أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داليا محمد - معاني جميلة















المزيد.....

معاني جميلة


داليا محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3203 - 2010 / 12 / 2 - 23:08
المحور: الادب والفن
    


فاجأت نفسي أثناء الصلاة وأنا ابتسم.... وبعد إنهاء صلاتي استرجعت اثأر تلك الابتسامة ... ووجدتني اغرق فيها ورصدت اثأر سعادتها تخربش بخربشات مرحة في ثنايا القلب بعد استدعاء العقل لتلك اللحظات التي جلبت تلك البسمة والنسمة

وتذكرت ذاك الميل الذي وصلني ونشرته من أيام عن أنواع الأصدقاء وتأثيرهم علي الانسان ومثال لبعض تلك الانواع التي نشرتها هذان النوعين من الأصدقاء


الصديق الجميل هو الذي

يرممك :ينتشلك من ضياعك ويأتي بك إلى الحياة ويمنحك شهادة ميلاد جديدة وقلبا جديدا ودما جديدا وكأنه .. يلدك مرة أخري
يسعدك :يشعرك وجوده بالراحة ويستقبلك بابتسامة ويصافحك بمرح يجمع تبعثرك ويرمم انكسارك ويشتري لك لحظات الفرح ويسعى جاهدا إلى اختراع سعادتك

وللأسف ذاك الذي تحسبه صديق ولكنه

يهدمك :يهد بنيانك القوي ويكسر حصونك المنيعة ويشعل النيران في حياتك ويعيث الخراب في أعماقك ويدمر كل الأشياء فيك
يتعسك:يبيعك التعاسة بلا ثمن ويقدم لك الحزن بلا مقدمات وتفوح منه رائحة الهم فلا تسمع منه سوى الآه ولا ترى منه سوي الدموع . ينقل إليك عدوي الألم وتصيبك رؤيته بالحزن

تذكرت تلك الكلمات وتذكرت كيف انتشلن النوع الاول من النوع الثاني من الأصدقاء .. وكيف منحوني شهادة ميلاد جديدة كيف جعلوا من الحياة معني بل معاني ومعاني جميلة بعد أن كاد أصحاب النوع الثاني أن يفقدوها ويجردوها من كل معني

تذكرت وعادت تلك الابتسامة التي تسلسلت لي اليوم وتحولت لبسمات تذكرني بسهرة الأمس التي امضيناها علي ضفاف النيل في سهرة مرحة جميلة وسعيدة سهرة من تلك السهرات التي تشحن النفس بالجمال والراحة وتعيد ملأ الرو ح بالثقة والمحبة عادت البسمات لتذكرني بان فعلا هناك من في مقدرته أن يشعرك مجرد وجوده في حياتك بالراحة والثقة ...

وأخذتني تلك الابتسامة وتلك المشاعر معها في جولة من تلك الجولات التي تنتابني كل فين فتفتش داخل نفسي وتستوقفها تساعد النفس علي التصالح مع الروح مما يعيد صياغتها وتنقيتها من شوائب لا محال تعلق بها في رحلة تلك الحياة التي لا تنفك تتغير صعودا وهبوطا

فعلا هناك الصديق الذي ينتشلك ويجعلك تحس انك ولدت من جديد يشعرك وجوده في حياتك بالراحة والسعادة والمحبة بوجود المحبة في الحياة وإنها ليست شيء غائب او ضائع او ما عاد له وجود في تلك الحياة التي تجري بسرعات عالية وتدوس في سعيها السريع علي الكثير ومنها الصداقة مرة أخري أجدني ابتسم ... فمجرد مرور الاسم في الذاكرة يستحضر معه الكثير من تلك اللحظات السعيدة والمرح وجو المحبة لمحة من صورة ذاك الوجه البشوش المليء بالمحبة يجمع حوله لقطات مرحة للحظات سعيدة تمتزج بمشاعر صادقة مغلفة بحب غير مشروط وقبول غير محدود.... مجرد مرور تلك الخواطر والصور بالعقل مرورا بالقلب تملأ الروح راحة مغلفة بسعادة تنعكس في بسمة تعلوا الوجه

واليوم تذكرت بعد أن غمرت روحي السعادة بعد تسلل الابتسامة تذكرت كيف كانت كل مشاعر الحزن تتزاحم وتتكالب علي عقلي وقلبي حين جنح عقلي واختار واخطأ وبالتالي عاني من تبعات سؤ اختياره ونتيجة سؤ الصديق ذاك الذي يهدم ويفتت كل حصون النفس والروح ذاك الصداقة التي فعلا كما قالت تلك المقالة باعتني التعاسة والحزن بلا ثمن لا اشتريت تلك التعاسة والحزن بأعلى سعر وللأسف

وما انفك عقلي يتساءل ويقارن ويلح في معرفة السبب... لم !!

تذكرت كيف كانت الأخري ثائرة حائرة رافضة .... ثائرة فالحياة لابد أن تكون قضية لابد من حرب مثارة وقضية مثارة ..... حائرة لا تعلم من هي وما تريد فكل شيء مرفوض كل شيء عبء ما تعلمت كيف تعيش كيف تسعد كيف تكون برغم تغنيها بالحرية فهي تعيش العبودية بكل أشكالها وأنواعها وقيودها فهي ما هي إلا حالمة بكل شيء رافضة لكل شيء فكل ما تعيشه هو ما ترفضه وكل ما ترغبه تحلمه وما طالته وبالتالي أصبحت حياتها سلسلة طويلة من الصراع والقهر والرفض تعيش في حيرة دائمة فلا يقين لديها بما تريده عندما عرفتها كانت إنسانة بلا روح ولا هدف ولا سبب مجرد آلة تعمل في ساحة العمل وساحة البيت متحررة العقل وفي نفس الوقت خادمة الكل ملكة علي الورق وعبد في الواقع منتهي الحيرة والتمزق وبالتالي منتهي الثورة والإحباط ..... ورافضة رافضة لكل شيء لواقعها لحياتها لمكنونها حتى الحب ترفضه خوفا من حرية تحلم بها مكبلة بكل القيود التي يرفضها عقلها ويعيشه جسدها ترفض حتى الحب فلا تقدر علي فهمه فما عايشته وربطت كل مظاهره بقيودها التي تعيشها والتي ما تنفك تحلم بتكسيرها كل شيء عندها حتى الحب أصبح عبء ينؤ عقلها بحمله ... فكل شيء عندها ما يخرج عن دائرة الصراع....

تذكرت كيف أحال حبها حياتي وبهائها لنفس لون حياتها وكيف دخلت دائرة صراعاتها وكيف أحاله حياتي بكل ألوانها لوحدة وبرودة سواد حياتها التي تصر علي اعتكافها فيها.....

تذكرت كيف احزني فراقها وكيف أحسست باني ولدت من جديد وتخلصت من كل خبيث حين فارقتها وانقطع حبل وصالها ومعه حبال صراعاتها وصرعاتها حبال حريرية طوقتني حتى خنقتني وقتلت كل سعادة كان قلبي وعقلي يشع بها تذكرت كيف أشرقت الشمس بعد أن طال غيابها بعد أن أزيحت عني غمه خدعة حبها كيف أصبح للدنيا ألوان من جديد كيف اخترقت أصوات العصافير مرة أخري طريقها لقلبي وعقلي كيف عدت للدنيا بريقها وكيف خمدت تلك الحروب وعادت للدنيا سلامها وكيف فحت أبواب جديدة وكيف دخلت السعادة مرة أخري كيف عادة البسمة وعاد المرح وعاد للدنيا معانيها بعد أن توقفت تلك الصراعات التي لا تنتهي

واليوم حين أعاين صراعها حين تمر عيني علي مكنونات وصدي أصحابها وأتباعها ومن بقي في ظلها اعلم علم اليقين لم أشرقت الشمس مرة أخري ولم كانت تلك العتمة حين عرفتها وحمدت الله علي نعمة المعرفة ونعمة اليقين ونعمة البعد عن ظلماتهم

ومرة أخري أتذكر تلك التي أرجعت لعالمي نسماته ومرة أخري ومرات عادت كل الابتسامات وعادت السعادة والمحبة وإشراقه الثقة فشكرا لك صديقتي وشكرا لإشاعة النور شكرا لوجودك ووجود تلك المعاني التي ترتبط بك







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنات ساذجة متعمقة
- رؤية غربية للاسلام
- عقلي العاصي مازال يتلاعب بي
- قصة حب مينا ودميانة


المزيد.....




- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داليا محمد - معاني جميلة