أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اشرف نهاد - يوسف شاهين ما بين حب امريكا والغضب منها















المزيد.....



يوسف شاهين ما بين حب امريكا والغضب منها


اشرف نهاد

الحوار المتمدن-العدد: 959 - 2004 / 9 / 17 - 10:04
المحور: الادب والفن
    


هل هي المصادفه وحدها التي تفسر عرض فيلم مايكل مور في نفس التوقيت الذي يعرض فيه فيلم شاهين لا نظن ان المصادفه وحدها هي التي تفسر هذا التوافق‏,‏ لان كلا من مور وشاهين‏,‏ لهما نفس التاريخ الطويل في النظر الي السينما كفن انساني يستهدف تغيير الواقع ولا يكتفي بتفسيره‏,‏ قبل نحو عام انطلق كل منهما ليري امريكا التي تلتبس صورتها الان في مخيله الجميع‏,‏ لكن مور وشاهين بدا معا من الحرص علي صوره الولايات المتحده الامريكيه شاهين كمحب لبلد علمته الكثير‏,‏ ومور كمواطن يخاف علي بلده التي هي من المفترض انها معادله للحريه والعدل والديمقراطيه‏,‏ هذه القيم التي رغبت الميديا الامريكيه في تصديرها‏,‏ لكن مور وشاهين يمضيان للابعد من ذلك كله لان ما حدث بعد‏11‏ سبتمبر وحرب العراق الاخيره يهددان كل هذه القيم ويدفعان الفنان الي قول كلمته‏,‏ ويعلن كل منهما غضبه النابع من حبه بطريقته‏.‏

مع المخرج يوسف شاهين لا سقف ولا حدود للحوار‏..‏ وثق تماما من انه من اللحظه التي ستدخل عليه وينظر الي عينيك وهو يصافحك‏..‏ هي اللحظه التي ستحدد شكل الحوار‏,‏ ومهما كان ذهنك شديد الترتيب‏..‏ الا ان عفويه جو وتلقائيته وخفه دمه الاسكندرانيه‏,‏ ستعطي للحوار شكلا اخر وطعما خاصا‏,‏ ليس ذلك فقط‏,‏ فلقائك مع شاهين كفيل بمنحك القدره علي التصالح ان لم يكن مع العالم‏..‏ فعلي الاقل مع نفسك فهو من هولائ الاشخاص الذين يملكون تلك الطاقه النفسيه الهائله‏..‏ والكاريزما التي تاسرك بسحرها‏..‏ لذلك كان من الطبيعي ان يتحول حوارنا منه الي فضفضه شاهينيه خالصه‏.‏ حيث تحدث لـ الاهرام العربي عن امريكا التي يحبها وامريكا الاخري التي يرفضها‏..‏ وعن لحظات ضعفه وعلاقاته بممثليه وحال السينما واشيائ كثيره كشف عنها‏..‏ بمجرد ان جلسنا‏..‏ فوجئنا بعلبه السجائر امامه ولفت نظرنا انه يدخن بشراهه كعادته‏..‏
‏‏ سالته‏..‏ ليه رجعت تدخن يا استاذ؟
رد بطفوليه شديده‏..‏ انت مالك‏..‏ هو انت امي؟‏!‏ وضحك بصوت عالي‏,‏ حاولت وما قدرتش التدخين عندي‏..‏ اصبح زي الهوا؟‏!‏
اسكندريه ـ نيويورك
‏‏ بعد اسكندريه كمان وكمان‏..‏ انشغلت بتقديم نوعيات اخري من الافلام‏..‏ فما الذي استفز جو ليعود لمساله سيرته الذاتيه؟
بدايه لم اكن افكر مطلقا في موضوع السيره الذاتيه‏..‏ فالمساله ليست انشغالي بنفسي بقدر رويتي للعالم من خلالها‏,‏ وعاده الفيلم كفكره ينبع من استمراري في طرح التساولات عن كل ما يحدث من حولنا‏..‏ ومع تدهور الاوضاع السياسيه علي مستوي العالم‏,‏ وسيطره الامبراطوريه الامريكيه ـ يروق لي تسميتها كذلك ـ وتاثير كل ذلك علينا كامه عربيه‏..‏ شعرت للحظه بانني غير قادر علي استيعاب ما يحدث‏..‏ وانني اقف مكتوف الايدي حياله‏..‏ وبدات في شحن نفسي‏,‏ من خلال طرح عده تساولات عليها‏,‏ اولها ليه الامريكان بقوا بالتوحش ده؟‏!‏ وليه احنا اصبحنا مثل العبيد؟‏!‏ ومن خلال كل ذلك سالت نفسي فين امريكا التي احبها من وسط كل هذه المجازر والهموم‏..‏ وجائت اخر زياره قمت بها الي العراق قبل سقوط دام لتصيبني بحاله من الهلع والياس‏.‏
‏‏ نفهم من كلامك‏..‏ ان زيارتك الي العراق في عام‏98‏ كانت محركا اساسيا لفيلم اسكندريه ـ نيويورك؟
بكل تاكيد‏..‏ لان العراق وما حدث ومازال يحدث فيها هو الدليل الاكبر والاوضح علي العجرفه الامريكيه‏..‏ واذكر وقتها انني رفضت مقابله الرئيس السابق صدام حسين وابنه الراحل عدي‏,‏ وكان هناك بعض من اعضائ الوفد يحاولون اقناعنا بضروره ذلك‏,‏ الا انني صرخت في وجهه من يريد رويه صدام فليذهب‏..‏ ولكن انا هنا من اجل الناس‏..‏ واذكر وقتها انني نزلت الي الاسواق لاتعرف علي حال الناس وكذلك المستشفيات‏..‏ وكان همي هو تقديم الدعم النفسي لهولائ الناس‏,‏ لذلك فضلت ان اذهب الي قسم الاخراج لالقي محاضره لاربعه طلاب بدلا من لقائ الرئيس وابنه؟
وبعد عودتي من الرحله شعرت بان هناك شيئا يتحرك بداخلي علي ان انفذه كسينمائي الا انني لم اكن استطيع الامساك به‏..‏ لذلك تركته يختمر بداخلي‏.‏

من خلال رويتك ومتابعتك للكثير من الاحداث‏..‏ الم تستفزك شخصيه صدام حسين دراميا؟
لا احب الشخصيات الشريره الفلته قد يكون شخصيه دراميه لمخرج اخر‏,‏ ولكن ليس لي انا كشاهين‏..‏ انا بحب الشخصيات التي اتفاعل معاها واشعر انها طيبه‏..‏ انا لا انسي مشهده وهو يضرب ببندقيته في الهوائ‏..‏ مشهد مستفز‏.‏
‏‏ نعود الي سيناريو الفيلم الذي اخذ منك سنوات طويله؟
اعتبرت ان رحلتي الي العراق هي العامل الموثر والمحرك‏,‏ بالاضافه الي تطورات الاحداث بعد ذلك في فلسطين الصامده‏..‏ وناهيك عن الدعوه الامريكيه المستفزه للاصلاح في الشرق الاوسط‏,‏ كل ذلك شكل ملامح لفيلمي‏,‏ وبدات اطرح من خلالها رويتي المستقبليه‏.‏
‏‏ هل تري ان امريكا غير قادره علي فرض دعوتها للاصلاح‏..‏ علي الرغم من تجربه العراق؟
المساله ليست بالعافيه ولن تحدث بالكرباج‏,‏ الديمقراطيه في الاساس احتياج داخلي‏,‏ وسلوك وتربيه‏,‏ وهناك خطوات كبيره يجب ان تحدث لتتحقق ديمقراطيه حقيقيه من اهمها ان يكون لدينا حياه حزبيه حقيقيه وانتخابات حره‏,‏ وصحافه حره بجد‏..‏ مش شكلها حر‏!..‏ دا احنا كلنا بنختار مين هيجي ورانا في اي مكان‏..!!‏ لذلك لن يتم الاصلاح الا بنا ومن خلالنا وبعيدا عن اي سطوه امريكيه حتي لو حدث عكس ذلك الا ان هذه هي وجهه نظري‏.‏
يواصل شاهين حديثه‏..‏ وعملت علي السيناريو‏18‏ شهرا‏..‏ عدلت الكثير من احداثه نظرا لان التطورات السياسيه كانت سريعه ومتلاحقه‏..‏
‏‏ المفارقه ان بداخلك غضبا كبيرا تجاه امريكا الا انك غيرت اسم فيلمك من الغضب الي اسكندريه نيويورك‏..‏ وحمل الفيلم نقد وعتاب محب ليس ذلك بل غيرت من النهايه؟
بالتاكيد ومازال الغضب اكبر بداخلي‏..‏ ويوم بعد يوم ازداد استفزازا مما يحدث من دعم امريكا المطلق الي اسرائيل‏..‏ والحميميه الشديده بين بوش وشارون‏,‏ والتي تزيدني ضجرا‏,‏ الا انني سالت نفسي سوالا واحدا‏,‏ احنا طول النهار والليل بنشتم في امريكا‏..‏ والشتيمه لا تنهي اي نزاع‏..‏ فلماذا ساتحول انا طوال الوقت الي رد فعل‏.‏
لذلك قررت انني بدلا من الشتيمه‏..‏ ساقدم فيلمي من خلال الحب‏,‏ انا ‏««‏فعلا‏»»‏ بحب امريكا‏..‏ فهي البلد الذي تعلمت فيه حاجات كثيره‏,‏ وهي بلد التكنولوجيا بلا منازع ـ علي الرغم من انهم ياخذون عقول الاخرين ـ حتي الجنس تعلمته هناك‏..‏ واول حب حقيقي في حياتي كان في امريكا وانا عمري‏17‏ عاما‏.‏
ولكن للاسف التغيير الذي حصل في الخمسين سنه التي مرت تغيير فظيع انا عن نفسي فوجئت به‏,‏ وعلي الرغم من حبي كان علي ان اتوقف لاسال لماذا يفعلون ذلك بنا‏,‏ وينحازون الي اسرائيل الي هذه الدرجه ليس ذلك فقط بوش اصبح المتحدي الرسمي للاسلام‏.‏
‏‏ علي الرغم من ذلك تكلمت عن الحب؟
طبعا‏..‏ لانني اعتقد ان الحب اقوي تاثيرا‏..‏ علي الرغم من التناقض الذي حدث بعد احداث‏11‏ سبتمبر‏,‏ تعذبت كثيرا‏,‏ خاصه وان العرب هم الذين قاموا بذلك‏,‏ ولانه كان عندي اصدقائ كثيرين في نيويورك‏,‏ وكنت قلقا عليهم‏,‏ وبعد تلوث صوره العربي‏,‏ حيث اصبح عند الامريكان العربي مرادف الارهابي‏..‏ تاكدت ان الحب هو افضل وسيله للحديث لذلك قررت ان اكون عاقلا‏..‏ وقلت لهم انتم اصبحتم بشعين‏,‏ من خلال حبي‏..‏ وهذا حقي عليهم‏,‏ فانا لا اعرف الكره‏..‏ صدقوني عندي حاجه بايظه في نافوخي‏..‏ اقصد مافيش حته الكره‏..‏ لان انا محتاج دماغي واحتاج التركيز‏.‏
يضحك‏..‏ وبعدين انا في كل فيلم بحب ثلاثه او اربعه علي الاقل‏,‏ اسالي عني في البلاتوه بعشقهم من اصغر عامل ونجار حتي اكبر تقني وفنان لذلك يظهر الحب علي الشاشه‏.‏
‏‏ بسبب التناقض في مشاعرك تجاه امريكا ما بين الحب والغضب استبعدت كل الاحداث الخاصه بـ‏11‏ سبتمبر وانهيار برجي التجاره؟
ليس ذلك فقط ولكن الاهم هو انني قدمت فيلما قصيرا عن انهيار برجي التجاره وما ترتب علي احداث‏11‏ سبتمبر‏,‏ وذبحني الصهاينه بعد هذا الفيلم‏,‏ لانني قلت ان سبب القنبله البشريه هو الاهانات المستمره للعرب الا انني شعرت ان هذا يكفي اقصد الحديث عن‏11‏ سبتمبر لن اجعلها قصه مادمت سبق وتناولتها في فيلم قصير‏,‏ فما الداعي لان اضمنها لفيلمي الروائي الطويل؟
‏..‏ يضحك بصوت عال‏..‏ وعلي الرغم من الحب الذي تتحدثون عنه الا انني فوجئت بالوشنطن بوست يخرج علينا احد نقادها ليقول بان الفيلم ضد امريكا‏.‏
‏‏ قاطعناه‏..‏ لكنك وضعت شعار‏GodblesAmerica‏ يبارك الرب امريكا داخل الفيلم‏..‏ والتي كان من المفترض ان تسبب لك حرجا في بعض الدول العربيه؟
عندكوا حق وطبعا كنت خايف من ان يخرج علي البعض ويقول انني عميل لامريكا‏.‏

ضحكنا‏..‏ هل كنت تتوقع ان تصل المساله الي درجه العماله؟
طبعا‏..‏ هناك اناس لا يفكرون والمسائل عندهم بهذه الحده بعيدا عن اي سياق درامي او ما شابه هذه المسميات فهي لا تعني لهم شيئا‏..‏ لكن كل الذي اعرفه هو انني احب امريكا الي الان‏..‏ علي الرغم من كل الضربات الموجعه والمولمه من جانبها وحدث ان ذهبت اليهم اكثر من مره لاعرض افلامي ولم انجح‏..‏ وكنت اصرف اموالي وارجع‏.‏
‏‏ الي هذه الدرجه كنت وماتزال مهموم بان تشاهد امريكا فنك‏..‏ وان يحبوك ويعترفوا بك؟
طبعا‏..‏ بس حطي في بالك انا لازم اتحب‏..‏ يضحك‏,‏ عارفه ليه‏,‏ لان اول شيئ منحوني اياه كان الحب فمشاهد استاذتي التي كانت تراني عبقري ونابغه حقيقيه‏,‏ وكثيرا ما وقفت بجانبي‏..‏ وبكت كثيرا عندما كنت مهددا بعدم استكمال دراستي نظرا لظروف اهلي الماديه‏..‏ وعرفت بعد ذلك بخناقتها الكبيره مع مجلس اداره المعهد لصالحي‏.‏
‏‏ في العمل السينمائي يتداخل الواقع بالخيال فما مساحه الواقع فيما قدمته؟
احداث كثيره في السيناريو هي حقيقيه ووقعت لي ‏««‏فعلاقتي‏»»‏ بجنجر حقيقه‏%100‏ وكنت اذهب لرويتها كل عده سنوات‏,‏ وكذلك مشهد صاحبه المنزل التي اغتصبتني ورائ الدش حقيقيه يضحك جو معلقا‏..‏ مش قلت لكم انني لازم اتحب‏..‏ والمشاهد الحميمه التي جمعتني بجنجر حقيقيه‏,‏ فهي الحب الاول والقبله الاولي‏..‏ كانت فظيعه ايرلنديه حاره‏..‏ يواصل ضحكته المجلجله قائلا‏..‏ بنقول عليها ايه في مصر شديده مش كده‏..‏ وبالاضافه الي انني كنت متفوق في دراستي فانا لم ابالغ في هذه التفاصيل‏..‏ اما شخصيه الابن فهي الحلم الذي كنت اتمناه ان يكون عندي ابن معجزه مثل احمد يحيي‏..‏ ولكن الحمد لله انا استمريت في التدريس لمده‏30‏ عاما في المعهد العالي للسينما لذلك عندي اكثر من‏600‏ ابن‏.‏
‏‏ تعاملت في الفيلم مع السياسه بمنطق الصراع العائلي؟
الابن من ناحيه يمثل التعجرف الامريكي والاب انت من الناحيه الاخري تحاول الوصول اليه وهو يرفضك؟
وذلك لان الصراع العائلي فيه رابطه الدم بتكون اقوي‏..‏ لذلك تذكري المشهد قبل الاخير والاب يشاهد ابنه وهو يرقص للمره الاخيره‏..‏ والابن لاول مره يشعر بعدم القدره علي الرفض قصدت ان الحوار بين العرب والامريكان لن يكتمل فالمساله اصبحت شديده الصعوبه‏.‏
‏‏ علي الرغم من ذلك ومن الانكسار في شخصيه الاب والابن الا ان المشاهد يخرج بانطباع بان الاثنين قد بدا يصطلحان وهذا عكس ما تطرح؟
طبعا حدث انكسار في كلا الشخصيتين‏..‏ فهذا طبيعي في ظل هذا المناخ العنيف‏..‏ فالشاب عندما شاهد افلام ابيه بكي‏,‏ والاب حين شاهد الابن وهو يرقص بكي ولكن النهايه هو ان هذا البلد سيفرق بين الاب والابن‏,‏ وقد يكون هناك اراده للصلح‏..‏ وهذا يتسق مع فكره الحب التي طرحتها كدافع لفيلمي‏..‏ وممكن يكون فيه امل الا انه لن يكون من ناحيتنا نحن العرب‏,‏ فنحن لن نرضيهم ثانيه ـ وهذا تقديري ـ فالاب كما شاهدتم في الفيلم قرر الا يزور امريكا مره ثانيه‏,‏ فالامريكان تغيروا حتي شكلهم تغير فزمان كانت الفتاه الامريكيه جميله وطويله الان تمشي في الشارع تجد نسبه بدانه مرعبه وحتي علي مستوي الافلام‏,‏ زمان كان فيه رقص ورومانسيه وابطال وبطلات شكلهم زي القمر‏,‏ ورقص فريد استير وغيره الان‏,‏ هناك سلفستر ستالوني وارنولد شوازنجر‏.‏
‏‏ البعض وجد في اسكندريه ـ نيويورك ـ نرجسيه شديده علي مستوي التفوق العلمي وفي الناحيه الجنسيه حيث وصفوا مشاهد الحب بانك تريد ان تقول انك كنت فحلا؟
سالنا‏..‏ هم مين‏.‏
قلنا بعض النقاد؟‏!‏
هم احرار‏..‏ انا قدمت فيلمي كما احب ان اقدمه‏..‏ وكل واحد من حقه ان يراه ويقراه كما يريد‏,‏ لم اعد اشغل بالي بذلك‏,‏ ولكن عن اي نرجسيه يتحدثون انا فعلا كنت متفوق جدا في دراستي‏,‏ وكنت اجد الاحتفائ من اساتذتي‏,‏ اما موضوع الفحوله الجنسيه فهذا شيئ عجيب جدا‏..‏ فحوله ايه؟‏!‏ يتسائل شاهين موضحا بنت وولد بيحبوا بعض‏..‏ وفي بلد حر وبيكتشفوا انفسهم مع بعض‏..‏ اعتقد ان ده طبيعي مش كده‏!!‏
‏‏ سبق للفنان نور الشريف ان قدم دورك يحيي في حدوته مصريه وفي فيلمك الجديد محمود حميده جسد دورك من احببته اكثر؟
السوال صعب جدا‏..‏ ونور الشريف كان مرشح للفيلم ولكن استبعدته لان جسمه لم يكن مناسبا للفيلم‏,‏ حيث كانت هناك راقصات ايضا للكبار لذلك قام حميده بالدور‏,‏ وكل واحد منهم يملك طريقه ادائه الخاصه‏..‏ ونور قدم الدور في حدوته مصريه بشكل هائل‏..‏ وكذلك حميده‏,‏ والذي يملك شخصيه واضحه وعن نفسي لا احب ان اكسر شخصيه الممثل‏,‏ عندي احدثه فقط بالمشاعر والاحاسيس التي اريدها ثم اتركه ينطلق‏..‏ واوكد ان الاثنين كانوا اكثر من رائعين‏.‏
‏‏ حذفت اكثر من‏40‏ دقيقه من الفيلم‏..‏ وكذلك المطرب علي الحجار الذي صرح بغضبه؟
بدايه انا بحب الحجار جدا وصوته لن يتكرر‏..‏ وبمنتهي الصدق عندما سجل الاغاني كلها بصوته كنت انا في المستشفي ولم اعرف انه سجلها كلها‏,‏ ولكنني علي الجانب الاخر حبيت احساس فاروق الشرنوبي هو صوته مش حلو قوي‏..‏ بس حساس جدا‏..‏ لذلك اخذت اغنيتين بصوته‏,‏ ولكن قفلت بصوت الحجار نيويورك بتقتل اي حنين لانه كما قلت صوته كالطلقه‏..‏ وحقيقي انا زعلان جدا لزعله مني‏..‏ واوكد له لم اكن اقصد‏.‏
اما بالنسبه لباقي الفنانيين‏..‏ فانا في مونتاج الفيلم اتعامل بمنطق الجزار‏..‏ يعني الاهم عندي هو ايقاع الفيلم‏..‏ حتي فيما يتعلق بشغلي انا كمخرج‏.‏
‏‏ لكن الرقصات كانت طويله وبالتحديد كارمن؟
اتفق معكم في كارمن فقط‏..‏ كانت محتاجه تقصر دقيقتين‏.‏
‏‏ بصراحه شديده الم تر ان الرقابه تعاملت معك علي انك يوسف شاهين لذلك اخذت مساحه حريه لا تتوافر للغير؟
يضحك‏..‏ انا طبعا يوسف شاهين‏,‏ ولكن انا كنت مرعوب من الرقابه‏,‏ ولكن د‏.‏ جابر عصفور رجل شجاع‏,‏ قال لرئيس الرقابه السابق د‏.‏ مدكور ثابت‏,‏ لا تقربوا لاي كادر في الفيلم‏,‏ وهذا ما حدث‏,‏ لان المشاهد الحميميه دراميه وانا اري ان قصص الحب يجب ان تكون كذلك‏..‏ هذا ما اعرفه‏.‏
‏‏ لاول مره في فيلم لشاهين نجد اهتمام كبير بالشخصيات النسائيه وحميميه شديده في الحديث عنهم؟
مازحه كان فين الكلام ده يا استاذ؟
ضحك شاهين‏..‏ انا حبيب‏..‏ وحساس جدا ولا اعرف ان ادخل عالم الا اذا كنت بحب كل تفاصيله‏,‏ وما شاهدتيه في الفيلم جزئ من عالمي الذي عشت تفاصيله‏..‏ بكل ذره في مشاعري لذلك تواصل الجميع معه‏.‏
‏‏ ما رد فعلك عندما سافرت لتقابل جنجر حبيبه قلبك‏..‏ ووجدتها تعمل‏callgirl‏ فتاه ليل؟
يفكر للحظات وكانه يسترع شريطا من الذكريات‏..‏ رد فعلي انني بمجرد عودتي الي مصر تزوجت من كولييت زوجتي التي قضيت معها‏49‏ عاما؟
نبدا من هاملت‏..‏ من باب الحديد وحتي اخر افلامك اسكندريه‏-‏ نيويورك هناك حضور طاغ وموثر لشخص هاملت‏,‏ لماذا هاملت تحديدا يسيطر علي مخيله شاهين؟
فعلا انا خبير هاملت‏,‏ واعرف اعملها كويس جدا‏,‏ كما انني درستها في المعهد بشكل شديد التخصص‏,‏ وكان لدينا مجلد كبير تضمن شرحا وافيا لهاملت‏,‏ وكل ممثل عالمي قام بادائها‏,‏ ومن اي منطقه نفذ الي الشخصيه وامسك بها‏.‏
مازلت لم تجب عن سوالنا لماذا هاملت؟
كنت تعبان من نفسي جدا وانا صغير‏.‏
‏‏ نستطيع ان نقول انك شخصيه شديده التركيب؟
دون شك انا شخص مركب‏,‏ زمان كانوا يقولون عني انني شخصيه فصاميه‏,‏ يضحك بصوت عال‏,‏ لكن انا قلت لهم‏,‏ بل انا شخص متعدد‏,‏ يعني ممكن اكون‏14‏ شخصا في بعض‏.‏
بهدوئ شديد شوفي انا شخص حساس قوي‏,‏ وممكن كلمه تفرحني وربع كلمه تعفرتني‏.‏
‏‏ شخصيتك متعدده التركيب لو امكن ان اطلق عليها كذلك كيف انعكست عليك كشاهين؟
بصراحه لم اكن مبسوطا من نفسي طوال الوقت‏,‏ وبدات اشعر بهذا الاحساس واعيه تماما عندما كان عمري‏13‏ عاما‏,‏ كنت اشعر بانني غريب جدا عن كل الاولاد في سني‏,‏ اقصد انني كنت اجد نفسي بعيدا عن دائرتهم واهتماماتهم‏,‏ واعتقد انني كنت شويه متاخر في استيعاب ما يحدث لي وما يحدث من حولي‏,‏ مثلا التطورات الجسمانيه‏,‏ لا انسي كيف كنت انظر مثلا الي يدي باندهاش‏,‏ متسائلا لماذا تكبر بهذا الشكل ـ يضحك بسماحه ـ تقدري تقولي كنت متخلفا‏.‏
‏‏ قاطعناه لا يا استاذ‏..‏ المساله ببساطه انك كنت تملك عالمك الخاص‏,‏ وطبيعي ان تختلف اهتماماتك عمن هم في نفس عمرك؟
بحيره‏:‏ مش عارف بس انا كنت غريبا‏,‏ وكل ما اذكره انني كنت باكتب كتير جدا‏,‏ واشخبط علي الورق‏,‏ واحرك شخصيات‏.‏
‏‏ نستطيع ان نقول انه لم يكن هناك احد من اسرتك يستوعب اختلافك؟
تقدرو ا تقولوا كده فعلا‏,‏ وازداد انغلاقي علي نفسي بعد ان اكتشفت ان الام ليست العذرائ‏,‏ لذلك عشقت هاملت‏,‏ ووقعت في غرامها‏,‏ ولا انسي اللحظات التي كنت اشعر فيها بالحزن الشديد والانغلاق حول نفسي‏,‏ لذلك كثيرا ما كنت اغلق باب حجرتي وانخرط في نوبات بكائ حاده‏,‏ وعندما كان يدخل علي احد من اهلي كنت اقول لهم انا بمثل هاملت‏,‏ وابكي لانني اندمجت في مشاهدها الموثره‏,‏ خاصه انني ارفض ان يعرف اي فرد منهم انني ابكي‏,‏ وكانت علاقتي بهاملت تخرج كل الغل اللي جواي‏,‏ وكل الحاجات اللي انا مش مبسوط منها‏,‏ ولا اعرف لماذا اري ان هاملت يشبهني‏.‏

علي الرغم من عشقك الشديد لهاملت الا انك لم تفكر في تقديمها كعمل سينمائي متكامل واكتفيت بظلالها في كل افلامك؟
بالفعل قمت بكتابه الفيلم اكثر من مره وفي احدي المرات كنت قد وصلت الي ثلث الفيلم ثم مزقت كل الورق‏,‏ والقيت به من الشباك‏,‏ الا انني استطيع ان اقول لك بكل ثقه انني خرجت كثيرا من عقدي في فيلم باب الحديد في شخصيه قناوي التي ستجدين فيها ملامح لهاملت‏,‏ مثلا هاملت لم يكن مترددا كما راق للبعض ان يراه‏,‏ كذلك في تحليله للعمل‏,‏ لكن المساله ببساطه انه ليس قاتلا‏,‏ لذلك كان يتاني في تفكيره حتي يصل الي ذروه التصاعد الدرامي ويتخذ قراره‏.‏
‏‏ تداخلت ايضا في بعض افلامك صوره اوديب التي وضحت في فيلم الاخر؟
بالتاكيد فكل الاشيائ مرتبطه ببعضها البعض‏.‏
‏‏ هل نستطيع ان نقول انك لم تكن علي ‏««‏علاقه‏»»‏ جيده بامك؟
لا احد يستطيع ان يقول ذلك‏,‏ كنت اعشق امي‏,‏ واحب ذكائها ودلالها‏,‏ وتكفي ابتسامتها التي كانت تملا حياتي‏,‏ لكن بعد ان نضجت نفسيا استطعت ان استوعبها نفسيا اكثر‏,‏ والتمس لها الاعذار في عصبيتها الشديده‏,‏ فهي تزوجت ابي وكان يكبرها بـ‏25‏ عاما‏,‏ ويكفي انني اخذت منها حساسيتها الشديده‏.‏
‏‏ شاهدت فتحي عبدالوهاب اكثر من مره علي المسرح القومي وهو يقدم هاملت وكانت احدي اختباراتك لاحمد يحيي في فتره التدريب العملي علي هاملت‏..‏ من راق لك اكثر؟
حبيت فتحي عبدالوهاب جدا‏,‏ وذهبت لمشاهدته اكثر من مره‏,‏ فهو في الحقيقه بذل مجهودا كبيرا‏,‏ وشعرت بالضيق من الهجوم غير المبرر الذي وقع عليه‏,‏ واذكر انني وقتها اتصلت به في التليفون وقلت له‏:‏ ولا يهمك‏..‏ دول‏....‏ انت هايل وفنان موهوب‏,‏ اما احمد يحيي والذي رشحه لي جابي خوري‏,‏ عندما شاهدته في باليه في دار الاوبرا‏,‏ طلبت منه ان يذاكر جزئا من هاملت ويقدمه امامي اقدر اقول انني سخسخت‏,‏ واذكر انني قلت له ملاحظه او ملاحظتين فقط وتمكن من استيعابهما بشكل شديد الذكائ‏.‏
‏‏ بصراحه كيف وصلت الي هذه الدرجه من التصالح مع نفسك واصبحت لا تجد حرجا في الحديث عن دواخلك بهذه البساطه؟
عانيت كثيرا لكي اصل الي هذه الدرجه‏,‏ والسينما والقرائه كانتا الادوات التي ساعدتني علي ذلك‏,‏ واهم شئ هو ان يتعلم الانسان ان يتقبل نفسه بكل عيوبها‏.‏
‏‏ تعمل منذ‏53‏ عاما في السينما‏..‏ هل اصبحت السينما المصريه حاليا تعاني ازمه نجوم وهل تشعر بها علي الرغم من ان كل من يدخل الفن يتمني الي العمل معك؟
بالتاكيد السينما اصبحت تعاني ازمات كثيره‏,‏ وهناك بالطبع ازمه نجوم‏,‏ اشعر بها في كل مره عندما اكون في مرحله اختيار طاقم العمل‏,‏ واذكر عندما كنت اقوم بترشيح نجوم فيلمي الاخير‏,‏ انني ارسلت الي حنان ترك لتقوم بالدور الذي جسدته يسرا اللوزي‏,‏ وقلت انني اعرفها جيدا‏,‏ وهناك مرحله تلجاين فيها الي الذين تعرفينهم‏,‏ لانهم ببساطه اصبحوا يعرفون طريقتك في العمل‏,‏ الا انني فوجئت بها تقول لي‏:‏ بلاش بوس يااستاذ‏..‏ نظرت اليها معلقا‏:‏ دي قصه حب‏,‏ بلاش بوس‏,‏ يبقي خدي الباب وراكي‏,‏ حدث هذا علي الرغم من حبي الشديد لها‏.‏
بصراحه هناك حاله محافظه شديده تجتاح السينما‏,‏ وعن نفسي لا استوعبها ولا احب ان اعمل في ظلها‏,‏ فالفن فن‏,‏ له معاييره الخاصه وجمالياته‏,‏ بعيدا عن ايه امور اخري‏.‏
‏‏ صرحت بانك دائما ما تحب نجماتك اللائي يعملن معك‏..‏ ماذا عن يسرا ومحسنه توفيق وشاديه؟
طبعا لا استطيع ان اعمل كما سبق ان قلت بدون حب‏,‏ ويسرا حبيبه قلبي‏,‏ واجتهدت كثيرا في كل الادوار التي قدمتها معي‏,‏ اصلها مشاغبه وشقيه وبسيطه زيي بالضبط‏.‏
اما محسنه توفيق فهي غول تمثيل‏,‏ وكانت بتشبعني قوي‏,‏ اما شاديه فكانت لذيذه والتعامل معها مريح جدا‏.‏
‏‏ بشكل خاص اسالك عن فاتن حمامها
يضحك متسائلا ليه بشكل خاص؟
‏‏ لانك احببتها بجد‏,‏ وقالوا انك قطعت شرايينك عند زواجها من عمر الشريف؟
يضحك بخفه شديده‏:‏ عيب ما تقوليش شرايينك‏,‏ مين عرفك الحاجات دي‏,‏ دا انا افتكر انها شخصيا ماتعرفش‏,‏ طبعا حبيتها جدا وحسيت بجرح كبير قوي عندما وجدتها مع عمر الشريف‏,‏ اصل انا اللي عرفتهم ببعض‏,‏ لذلك شعرت بان الخيانه جائت من الطرفين‏.‏
يواصل جو‏:‏ كانه يراجع نفسه قائلا بنفس خفه الروح‏,‏ بس بصراحه هي كان عندها حق‏,‏ لان الواد كان زي القمر ويتحب‏,‏ هي كانت هتعمل ايه‏.‏
بسرعه يضيف شاهين‏,‏ انا نسيت واحده بموت فيها‏,‏ ناديه لطفي‏,‏ حبيبه قلبي وصديقتي‏,‏ واخف دم ممكن تقابله في حياتك‏,‏ واذكر اننا عندما كنا نعمل معا‏,‏ كانت قبل التصوير تقول لي مش جاهزه‏,‏ احكي لي حكايه عشان اكون في المود‏,‏ وبالفعل كنت اختار لها حكايه تتسق مع طبيعه المشهد‏,‏ فاجدها تبكي اذا كانت الحكايه مولمه او تضحك اذا كانت سعيده‏,‏ هي انسانه تجنن‏.‏
اما نبيله عبيد فعندما عملت معها كنت اظنها وجها‏,‏ ضاحكا‏,‏ اصل انا معرفش ناس كتير‏,‏ لكن خفه دمها جعلتني اعمل معها واذكر انني عندما صادفتها في احدي حفلات مهرجان القاهره‏,‏ قالت لي ايه بقه مش هنشتغل مع بعض‏,‏ رديت بسرعه قبل معرف هي مين‏,‏ طبعا يامدام‏,‏ دا انا سامع عنك كتير‏,‏ ضحكت بطريقتها المعروفه قائله‏:‏ ده‏..‏ ده بالراحه شويه‏,‏ قلت خلاص شكلها ممثله كويسه ودمها خفيف‏,‏ ‏««‏وفعلا‏»»‏ في الاخر قدمت دور هايل‏.‏
‏‏ روي رشدي اباظه انه كانت هناك قصه حب بينك وبين كاميليا؟
لم يحدث‏,‏ كاميليا كانت امراه شديده الجمال‏,‏ وتتمتع بخفه دم مرعبه‏,‏ الا اننا كنا صديقين فقط‏.‏
‏‏ ياتري حبيت ام كلثوم؟
يضحك‏,‏ حبيت ذكائها‏,‏ كانت شخصيه ساحره‏.‏
‏‏ كان من المفترض ان تقدم فيلما عن قصه حياتها‏..‏ لماذا لم يخرج للنور؟
بجد ام كلثوم كانت ومازالت حاجه فذه جدا‏,‏ وابتدينا انا وهي كما يجب‏.‏
‏‏ ماذا تقصد؟
يعني شتمنا بعض‏,‏ يضحك شاهين وهو يسترجع صوره اللقائ الاول الذي جمعه بام كلثوم‏,‏ اذكر انني كنت في لقائ مع د‏.‏ عبدالقادر حاتم وزير الارشاد القومي وقتها وقال لي‏:‏ الست عايزاك‏,‏ ووقتها لم اكن اسمعها بانتظام‏,‏ وقلت طيب اروح اشوف الست‏,‏ يومها شاكسني البواب عندها بشكل مستفز‏,‏ ولم اسكت له‏,‏ وصرخت في وجهه قائلا‏:‏ هي اللي طلبتني‏,‏ المهم ادخلوني‏,‏ وجلست في اول صالون وشربت فنجان القهوه‏,‏ وبعدين اخذوني لصالون تاني‏,‏ وشربت فنجان قهوه تاني‏,‏ وفوجئت باحد الخدم يطلب مني ان انتقل للصالون الثالث والاوسع‏.‏
وجائت القهوه شعرت وقتها بانني هاسكر من القهوه‏,‏ يضحك‏,‏ ثم دخلت علي ام كلثوم بهالتها‏,‏ كان وجهها فيه حاجه حلوه وعينها مرعبه‏,‏ واذكر وقتها انها التقتني بلبس بيت شديد الشياكه‏.‏ الا انني تعاملت معها بثقه شديده‏,‏ وقتها كنت خلصت صلاح الدين وحصلت علي جائزه الدوله التقديريه من جمال عبدالناصر‏,‏ بعفويه جو‏..‏ عارفين وقتها خفت ابص في عينيها لان بهما كاريزما كانت مرعبه‏.‏
اعود الي ام كلثوم التي طلبت مني ان اخرج لها اغنيه سالتها ما الكلمات؟ يومها لا انسي‏,‏ اخرجت ورقه صغيره من صدرها وقرات لي طوف وشوف‏.‏
سالتها باندهاش شديد
‏WhatismeaningofTowf?‏
وقتها طارت من دماغي كلمه طوف وشرحت لي الست‏,‏ وفوجئت بنفسي اقول لها دي اغنيه عبيطه جدا واي حمار غيري ممكن يعملها‏,‏ ضحكت ام كلثوم معلقه‏:‏ دا انت فعلا ابن مجنونه زي ما بيقولوا عليك؟
ضحكنا كثيرا‏,‏ الا ان قلت لها اسمعي انا نفسي اعمل قصه حياتك‏,‏ نظرت الي بهدوئ‏,‏ انا موافقه واخذت تحكي لي اشيائ عن طفولتها وشبابها‏.‏
‏‏ ماذا حدث بعد ذلك؟
بعد لقائي معها قررت الاستعانه بشخص ليعمل معي علي السيناريو واخترت وقتها شابا واعدا ومثقفا والمفروض انه كان وكيل وزاره‏,‏ وراس مهرجان القاهره لسنوات‏,‏ الا اني لن اذكر اسمه‏,‏ وبما انه كان طموحا جدا‏,‏ استغل اعجاب الوزير بفكره الفيلم وعرفت بعد فتره انه كان يدخل علي الوزير بحجه الحديث عن مشروع الفيلم‏,‏ الا انه كان يساله عن الترقيات واشيائ اخري بعيده عن مشروعنا وتصب في النهايه لصالحه‏,‏ ولم يكتف بذلك وقتها‏,‏ بل قام باستغلال الموقف حيث حكيت له عن واقعه طوف وما حدث في اول لقائ جمعني بام كلثوم‏,‏ وسرب الحكايه الي الجرائد وخرجت بعض الجرائد وقتها بعناوين علي شكيله ان يوسف شاهين اللي هيعمل فيلم لام كلثوم مش عارف يعني ايه طوف‏.‏
وللاسف توقف المشروع بعد وفاه عبدالناصر الذي حرصت علي تصوير جنازته واخذت معي زملائي علي بدرخان وتوفيق صالح ويومها كسرنا باب الجمرك لنخرج معدات التصوير‏.‏
‏‏ اذن كيف صورت اغنيه انت عمري وضممتها الي احداث فيلمك حدوته مصريه؟
دي قصه ثانيه‏,‏ ذهبت مع ام كلثوم الي احدي حفلاتها في طنطا وصورت الحفله‏,‏ وعند تصوير حدوته مصريه استغليت هذه الحفله‏,‏ حيث ركبت كلام الاغنيه علي الصوره وادخلتها الي الفيلم‏.‏
‏‏ لو سالنا شاهين عن مواصفات المراه التي يحبها؟
بحب الست متوسطه الحجم‏,‏ وتكون شديده الحنيه والذكائ‏.‏
‏ زوجتك كوليت بعد‏49‏ سنه زواج استطاعت ان تمنحك ما تحتاجه من حنان؟
بحبها جدا‏,‏ وهي مجنونه زي كتير من الفرنسيات‏,‏ و عاشت معي لحظات صعبه جدا‏,‏ واذكر اننا طول ما احنا ماعندناش فلوس‏,‏ وبس عندنا سرير وحبل غسيل بنعلق عليه اغراضنا‏,‏ لم تكن تفتح فمها‏.‏
وكنا نبتدي الخناق لما يكون فيه فلوس‏.‏
‏‏ سالناه ليه؟
يضحك بصوت عال لانها كانت بتطلب اكثر‏,‏ ودايما كنا نتخانق مع بعض‏,‏ وبسرعه شديده اصالحها‏,‏ يعني انزل اشتري السجائر وارجع تخلص الخناقه‏,‏ اصل كوليت شديده الحنان‏,‏ وقلبها زي الملايكه‏,‏ لذلك تحملتني كثيرا‏,‏ ولكي تنجح اي علاقه زواج وتستمر‏,‏ يجب ان يكون الزوج والزوجه صديقين عاده بعد‏7‏ سنوات تقل الشهوه‏,‏ يضحك‏..‏ عندي بعد‏7‏ دقائق ولا يتبقي سوي الصداقه‏.‏
‏‏ لو سالناك عن اجمل قصه حب عاشها شاهين؟
يعلق‏,‏ بلاش فضايح‏,‏ احتمال مع جنجر‏,‏ لانها كانت اول واحده اعرفها بجد‏,‏ وكان عمري‏17‏ سنه‏,‏ ووقتها لم يكن عندي ثقه بنفسي‏,‏ لانني دائما كنت اشعر بان شكلي وحش‏,‏ ومش ممكن حد يحبني‏,‏ بصراحه كنت اقرف‏,‏ رفيع وقصير‏,‏ مش عارف‏.‏
‏‏ قاطعناه‏..‏ مين قالك كده‏,‏ انت زي القمر‏,‏ مشكلتك ان مافيش حد قالك ده من زمان؟
يجلجل صوت شاهين ضاحكا‏:‏ حقيقه انا خجول‏,‏ وثقتي بنفسي كانت قليله الا انني تعاملت مع كل هذه الاشيائ‏,‏ لكن اكيد ان جنجر كانت قصه حبي الحقيقيه‏,‏ لانها كانت الذهن‏,‏ اول حب واول قبله‏,‏ وبعدين كانت بتغتصبني تقريبا في كل لقائ بيننا‏,‏ يضحك شاهين بطفوليه‏.‏ ويسال نفسه هو انا ازاي باقول الحاجات دي‏,‏ انا بجد باتكسف لدرجه الاحمرار‏.‏
‏‏ بصراحه احمد يحيي يذكرك بمحسن محيي الدين الذي كنت شديد الحب له؟
انا فعلا كنت بموت في محسن محيي الدين‏,‏ ومازلت اتذكره علي الرغم من انني لم اره منذ‏15‏ عاما‏,‏ لكنه يتحب‏,‏ واذكر انني ومحسن كنا قد وصلنا الي درجه من التواصل شديده الوضوح‏,‏ فهو كان شديد الذكائ والحساسيه‏,‏ ويفهمني من نظره واحده‏,‏ وانا اعشق الممثلين الذين يفهمون لغه العيون‏,‏ لكن محسن اتلخبط كثيرا واحيانا كان يقول لي انا‏..‏ انا‏..‏ انا مش انت‏,‏ وكان عنده حق‏,‏ فهو قدم شخصيتي الحقيقيه بكل عقدها وتناقضاتها‏,‏ واحمد يحيي يذكرني بذكائ محسن وحساسيته حتي وهو يرقص قادر علي توصيل جميع المعاني‏.‏
في نهايه حوارنا صرخ جو كفايه تعبتوني جدا‏,‏ ولم يتركنا الا علي باب مكتبه‏,‏ قائلا‏:‏ اي وقت تحتاجون لشئ مني كلموني‏*‏



#اشرف_نهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام السينما..دور ...
- معرض كتب أم سوق خرداوات!!
- جوازعلي ورقة طلاق المسرح الإيدلوجي
- تكلفته 100 مليون دولار أمريكا تجامل الانجليز علي حساب فرنسا ...
- موضة افلام الاجزاء تغزو بلاتوهات السينما المصرية
- خطر الانقراض يهدد الثقافة السينمائية المصرية
- السينما المصرية تبحث عن منقذ
- الافلام الكوميدية تبعد مصر عن المهرجانات الدولية


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اشرف نهاد - يوسف شاهين ما بين حب امريكا والغضب منها