أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيفاء حيدر - فتنة العيون والله عيب















المزيد.....

فتنة العيون والله عيب


هيفاء حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3184 - 2010 / 11 / 13 - 21:48
المحور: كتابات ساخرة
    


حائل: خضير الشريهي،بندر العمار 2010-11-13 6:10 AM
أكد المتحدث الإعلامي في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحائل الشيخ مطلق النابت أن رجال الهيئة العاملين في الأسواق سيتدخلون بتوجيه الأوامر لأي امرأة بتغطية عينيها إن كانت مثيرة للفتنة.
وقال النابت في اتصال أجرته "الوطن" به أمس: إن "لرجل الهيئة الحق بأمر المرأة بتغطية عينيها إن كانت مثيرة للفتنة".
نافيا السماح لرجل الهيئة الذي اشترك في عراك مع مواطن في سوق برزان بحائل الخميس الماضي بحمل الأسلحة معه. مؤكدا أن "أعضاء الهيئة على قدر من المسؤولية وهم أهل لها".
ليس مفاجئاً ما ورد بالخبر أعلاه ,وليس بالجديد أن نقرأ بالمزيد من الأوامر والنهي عن المنكر . ففي القرن الواحد والعشرين علينا أن نضاعف إنجازاتنا كأمة عربية وأن نحث الخطى باتجاه المزيد من إعطاء الحقوق ولما لا .وبما أننا قد استكملنا ما تبقى من مطالب للحركة النسوية ولمؤسسات وهيئات المجتمع المدني والأهلي بجوانبه المختلفة إن كان على صعيد الإصلاح السياسي أو الاقتصادي ,الاجتماعي والثقافي وحتى الديني الذي لا مجال هنا للحديث عن تلك المرحلة التي مررنا بها ونحن نقوم بفصل كافة القضايا الدينية ذات العلاقة مع مؤسسات وبنى الدولة حيث واجهنا الرفض بداية لكن مع إصرارنا وعزمنا على حل هذا الموضوع فقد شرعنا لقانون مدني عصري متطور وبدئنا نتلقى طلبات من عدد من وزارات الخارجية في الدول الأوروبية لتدريبهم ومدهم بتجربتنا والدروس المستخلصة على هذا الصعيد. أو حتى تلك المطالبات التي اعتبرناها كتحصيل حاصل في الجانب القانوني حتى لا نقول اليوم ونعود الى لغة الماضي المتخلفة مثل كلمة إصلاح قانوني وكمثال وليس على سبيل الحصر حرية الرأي ,التعبير , إعطاء الأم جنسيتها لأطفالها وزوجها وأكثر فقد قمنا وطواعية منا كسبق صحفي في دولنا العربية بالسماح للمرأة بتولي القضاء الشرعي فاليوم لا أحد يذكر القول بشأن عدم ولاية المرأة فالقضاء الشرعي هو مجالها الصحيح وها هي تثبت كفاءتها وأهليتها في هذا المجال, حقاً كم كنا مخطئين سابقاً بحق المرأة ومجرمين بكل تلك الفتاوى التي شوهت مبادئنا وحطت من قيمنا عندما كنا نعتبر إنها مثلاً لا تستحق سوى نصف ميراث الذكر أو عندما حاكمناها على غشاء وحكمنا على أخلاقها من عبره وكم كنا مغفلين أننا نحن أنفسنا الرجال كيف سيحكم على عذريتنا وشرفنا وأخلاقنا .فالحمد لله أن هذا بات في غياهب عصر الظلمات الذي مضى.
أما الآن وقد استلمت النساء لدينا العديد من المناصب الحساسة في البلاد فعلى سبيل المثال وليس الحصر وعذراً من النساء لعدم القدرة على تعداد كل الإنجازات لكثرتها نذكر منها إنه عينت خمسة نساء حتى الآن في منصب وزير داخلية واثنتان للخارجية وواحدة فقط سلمت مهام أمنية في أحد الأجهزة المتعلقة بالأمن القومي ,وبما أن هذا أصبح من انجازات الماضي فقط وددت أن أذكر به كي نصل إلى ما نحن بصدده اليوم من قراءة وتحليل لبعض تلك الهوامش الغير مهمة والتي سقطت سهواً أثناء مراجعتنا للإنجازات وربما أننا لم نقف ما فيه الكفاية أمام تحديات المستقبل الذي نعيشه في ظل ثورة التكنولوجيا والأزمة الاقتصادية وعقدنا العزم والنية لدخول عالم الفضاء ,لكن ما علينا فإن تصل متأخراً خير من أن لا تصل مطلقاً,وبما أن الشيء بالشيء يذكر والمطلق يطلق على إطلاقه ويفلت من عقاله فقد وجدنا أن ما زال الثوب الذي يغطي جسد المرأة لم يطلق على إطلاقه بعد وهذا قد يسجل علينا نقطة سلبية في تقارير منظمات حقوق الإنسان وخاصة منظمة العفو الدولية التي تتربص لنا بالمرصاد .لذلك وقفنا وقفة جدية أمام الأمر ووجدنا أن كل ما تم إنجازه سيذهب مهب الريح وربما يعود بنا الزمن إلى غياهب القرون الوسطى بعد كل هذا التقدم الذي أنجزناه لمجتمعنا وإنساننا العربي .فقررنا بعد التداول والتشاور أن لا نترك مقدار خرم إبرة يعبرون من خلاله ويعيقون مسيرتنا التنموية ,النهضوية ,وخاصة ما يخص المرأة ,أم الأولاد والحرمة والولية (من ولايا) تلك الناقصة عقل ودين العورة التي لا يأتي ذكرها إلا وكان الشيطان سيد الموقف, لذلك ولكل ما تقدم ولأنه سوف لن نخسر كثيراً إذا ما أضفنا بضعة سنتيمترات من القماش الأسود السميك لنغطي به أعين النساء بشرط أن يخاط تلك القماش بالخيط الأسود كذلك منعناً لتضارب الألوان ولتحاشي الفتنة الناجمة عن تعدد الألوان فكما تعرفون أن هناك ألوان فاتحة للشهية ومحرضة للشهوات وبعض الألوان تعمل عاكسة للضوء والنظر مثل اللون الأبيض والزهري والموف والأزرق السماوي الفيروزي هذه ألوان والعياذ بالله ليست ملعونة لكنها غير مستحبة والغير مستحب منبوذ . وبما أنه لدينا بدائل من الألوان كالأسود الذي يمتص الحرارة أياً كان مصدرها ولا يتمتع بخاصية الانعكاس للمثيرات الخارجية ومتوفر بكثرة في الأسواق وجميل كلون حيث إنه يعتبر سيد الألوان قررنا أن نعتبره لوناً وطنياً تلبسه نسائنا العزيزات نعتز به ونفخر بصفاته .وهنا لا بد وكي نبرأ ذمتنا وضميرنا أمام الله سبحانه وتعالى من إن نضع شرطاً على أن يوحد الشكل الذي سيفصل به هذا القماش الذي سيغطي العيون لأننا نرجوكم مخافة الله في ما يمس أعراضنا ,فالشكل يجب أن يكون بحيث لا يدل على ما يرمز إلى أي إيحاء جنسي طولاً أو عرضاً , كذلك منعاً للفتنة والشبهات وتحاشياً من أن لا تبيح الضرورات المحظورات عل الله يجنبنا أي مكروه ويقينا عذاب النار إنه السميع المجيب , بات لزاماً أن نتوج حفلنا هذا في تغطية العيون الفاتنة وهذا شرط بعد التحقق من وقوع شبهة الفتنة, وربما التدخل بالنية وهذا نداء موجه الى النساء ,إن رجال الهيئة "أعضاء الهيئة على قدر من المسؤولية وهم أهل لها".
هم أهل لها, إنه عصر الفتوحات والإنجازات وعصر الخصخصة والتخصص والرجاء أن لا يعتدي أحد على اختصاص آخر وهو يمارس دوره وواجبه الوطني في الدفاع عن حياض الوطن ومنع الفتنة بكل أنواعها وأشكالها وخاصة تلك المصدرة لنا من سراديب الأجهزة والدوائر الغربية لا يهم هنا إن استهدفت فتنة طائفية أم إثنية أم إقليمية سيان حتى ولو كانت فتنة العيون قد تكون هذه أشد فتكاً بأمتنا من كل تلك المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد وجودنا برمته.
لا أراكم الله مكروهاً بعزيز.
هيفاء حيدر



#هيفاء_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات ساخنة
- لقائي مع سعادة وزير سابق
- ليس كافيا-
- جواز سفر
- إننا كنساء جزء لا يتجزأ من حركة هذا المجتمع وبالتالي تقع على ...
- إعادة الإعتبار لمفاهيم الماركسية(2)
- إعادة الإعتبار لمفاهيم الماركسية
- ما هو سائد
- هما عودتان
- تبدلات
- جسد سالب
- سياحة داخلية
- إن نفعت الذكرى
- صانع التاريخ ومالك اللغة
- هواجس
- جلسات هادئة(2)
- من بعض الردود
- جلسات هادئة (1)
- أسئلة تدور
- قربة مقطوعة


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيفاء حيدر - فتنة العيون والله عيب