أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل حيدر - العراق .. يفيق من غيبوبته .














المزيد.....

العراق .. يفيق من غيبوبته .


سهيل حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3193 - 2010 / 11 / 22 - 23:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كانت واحدة ممن كثر حسادهن ، كونها حضيت بالجنسية السويدية منذ زمن ليس بالقصير ، فقد اكتسبت هذا الحق ، بعد طول ابتعاد عنا نحن اهلها منذ اكثر من ثلاثين عام ، وشب ابناؤها وبناتها في بلد اللجوء ، ولم يعد لهم صلة بوطنهم الاصلي غير ذكريات قد يسمعونها في لحظة سمر .
قبل أيام ، سمعت بانها عادت الى العراق ، وضننت بانها تود زيارة مدينتها وتفقد الاحياء من اهلها ، ومن ثم تطير لبلدها الثاني كما يفعل الكثير من العراقيين بعد أن انزاحت مسببات الخوف من قلوبهم جراء عملية التغيير عام 2003.. غير أنني فوجئت بانها جاءت لسبب اخر غير الاشتياق الى الارض والاهل .. انها تهدف من خلال زيارتها الى الحصول على الجنسية العراقية لابنائها وبناتها بعد ان توفي زوجها منذ عدة سنوات ..
لقد أحسست ، عندما سمعت بالخبر ، بردة عنيفة اعادتني قسرا الى حيز الاستنكار ، استنكار لكل ما عنيت به من قبل ، حين عزفت على وتر عدم الانتماء لارض مسماة بكونها وطني .. ووجدتني تواق لقتل اية فكرة أممية من شأنها ان تذيب الاوطان في العموم مهما كانت الاسباب .. بل انني وجدت سببا منطقيا للاقتناع بانه لا أممية في السلوك والتفكير ، ما لم تكن هناك أحاسيس مخلصة لوطن ..
لست معنيا البته ، بان تطأ قدمي بلادي بعد ان هجرني منها غزاتها من حكام الصدفة ، ولست مجبر بان اعرض جسدي وابناء اسرتي لمجاهيل العودة لبلادي ضمن مغامرة بائسة النتائج لأعبر عن فعل إرادي بدعوى حب الوطن ، فأموت أو يقضي احد عيالي بعيار طائش .. ولكنني معني تماما بأن يبقى وطني مسجل في وثائقي الرسمية ، مصنفا إياي بكوني مواطن من الدرجة الاولى وفي كل الظروف ..
العراق وطني .. يمر الان بمخاض لم تمر به بقية الاوطان التي تحمل ذات المنبع والتاريخ .. فيبني حياة تكتسب ملامح جديدة لم نألفها نحن العراقيين منذ ان استمرأت الحكم جحافل العسكر ، فكانت تقفز مبكرة لتسطو على غنائم السابقين منها دون حياء ، واصبحت الان فيه تقاليد حقيقية للديمقراطيه ، الديمقراطية التي استهوتها نفوسنا طويلا من قبل ، فلم نتعلم منها سوى ترديد حروفها الميته ، حتى أضحت اليوم ، تنطق وتمشي على قدمين ، نراها ويراها العالم من خلال تدافع حميد ، يساهم فيه الناس والحكومة معا .. وأهم ما في الامر كله ، هو أن معادلة قائمة يراها ويقرها الجميع في العراق اليوم .. لا تسمح أطرافها المتشعبة في أن تعود حيثيات السطو القديم على السلطة والتفرد بها من قبل أي طرف .. الجميع ينقد الجميع ، والكل غير راض بالكل .. ولكن ضمن بوتقة مسالمه ، يفهم من خلالها عموم المتصارعين بأن غزو الاخر ، واعتقال مسببات تفكيره أضحت غير سائغة الطعم ولا الرائحه ..
العراق .. وطني .. أفتخر به كل الفخر .. وأتشبع بروحه ومعانيه ، وتأسرني لهجة قومي في الحي الذي ترعرعت فيه ، فلم تفارقني مفرداتها .. ولم يبدلها زمن الهجره ..
هذا العراق .. يجب عليه ان لا يغفر ( لا بالصواريخ كما كان يفعل نبوخذ نصر عصره ) .. لمن وضعه على لائحة التشفي ، فهدر كرامة ابنائه ، ونثر اشلائهم بلا مسوغ ولا شعور بالندم .. وانما بالقلب وروح التعامل بالمثل .. عليه ان لا يتقبل الاعذار ممن تاجروا بنسائه ليجعلهن ملاذا للدعارة تحت سطوة ظروف الحاجه ، ولا يتقبل سماع صوت ممن تباهوا بتهريب اطفاله عبر الحدود ، ليكونوا مصدر أنس لمرضى الشذوذ ..
على العراق ، أن لا يزيح من تاريخه الحاضر ، سبة سلطها عليه ابناء العم ، حين خسفوا مدنيته وعاثوا فسادا بسمعته ليجعلوا منه ملاذا للرذيلة وساحة للانتقام الرخيص .. وعليه ان يبقيها تلك السبة مكتوبة وبحبر أسود ، توجه اقسى اللعنات لدول أوقدت النار من تحته ليجف فيه كل شيء .. عليه ان لا يمحو من ذاكرة اجياله بان نبال يلونها الغدر ، كانت تطال جسده الضعيف منطلقة من محاور الجوار ، لتنسف في داخله كل شيء يحمل ملامح الخير .
العراق .. بلاد الرافدين .. ها هو يتعافى .. ليكون مصدر خجل لمن هم اقل منه حضوة ، حيث أكلوا من جسده مستغلين غيبوبته الطارئه ..



#سهيل_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حراك نحو التقدم في السعوديه / تقابله ردة في تشريعات الغرب !
- ألرئيس السوبرمان .. حين غاب عن العراق .
- أنا وابنتي .. وخروف العيد
- من وحي البيان الختامي المعلن عن اللقاء العربي اليساري
- رسالة وداع ، الى الرهينه .. سكينه محمد اشتياني
- غربان الوهابيه .. وأسطح ناطحات السحاب !
- ألحقيقة .. ليست ملكا لأحد .
- ألحقيقه .. ليست ملكا لحد .


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بش ...
- -من المهم أن تفهم أن آخر شيء أريد فعله هو وضعك في السجن-
- بيلاروس تجري اختبارا مفاجئا لحاملات الأسلحة النووية التكتيكي ...
- زاخاروفا: روسيا قد تضرب أهدافا عسكرية بريطانية في أوكرانيا و ...
- بوتين يؤدي اليمين لولاية دستورية جديدة
- تقارير إعلامية تتحدث عن آخر النقاط الخلافية في مفاوضات غزة
- بوتين يتوقف أثناء مراسم تنصيبه ليصافح ضيفا بين الحضور.. فمن ...
- ضابط بريطاني: الأسلحة الروسية مصممة لإسقاط مقاتلات مثل -إف-1 ...
- وزير الدفاع المصري يبحث مع قائد القيادة المركزية الأمريكية ا ...
- وسائل إعلام: الزعماء الأوروبيون يشعرون بالرعب من التصعيد في ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل حيدر - العراق .. يفيق من غيبوبته .