|
رسالة وداع ، الى الرهينه .. سكينه محمد اشتياني
سهيل حيدر
الحوار المتمدن-العدد: 3175 - 2010 / 11 / 4 - 21:59
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
لا بأس عليك سيدتي سكينه اشتياني ، لقد قدر لك ان تكوني مكملة لسلسلة الضحايا السابقات من النساء ، فانت قد تكونين العدد الف ام عشرة الاف ام اكثر ، ممن حكم عليهن بالموت ثمنا للفجور الادمي ، وعزاؤك هو انك لن تكوني الاخيرة في ارقام من ينتضرن بلوغ ذات المصير .. العالم وقف معك في بداية محنتك ، معترضا على طريقة موتك رجما بالحجاره ، ولم يعترض على قتلك بالاساس ، فانت لست ضحية الحكم بالرجم لكونك زانية بنظرهم فحسب ، بل لأنك اصبحت مشروعا للكسب السياسي الدولي بامتياز .. من المؤكد بانك لم تسمعي ما حملته نشرات الاخبار هذه الايام ، حيث سربت اللجنة الدولية لمناهضة الرجم ، خبرا يقول ، بان السلطات الايرانية ستعمد الى تغيير طريقة قتلك من الرجم ، الى الموت شنقا !! .. فذلك أجدى بنظر الحكومة في بلادك لامتصاص نقمة اعدائها التقليديين ، مادام القتل بذاته هو ليس موضوع الاحتجاج . مهما يكن .. فلربما ستتم عملية قتلك عند فجر ليلة ليست بعيده ، وتأخير تنفيذ حكم الموت بك ، لم يكن سوى لامتصاص نقمة عارضة بدرت هنا وهناك ، وباستحياء ظاهر ، بدأت ملامحها وستنتهي تلك الملامح بالتقادم ، وسيحل الموعد المنتظر ، وستكونين وحيدة بين جدران اكسبها موت العشرات من قبلك ، لونا اصفر ، يبدو باهتا لا يسر الناضر .. سوف يقررون الساعة التي ينثرون من جسدك الضعيف ، نذورهم الى الله في الاعالي ، ويغسلون بروحك كل آثامهم وصور دعاراتهم البذيئه ، ليضمنوا بموتك نيلهم بشارة الفوز العظيم ، خلال يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، الا من أتى الله بقلب سليم ، وليس أسلم من قلوب تقوى ان يحمل صاحبها حجرا ويرمي به امرأة لا حول لها ولا قوة ، كي يميتها ميتة لا تتبعها أي وسيلة للرحمه ، تعجل في توقف انفاسها بلا طول عذاب . سيتوافد الاشباح ، يتقدمهم ديناصور تعتلي هامته عمة سوداء او بيضاء لا فرق في ذلك .. بعد ان يكون كل شيء قد تم اعداده بهدوء ، وبحرفية لا يعلم خفاياها كل البنائين والنحاتين واعلام السرد القصصي المحكم ، حيث جمعت بالقرب من جسدك المعتقل ، انواع من الحجارة المنقاة بعنايه ، كي تكون حوافها حاده ، واوزانها كافية لاحداث الشروخ في الرأس والصدر والاعضاء ، ومن المحتمل ان يكون عدد من اولئك الاشباح ، قد زار ذات المكان لاكثر من مره ، ليجرب حضه في تحديد الاصابة المرجوه .. قد يتخيل واحد او اكثر من اولئك الاشباح بان رأسا آدميا يقف قبالته ، فيغمض احدى عينيه ، ويرتفع حاجبه الايمن الى مستوى اثر السجود ، ومن ثم يقذف بحجر التجربه الاول ، ليسيل الدم في خياله ، فيحمد الله ويثني عليه ، كونه اختاره لنيل هذا الثواب العظيم . سيجتمعون من حولك سيدتي سكينه .. ورقابهم ممدودة عن اخرها ، يلتقطون اكثر ما يمكن من رياح الانتقام ، وسيرفعون اكفهم السوداء ، ليقذفوا بها احجارهم ذات الحافات الجارحه ، صوب جسدك المستباح ، تاركين خلفهم وعلى ظهورهم ، اوزارا تنحني لها اركان الدنيا ، وسوف تنفلت حيوانيتهم من عقالها لتنطق باخر كلمات الشر ، وهي تتصاعد متوازية مع روحك المعذبه .. ستعلو حينئذ اصوات تنطلق من اعماق التاريخ ، لاعنة جميع الاسلاف الذين أسسوا اعراف القتل العمد ، لمن يتحسس للحياة طعما غير ما تهوى نفوسهم وتقرر اعرافهم البليده .. سوف تتوالى على هامتك صخور سرعان ما تتلون بلون الدم ، وسيفرح القتلة بتمزيق جسدك عن اخره .. سوف يسمع صدى خطاياهم مع دعوة المسيح وهو يوكل لمن لم يحمل خطيئة بان يرميك بحجر .. وستموتين سيدتي بعد حين ، عندها سينتهي كل شيء .. وستعود العلاقات الثنائية والثلاثية بين الدول ، لتبحث عن ذريعة اخرى كقاعدة للاحتجاج ، سرعان ما تموت هي الاخرى ، بالتقادم ، وستحل ذات النهايات من جديد ، الموت رجما ، لالف سكينة محمد اشتياني .
#سهيل_حيدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غربان الوهابيه .. وأسطح ناطحات السحاب !
-
ألحقيقة .. ليست ملكا لأحد .
-
ألحقيقه .. ليست ملكا لحد .
المزيد.....
-
ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
-
انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل
...
-
حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية
...
-
ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت
...
-
شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل
...
-
رحلة مريم مع المتعة
-
تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
-
قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا-
...
-
تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7
...
-
تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7
...
المزيد.....
-
العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا
/ وسام جلاحج
-
المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما
...
/ محمد كريزم
-
العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا
...
/ فاطمة الفلاحي
-
نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟
/ مصطفى حقي
المزيد.....
|