أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد علي الشبيبي - 1- معلم في القرية/ 22















المزيد.....



1- معلم في القرية/ 22


محمد علي الشبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3173 - 2010 / 11 / 2 - 13:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي (1913 – 1996)

عائلتي
ملاحظة هذه الموضوعة أدرجها الوالد من ضمن موضوعة (وشوشة بين الناس) التي نشرت ضمن الحلقة السابقة. وقد فصلتها لطول الموضوع، وأعطيتها العنوان (عائلتي) لأنه يتحدث فيها عن العائلة/ الناشر.
إني فرح الآن بوليدي الجديد الثاني [هو أبني هَمّام الذي ولد في 10/2/1941 وتوفى في 30/8/1973 فترك في نفسي لوعة لا تزول إلا يوم الحق به!]. إنه وديع هادئ للغاية، لا يشبه أخاه الذي كان كثير القلق في يقظته ومنامه. عمه "حسين" يحبه كثيراً. وذات صباح طرق باب البيت قبل شروق الشمس مع أحد أساتذتي [الشيخ وأستاذي. أعني بهاتين الكلمتين المرحوم الشيخ قاسم محي الدين. كانت علاقتنا به وطيدة عن طريق ابن خاله الدكتور عبد الرزاق محي الدين. كان من أهل الفضل والأدب، وتجلت براعته في تدريس علم العروض. وكان ظريفاً ومن ذوي النكتة الأدبية البارعة. ثم لما أشتد أوار الحرب وأنشطر الناس بصراحة عند دخول الإتحاد السوفيتي الحرب ضد ألمانيا النازية، فإن علاقتنا خفت معه ومع الدكتور إذ إنهما يؤيدان الحكم الملكي ورجاله]. قال إنهما جاءا مشياً على القدم من النجف دون أن تكون لهما نية الوصول إلى الكوفة، لكن أستاذي وقد أنهكه التعب، ردّ عليه: "لا والله إنها خدعتك، أشغلتني بالحديث فأنسيتني مشقة المسير". قلت: "لابد إن الحديث ملذ فوق التصور". أجاب إن أخاك مزج السياسة بالأدب. بدأ الحديث من باب الأدب ثم زجه بالسياسة، وما يتمخض عنه الوضع العالمي. ثم قال مازحاً: "لاشك إن الخسارة الآن تقع عليك، فإن المشية استنفذت كل ما في الجوف. فهيا أسرع وقدم ما يعوض".
وعاد أخي يحمل صغيري ذا العيون الخضر كان يقلبه، ويحدث الشيخ: ظننت إنه نائم. لكني وجدته يحدق في الفضاء من داخل "الكلة" ويناغي بمرح هادئ. وأمام الشيخ قال أخي: "أحب أن أعرض عليك أمر انتقالك إلينا، إلى النجف. وفي بيت أبينا تستقل في جناح منه. أبي تقدمت به السن. أنا وأنت ولداه اللذان يستطيعان أن يكفياه أمر العيش، وإدارة شؤون العيلة. ما رأيك؟ إنك لاشك تعرف مدى ارتياحه وسروره وهو يرى ولدين له يقومان على خدمته". قلت: إني أخشى أن أفقد حبه إن تأججت يوما ما نار الفتنة بين العمة والكنة، ونفحت فيها –الوحيدة- فزادتها اشتعالا". أجاب: إنه يتعهد ويضمن أمر السلام وحقوق الجميع.
- وثوقي بك أكبر وأكبر. وثوقي بأربعة في جبهة أغلب من أثنين في جبهة وإن كان لها الحق، ومع هذا فدعني أفكر.
لكنه عاد فأكد: إن هذا ضروري. وأقترح أن تمهد له بدعوة الوالد وبعض الأصدقاء إلى ليلة في مسجد الكوفة. عشاء حسب مقترح الوالد مع القهوة والشاي لسهرة شاعرية، يحدد الوقت المناسب لها. صفق الشيخ لكل ما سمع، وأنهال علي بسيل من المواعظ والنصائح.
بالطبع أنا فاتحت صاحبتي بما فوتحت به من أمر الانتقال. ما من شك إن كل زوجة تؤثر الاستقلال على حياة الشركة. أنا أيضاً أومن أكثر بأن ذلك أفضل، وأحفظ للحب والسلام. الاستقلال رغبة غريزية في بني الإنسان، ولهذا هم يكرهون هذه الحرب القائمة اليوم.
زوجي تثق بي كثيراً. لذا لم تبد أية معارضة. إنها واثقة بأن رصيدها قوي. إنه الثقة بي أولاً في حرصي على سلامة حبنا، ومستقبل أطفالنا على أن لا يشبوا على حياة مشوبة بالكدر. وثانياً، نفوذ شخصية أخي بين والديه وأختنا الوحيدة.
في تلك الأيام أيضاً، أيام نيسان ذي الريح المعطر من أريج الأزهار، وأنفاس الربيع، كنت قد وعدتها أن أمتعها بسفرة مبهجة إلى الهندية، إلى صاحبتها أم عزيز، وعلى طريق النهر.
واقبل الليل فأطبقت عليّ الوحشة قبل أن آوي إلى البيت، بعد الفراغ من التدريس المسائي. آواه ... قلت لنفسي. تذكر أيام العزوبة. عش الليلة وحدك. أما هذا فعز صحيح. إذ ليست هذه المرة الأولى التي أعيش لوحدي كأيام العزوبة. ففي أيام الولادة كنت أعيش منفرداً في البيت رغم قرب الكوفة من النجف. إن الإنفراد أحياناً ملذ. فهو يصقل النفس، ويفتح أبواب الشوق من جديد.
وتذكرت بعد الغروب، لابد أن الراعي قد عاد بالخروف فوجد البيت مغلقاً، فأين ذهب به؟ أسرعت، سألت الجيران. كانوا لا يعلمون شيئاً. وحين دخلت البيت وجدته مربوطاً كالعادة، وهو يقضم الجت أمامه.
لم أندهش للأمر، الراعي يعرف هذين البيتين بينهما باب داخلي. وجارتنا زوج الشرطي استلمته منه وقامت بما يلزم. حسناً وماذا بعد؟
قلت لزوجي يوماً. ما قصة جارتنا هذه؟! حين أدخل بيتي تسرع إلى الهرب كالبرق الخاطف. وأحيانا يكون دخولي على غفلة، أحس إنها كمن يرتجف من خوف.
- هي كذلك تماماً. قالت زوجي وأردفت: إنها خجولة لحد بعيد!
- لا عليك هذا دجل. أترينني ذئباً أو حيواناً مفترساً؟! ثقي يا عزيزتي إن المرأة الواثقة من نفسها لا تجد هذه الأساليب حاجزاً يدفع عنها سوء الظن، أو يرد الطمع بها.
دافعت عنها كثيراً، وأثنت عليها كثيراً أيضاً.
حين عدت في ساعة متأخرة من الليل. في صحن الدار قريباً مني سقطت حجارة. رفعت بصري نحو مصدرها. فدهشت للأمر المفاجئ. وجه مضيئ، أنعكس ضوءه على الشعر الأسود الفاحم فبان له لمعان، وابتسامة نمت عن أسنان شديدة البياض. وتحية بالكف، ودعوة صريحة. آتي أم تأتي؟
أين أنت يا أم بنيّ. لو رأيت ما حدث. الخجولة شجاعة فوق ما تتصورين، وهي لم يسبق لها قبل هذه اللحظة أن كلمتني ولا مرة واحدة. حديثها الآن ودعوتها بتوسل، كلها إيماء وإشارات. أما أنا؟ ستضحكين مني كثيراً، ستغرقين بالضحك من جبان مثلي. صرت أرتجف، أسناني تصطك وتطقطق. وأسرعت إلى غرفة النوم. ولما هدأت قليلاً، بعد ارتداء ملابسي البيتية. خرجت للحاجة وأعداد الماء في الصراحية. فوجدتها لم تبرح مكانها. كانت تلح بالإشارات: أصعد. مالك. تعال. هل أجيئ أنا؟!. وعاودتني الرجفة فعدت إلى الغرفة. وتمددت في الفراش. ترى ما يدعوها إلى هذا. لماذا تخون زوجها المسكين. وهو خفر هذه الليلة!
أبداً لابد لمحاولاتها هذه سبب وأسباب. أنا أعرف سلوك أمه العجوز، ذات اللسان السليط، واللهجة البذيئة، والصوت الوحشي، وهي تقذف بوجه كنتها هذه أبشع التهم، وأقبح الألفاظ. زوجها شاب جميل الصورة، رشيق القوام، طيب في اللقاء، ظريف ومؤدب. يشتغل كاتب في مركز شرطة الناحية –هنا-.
إنه جاري، معاذ الله أن أخونه. بالأحرى أن أقول: إنني لن أخون زوجتي ..... وغرقت في بحر من الأفكار. لن أخونها ... أجل. وهي لن تخونني.
حدثت صديقي "الشبري" كيف عففت، السبب إنها جارتي. وذات بعل. لكن صاحبي كفخني على جبهتي وقال: "الله ينطي الجوز للماعنده سنون"! [مثل شعبي. معناه إن النعمة كثيراً ما تكون لدى من لا يحسن التمتع بها. وكفخني أي لطمني، وهي عربية وقد وجدتها أدق تعبيراً من لطمني حسب الاستعمال الشعبي لـ "كفخ"]
لست أعرف حدود عفتي. فقد سبق قبل عام أن عَلِمتْ فتاة، تعرفت عليها عندما كنا جيران لهم، إني وحدي في البيت. فدخلت عليّ دون سابق علم. تحرشت بي كثيراً. شاركتني طعامي الذي أعددته على قدر حاجتي. مازحتني كثيراً بحيث كان أسلوبها دعوة صريحة. لكنني تجهمت، وبصراحة هددتها وأمرتها بمغادرة البيت، بعد إزجاء النصيحة لها. إنها فتاة باكر. فلا تفرط بحيائها، وتقذف بنفسها إلى هاوية قذرة.
عففت أذن مرتين، مع هذه، لأنها فتاة، ومع زوجة الجار لأنها ذات بعل وجارة. ويح الإنسان في تُخمته ونهمه، وفي جوعه وحرمانه. في أمانه وانطلاقه، وفي خوفه وانكماشه.
حركة مايس
فوجئنا بسقوط وزارة الهاشمي، وتأليف الوزارة من قبل رشيد عالي الذي أحتل الحكم احتلالا، وسمى حكومته "حكومة الدفاع الوطني"، وقد فرّ على أثر هذا الوصي عبد الإله.
لم تكن لأكثرية الشعب الثقة المأمولة برشيد. فقد عرفت عنه جماهير الفرات الأوسط طائفية لا خير فيها. ينقلون عنه كلمات لم ينسوها، أثناء انتفاضات الجنوب "الديوانية، وسوق الشيوخ" حين قال (ما لازم ديوانية ولا سوق الشيوخ) وهو يريد بهذا أن لا مانع من محوهما وإفنائهما؟!َ
إنهم يحنقون عليه، حتى لقد زعم الكثيرون، إنه ليس كيلانياً، كانوا يسمونه "ابن عَلْيه" بدلاً من عالي، ومع ذلك فقد هب الشعب جميعاً لتأييده في موقفه هذا، معبرين بذلك عن عدائهم للإنكليز. هم ينشدون المنقذ المخلص –كان من كان- المهم أن يكتل الشعب ويطرد الإنكليز. وبلغ بهم الكره إلى حد إنهم صدقوا أدعاء ألمانيا النازية بأنها تريد إنقاذ البلاد العربية، وفي مقدمتها فلسطين! لأنها العدو الألد لليهود. كانت الإشاعات تتوالى: إن ألمانيا ستخف عند اللزوم لمساعدة العراق!
حكومة الدفاع الوطني عينت الشريف شرف، وصياً على العرش بدلاً من عبد الإله. ودفع الناس لتوقيع برقيات التهاني باسم الشعب. مسكين هذا الشعب. ترى هل يقوم بهذا لو ترك وأمره. لم يخسر فلساً واحداً من أجل البرقيات. أثمان البرقيات كانت تدفع من المخصصات السرية. هذا ما لاشك فيه. الشريف شرف هو أحد أسرة شرفاء مكة، وجاء العراق مع الملك فيصل الأول.
حين وصلت كتائب جيش الإنكليز إلى البصرة في 20/4/1941 رحب بها رشيد أول الأمر. ولكن الخلاف وقع أخيراً بينه وبين الإنكليز. وأخذ الجيش يبني الاستحكامات. وهب الشعب يتظاهر، ويعلن استعداده للجهاد.
في فجر اليوم الثاني من مايس أعلن وقوع التصادم بين قوات الإنكليز والجيش العراقي في الحبانية.
في النجف مجنون يدعى "إبراهيم حلوسه" ضاعت له إبرة في سرداب ولكنه أخذ يفتش عنها في سطح الدار. أجاب حين سئل: السرداب مظلم والسطح مضاء بنور الشمس!؟
هكذا بدا حال الإنكليز، حين يندحرون أمام جيوش هتلر، عاودوا هم احتلال بعض الدول الصغيرة المرتبطة بركابهم –إيران، العراق ومصر-. يقال إن هيس، الرجل الثاني بعد هتلر، هبط بمظلة. وصرح للإنكليز: إنه جاء لإنقاذ الإنسانية! ويل للإنسانية لو تم التفاهم بين النازية وديمقراطية بريطانيا. [في 30/4/1941 أعلن عن هبوط هيس بمظلة قرب كلاكسو بأسكتلدا وبعد ثلاثة أيام أعلن تصريحه]
كان نيتشه "نبي النازية" يتحدث عن هذه الديمقراطية وبريطانيا، فيقول: (ألا من يُخَلِص الديمقراطية من بريطانيا ويا من يخلص بريطانية من الديمقراطية؟!). ويتمنى لو أتحدت ألمانيا وروسيا (وحش أوربا الضاري؟.... أذن لسادتا العالم). حلم نيتشه هذا أفسده هتلر. آراء نيتشه هذه منقولة عن كتابه الشهير "هكذا قال زرادشت" والجمل المقوسة هي نص ما قرأته فيه.
هكذا !؟ كلا ... إنه فاسد من أصله. فنظرية نيتشه لا تلائم طبيعة الحياة، وهتلر الذي أخذ بها سيفشل لا محالة. هتلر لا يتفق مع روسيا، لأن روسيا أصبحت اشتراكية. اشتراكيتها حلم المستضعفين. كيف يمكن أن تلائم الذين يدينون بنقاء الدم الألماني –الأزرق- ويكرهون الضعف والضعفاء. وحتى المرأة والحب، هما أيضاً عندهم من رموز الحب!. وينسى هتلر. وتنسى الدولة الرأسمالية إن أولئك الضعفاء في عهد قيصر، أصبحوا أقوياء. ومع ذلك فقد أرسل رسوله "هيس" إلى الإنكليز، ليحرك عواطفهم، إلى حلف ضد هؤلاء الضعفاء. ليقوى على هضم "اللقمة ...العسيرة الابتلاع"، هذه العبارة منقولة عن كتاب كفاحي لهتلر. إذ يقول: (إن روسيا عسيرة الابتلاع، ولكن لابد من ذلك).
الناس مجمعون على قدسية الجهاد. أنا أيضاً. لكني موقن إن المسألة ستبوء بالفشل. فالسلاح الذي يحارب به جيشنا كان من الإنكليز والذين دربوا هذا الجيش كانوا انكليزا أيضا. الإنكليز يعرفون عدد الرصاص الذي يملكه جيشنا. وكل ما لدى جيشنا من معدات. طائرات ومدافع ورشاشات. وحتى الدروب التي يسلكها الجيش للدفاع. وللإنكليز أحبابهم من شيوخ العشائر، والذين ذاقوا حلاوة كراسي الوزارات ومجلس النواب والأعيان. تنص بعض بنود معاهدة 1930، يجب أن يحتفظ الإنكليز في أيام السلم بالقواعد الجوية الكائنة بالقرب من البصرة والحبانية، وعلى حق مرور القوات العسكرية والتجهيزات المقتضية في جميع الحالات. وأن يبذل العراقيون في أيام الحرب جميع التسهيلات بما فيها استعمال السكك والأنهر والموانئ والمطارات.
طلب مني مدير ناحية الكوفة أن أهيئ بعض الكلمات، واحدة منها القيها أنا، وبعضها لبعض الذين ينسبهم هو لإلقائها في الحفلة التي ستقام في مدرستنا لغرض جمع التبرعات للجيش من الوجوه المدعوة إليها.
كان يحفز الناس، ما قامت به عشائر بني حسن التي غص بها ميدان السكة، وهي تعرض قواها بمظاهرات وهوسات أعلاناً عن استعدادها للجهاد، ومناصرة الجيش. الناس هنا يعرفون شيوخ هذه العشائر، منذ ثورة العشرين، ويعلمون مدى علاقة شيوخها الحاليين مع الوصي عبد الإله؟!
أعلنت بصراحة رأيي لمدير الناحية ومخاوفي من العاقبة. فأنا متأكد من ولائه للحكم السابق والعائلة المالكة. فوافق أن ألقي الكلمة باسمه. وأندفع صديقي الشيخ علي البازي المعروف بوطنيته لإلقاء كلمة وأعد بيتين من الشعر. قال: إنه سيبرقهما إلى الجريدة. ربما كان مدفوعاً بجمال التورية التي تضمنها الشطر الأخير فهو معنى شعري رائع، وهو (فَسِرْ رشيداً على أسم الله يا وطني) والشيخ البازي شاعر عرف بنظم التواريخ الشعرية في مناسبات الأحداث والزواج والمواليد. كان يعيش من مهنته "ذكر الحسين" كذلك صار وكيلاً للصحف العراقية والعربية أيام كانت الصحافة لا تجد إقبالا ومشاركين. وله علاقات طيبة مع مختلف رجالات العلم والأدب داخل العراق وخارجه عن هذا الطريق طريق الصحافة، وتوفى عام 1967م. نصحته أن لا يفعل. ولكنه أصر وبعثهما برقياً.
حين هزم رشيد وعاد الحكام السابقون. أعاد المدير ما تبرع به معلمو مدرستنا، وطورد من قبل الشرطة كل الذين شاركوا بإلقاء الكلمات ومن أولئك الشيخ البازي، إلا مدير الناحية!
والحديث عن الصحافة أمر مضحك. إنها تقف من القضايا الوطنية كأنها مسرحية تقوم بتمثيلها. هذه الصحف هي ذات الصحف التي كانت توالي سياسة نوري السعيد وتباركها. هي اليوم تتحامل على نوري والوصي. وتصفهما بالخيانة. رشيد طلب من ألمانيا إرسال ممثل عنها، وأسس مع السوفيت علاقات دبلوماسية. وجَلبَ صالح جبر من البصرة إلى بغداد فأوقف. كذلك أوقف محسن أبو طبيخ ورايح العطية. أحقاً هذا كل ما يلزم لدفع عجلة الثورة وضمان النصر؟!. وبعد ؟
إذاعت لندن هروب القائد رشيد عالي إلى إيران. بنفس اليوم الذي أشيع فيه، إن طائرات وصلت من ألمانيا. رحب الشباب الذين انتظموا في كتائب ليتدربوا على حمل السلاح. وشكلت لجنة دعيت بـ "لجنة الأمن الداخلي". تألفت من أمين العاصمة أرشد العمري، ومتصرف بغداد خالد الزهاوي، ومدير الشرطة العام حسام الدين جمعة، والزعيم الركن حميد نصرت ممثلاً عن الجيش ولمفاوضته السفارة البريطانية.
وعاد عبد الإله، ودخل بغداد تظله حراب الإنكليز، وأذاع بيانا على المخلصين، وممثلي الأمة الحقيقيين. ألقى خطابه هذا في 14 تموز عند عودته.
وأستمر دجلة والفرات يواصلان المسير، ولعل الشعراء فيما أنشدوا أشركوهما في أحاسيسهم الوطنية. وهكذا قال لي شاب وهو يرسل الحسرة ألماً ملقياً نظرة على نهر الكوفة، وأمواجه المتدفقة "تأمل كيف يجري حزيناً آسفاً".
* * *
القتال بين جيشنا والجيش الإنكليزي لم يدم أكثر من سبعة عشر يوماً. فقد جرى تصادم الجيشين في 2 أيار وأوقف القتال عند هروب رشيد في 19 أيار وتمت الهدنة في 31 أيار. قبله وأثناءه كانت طائراتنا تدور في أجوائنا مدوية فيظن كثير من البسطاء إنها طائرات الإنكليز، فيرتعبون خوفاً وهلعاً. صار الناس يعيشون مع القلق. الاحتكاريون أخفوا كثير من المواد الغذائية وغيرها. ونشروا الإشاعات شحذوا أفكارهم فأبدعوا لحساب الجانبين عدداً من الإشاعات تتناقض تناقضاً لا يخرج السامع منه بطائل.
نجا رشيد عالي، ووقع في الفخ خير الفتيان "العقداء الأربعة". والفتى المرموق "السبعاوي". وليس يدري أحد كم من الضباط الشباب والجنود المجهولين ذهبوا ضحايا وشهداء. والعقداء الأربعة هم كل من، صلاح الدين الصباغ، كامل شبيب، فهمي سعيد محمود سلمان.
إنها لخسارة كبيرة. مرارة تجرعها شعبنا، كان كثير من عقلاء السياسيين مرتابين في أمر نجاحها، ومع ذلك فقد أيدوها بكل جوارحهم. تعلم الشعب منها درساً. وسيعرف طريقه على حال من الأحوال بعد مرة أخرى أو مرتين أو أكثر. لقد فهم من هم هؤلاء الذين يسوسون. كما عرف الإنكليز بعد هذه الحقبة التي مرت على حكمهم من وراء الكواليس منذ ثورة العشرين حتى هذه الانتفاضة التي سماها الناس "ثورة رشيد عالي الكيلاني" الراضون عنه والساخطون عليه. إن شعبنا مازال يمقتهم! ليتها انتهت وعادت الأمور إلى مجاريها. فاستقبال اليهود للإنكليز وعبد الإله –كما قيل- فجر غضب كتائب الشباب. لقد أعلن اليهود أفراحهم باسم عيد "النبي يشوع" يا للمحنة التي صبت عليهم بسبب "يشوع" و"عبده" لقد أنقلب عيدهم أحزاناً وأفراحهم أتراحاً.
لقد أستغل الجهلة الفوضويون مناسبة أفراحهم هذه واستقبالهم الإنكليز وعبد الإله ، وأعتقد إن هذا قد صدر منهم فعلاً، فهم لخوفهم من المسلمين واعتقادهم إن الإنكليز وأتباعهم يكفلون لهم الأمن، دفعهم إلى هذا فهاجموا بيوتهم في 22/6/1941. [عاد عبد الإله في 22/5/1941 وأذاع بيانا في 24/5]. قتلوا بعض الرجال منهم والنساء وحتى الأطفال، ونهبوا وسلبوا. ولم يرتدوا عن جنونهم إلا بعد لأي إذ بذلت الشرطة الجهود لإيقافهم، واعتقال المعتدين.
الإنكليز أيضاً استفادوا من كل هذه الأحداث. ليتهمونا بالهمجية. ولابد إن حكامنا صاروا أكثر أيماناً بهم، وأشد التصاقا. ولابد إنهم اعتقدوا إن النكسة أفهمت شعبنا بمدى القوة التي يملكونها؟!
* * *
وتبدل ميزان الحرب القائمة مع ألمانيا. ألمانيا التي كانت قد عقدت معاهدة، عدم اعتداء مع الإتحاد السوفيتي، بعد أن خابت مساعي هيس لجر الإنكليز إلى جانب ألمانيا، ليسهل عليها ابتلاع روسيا. نقضت ألمانيا معاهدة -عدم الاعتداء- هذه وهاجمت الإتحاد السوفيتي مباغتة .... وضج الناس وتطاير رماد الإشاعات فدخل كل عين، وكل فم. عقدت معاهدة عدم اعتداء بين ألمانيا والإتحاد السوفيتي عام 1939 استفاد منها الإتحاد السوفيتي لشراء معادن، وتبادل بضائع كثيرة، كما كان يرصد تحركات ألمانيا ويبرمج أحتياطاته لهجوم منها لابد واقع.
ماذا سيكون أمر الحرب؟ أسيكتسحون مدن روسيا؟ أسيعبرون إلى تركيا وإيران والعراق؟ يونس بحري يصرخ من إذاعة برلين –حي العرب- بعض الناس يهللون ويتمنون لو تم وصول الألمان!
قال أحد المعلمين، وليس من باب المزاح: "بين مبادئ النازية والإسلام تقارب وتشابه. الإسلام يأمر أن تقر المرأة في بيتها. وهتلر نادى -إلى المطبخ يا بنات ألمانيا!!-، والإسلام يقول -الجنة تحت ظلال السيوف-، وهتلر قدس الحرب وشجع عليها ليجعل الأمم عالماً واحداً؟!. إنها السعادة الكبرى يوم تدخل جيوش هتلر، وتكتسح الإنكليز من بلادي؟!". [تكرر ذكر مقارنة الإسلام بالنازية كلما ذكرت ألمانيا الهتلرية ومكانة دعايتها في صفوف ناسنا وشبابنا، ذلك لأن كثيراً من المعجبين بألمانيا النازية كانوا يرددون هذه المقارنة!]
أجل يا صاح. ووضع هتلر في كتابه "كفاحي" أمتنا العربية في الدرجة الثالثة عشر، بعد الزنوج؟! والإنكليز حين جاؤا العراق في الحرب العالمية الأولى، أيضاً صرحوا "جئنا محررين لا فاتحين؟". نفطنا أسال لعاب هؤلاء جميعاً، وجاؤا ليستعبدونا لا يحررونا، الحرية، كما قيل، تؤخذ ولا تعطى.
* * *
وسارع الإنكليز إلى تأسيس "مكاتب الإرشاد" في طول البلاد وعرضها. وأسست جمعية إخوان الحرية "فيريا ستارك" ليثقفوا شعبنا بالذي يريدونه منا لأنفسهم، أليس كذلك؟ وليكسبوا عملاء جدد؟ وامتلأت المعتقلات بالشباب من ضباط الجيش المشكوك في أمرهم، والمشاركين بأيمان في حركة مايس، إلى جانب الذين قيل إنهم يساريون. كيف ستنتهي الأمور؟ كيف سيقف الإتحاد السوفيتي وهو يقاوم الغزاة في كروفر؟ ما موقف الحلفاء؟ من المؤكد إنهم ينتظرون أن تبيد النازية الألمانية الاشتراكية، وبعد أن تنهد قوى الجيوش الألمانية سيجهزون عليها بسهولة فيربحون عصفورين بحجر؟
والناس أيضاً يتكهنون ويزعمون. الإتحاد السوفيتي سينتهي! لن تستمر مقاومته أكثر من أسبوع.لا. أسبوعين؟! في ديوان أحد رجال الدين دارت أيضاً الأحاديث حول هذا. قال أحد المعممين: (مالنا نحن وهذا؟! أي خير سينالنا! ماذا يختلف الألمان عن الإنكليز).
أجاب معمم آخر، هو الشيخ عبد الكريم الجزائري، وكأنه يلقي خطاباً: (شيخنا أنتظر، ريثما يتحرر القفقاس؟ سترى عند ذاك كم هي الحقوق الشرعية التي ستصل إلينا؟!)
أحسب إن الرجل المخاطب، قد جف ريقه بالأمل المفرح قبل أن يسيل لعابه؟ ورفع رأسه آخر وقال بزهو: (كان القفقاسي يأتي إلى الشيخ العلامة ....... آية الله، يقبل يده ويضع أمامه أكياس النقود "ذهبية وفضية" من الحقوق الشرعية يا مولانا ثم يتراجع إلى الوراء، لا يدير قفاه إلى مولانا تأدباً واحتراما! ورئيس القرية العربية لا يؤدي ما عليه من الحقوق إلا نزراً. ولا يقدمه إلا بعد أن يجلس إلى جانبه يتحدث بزهو وخيلاء!!).
وعقب الأول: (أنتظر، وسترى كل خير!)
الكثيرون من ناسنا لا يعرفون شيئاً عن "السوفيت"، أجل إن الكثير لا يعرف، أهم من نمط القياصرة، أولئك الذين قذفوا بقنابلهم منارة الأمام الرضا في خراسان؟ أم هم نمط آخر؟. هذا ما كنت أسمعه يتردد على ألسنة العوام، وتركز عليه دعاية الرجعية وتعبر عنه بهذه العبارة "المسقوف ضربوا منارة الأمام الرضا" ومسقوف تعني "موسكو" وهم يعلمون إن ذلك جرى أثناء العهد القيصري لا الاشتراكي. وكان هذا على ما أعتقد عام 1911 وما ذكرته في الحوار وجعلت تحته خطوط هو حديث دون تحريف، والقائلان من وجهاء الروحانيين وأتقيائهم رحمهم الله. المتكلم الأول هو "الشيخ محمد جواد الجزائري" وبعده عقب "الشيخ عبد الكريم الجزائري" وما كنت أعتقد إنه يفكر هكذا!
كانت الصحافة، والذين كان باستطاعتهم السفر إلى أوربا وحصلوا على بعض العلم عنها، تسمي بلادهم حين انتصرت فيها الاشتراكية "الستار الحديدي". وكان أذناب الاستعمار يضربون على أوتار لها وقع مؤثر في نفوس البسطاء. حين يسمعون إن نظام السوفيت لا يعترف بالملكية مطلقاً، وإنه يسلب الأموال ويجعلها للجميع. فيقول بعضهم: (هذا حسن). بينما يرد عليه أولئك: (ليت الأمر عند هذا الحدّ النساء أيضاً! كل شيء مباح للجميع!). وينهار السامع ويقول: (أعوذ بالله، أعوذ بالله، الفقر والجوع ولا هذا!).
فرحة لم تدم
فرحة لم تدم. ليتها ما كانت. كنت قلت لأبي علي "أخي حسين" مسبقاً إني أخشى أن أفقد حب أبي إن تأججت نار الفتنة، وقد تأججت. ولم تدم إقامتي مع أهلي أكثر من خمسة أشهر. الظاهر إن الأسباب تافهة. والواقع أن السبب الهام يكمن في صدر الأخت الوحيدة وكبيرتنا أيضاً.
أحياناً أجد نفسي مرغماً أن أعود إلى التشاؤم. أرى الحياة لغزاً في جميع صورها، ومظاهرها، وخفاياها. وأتذكر شوبنهاور، فأراه قد أصاب الحقيقة، ولكن هل أعطى الحل؟ يروى عن شوبنهاور قوله (نحن تعساء إذا تزوجنا، وتعساء إذا بقينا دون زواج) وقد سبق وذكرت ذلك
كم مرة خطبت أختنا. فوقف أبي حائلاً بآرائه التي لا يقرها دينه. يردهم جميعاً. لماذا؟! المرأة عورة سترها القبر! هذا ما كان يردده عن المرأة.
لماذا ترد الناس يا سيدي؟ أعذاره كثيرة: هذا رجل كثير الضيوف، وهم عائلة كبيرة. ومعنى هذا تصبح ابنتي خادمة لا تجد الراحة!؟ وهذا الثاني موسر، لا أملك شيئاً مثله، فكيف أقف عما تبتغي العادات من تقديم ما يجب مضافاً إلى ما يقدمون، وثالث فقير ستعيش بظله شقية. هكذا ظلت وأصبحت عانساً. كانت العادة أن يضيف أهل الفتاة إلى المهر الذي يقدمه أهل الفتى مالاً وحاجات وذهب وفضة، وهذا بالطبع مرهق ويجعل أهل الفتاة في حرج إذا ما خطبت من ذوي وجاهة.
هم يقولون إن الدين يرفض هذه الأساليب. غلاء المهور، البهرجة والمظاهر! ولكن من هو المسؤول؟ حين يرون زواج الفتاة هماً، وينسون إن ما ينتظرها من عنس هم أكبر. خلال مدة إقامتي في بيت أبي، فقدت كثيراً من حريتي وراحتي. أخواي يسرحان ويمرحان كيف يشاءان. ربما لا يأتيان مطلقاً إلى البيت في بعض الأيام. أما أنا فبخدمة الوالد الشيخ، عند الغداء وعند العشاء. أسامره حتى يحين موعد نومه، وهو يكره النوم مبكراً. أنا أقوم بكل ما يلزم، من استقبال زائريه، وضيوفه، وسائر شؤونه.
لم أجد الفرصة لملاعبة طفليّ. آوي ليلاً إلى فراشي، بعد أن تستسلم أمهما إلى النوم بعد تعب في خدمة البيت، ولها الحصة الكبرى منها. وتطورت الأمور إلى أسوأ ما كان متوقعاً. لم ينجح أخي في حل المشاكل لأنها كانت تافهة. وأبي وقف إلى جانب الأخت. صاح بوجه أخي: "هذا بيتي، لا تحكموني فيه!".
وأخيراً دعاني صباح يوم: أجلس.
- نعم؟
- أتريد رضا الله؟ أن رضا الله برضا الوالدين. زوجتك إذا طلبت منك شيئاً. قل لها، تلك أمي، تلك أختي. وليكن مكانها المطبخ!؟
كان ردي حاسماً. فهذا ظلم مهين. أيجيز لنفسه أن تتعدد زوجاته، ويحرمني من واحدة؟ وماذا وكيف سينشأ أطفالي إن وجدوا أمهم –للمطبخ- وبشكل مذل! أسينشأون نشأة الأحرار؟ إن كان حقاً هذا رضا الله ....، فلكم أيها الآباء الله هذا فأعملوا ما يرضيه، أما أنا......
ونهضت ودبرت أمر إيجار بيت انتقلت إليه بنفس اليوم .... هذا هو الحل. لابد أن تعود المياه إلى مجاريها –كما يقولون- فلن تدوم هذه القطيعة التي حصلت.
يتبـــــــــــــــع
القسم الثاني (الدرب الطـــــويل) من (ذكريات معلم)
ألناشر
محمد علي الشبيبي



#محمد_علي_الشبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1-معلم في القرية/ 21
- 1- معلم في القرية/ 20
- 1- معلم في القرية/ 19
- الحوار المتمدن تميز وتطور مستمر
- معلم في القرية/ 18
- 1- معلم في القرية/ 15
- معلم في القرية/ 17
- 1- معلم في القرية/ 16
- استفسار واتهام حول القطع الأثرية
- معلم في القرية/ 14
- معلم في القرية/ 13
- معلم في القرية/ 12
- معلم في القرية/ 11
- معلم في القرية/ 10
- معلم في القرية/ 9
- معلم في القرية/ 8
- معلم في القرية /7
- معلم في القرية /6
- معلم في القرية /5
- معلم في القرية /4


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد علي الشبيبي - 1- معلم في القرية/ 22