أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داليا محمد - مقارنات ساذجة متعمقة















المزيد.....

مقارنات ساذجة متعمقة


داليا محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3203 - 2010 / 12 / 2 - 02:02
المحور: كتابات ساخرة
    


في رحلتي الأخيرة لكندا كنت أتجول بعقل متابع يريد أن يري أعمق مما تراه العين... واسمحوا لي أن أشرككم بعض ملاحظاتي واترك لكم الوصول للنتائج

رأيت هناك نظام والتزام والمثال الذي بهرني يمكن لافتقاده الشديد في مصر المرور منضبط مثل الساعة حتى الكلاب دربت علي العبور من أماكن عبور المشاة. وان كان هذا الانضباط الشديد كان سمه مميزة أيضا لمرور دبي وهي بلد شرق أوسطية شرقية كما يقولون ولكن يمكن لان بها تنويعه أو قانون ملزم لا ادري

كما رأيت النظام واحترام القانون. وكيف أن الخوف من العقاب هو الشيء الوحيد الذي يردع الإنسان الخوف, الخوف من العقاب هو ما يجعل كل هؤلاء المدخنين المنتشرين علي أبواب البنايات حيث يمنع التدخين تماما ... وقد وصل احترام النظام هذا لرؤية المريض بملابس المستشفي شبه عار ومعطف وممسك بحامل المحاليل يدخن علي الرصيف أمام المستشفي فلا يسمح بالتدخين في المباني كما ذكرت

رأيت حرية واحترام فللمحجبة حق وحرية شخصية فيما ترتدي مثلها مثل من تتعري. وان كان التعري بحدود وتعدي تلك الحدود ملزم بالقانون ويخضع للعقوبة فهم مدركين تماما أن حرية الفرد لا تتعدي حرية الأخر وبالتالي لا يحق تعدي الحرية والمضي عاري بالطريق. فهذا تعد علي القانون وبالتالي يخضع للعقاب

ورأيت أن المرأة مساوية للرجل في كل شيء ولذلك تعمل ضابط في الدورية وتصادف أن مجموعة الدورية كانت تتناول العشاء في طاولة مجاورة لنا وبينهم الزميلة التي لا تقل عنهم من ناحية العضلات المفتولة والغوص باليد فيما تآكل ومص الأصابع منتهي التساوي بينهم والذي يصل بك لان تجد صعوبة في إدراك أيهم المرأة فما اختلفوا شكلا ولا موضوعا

وكما رأيت الحرية في أوج عظمتها حيث رأيت الرجال يتم التقاطهم من الطريق ليلة الجمعة والسبت حيث تمتلئ الحانات والغريب إنني لم ألاحظ التقاط للنساء وكأن الحال انقلب والأكثر غرابة أن التقاط الرجال كان أيضا من الرجال وكأن علي الرجال فقط أن يقوموا بهذه العملية وان كانوا تقدموا فهجروا النساء وان كنت أظن أن هذا التحول ناتج عن حصول المرأة علي كل حقوقها واقترابها شكلا وموضوعا من الرجل أم انه ناتج عن طبيعة الرجل من هذه الناحية والتي من المؤكد إنها لها علاقة بالتكوين الخاص بهم أم إنها بحكم العادة

ورأيت المتسولين وان لم أري متسول لا أسيوي ولا شرقي فكل المتسولين قوقازيين قد يكونوا من البلاد الأوروبية الشرقية يعني بقايا الشيوعية لا ادري وان كانوا منتشرين فعلا

رأيت التعددية فلم استقل المصعد واسمع اللغة الانجليزية إلا نادرا فكل اثنين من جنسية وبلغة مختلفة عربي هندي ياباني اندونيسي صيني وغيره.... والكل في عالمه جزر منفصلة حتى التحية لا تتبادل بينهم . ولطبيعتي الغريبة حيث لا يكف وجهي عن الابتسامة كنت منطقة تعجب كبيرة وذلك من نظرات الدهشة المتكررة. بالنهاية الكل له مساحته كما قلت جزر لا تندمج... وتزيد الظاهرة في المطاعم الهندي الإيراني والفيتنامي الصيني والياباني وخلافه ستجد نفسك وكأنك في البلد وليس المطعم فأنت والقليل مثلك سياح والأغلبية أهل البلد يتكلموا لغة المطعم هندي إيراني باكستاني صيني ياباني

رأيت الجامعة وما كان أن يفوتني زيارتها. ومما يلفت الانتباه عدد الأسيوي ثم العربي وقلة الكندي أو الأبيض القوقازي, غريب حقا وعندما سالت ابني المقيم ومع زيارتي مع زوجته وجدت الباكستاني محمد والصيني والليبي والهندي ولم أري كندي قوقازي. ومع كم المحجبات زاد فضولي فعلمت إنهم سعوديات. فالملك يرسل البعثات لتعليم البنات السعوديات بالجامعات الكندية والأمريكية بأعداد كبيرة وقد تحدثت لبعضهن ممن تقوم بعمل الماجستير والدكتوراه وأنهن يعيشوا بمفردهن وهن كثيرات تري لم يرسل الملك البنات السعوديات ليتعلمن ويحصلن ليس فقط علي الشهادات العليا ولكن علي الدكتوراه هل من منطلق حبس هؤلاء أم للاستفادة منهم واترك الحكم للقارئ هنا. والحق هن كثيرات فقد رأيت أوتوبيس كامل خيل الي انه في احد البلاد الإسلامية ولن أقول عربية فالإسلامية قد تكون في الشرق الأوسط أو إيران أو باكستان أو حتى الصين

رأيت المساواة بين الرجل والمرأة حيث يقوم الرجل برعاية الأطفال وتغيير الحافظات .. ورأيت كيف يخضع الأهل تماما للأولاد .. لا ادري هل عن خوف من القانون إذا ما عاقب الطفل حيث أن للطفل حقوق!!! أم محبة أم نظريات حديثة ولكن ما استرعي انتباهي تلك الشكوى التي سمعتها من كيف يستغل الأولاد هذا اليوم فبعد أن كانت الشكوى من أن الأبناء تهاجر الأسرة بسن صغير أصبحت الشكوى اليوم من أن الأبناء لا تغادر ولا تعمل وتلزم الأهل بالصرف بحكم القانون ولا ادر حقا السبب ولكن ما عاد الشاب أو الشابة يغادر الأسرة اليوم ولم وهناك من هو ملزم به وفي نفس الوقت لا سلطان له عليه

ورأيت الكثير منه ما يستساغ ومنه ما يثير تساؤلات وان كنت أحاول أن أكون حيادية واترك الحكم للمتابع ولكن هناك تساؤل شد انتباهي بشدة إلا وهو هل القانون والخوف من العقاب هو فعلا ما يردع الإنسان. بمعني هل لو لم يكون هناك عقاب علي من يدخن كان الجميع سيخرج طوعا للتدخين بالثلج... هل أن لم يكن هناك قانون يردع كان الأب سيترك ابنه يسيء التصرف ويتحمل فشل الابن . هل أن لم يكن هناك قانون رادع كانت إشارة المرور ستحترم هل احترامها أخلاقي بحت أم بحكم القانون والخوف...

خاصة وان كثير مما شاهدته هناك لاحظته في بلاد أخري شرق أوسطية مثل دبي بالنسبة للمرور والحرية والتعددية والسعودية بالنسبة للمرور مما يؤكد أن القانون والخوف من العقاب هو السبب الوحيد وليس الوراثة والوازع الأخلاقي الداخلي. وان جاز لنا مقارنة أشياء أخري لن نخطئ استنتاج إن الخوف من العقاب الفوري اقوي من الخوف من العقاب المؤجل الخاص بالأديان.. بالنهاية الخوف والخوف من العقاب هو ما يردع .. يا تري هل أن غاب الخوف من العقاب في التنشأه والعقاب قد يكون معنوي لا اقصد به الضرب والقهر وخلافه لكن أن لم يكن هناك ثواب وعقاب هل يكون هناك تعليم هل غياب الثواب والعقاب في العمل يؤدي للالتزام وهل من يري في حرية الطفل التي تمنع عقابه يقر حرية العامل التي تمنع عقابه ويرتضي بان يتساو مع من لا يعمل .. اعتقد ولا أريد أن أؤثر علي الأحكام هنا أن تناول الكثير من الأمور بغير موضوعية نتيجة الفوضى الكلامية مضر ويسبب فوضي فوق ما نعيشه من فوضي

يراودني سؤال هام هنا مقرون بالثواب والعقاب والقانون والحرية الفردية
تري هل تشمل الحرية التي ننادي بها في اختيار الدين الحرية في اختيار الجنسية والانتماء فهل لا يحق أن أسئل الأخر عن دينه... فهل يحق أن يسأل الأخر عن جنسيته وانتمائه وهل مد حقوق الإنسان سيشمل حق اختيار ديني ووطني وجنسيتي وحرية التنقل واختيار أين أعيش فلا يكتب علي العيش في بلد فقيرة واحرم من اختيار بلد غنية

هل تشمل الحرية وحقوق الإنسان وحق الطفل تشمل حق الكهل حق الأهل في أبنائهم بعد أن يكبروا هل تمتد حقوق الإنسان لتشمل حق الأب والجد في أن يلاقي الرعاية في شيخوخته .. أم يهجر ويلقي به ويترك بلا ونيس من أهله وليس الدولة ليؤنس شيخوخته

وسؤالي الأخر هو هل يلغ العقاب ومرة أخري لا اقصد العقاب الجسدي ولكن مبدأ الثواب والعقاب هل هو من المبادئ التي تجور علي حقوق الإنسان وكيف تقنن هنا ولا يكون فيها جوار علي حق من يحرم من الثواب ويساوي بمن لا يستحق الثواب أو يحرم من إنزال عقاب بمن يستحق العقاب خوفا من رفع سيف حقوق الإنسان وقد رأيت وعاينت أباء يفضلوا التخلي عن أبنائهم حتى لا يتخلوا عن حريتهم وكرامتهم فهناك من الأبناء من العقوق بحيث يبلغ عن أهله ونحن نعلم كيف تكون المراهقة وكيف يحس ويشعر البعض وقد يقع الأهل جراء شطحة مراهق لإهانات هم في غني عنها

ثم هل هناك أي إحصائية عن عدد من بسجون الغرب وهل هناك أي إحصائيات تحدد جنسيات هؤلاء وهل كل من بالسجون مسلمون أو حتى عرب واعتقد الرد سيكون بالنفي إذن في هذه الحالة ما موقف الدين والإسلام هنا في سلوكيات هؤلاء

التساؤلات لا تنتهي ولن تنتهي فبرغم من إنني من طبقة المسلمين الموصومين بصفة إغفال العقل لكن للأسف عقلي لا ينفذ الصورة المدموغ بها ولا يكف عن التفكير والتحليل والتساؤل وان كان يصل لنتائج تختلف تماما عن بعض العقول فبما أن لا احد يملك الحقيقة المطلقة وبما أن لا احد إلا الجاهل والغافل والمتعصب هو فقط من يقدر علي أن يقول أن نتائجه هي الصواب والصواب المطلق ونتائج الآخرين هي الخطأ والخطأ المطلق فعقلي يصل لنتائج ويري من المدلولات غير ما يري البعض وقد يكون علي خطأ نعم في البعض ولكن ليس الكل وفي نفس الوقت لا يوجد من يجزم بان رؤية الآخرين هي الصواب فقد تكون الرؤيتين خطأ... بالنهاية المهم هو التفكير والتحليل ومحاولة الوصول للحقيقة وبالنهاية كلنا نسعى



#داليا_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية غربية للاسلام
- عقلي العاصي مازال يتلاعب بي
- قصة حب مينا ودميانة


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داليا محمد - مقارنات ساذجة متعمقة