أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - حكومة شَراكة أم شَرِكَة حكومية مساهمة ؟















المزيد.....

حكومة شَراكة أم شَرِكَة حكومية مساهمة ؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 01:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لعل أبلغ تعليق على النتائج و الإنجازات التي حصلت عليها قائمة "العراقية" بقيادة إياد علاوي هو ذلك الذي صرح به أحد قادة قائمة الحدباء في الموصل والتي هي النسخة المحلية للعراقية في انتخابات المجالس المحلية، قال ( لا يعادل الهزيمة التي قادنا إليها قادتنا إلا حجم الانتصار الانتخابي الذي قدمته لهم قاعدتنا الجماهيرية ) وقد يُفَسَّر هذا التقويم بدوافع نفسية وذاتية أكثر مما هي موضوعية، ولكن ذلك لا ينفي حقيقة حلول هزيمة سياسية بقائمة العراقية والتي عبر عن حالتها أحد المحللين البغداديين يوم أمس بكلمات قليلة حيث قال: أصبحت العراقية تطالب اليوم بما كان يعرض عليها وترفضه بالأمس.
وبعيدا عن تقييم النتائج النهائية سيما، وأن غبار المعركة السياسية لم ينجلِ تماما بعد، فإن ما يستأهل الفحص والتحليل أكثر من غيره هو مقدمات و طبيعة الحكومة العراقية قيد التشكيل كيما يكون ممكنا استشراف مآلاتها على أرض الواقع. لقد كفَّ ساسة العملية السياسية الاحتلالية عن اعتماد ماركة "حكومة الوحدة الوطنية" التي وصفوا وعرَّفوا بها حكومتي الجعفري والمالكي من بعده، لكونها أضحت أبعد ما تكون عن الوحدة إذْ انفرط عقد مكوناتها الرئيسية بعد بضعة أشهر على تشكيلها، و عن الوطنية التي استبدلت بنسخة معدلة من "المحاصصة الطائفية" التي أصبح الجميع يهجوها بعد انتخابات المجالس المحلية في كانون الأول 2009 التي كادت تطيح بالقوى الطائفية التقليدية، وحين كفّوا عن استخدام هذا التعبير فهم لم يعدموا بديلا له، بل وجدوه في صيغة "حكومة المشاركة" أي التي يشارك فيها جميع أطراف العملية السياسية، ولكن هذا التعبير ما لبث أن عُدِل بعد أسابيع إلى "حكومة شراكة" على اعتبار أن المشاركة بحد ذاتها في الحكومة ليست هي المطلب الحقيقي "وطنيا"، بل الشراكة التي تحقق التوازن بين شركاء ذوي حقوق وواجبات كما فسَّر وبرَّر ذلك أحد مؤدلجي التحالف مع الاحتلال والمحاصصة الطائفية التي جاء بها.
ومع أن كلمات من قبيل مشاركة واشتراك وشراكة، بل وحتى اشتراكية، تأتي من جذر لغوي ثلاثي واحد هو"ش ر ك"، فيمكننا بالتالي التساؤل جديا عن ماهية هذه الحكومة في ضوء المقدمات التي سبقت تشكيلها أو في ضوء برنامجها وطبيعة مكوناتها، وفيما إذا كانت فعلا حكومة شراكة كما يزعم صُناعها والشركاء فيها، أم هي – ومازلنا ضمن الجذر اللغوي الثلاثي ذاته – شركة حكومية سياسية مساهمة، الهدفُ منها تحصيل الأرباح للمشاركين "المساهمين" فيها؟ وهل يمكننا بالتالي استشراف مسيرة ونهاية شبيهتين بمسيرة ونهاية حكومة الوحدة الوطنية المنتهية؟
لنسجل أولا أن مقدمات مجيء هذه الحكومة لم تختلف كثيرا عن مقدمات سابقتها من حيث كثرة وكثافة الصفقات غير المبدئية والاستقواء بالأطراف الأجنبية والتدخلات الخارجية الفظة غالبا، غير أن أمورا جديدة ومهمة حدثت في الإبان، وأثرت بهذا الشكل أو ذاك على مسارات ولادتها وأفرزت ظواهر جديدة منها:
- محدودية التأثير الإيراني على الوضع العراقي بعامة، وعلى الإسلاميين الشيعة بخاصة، وأبلغ دليل على هذه المحدودية هو موافقتها – وإن على مضض- على ترشيح "صديقها اللدود" نوري المالكي الذي تميز بنوع من الاستقلالية السياسية الواضحة عنها، وسبب لها بعض الصداع خلال فترة ولايته الأولى، أو في الأقل لم يسمح لها بتحقيق كل ما أرادت تحقيقه في العراق. كما أن تأثيرها على أقرب حلفائها "حزب المجلس الأعلى" أصبح في حكم المنتهي بعد التمرد الكبير والذي لا أفق له الذي قام به زعيمه عمار الحكيم ووقوفه حتى اللحظة الأخيرة مع علاوي ضد المالكي والذي نظر إليه بعض المحللين كنكتة سياسية أكثر من كونه خطة قابلة للتنفيذ.
- محدودية تأثير الولايات المتحدة كدولة احتلال على الوضع العراقي بعامة وعلى حلفائها في قائمة العراقية وعلى الزعامات الكردية أيضا فقد رفضت قيادة العراقية التنازل عما أسمته "استحقاقها الانتخابي" و تقاسم السلطة مناصفة مع قائمة المالكي وتشكيل حكومة قوية حتى خسرت كل شيء تقريبا، وباتت تنافح من أجل الحصول على الفتات. والواقع فإن ما حدث يمكن أن يكون وداعا مبكرا لعلاوي من قبل أطراف قائمته، فهذه الأطراف اختارته زعيما لها ليس فقط لأنه "شيعي علماني" كما قيل بل طمعا بعلاقته المتميزة مع الولايات المتحدة الأميركية، وبوصفه " رجل أميركا القوي في العراق"، أَمْا وقد تراجع التأثير الأميركي عراقيا، وبات أوباما عاجزا عن ضمان منصب بروتوكولي كرئاسة الجمهورية له فإن الوداع أو الانزواء في منصب إداري حكومي قد يكون مقدمة لمسيرة أخرى ستنتهي بالخروج من الميدان.
- أما الزعماء الأكراد فقد رفضوا كافة الضغوط الأميركية، والتي بلغت كما قال مُخطِّط سياسيات التحالف الكردستاني د. محمود عثمان درجة "غير دبلوماسية بالمرة" لثني الطالباني عن الترشح لرئاسة الجمهورية وتركها لمرشح العرب السُنة، ولكن الأخير أثبت أنه لا يختلف عن أي رئيس دولة عربية فلا يرحل عنها إلا بتدخل مباشر من عزرائيل أو انقلاب عسكري ورفض تلك الضغوط. إضافة إلى رفض الزعامات الكردية للتوجيهات الأميركية بفكِّ تحالفهم مع قائمة المالكي والتحالف مع قائمة علاوي وقد بلغ الرفض درجة قول الطالباني أنه رفض أوامر أوباما بالتحالف مع العراقية وقرر عدم السماح لما أسماه "حصان طروادة البعثي" بالدخول إلى العملية السياسية.
والواقع فإن الطالباني كان تحت تأثيرات عدة لاتخاذ هذا القرار ومنها: الكرم الحاتمي والخطير الذي أبداه المالكي والتحالف الوطني بموافقته على ورقة الشروط الكردية التسعة عشر وبنسبة فاقت توقعات الكرد أنفسهم وبلغت مئة بالمئة، إضافة إلى العوامل النفسية والشخصية الدافعة للاحتفاظ بمنصب الرئاسة بوصفه الدجاجة السياسية التي تبيض ذهبا حقيقيا واستغلال المناسبة والظروف "الجيو سياسية" العامة لترسيخ مبادئ المحاصصة الطائفية والعرقية التي جاء بها الاحتلال حتى بلغ الأمر بأحد زعماء حزبه أن صرح أخيرا لجريدة سعودية بأن القيادة الكردية قررت تبني اللَبْنَّنَة " الصيغة الطائفية اللبنانية " لحكم العراق، ولعل هذا أخطر إفراز من إفرازات تجربة الحكم المحلي في العراق.
أما بخصوص المكاسب الكبيرة التي انتزعها التحالف الكردستاني من تحالف المالكي فمن الواضح، ربما حتى لبعض السياسيين الكرد، هو أنها لن تكون طويلة العمر، وذات غطاء "ذهبي" فعلي يمنحها قيمة تنفيذية ما، وذلك لأن مشاركة قائمة "العراقية" في الحكومة ووجودها في البرلمان إلى جانب القوى البرلمانية الخارجة على طوع وتوجيهات المالكي والمستقلة عنه، سيجعل من العسير جدا تمشية تنازلات التحالف الوطني للكردستاني، وخصوصا في ما يتعلق بالأمور الإستراتيجية كموضوع عائدية كركوك ومناطق أخرى و إنتاج وتصدير النفط وتمويل وقيادة مليشيات البيشمركة إذ من المتوقع أن تجد الزعامات الكردية نفسها أمام معارضة واسعة لتنفيذ طموحاتها وصرف "الشيك السياسي" الذي وقعه لها المالكي.
إن الكلام عن محدودية وتراجع الدور الأميركي، يدحض العديد من الأساطير العتيقة عن قدرة أميركا غير المحدودة بوصفها اللاعب الأول والأخير، السري والعلني، المرئي والمخفي، والتي يأخذ بها عشاق نظرية المؤامرة "المتطرفون" في الساحة العراقية ويعيد الحديث إلى أرضيته الواقعية التي لا تؤمن بالخرافات كثيرا، وتحسب حساب الوقائع والقوى بميزان العقل لا بمسطرة المقولات الستينية والسبعينية الجاهزة، فأميركا اليوم ليست جنيا كُليَّ الحَول والقدرة بل هي دولة إمبريالية فشلت في مشروعها الاحتلالي للعراق، ولكنها تريد الآن أن تحول احتلالها المباشر إلى هيمنة اقتصادية وسياسية وثقافية وتسحب قواتها العسكرية فعلا من بلد أصبح خطرا أكثر فأكثر عليها وعلى غيرها.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور غالبريث و الدولارات الكردية
- أبو زيد وإشكالية العلاقة بين التراث والعلوم الحديثة : أهل ال ...
- تاريخانية الفكر الإسلامي لدى محمد أركون : الدائرة في مواجهة ...
- المفكر الراحل نصر أبو زيد في بواكير أعماله : المجاز والتأويل ...
- مذبحة جديدة بسكاكين القاعدة لعلماء الدين السنة العراقيين
- الهروب الأميركي الكبير..ودروسه
- إعادة إنتاج -الحادثة- في السِّير الذاتية التقليدية من منظور ...
- الخيانة ليست وجهة نظر: تهافت حجج دعاة بقاء قوات الاحتلال من ...
- بين البعث العراقي والقاعدة ..حروب صغيرة
- أحداث الأعظمية : عَيِّنة لما سيحدث لاحقا أم خرق أمني؟
- هوامش على حوار المطلك والسراج : السكوت عن الجريمة جريمة
- بايدن والكوميديا العراقية : علمانيون ولكن طائفيون!
- أمُّ الفضائح : رواتب الرؤساء والساسة في بلاد الألف ليلة وليل ...
- بشتآشان: مجزرة جلال الطالباني بحق الشيوعيين العراقيين.
- هرطقات علمانية زائفة: حسن العلوي والمحاصصة الطائفية -النبيلة ...
- إلك لو للسبع؟ هل يجرؤ المالكي على قلب الطاولة والانتقال إلى ...
- هل تسعى تركيا لتحالف سني عربي كردي يتحالف مع الحكيم لتطويق ا ...
- بأخطاء علاوي القاتلة ..المالكي يحسم المعركة
- ج2 / بدايات تشكل -سلطة- مثقفاتية نقدية مستقلة
- ج1/ في مواجهة لغة الزيتوني والبلطجة السياسية


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - حكومة شَراكة أم شَرِكَة حكومية مساهمة ؟