أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اشرف نهاد - السينما المصرية تبحث عن منقذ















المزيد.....

السينما المصرية تبحث عن منقذ


اشرف نهاد

الحوار المتمدن-العدد: 709 - 2004 / 1 / 10 - 04:27
المحور: الادب والفن
    


هل بدأ العد التنازلى للموجة العابرة الطائشة التى هزت عروش نجوم التمثيل السينمائى وأجبرتهم على الابتعاد والانزواء بعيدًا عن استوديوهات وكاميرات وشاشات السينما، انتظارًا لانحسار تلك الموجة التى فرضت أسماء ووجوهًا لم تكن مرشحة أصلاً لاعتلاء القمة أو حتى لمجرد الاقتراب منها؟ وإذا كان النجم عادل إمام مازال يقاوم غير مصدق لتلك التحولات المذهلة التى دفعت بنجوم جدد للكوميديا حققت أفلامهم إيرادات غير مسبوقة، فلم يحدث من قبل أن تخطى فيلم مصرى حاجز الخمسة عشر مليونًا، ثم العشرين مليونًا، أرقام لم تعد أفلام عادل إمام قادرة على تحقيقها، فصار هو (الأول) فقط بالنسبة لجيله، لكنه لم يعد الأول على هؤلاء القادمين من الخلف، بلغة ملاعب كرة القدم، ليحرزوا الأهداف الذهبية التى قلبت كل الموازين وضربت كل التوقعات: محمد هنيدى، وعلاء ولى الدين ومحمد سعد، وبعد رحيل الثانى - علاء ولى الدين - فى مقتبل شبابه، بقى الاثنان محمد سعد ومحمد هنيدى فى صدارة قوائم الإيرادات غير المعهودة، بينما توقف هانى رمزى عند منطقة الوسط التى يسمونها أيضًا بلغة منافسات دورى كرة القدم (المنطقة الدافئة)، منطقة ما بين القمة والسفح، بينما كاد يخرج من ذلك السباق المحموم أحمد آدم الذى لم تقدر أفلامه حتى الآن على مزاحمة ومناطحة أفلام الإيرادات غير المسبوقة، وأشرف عبدالباقى أيضًا الذى كان ذات يوم من المرشحين بقوة لمواصلة التنافس على مكانة نجوم الصدارة فى مجال التمثيل الكوميدى، كاد هو الآخر يخرج من ساحة الاقتتال للفوز بلقب (نجم كوميدى)، وآخر إحباطاته كانت فى فيلم (صاحب صاحبه) الذى لم ينجح صاحبه محمد هنيدى فى إنقاذه من مصير ليس كوميديًا ولا مفرحًا أبدًا، ويبدو أنه آثر الاقتناع بأداء الأدوار التراجيكوميدية التى يؤديها ببراعة أكثر دون اشتراط أن يكون هو البطل الأوحد، ولم يعد باقيًا فى ساحة النزال الموصلة لعرش الكوميديا سوى الاثنين فقط محمد سعد ومحمد هنيدى اللذين تعرضا خلال الشهرين الأخيرين بالتحديد لحركة تنزيلات غير متوقعة فى الإيرادات، فإيرادات فيلم محمد سعد الجديد (اللى بالى بالك) لا تقارن بإيرادات فيلمه السابق (اللمبى)، وإيرادات فيلم محمد هنيدى الجديد (عسكر فى المعسكر) لا تقدر مثل إيرادات فيلميه الأخيرين (صاحب صاحبه) و (الواد بليه ودماغه العالية) على اللحاق أو الاقتراب من إيرادات فيلميه ذائعى الصيت (صعيدى فى الجامعة الأمريكية)و (همام فى أمستردام)، فبعدهما بدأ الهبوط، ومنذ عامين فقط كان التكهن صعبًا بمن سيفوز بالجولة الأخيرة الحاسمة مؤكدًا جدارته بالمركز الأول فى نهاية سباق مرهق تقطَعت معه الأنفاس لدرجة الخروج الاضطرارى لتلقى الإسعافات الضرورية، كانت الأسماء والوجوه عديدة والمواقع متداخلة، وكان هناك ما يشبه الاشتباك الذى يلزمه فض وتحديد مصير، فكل منهم يعتبر نفسه الأحق بلقب فارس الكوميديا + الجديد، والمحللون حائرون، البعض يظن أن محمد هنيدى هو الذى سيكمل السباق دون خسائر فادحة تساعده خفة ظله، ووجهه الطفولى، وقصر قامته، وحب الأطفال له، لكن المختلفين أشاروا إلى عيب أساسى ليس فى هنيدى وحده، بل فى أى ممثل عمومًا ضعف الصوت وعدم قدرته على التطويع والتشكيل والتولين، والتوقف عند الأداء النمطى المتكرر الذى كان من أسباب اهتزاز عرش الكوميديا تحت أجساد وأقدام نجوم آخرين كانوا أكثر شهرة وبريقًا ونجومية صرعهم الأداء النمطى وأخرجهم من كل دوائر وساحات التنافس ومازالوا يدافعون عن اللقب حتى النفس الأخير غير مصدقين أنهم فقدوه نهائيًا وعلى غير توقع زاحم محمد سعد الآخرين متفوقًا عليهم بقدراته كممثل - أقصد حرفية الأداء - وأولها قوة الصوت والقدرة على التلوين فى الأداء، وتجسيد شخصيات عديدة متناقضة، لكن محمد سعد ليس عنده قوة حضور وخفة ظل محمد هنيدى، ونفس الكلام ينطبق على هانى رمزى الذى تناسبه أكثر وتلائمه مثل أشرف عبدالباقى الأداء التراجيكوميدية، والتى لا تنتمى للكوميديا الخالصة، فالكوميديان له مواصفات خاصة ليست متوافرة عند بعضهم، والعناد والمكابرة لا يوصلان إلا للارتطام بنهاية النفق المظلم الذى لا يفضى للنور، بينما احتفظ أحمد آدم بالكوميديا الخشنة ووسائل الإضحاك التقليدية التى تظهره أقرب إلى (المونولوجست) من الكوميديان، وكل هذا الجيل تستهويه بالدرجة الأولى (النكت اللفظية)، والاعتماد على كوميديا (القافية) أى الدخول فى حوار وتعليقات جانبية مع الجمهور خارج النصوص المكتوبة التى أكد كل هذا الجيل أنه ليس حريصًا عليها ولا متمسكًا بها، إنهم باختصار ليسوا فى احتياج إلى مؤلفين حقيقيين ممن ثبتت جدارتهم فى كتابة الكوميديا السينمائية وأشير هنا بالتحديد إلى رأفت الميهى، ومحمود أبوزيد، وفاروق صبرى، ووحيد حامد، ولينين الرملى، وربما كان هانى رمزى هو أكثر هذا الجيل من نجوم الكوميديا الجدد حرصًا على المستوى الفنى والفكرى بدليل سعيه لسيناريو كتبه وحيد حامد لفيلم (محامى خلع) الذى أشاد به النقاد، ثم حرص على تقديم فكرة لامعة للكاتب الساخر الراحل يوسف عوف، لكنهم أساءوا تنفيذها عند تحويلها إلى سيناريو سينمائى افتقد المزج الواعى المحسوب فى فيلم (عايز حقى) بين الواقع والخيال، فذلك الافتراض غير الواقعى للمؤلف يوسف عوف كان يتطلب صياغة أخرى ليست موغلة فى الواقعية، إذن فهانى رمزى هو الوحيد من بين هذا الجيل الذى استند لكاتبين لهما فى كتابة الكوميديا تميز سابق ومعروف هما : يوسف عوف ووحيد حامد، فلماذا لم يتوجه بقية نجوم الكوميديا الجدد إلى بقية كتاب الكوميديا السينمائية الآخرين ؟ لماذا لم يطلب محمد هنيدى ومحمد سعد وأحمد حلمى وأحمد آدم أفكارًا وسيناريوهات من المحترفين المخضرمين: رأفت الميهى ووحيد حامد ومحمود أبوزيد وفاروق صبرى ولينين الرملى بدلاً من اللجوء والارتماء فى أحضان (مولفين) - بدون الهمزة - وليسوا مؤلفين - كل ما يقدرون عليه تجميع أكبر عدد ممكن من النكت اللفظية، وأكبر عدد ممكن من الإسكتشات الفكاهية أغلبها مستعار من أفلام كوميدية مصرية وعالمية، وأغلبها أيضًا مستعار من مخزون الكوميديا القديم خاصة المواقف الكوميدية سابقة التجهيز الخالية من أى اجتهاد إبداعى أو حتى التوظيف الجديد المغاير لوسائل ولحيل الإضحاك المستهلكة، بل أغلبها محاكاة لدرجة الاستنساخ لمواقف ولمشاهد كوميدية يظنون أن الجمهور الواعى قد نسيها. هذه هى مأساة نجوم الكوميديا الجدد الذين لم يستفيدوا، أو يستوعبوا تمامًا هذه الحفاوة الكبرى التى استقبلهم بها الجمهور الذى بلغ به السأم منتهاه من نجوم مشاهير للكوميديا لم يعد لديهم جديد يقدمونه، فأقبل مرحبًا بنجوم الكوميديا الجدد ربما يجد عندهم الضحك الرائق الذى لم يعد القدامى قادرين على تقديمه، وهذا سر عشرات الملايين التى حققتها الأفلام الكوميدية بشكل غير مسبوق خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، فالناس فى حالة اشتياق لآخرين يضحكونهم فى الأعماق دون ابتذال ودون تكرار وأيضًا دون استخفاف بعقولهم، لكنهم مع هذا العام 2003 بدأوا يدركون أن المضحكين الجدد ليس لديهم غير النكت اللفظية، وارتداء النساء لملابس الرجال، وارتداء الرجال لملابس النساء، والسخرية الموجعة من قصار القامة، ومن العجائز، واستخدام ثنائيات النحيف والسمين، والطويل والقصير، وتحولت السيناريوهات إلى ما يشبه الإسكتشات غير المترابطة، فالمطلوب فقط الإضحاك ولو بالافتعال المجافى للذوق العام وحتى باللجوء للإيحاءات الجنسية التى تصير أحيانًا صريحة ومكشوفة بل وممجوجة، واختفى تمامًا الضحك النابع من مواقف كوميدية مكتوبة ومحسوبة بإتقان توظف مكونات الشخصية ودوافعها ومقوماتها مستفيدة من المفارقات وردود الأفعال غير المتوقعة، ولم يعد باقيًا وسائدًا غير ذلك النوع من الضحك الخشن وغير الإنسانى، لكن عندما تم اللجوء لكاتب سيناريو واعد وفاهم لمقومات التعبير السينمائى تحسنت الأحوال والمستويات الفنية، وأشير هنا بالتحديد لواقعتين ولحالتين: الأولى، فيلم (سهر الليالى) للمخرج هانى خليفة، ولا أعتقد أن هذا الفيلم كان سيحظى بكل هذه الحفاوة بدون تامر حبيب الذى هو مع المخرج هانى خليفة اكتشافان مفرحان فى هذا الفيلم، فرغم أن الموضوع سبق التعرض له مرات عديدة سينمائيًا وتلفزيونيًا، لكن الكتابة مختلفة ومغايرة للمعالجات وللصياغات السابقة، وتحسنت الأحوال الفنية أيضًا بالنسبة لمحمد سعد فى فيلم (اللى بالى بالك) الذى لم يتعرض للهجوم الضارى الذى تعرض له (اللمبى) لأن محمد سعد اعتمد على كاتبى سيناريو واعدين هما: نادر صلاح الدين وسامح سر الختم، إذن يا سادة، ويا أيها السينمائيون ، المؤلف هو الحل، فلماذا تكابرون ؟ هذا العناد الأحمق سيكلفكم ثمنًا فادحًا، هل تأملتم ما جرى لفيلم (كلم ماما) الذى ظن أصحابه أن الإسكتشات الفكاهية العشوائية ستجعله يتربع فى مقدمة قوائم الإيرادات متفوقًا على كل الأفلام الأخرى ؟ نجح (سهر الليالى) الاعتماده على مؤلف واعد فاهم، وخفت حدة الهجوم على (اللى بالى بالك) لاعتماده على مؤلفين شابين آخرين واعدين وفاهمين، وكان فيلم (عايز حقى) سينجح أكثر لو توافر له كاتب السيناريو الذى بدد الإمكانات الفنية والفكرية المدهشة لفكرة لامعة. إن هذا العام بالتحديد 2003 الشاهد على تراجع إيرادات أفلامكم يقول لكم بأعلى صوت، ابحثوا عن المؤلفين الحقيقيين القادرين على كتابة الكوميديات السينمائية عالية وراقية المستوى دون استخفاف بعقول المشاهدين، وأذكركم مرة أخرى بأسماء القدامى المخضرمين منهم، رأفت الميهى، وحيد حامد، ومحمود أبوزيد، وفاروق صبرى، ولينين الرملى، وأضيف إليهم ماهر عواد، فرغم عدم توفيق فيلمه الأخير (صاحب صاحبه) إلا أنه بالفعل من المؤلفين الموهوبين القادرين على إضافة كوميديات الموهوبين القادرين على إضافة كوميديات سينمائية قادمة متفوقة، وإلى جانب هؤلاء المقتدرين ابحثوا عن مؤلفين جدد من نوعية تامر حبيب ونادر صلاح الدين 



#اشرف_نهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الافلام الكوميدية تبعد مصر عن المهرجانات الدولية


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اشرف نهاد - السينما المصرية تبحث عن منقذ