من عتمة التاريخ الملتهب حروبا
من عجقة الحياة و لهيب الايام
من قهقهة الظالمين على مذابح الأنسانية
تخرج ابتهالات عفوية تهب هبوبا
من أطفال انتعلو المشي على شرف العروبة
حفاة يركضون في وحل المال و العولمة
و يصرخون للكون الصامت البكم المتفرج
نحن اعتلينا الحرية منابرا و دروبا
من زواريب المخيم و فوق السطوح المحاربة
في الدكاكين و الافران و في الحارات الفقيرة
تعفّ رائحة احتضار الله و رجال دينه خجلا"
ففي وجه طفل فلسطيني استشهدت العروبة.
يبزغ فجر الروح و الايمان و الامل المصلوب
من جزمة فدائي لكمة للعمالة الملتحية الوطنية
و من حليب الثورة المختمر انتفاضات شربنا
مقاومة للوضع الحتمي المقرف التفتنا جنوبا.
سنشّيع الله في جنازة توابيتها تزغرد مقلوبة
دون اطلاق نار او ربما ابتهاجا لثورة منهوبة
و نفرح من بئر حزننا المدوّي في الصمت قنبلة ننوية
و نخرج القهر ,من الازقة لكي يتفرج على عرس الحبيبة.
يا الله جربناك جربناك فكفى بنا تجريبا
يا الله دعوناك دعوناك فلم تسمع نداء
صلاتنا صوم اجباري في شهوة الخبز و الدين
و انتشينا من خمرة الايمان العبقة تحجيبا.
أطال الجلاد في صلبنا و سبيّنا و لم تستجيبا
من دير ياسين لصبرا لشاتيلا لجنين لغزة
انتحر الايمان و تعرّت القداسة من عباءتها
و أنزلنا الاقنعة عن وجوه أتباعك و الصحابة.
رفعنا راياتنا الحمراء الملونة بدمائنا الرطبة
و صفعنا الانظمة و جيوشها بحجر القيامة
و هتفنا في برد المخيم, في ظلام الوعد
و أعلنّا ايماننا الثابت بالقضية أما" و أبا.
الصهاينة و الامريكان و كلابهم من مرتزقة و عربا
يحاربون باسمك ضدنا و انت في ثبات الكهف
فنم هنيئ" بعيدا عن قنابلهم الملقاة على عراقنا
فالشعب مهما ظلم لن يرض ان يكون حكامه كلاب.
فمن اسطورة بيروت العظيمة سطّرنا الكتاب
كتاب المقاومة و الانتفاضة و رددناه سورا”
ايات من الشهداء, رفاق, عشقوا الموت لنحيا فداء
لنا يطيب الموت في حضن المخيم ليدفن العذاب.
لن نرض بالجنة سبيلا" او نهاية و لا حتى هربا
منك او من عدو عاث بالشعوب قصفا و قتلا
بل الى الارض السمراء قبلة الروح و الهداية
و من أطفال المخيم, وعد الى فلسطين الذهاب.
د.جان الشيخ
ايطاليا