روجيه عوطة
الحوار المتمدن-العدد: 3199 - 2010 / 11 / 28 - 02:19
المحور:
الادب والفن
الكل يريد موته
بعضهم قال لنغرقه في حلم رتيب
بعضهم الآخر قال لنطعمه موساً حاداً
وإمرأة عارية قالت لنكتب عنه قصة قصيرة
لكنهم باؤوا بالفشل:
الحلم اختنق في كابوسه
حنجرته من قصدير وأوتارها الصوتية من أسيد
والقصة لا تقتل بطلها.
أبوه ليس على الأرض ولا في السماء
أمه رمت نفسها من الطابق الثالث
فرويد طعن المجدلية
جان جينيه شتم الجثة
ثم أتى الغريب من بعيد
وزرع في رأسه شجرة
امتدت جذورها الى النخاع الشوكي.
اليوم السابع، الزيارات ممنوعة
الله على فراش الإحتضار
أنت ِ أكثر من عملية جراحية.
أمام باب غرفة العناية، نصرخ سوياً:
تحية لك َ يا راكب الباص الى فندقك الباريسي
تتلفت يميناً ويساراً كالغيم العائد من الحرب.
قد ينساك القطار قلت في نفسك
كما في الأفلام الرديئة
بعد أن تخبأ حبيبتك نظاراتها الشمسية.
تحية لكَ أيها المسكون برغبة النظر
لن يعرفك أحد
ولن يتذكرك أحد
على بعد سنتيمترات من حفرتك الفارغة.
تحية لكَ أيها التائه الهزيل
ولهدير قبلتك الناشفة
تتصوّر كالصمغ
مستنطقاً رحم الأشجار.
تحية لكَ ولغبار ظلك المهجور
من كل ماء في بحر.
تحية لك َ ولكابوسك المحطم،
فأنتَ لن تنفعك صلاة
لأننا الآن نحييك.
#روجيه_عوطة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟