أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عزيز باكوش - هل نحن فعلا ما يعتقدون ام نحن غير ذلك ؟















المزيد.....

هل نحن فعلا ما يعتقدون ام نحن غير ذلك ؟


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 3192 - 2010 / 11 / 21 - 21:55
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


هل نحن فعلا ما يعتقدون ام نحن غير ذلك ؟ دعونا نقف للحظة بهدوء وروية؛ نسترجع انفاسنا بعمق؛ نتأمل واقعنا ونسائله بعقل وموضوعية،بدون عقد وهمية و بدون نرجسية فارغة

كمـــــــــال باكوش عبد الله


الموضوع الذي سنحاول طرحه على السادة القراء هو ادماج تكنولوجيا الاعلام والتواصل في التدريس (ت.إ.إ.ت) ومادة التربية البدنية والرياضية بالمغرب وهو موضوع نعتبره في غاية الاهمية رغم كل ما قد يعتريه من مزايدات ويشوبه من مغالطات وسنحاول ان نوضح راينا في الموضوع بكل موضوعية من اجل رفع كل لبس .

لا احد يجادل اليوم في الدور الفاعل والجوهري لادوات الاعلام والتواصل في حياتنا اليومية ذلك أن صحون اجهزة الاستقبالات الرقمية غطت البنايات والسطوح بشكل مرعب مشوهة كل المعالم، والانترنيت لا زال يغزو المدارس والمقاهي والبيوت، والحواسيب، والكاميرات والساعات و”ايبود” والهواتف حتى كدنا ان نصير واطفالنا رقميين بامتياز .

هذا التطور الحاصل في البرامج والاجهزة الرقمية وسهولة استعمالها لم يمر في صمت بل عملت مجموعة من المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على الاستفادة من خدمة هذه التكنولوجيا في تسيير اعمالها وتطوير خدماتها، وبالتالي ، كان لا بد من ان تستفيد التربية بدورها من هذا التقدم ومن وسائله المتطورة فصارت تدمج في المنظومات التربوية وخصوصا في عمليتي التعليم والتعلم .

في اليابان مثلا ، عملت الحكومة على ادماج تكنولوجيا الاعلام والاتصال في منظومتها التربوية منذ سنة 1991 وفي سنة 1993 قدم فريق قيادة مختص في السياسة التعليمية بالبلاد تقريرا يحض فيه الحكومة ان تتبنى نظاما معلوماتيا مدى الحياة في نظامها التربوي. في استراليا عرضت ولاية فرجينيا على الاساتذة مهلة سنتين للانخراط الكامل في مخطط ادماج (ت.إ.إ.ت) او الاستقالة في حالة الرفض وقد حققت نجاحا باهرا في هذا المجال وكانت قدوة وعبرة للكثير من الدول التي ما زالت تَتَردّد او تُزايِد .في امريكا اثبتت دراسة علمية سنة 1996 ان كل تلميذ من تسعة يمتلك حاسوبا بنسبة 98 % اما الان ، يبدو أن كل المؤسسات بدون استثاء مرتبطة بالانترنيت عالي الصبيب ، في اروبا تعتبر انجلترا والمانيا من الدول الرائدة في هذا المجال ، ويتجلى ذلك في تعاملهما الجاد والمسؤول في ادماج (ت.إ.إ.ت) في البرامج التعليمية والمناهج ، في فرنسا وفي مادة التربية البدنية تحديدا فان ادماج (ت.إ.إ.ت) بدأ فعليا منذ بداية القرن الحالي بالتعليم الابتدائي، وقد كان التقرير الذي قدمه ”ميشال فوركوس” بطلب من الوزير الاول فرانسوا فيون امام البرلمان الفرنسي مؤخرا والذي اسماه ”من اجل نجاح المدرسة الرقمية ” خطوة حاسمة في اتخاذ العديد من القرارات ، استهله بقولة لريشار ديسكوني تحمل الكثير من التامل والتفكير ” مع التطور الحاصل في الميدان الرقمي حتى الدول التي لديها بعض التقدم هي في تاخر”
« La révolution numérique est tellement rapide que même ceux qui ont un peu d´avance sont en retard ! »
مما يعني ان سرعة التقدم في المجال الرقمي فائقة وليس لها حدود وان عدم مسايرتها لابد وان يخلق هوة خطيرة بين الدول يصعب بل من المستحيل تداركها فيما بعد ، فلا مجال للتاخر او التعطل للالتحاق بالركب.

اما في المغرب، فبعد تعثر تفعيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين خصوصا ما يتعلق بدعامته العاشرة والمرتبطة باستعمال التكنولوجيا الحديثة للاعلام والتواصل ، ثم جاء بعد ذلك المخطط الاستعجالي بحزمة من المشاريع من اجل تسريع وثيرة الاصلاح ومن ضمنها مشروع العاشر في المجال الاول والخاص بادماج تكنولوجيا الاعلام والتواصل وحفز روح الابداع ضمن مجال التعلمات بالمؤسسات التعليمية ، وعهد الامر الى مديرية جيني فما كانت من هذه الاخيرة الا ان اختارت موادا تعتبرها حاملة واقصت اخرى اعتقادا منها بانها ليست كذلك. فتبنت كل من الرياضيات واللغات ، والاجتماعيات والفيزياء والكيمياء والتكنولوجيا في مخططها الخماسي لغاية 2013 والتي ستستفيد قاعاتها من البنيات التحتية والاجهزة و برامجها من المضامين الرقمية، واساتذتها من التكوين والتطوير، في حين سوف يتمتع الاساتذة الاخرون مع موادهم ( الغير حاملة) في نعيم الاقصاء وحلاوة التهميش .

ما معنى هذا ؟؟ بكل بساطة معناه اننا كمادة التربية البدنية والرياضية وكاساتذة لهذه المادة، المغضوب عليها وعليهم، سوف ننتظر الى ما بعد سنة 2013 وسوف نرى ربما قد تتكرّم علينا مديرية جيني وتدخلنا في برنامجها الخماسي المقبل لنستفيد في حدود سنة 2017 او ربما لا ومن يدري ؟؟

فلماذا يا ترى هذا الاقصاء وهذا التهميش ؟؟؟؟؟
والسؤال الاكثر اهمية في اعتقادنا ، هو ما مدى اثر هذا الاقصاء على المادة واساتذتها معا إن على المستوى القريب او المتوسط او البعيد ؟ خصوصا ان الكثير منا لا يعتمد على تكوينه الذاتي وقد لا يفكر فيه مطلقا، بل ينتظر ان ياتيه التكوين من الخارج وفق اجندة معينة والذي قد ياتي وقد يطول به الانتظار، وخصوصا ان علمنا ايضا ان اصغر هوة في المجال الرقمي لا يمكن تداركها ببساطة بل تكون التكلفة غالية بكل المقاييس.

وما موقفنا نحن كاساتذة للمادة من هذا الاقصاء ؟؟؟
اهو اقصاء مشروع ومُبرّر ، ام هو جريمة نكراء في حقّنا جميعا وفي حق مادتنا في التطور الطبيعي أسوةً بباقي المواد ؟؟؟؟

قد يعتقد البعض ربما اننا ( مادة التربية البدنية والرياضية واساتذتها) لا نساهم في تطوير المنظومة التربوية من الداخل بل نجرها الى الوراء. وهذا يُعيدنا الى فترة ما بعد الاستقلال، حيث نادى بعض المغاربة بازالة مادة التربية البدنية والتي كانت تعتبر فترة استراحة لا غير للتلاميذ، لانها ترهقهم وتعيقهم عن رسم مسارهم المهني الحقيقي بواسطة المواد الاخرى طبعا.
او ربما لاننا كاساتذة لهذه المادة عاجزين عن مسايرة التقدم الحاصل حولنا ؟؟

وما ادرانا نحن بهذه الالة العجيبة التي تسمى حاسوبا ؟ وكيف نستطيع ان نوظفها في تدريسية كتدريسيتنا ؟؟؟

ربما نحن مجرد كتل من اللحم فقط وعقولنا الصغيرة لا تستوعب المنطق والحساب ؟؟

او ربما نحن كل هذه الاشياء مجتمعة…

قد يرانا البعض مجرد اساتذة “الجري والتحنقيز” وكثير منا يعمل على ترسيخ ذلك.
وقد يرانا البعض الاخر مجرد مادة جانبية وغير حاملة وبالتالي يجمعنا في حزمة مع مواد اخرى، ويعتقد ان لا داعي لتركها في المنظومة التعليمية بل وجب حذفها ومسحها من لائحة البرامج والمناهج ، و الخطير في ذلك، ان كثيرا منا يؤمن بذلك ويصرح بها جهرا وعلانية.
وقد يشبهنا البعض الاخر بالفلاحين لفرحنا الشديد عند هطول المطر، وقد ينتظر كثير منا ايضا بلهفة وشوق اخبار الارصاد الجوية مساء لينعم بالنوم صباحا.
وقد يقصينا البعض من كل ما هو حديث ومتطور فيعطى الاسبقية لمواد ويدعنا ننام بهدوء سنين اخرى فلا نصدر أنّةً ولا تنبس شفاهنا بكلمة.
وقد يملأ بنا الثقوب في استعمالات الزمن ، وقد نوصف بالكسل والخمول والبلادة والسذاجة والنقل في الامتحانات، والتقصير في المسؤولية واشياء اخرى تمرغ الانوف في التراب.

اما نحن، استاذات واساتذة هذه المادة الجميلة والتي يحسدنا عليها القاصي قبل الداني؛

دعونا نقف للحظة بهدوء وروية؛
نسترجع انفاسنا بعمق؛
نتأملها ونسائلها بعقل وموضوعية،
بدون عقد وهمية و بدون نرجسية فارغة

هل نحن فعلا ما يعتقدون ام نحن غير ذلك ؟
فكيف نرى انفسنا من الداخل بصدق ؟
وكيف نواجه هذا التحدي الزاحف
ما موقفنا من هذا الاقصاء المتعمد ؟ وكيف نواجهه؟
ماذا نفعل من اجل تغيير واقع الحال ورسم معالم الطريق؟
كيف نرد الاعتبار لمادتنا وقبلَها لانفسنا ؟

هل سنغير حالنا و سنصنع مستقبلنا بايدينا ام سنظل، على شاكلة دون كيشوت، نحارب بسيوف خشبية طواحين من هواء.

كثيرة هي الاسئلة التي تؤرقني فعلا ، فلا اجد بدا من ان اتقاسمها معكم لعلي اجد بينكم من سيحمل معي هذا الهم ويخفف عني بعض العبء.

كمال باكوش عبد الله مفتش في إطار التكوين في مادة التربية البدنية



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاس والكل في فاس 33
- جهة فاس بولمان الثانية وطنيا والثالثة جهويا على صعيد منح الا ...
- بيداغوجيا الإدماج - لفائدة الجمعيات الشريكة في مجال التربية ...
- البيئة في العالم القروي بالمغرب برامج ورهانات
- فاس.... والكل في فاس32
- هل تشاهد قناة الجزيرة دائما ... بين الفينة والأخرى ..أو البث ...
- اعتماد المنهج التشاركي رهان استراتيجي
- المدرسة في صميم الرهانات
- لا أمل في نظام يربط وجوده واستمراره ببقاء وتفاقم العداء.
- الصحافة شريك أساسي لإنجاح كل البرامج التي تعتمدها النيابة بم ...
- فاس والكل في فاس 31
- صعوبة المسالك وتشتت الوحدات يقلص وثيرة التنمية بإقليم مولاي ...
- المنتدى الجهوي للمبادرات البيئية بفاس يخلد اليوم العالمي للب ...
- حرية الرأي ...ثقافة تربية وأخلاقيات
- ملامح الدخول المدرسي بجهة فاس بولمان من خلال ندوة صحفية
- فاس والكل في فاس 30
- المنتدى الجهوي للمبادرات البيئية بفاس بولمان التزام انشغال و ...
- الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفاس يحيي الذكرى الأربعينية ...
- جامعتنا قوية ، لكن كيف نسوق جودتها ؟
- ظلال حقونة أو حين يتجاوز الموظف رئيسه غنى وسلطة ؟؟


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عزيز باكوش - هل نحن فعلا ما يعتقدون ام نحن غير ذلك ؟