها الاولى بعد. كانت تجلس ووجهها صوب النصب الكبير والضخم بضخامة مواقف ابيها. هي لم تره شخصا حيّا، بل تمثالا من حجر.
جلست ندى مقابل الحضور الرسمي الذي ضمّ قائمقام جبيل حبيب كيروز ممثلا رئيس الجمهورية، والنائب ناظم خوري ممثلا رئيس مجلس النواب، والنواب فارس سعيد وفريد الخازن وبشارة مرهج وعددا من ممثلي الاحزاب والتيارات اللبنانية والفصائل الفلسطينية والقيادات <<التاريخية>> للحزب الشيوعي التي غاب عنها الامين العام السابق جورج حاوي بداعي السفر، اضافة الى وفد من الحزب الشيوعي السوري. بين هذا الحضور فيرجيني الحلو، زوجة فرج الله الحلو.
كان من الممكن ان يجيب هذا المهرجان عن اسئلة كثيرة تطرح حول الوجود الشيوعي في قضاء جبيل وبلدة حصرايل بالتحديد. الا انه وإن كان جوابا عن اسئلة، طرح اسئلة جديدة، تبدأ بعدم حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وعميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده الاحتفال شخصيا؟ هل عادت حصرايل <<شيوعية>>؟ وماذا بعد هذا الاحتفال؟.
استهل الاحتفال بالنشيدين الوطني والشيوعي، تلتهما كلمة ترحيب من عريف الاحتفال ولهان الحلو. ثم تحدث باسم رئيس الحزب التقدمي عضو مجلس الحزب الدكتور كمال معوض الذي دعا الى <<قيام كتلة ديموقراطية عابرة للطوائف والمناطق تحمل مشروعا انقاذيا. من جهته، أكد رئيس مجلس حزب الكتلة الوطنية شوقي ابي صالح ان <<لا قيامة للبنان الا بتنظيم أحزاب تتخطى المصالح الفردية الضيقة لتبلور رؤى اصلاحية تستقيم فيها الديموقراطية>>.
بعدها تحدث الأمين العام للحزب الشيوعي السوري يوسف الفيصل معددا مزايا فرج الله الحلو ومحطات لمسيرة الحزب الشيوعي في لبنان وسوريا. وقد اعلن تأييد الحزب السوري للموقف الوطني السوري الرافض ل<<الإملاءات الاستعمارية>>.
ثم كانت كلمة للأمين العام للحزب في لبنان خالد حدادة الذي وعد بالنزول الى الشارع والتظاهر، اولا من اجل القضية الاجتماعية وثانيا من اجل قانون انتخابات عصري قائم على النسبية. ورأى اننا محكومون من طبقة سياسية لا هم لها الا تقاسم الحصص وتأمين تأبيد سيطرتها على مقومات البلد، مستعدة لكل شيء في سبيل استمرار حالة التقاسم الطائفي والزبائنية والمحاصصة، تمارس من الكيدية ما لم تمارسه سلطات سابقة. وخير دليل ما تشهده بعض مدن وقرى الجبل هذه الأيام، من اعتقالات ومداهمات وتعد على الحريات العامة والحزبية، ما يدفعنا الى التأكيد على تضامننا مع الحزب التقدمي الاشتراكي، حزب الشهيد كمال جنبلاط، الذي اسهم مع رفاقه في الحركة الوطنية بالتصدي لصهينة لبنان وبمواجهة 17 ايار ومفاعيله>>. وأعلن تضامنه مع وليد جنبلاط في معركته من أجل الحرية وضد نظام الأجهزة.
وهاجم حدادة الطبقة السياسية <<التي تعودت منذ قبل الاستقلال حتى اليوم ان لا تقول <<لا>> للراعي الخارجي، أجنبيا كان او عربيا سوريا، حتى ولو كانت هذه ال<<لا>> اساساً لتطوير هذه العلاقة على اسس سليمة تراعي سيادة البلدين وتؤمن شروطا طبيعية لتكاملها الاقتصادي والسياسي القائم على خيارهما المشترك>>. وقال حدادة ان <<وقوفنا ضد التمديد إنما كان من أجل الحفاظ على ما تبقى من حريات ديموقراطية لم يأكلها فهم الأجهزة الأمنية للعمل السياسي...>>.
واختتم الاحتفال بكلمة عائلة الحلو، ألقتها ابنة فرج الله ندى. وكان النصب قد أعيد ترميمه على يد الفنان بيار كرم

#جان_الشيخ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات