|
مهرجان الأسكندرية السينمائي يناقش هموم التحولات الإجتماعية لنهايات القرن
اشرف نهاد
الحوار المتمدن-العدد: 961 - 2004 / 9 / 19 - 11:41
المحور:
الادب والفن
بعد سلسلة من المصاعب والتعقيدات التي رافقت مسيرته خلال السنوات الماضية اختتمت في مدينة الاسكندرية الواقعة على ساحل البحر الابيض المتوسط فعاليات الدورة العشرون لمهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي، والذي يعود لهذه السنة بحلة جديدة من التنظيم والادارة حيث أمضى رئيسه الجديد الناقد السينمائي المعروف رؤوف توفيق الاشهر الثلاثة الماضية في وضع الترتيبات اللازمة لان يخرج المهرجان لهذا العام في وقته تماما وعلى رأس لجنة اختارها وزير الثقافة المصري لتتلافى المعوقات التي وجد المهرجان نفسه بها قبل اعوام، والتي كانت ستؤدي بالغائه في قائمة المهرجانات المصرية.
وعملت اللجنة المشرفة على المهرجان المكونة من صلاح شقوير، والناقد السينمائي علي ابو شادي رئيس الرقابة، ورئيس مهرجان الاسماعيلية للافلام القصيرة، ود. مدكور ثابت نائب رئيس اكاديمية الفنون اضافة رؤوف توفيق على وضع خطط وبرامج تعيد الى المهرجان بريقه وألقه الاحتفالي ليكون متناغما مع الاهداف التي وجد من اجلها في التعريف بافلام وسينما بلدان البحر المتوسط.
وبالفعل فقد وقع الاختيار على 40 فيلما روائيا طويلا قادمة من 15 بلدا لتعرض خلال ايام المهرجان السبعة موزعة على اقسام المهرجان فيلم الافتتاح، وفيلم الختام، والاحتفاء والتكريمات الخاصة، وبانوراما المهرجان. وتشترك في قائمة افلام المسابقة احد عشر فيلما عربيا واجنبيا اضافة الى عشرة افلام في القسم الاعلامي، وسبعة في بانوراما السينما الايطالية، وثلاثة في افلام بانوراما السينما البرازيلية، كما تم تكريم شخصيات سينمائية مصرية مثل الممثل نور الشريف، والممثلة ميرفت امين وفي سابقة غير مألوفة مثلها في المهرجان العربية والدولية اضافة الي تكريم خاص بواحدة من ممثلي الكومبارس هي فايزة عبد الجواد.
عكفت اللجنة المشرفة على المهرجان طوال الاسابيع القليلة الماضية علي اختيار واحد من الافلام المصرية لتكون في قسم المسابقة لكنها واجهت الكثير من الاشكالات مع اصحاب الافلام الجديدة، وحالت من اختيار اي عمل ليمثل مصر في المسابقة مما ادى بهم الى اختيار فيلم «خريف آدم» لمخرجه محمد كامل القليوبي وهو الفيلم الذي سبق له ان اشترك في مسابقة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قبل عامين وحاز على احدى جوائزه الرئيسية، مما يعكس تلك البلبلة التي تسود صناعة السينما المصرية اليوم وتركيزها على مواضيع لا ترتقي الى تلك الافلام المتنافسة واقتصارها على مواضيع الكوميديا والافيهات الخفيفة، وهناك من يشير الى غياب الافلام المصرية عن المهرجانات بسببب رغبة صناعها بدعوى ان المشاركة تحرمهم كثيرا من ايراد شبابيك التذاكر!
اختار مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي لجنته التحكيمية من ابرز العاملين في السينما المصرية والعربية والاوروبية من بينهم المخرج الفرنسي ايف بواسيه رئيسا للجنة التحكيم وهو صاحب فيلم «الاغتيال» الذي تجري وقائعه عن اغتيال المهدي بن بركة واحد ابرز مخرجي السينما السياسية في حقبة مضت من السينما العالمية، وكان سبق له اختير رئيسا للجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي منذ سنوات، وفي اللجنة ايضا المخرج السوري محمد ملص، والمخرج التونسي نوفل صاحب (الفائز فيلمه العام الماضي في المهرجان نفسه بالجائزة الاولى) والناقدة السينمائية المصرية خيرية البشلاوي، والناقد الفرنسي الان ريو، والمخرج الاسباني اوغسطين فيللارونجا، ومدير التصوير المصري سعيد شيمي.
واستحداث قسم خاص في المهرجان لعرض فيه افلام روائية تم انجازها بكاميرا الديجتال الرقمية (الفيديو) وستكون هذه الدورة مخصصة للافلام العربية عرف منها الفيلم المصري «كليفتي» لمخرجه محمد خان وفيلم «في ضوء القمر» لمواطنه خيري بشارة وفيلم «شمس الاصيل» لمحمد ملص وهناك فيلم ثالث للمخرجة المصرية اسماء البكري عن احدى روايات المصري المقيم في باريس البير قصيري الذي سبق لها وان قدمت الفيلمين «شحادون ونبلاء» و«كونشيرتو درب السعادة» بدعم وتمويل من شركات السينما بفرنسا.
وهناك عدة امور سعى منظمو الدورة العشرون لمهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي الى ايجادها وتنفيذها، بهدف الارتقاء وتطوير صيغة المهرجان وبلورة مسارة منها مثلا دعم وتنشيط وتنويع خياراته الفيلمية وعدم الانحسار داخل بوتقة بلدان حوض البحر الابيض المتوسط، واقتصارها على المسابقة الرسمية، الى جانب عقد ندوات واقامة سلسلة من الحوارات مع ابرز النجوم المكرمين بعيدا عن تناول تلك الموضوعات العامة التي اشبعتها الكثير من اللقاءات والمهرجانات والمناسبات الخاصة تحليلا وتقييما بل الغرض منها الخروج بتوصيات ناضجة يتم تفعيلها بصورة جدية واعمق، متابعة اضافة الى توثيقها وتحريرها واصدارها ضمن سلسلة اصدارات المكتبة السينمائية التي تصدرها مكتبة الاسكندرية لتوزع على ضيوف المهرجان والمهتمين طوال العام عدا عن مناقشة اقتراحات اخرى مثل توسيع حجم المشاركة في قسم افلام الديجتال لتشمل بلدان عالمية اخرى، وتوزيع جوائز مادية على الفائزين فيها كما يجري في المسابقة الرئيسية.
واقيميت ندوات متخصصة شارك فيها العديد من النقاد العرب والاجانب من بينها ندوة تكريم الروائي والسينمائي الفرنسي الان روب غرييه الذي سيعرض له المهرجان مجموعة مختارة من افلامه التي تصب في خانة السينما الجديدة والذي وضع سيناريو فيلم «هيروشيما جي» للمخرج الفرنسي الان رينيه قبل ان يحقق مفهومه لنظريته في الرواية سينمائيا بأكثر من عمل سينمائي لا زالت تثير الاعجاب والجدل بين صناع ونقاد السينما بالعالم. وهناك ايضا ندوة عن السينما المصرية تحت عنوان «البحث عن فيلم مصري» وندوة خاصة عن «سينما بلدان حوض البحر المتوسط» يتحدث فيها ضيوف عرب واجانب من المتخصصين والمعنيين.
وتضمن حفل الافتتاح عرضا للفيلم الايطالي المعنون «مكان للروح» لمخرجه ريكاردو ميلاني وهو نموذج لسينما المؤلف الذي يطرح مشكلة العلاقة بين ارباب العمل وجماعات من العمال اثر اغلاق احد المصانع، مما يقودهم الى عرض قضيتهم الى الرأي العام عبر شاشة التلفزيون بعد مجموعة من التحديات والجهود الجماعية الآتية عبر تصوير دقيق لتفاصيل حياتهم اليومية البسيطة مع اهاليهم، وجيرانهم، وزملائهم وسواء ابان فترة العمل او في اماكن سكناهم في مناطق فقيرة.
ومن بين الافلام المعروضة في المسابقة ايضا «اقتلني برفق» من اسبانيا، و«ياجودا في السوبر ماركت» من صربيا، «رأس في السحب» من اليونان، والفيلم التونسي «الدار» والمغربي «الملائكة لا تطير في الدار البيضاء» والتركي «المواجهة»، والفيلم الفرنسي «نصف اجرة».
واشتمل القسم الاعلامي على عرض للفيلم السوري «ما يطلبه المستمعون» للمخرج عبداللطيف عبدالحميد الذي يصور قصة حب تدور وقائعها بين الفتاة عزيزة والشاب جمال الذي يرتبط بصداقة متينة مع شخصية سليم المعاق الذي هرب من عائلته وبؤس الفقر الذي تعيشه في فترة احتدام المعارك على الجبهة السورية - الاسرائيلية.
كما جري عرض باقة من الافلام الفرنسية من بينها افلام «قلب الرجال» لمارك اسبوتسو، وفيلم «بعيدا» لاندريه تشينيه، وفيلم «ماري جورجيا» لروبير جورجيان، وفيلم «اخوة» لباتريس شيرو و«على شفتي» للمخرج جاك اديان.
مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي حيز آخر للقاء بين السينمائيين العرب ونظرائهم العالميين يسعى منظومه الى بلوغه لمستوى رفيع بين العديد من المهرجانات العالمية.
#اشرف_نهاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوسف شاهين ما بين حب امريكا والغضب منها
-
الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام السينما..دور
...
-
معرض كتب أم سوق خرداوات!!
-
جوازعلي ورقة طلاق المسرح الإيدلوجي
-
تكلفته 100 مليون دولار أمريكا تجامل الانجليز علي حساب فرنسا
...
-
موضة افلام الاجزاء تغزو بلاتوهات السينما المصرية
-
خطر الانقراض يهدد الثقافة السينمائية المصرية
-
السينما المصرية تبحث عن منقذ
-
الافلام الكوميدية تبعد مصر عن المهرجانات الدولية
المزيد.....
-
أندريا بوتشيلي.. الذي أعاد الاعتبار للموسيقى الكلاسيكية
-
وفاة الفنان السعودي عبد الله المزيني عن 84 عاما
-
وداعاً نجم طاش ما طاش .. وفاة الفنان السعودي عبد الله المزين
...
-
الباحث الإسرائيلي آدم راز يؤرخ النهب.. كيف سُرقت الممتلكات ا
...
-
هكذا علق الفنانون السوريون على سقوط نظام الأسد
-
تابع بحودة عالية مسلسل قيامة عثمان 173 Kurulus Osman مترجمة
...
-
اكتشاف بقايا بحرية عمرها 56 مليون عام في السعودية
-
أ-يام قليلة تفصلنا عن عرض فيلم “Hain”
-
أيمن زيدان اعتذر.. إليكم ردود أفعال فنانين سوريين على -تحرير
...
-
6 أفلام جسدت سقوط طغاة وانهيار أنظمة استبدادية
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|