أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين جهاد العتابي - ياصاحبي















المزيد.....

ياصاحبي


حسين جهاد العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 22:57
المحور: الادب والفن
    


ياصاحبي زَعِرَ الزمانُ وقد بـدا
منْ كـلِّ أطيـافِ الأباءِ مُجَـرَّدا
ما أوحَشَ الدُنيـا بغيرِ صداقَـةٍ
تَضفي على عيشِ الأبيِّ السؤددا
فالعَينُ إن جاءَ الصديقُ تَكَحّلـّتْ
والذَهْنُ إنْ غابَ الصديقُ تَشَرَّدا
والدارُ منْ غيـرِ الصَحابةِ ظَلمَة ٌ
حتّى وإنْ زكّى الرخـاءُ القِرْمِدا
مَثَلُ الصديقِ معَ الصديقِ بصُحْبَةٍ
مَثَلُ الأُذيْـنِ معَ البُطَيْـنِ تَوَحّدا
ياصاحبي جبرُ الخواطِرِ شيمَـة ٌ
وبكَ الرجاءُ إذا ألَمَّ بيَ الـردى
أو نالَ منّي الدّهرُ عنْدَ شدائـدٍ
أو خَيَّمَ الجَنَفُ المُريعُ وعَـربَدا
حينـا ً يُقَرّبُنا الزمانُ وتـارَة ً
ننأى كَمَنْ عَشِقوا الحياةَ تباعُدا
يامؤنساً روحـي وحاسِرَغربَتي
فَغَدَوتَ لي ذُخْراً يُضاهي العَسْجَدا
هَتـَفَتْ لنـا الآفاقُ عبرَ مكارم ٍ
وأجَلـّنا مَنْ كـانَ حقـّاً ماجِدا

*******
ستّونَ عاماً قَدْ قَضَتْ ياصاحبي
بالحقِّ كُنـّا للسياسةِ سُجَّـدا
ورهائناً عِنْـدَ الذينَ نضنـّهُمْ
صيداَ وللفكْرِ الأصيلِ روافـِدا
نشكي التَشَتُّتَ والضغينةُ بيننا
والكَيْدُ يأبـى أنْ يكُلَّ ويرقـُدا!
نَذوي كما تَذوي الزنابِقُ في الثرى
عُدْنا كَعَصفٍ فـي الرياح تَبَدَّدا
نأسى على ماضِ توَلّى وانقَضى
ونُقَلـِّبُ الجُرحَ الذي ما ضُمِّدا
منْ وَحْي فلسَفَةِ الحياةِ قناعـة ٌ
إنَّ السياَسةَ مثْلَ سَهْـمٍ عَرّدا
قدْ تجنيَ السَقَـمَ الغَثيثَ بظلّهـا
وتبيتَ منْ فـِرْطِ الملامَةِ مُجْهَدا
والعَيبُ إنْ قَبِلَ الغشيمُ زعامَةً
والعقُلُ عينُ العقلِ حيـنَ تَحَرَّدا
خيرٌ كَفَرْدٍ فـي الحَظيرةِ ضيْغَماً
مِنْ أنْ تكونَ على الخِرافِ القائدا
وإذا الرزايا قدْ تهونُ بسَعْينا
فالعَدلُ والمعروفُ أنْ لا نَثْمِدا
*********
كَمْ ضنَّ في الدُنيا اللئيمُ سلامَةً
فَتَجَبَّرَتْ وتَجَهَّمَتْ فَاستَثمَـدا
صِنفانِ مِنْ وحي الرذيلَةِ دَلوُهُمْ
يُغْريكَ في شَهْدِ الكلامِ ليَصْفِدا
الجاحِـدُ المنْسيُّ حينَ تَلَمَّـهُ
والظالمُ المسعورُ حينَ تَعَبـّدا
الناسُ باتوا بينَ زاعِمِ صُحبَةٍ
كِذباً وبان ٍ للصداقـَةِ مَسْجِدا
ياصاحبي شـدّ الوثاقَ فَرُبّما
هوجاءَ تأتي كي نُعاقَ ونَكْبـِدا
منْ إدعوا إنَّ النزاهَةَ صِنوَهُمْ
فَاليومَ همْ عَنْ ذا بحقٍ ً أبعَـدا
إنْ يزعِمونَ الصِدقَ رَمْزَ لوائهمْ
مَنْ منهُـمُ غنّى الوفاقَ وأنْشَدا؟
العيشُ أسْعَـدُُ بالتنائي عَنْهُـمُ
فالقلبُ مِنْ فِرْطِ المريرِ تَقَـدَّدى
وعَجِبتُ مِنْ ذو نخوَةٍ فَطِـنٍ
إلاّ بِما يُرْضـي (الولاةً) تَقَيَّـدا!
فتبايَنَتْ فيهِ الخصـالُ وتـارَةً
أثنى على فِعْـلِ الرذيلِ وأكََّـدا
وعَرِفتُ غيضاً في الضَغينَةُ جَذرُهُ
وهُوَ الذي يلغي النُهى مُتَعَمِّـدا
فيضٌ مٍنَ الغيضِ الذي أذكى بِهِ
فِرْطٌ مِـنَ الزعْمِ الذي قد فُنِّـدا
وحَزَنتُ منْ ذي عُهْـدَةٍ أكرَمتُهُ
وأدارَ ظَهْـراً للوفاءِ وأجحَـدا
صَدَقَ الذي قدْ قالَ في أشعارِهِ
قولاً رشيداً يستَميحُ الأرشَـدا
(إذاْ أنتَ أكْرَمتَ الكريمَ مَلَكتَهُ
أو أنتَ أكرمتَ اللئيـمَ تَمَرّدا)*
في كُـلِّ نائبَةٍ تثيـرُ مواجِعي
أسمو وإنْ دارتْ عليَّ مجَـدّدا
والدارُ مثلي لمْ يَكُنْ أبَداً بهـا
بابٌ بوَجْهِ الخَيْرِ يوماً مؤِصَـدا
وكَبَحْتُ غيضي لاأراهُ شفاعَة ً
ونَسَيْتُ كي يحيى الوئامُ تَرَدُّدا
إلاّ مع الدَنِع ِ اللئيـم ِ فأننـي
أقْسَمْتُ جَزْماً لا أمُـدُّ لَهُ اليَدا
رَغمَ احتمالي لا أطيقُ حماقَةً
مِمّنْ على وَقـْعِ الرياءِ تَعَوّدا
ياشاتمي مهـلا ً أهـذا دَيْدَنٌ؟
في أنْ تقومَ على السِبابِ وَتَقعُدا
أسبوبَة ٌ في كـُلِّ يوم ٍ خِسَّـة ٌ
لََوَّثـْتَ فيها بـلْ أهِنْتَ المِسْرَدا
هلاّ عَرَفتـمْ إنَّ صَـدَّ مفـّكـّر ٍ
ونكايَةَ العقلاءِ بئسَ المُقـْتًدى؟
فالحِقدٌ ما حَجَبََ البليغَ عَن العُلا
والخُبثُ مـا شَلَّ الحياةَ وجَمَّـداَ
أبهـذهِ العاهـاتِ نبني رُفقـَة ً؟
أم نبنيَ الوَطَنَ الكسيحَ المُقْعَـدا؟
أبهذهِ الأجنـاسُ نحمـي أمّـة ً؟
ونَصـونَ مجداً بالفنـاءِ مُهَدّدا؟
أمُحالُ أنْ تلغي النفوسُ كراهَة ً؟
أغَريبُ أنْ ننسى الشجونَ ونُسْعَدا؟
وعلامَ نُفسِـدُ في الخلافِ مودّة ؟
ونُضيعًُ موروثاً ونخسَرُ مَرْفـَدا؟
حُزنيَ لأنَّ الحقَّ بـاتَ مغيّبـاً
عنـدَ الذي لا نرتضيهِ مُحايـدا
لايبعدُ الركبُ الأبيُ عَـن الأسى
مادامَ وَغْـدٌ يستبيحُ المِقـوَدا
*******
ياصاحبي إنَّ التسامُـحَ ثـروَة ٌ
وكنوزُ وعي ٍ لنْ تُعَـدَّ وتُجْرَدا
فاطلـقْ عنـانَ البرِّ إنَّ بفعلِـهِ
نهجـا ً حميداً بالهناءِ توَعَّـدا
إنْ أنتَ قدْ رُمتَ الحياةَ بعزَّةٍ
ياصاحبي فاجْعَلْ ضَميرَكَ مُرِِشدا
واستَدرِكْ العَثَراتَ عِندَ مسيرَةٍ
ما عادَ دَرْبُ المُحسنينَ مُعَبّدا
واشحَذْ بوجهِ الموبقاتِ مُهَنّداً
وأبى لسيْفِكَ أنْ يُرَدَّ ويُغـْمَدا
لا تَرتَضِ نهجاً وفِكرُكَ ضِـدّه ُ
إنَّ الحليـمَ إذا تَفَكـّرَ سَـدَّدا
عجَبي على هذا الزمانِ فقَدْ غَـدا
رَدْحاً لأزرِ الظالميـنَ مجَنـّدا
ياصاحبي لا تيأسـنَّ إذا قسـى
بالأمسِ دَهرُكَ أو بيومِكَ أوغدا
فالدَهرُ في صُنْعِ العجائبِ فالحٌ
إنَ شاءَ يصْنَغُ مِنْ رقيقٍ سَيِّـدا
واعْلَمِْ بإنّ الحيْفََ طالَ لبرهَـةٍ
موسى وعيسى والحبيبَ مُحَمّدا
واستوحِ حيدَرَ والحسينَ بصبرِهمْ
فعلى البلاغَةِ والكتابِ تَوَسّـدا
واستَوحِ جيفارا وصَوْلةَ من سَقى
دَرْبَ المُروءةِ بالوَفاء وعَبَّـدا
واصْمِدْ كَصَخْرِ البَحْرِ ضِدَّ كلابِهِ
مَنْ عضَّ صَخْرَالبَحْرِ باتَ الأدْرَدا


شعر:د.حسين جهاد العتابي
بودابست/ تشرين ثاني/2010
[email protected]

العسجَد = الذَهب
عرَّدَ = أخترَقَ الجسم
تَحَرّدى= تَنَحّى
نثْمد = نبخل أو نقلل النشاط
أشتَثْمَدَ = طلبَ عون الآخرين
يَصْفد = يستولي ويهمن على الآخر
مَرْفَد = مصدر الدعم والرفد
المَسْرَد = اللسان
*= أحد أبيات رائعة الشاعرأبو الطيب المتنبي اليوم موعدكم






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُنتَ ياقلبي أسيراً
- في موطن الأنسِ
- قصيدة ياسيد الطيب: الى الشهيد البار عبدالكريم قاسم
- خلجات عائد الى بغداد /قصيده
- قصيده: مفوضية وبورصة الأنتخابات
- قصيدة خذ من دمي ياموطني


المزيد.....




- رعب وأبطال خارقون ومخلوقات خطيرة.. 8 أفلام تعرض في يوليو
- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- العمود الثامن: في حكاية الشيخ والشاعر !!
- الاحتفاء بالشاعر والمترجم ياسين طه حافظ بمناسبة اختياره رمزً ...
- جاهزون يا أطفال .. أحلى الأفلام الكارتونية على تردد قناة سبي ...
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- يحصل على جائزة أفضل فيلم صيفي لعام 2025 “فيلم مشروع أكس”
- رابط مباشر نتيجة الدبلومات الفنية الدور الاول برقم الجلوس فو ...


المزيد.....

- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين جهاد العتابي - ياصاحبي