أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راندا شوقى الحمامصى - ( محكمة الأديان )















المزيد.....

( محكمة الأديان )


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3172 - 2010 / 11 / 1 - 20:31
المحور: الادب والفن
    


هذه مسرحية قصيرة توضح في إيجاز كم يعاني العالم الحالي من مشكلات وخلافات، بعد أن انقسمت الأديان إلى شيع وفرق وأحزاب تنافرت وتحاربت مع بعضها البعض مما اضعف صورة الدين الوضاءة وطمس ملامح تعاليمه المشرقة من أفق سماء المشيئة الإلهية وكان لابد من منقذ للبشرية يخلصها ويقودها مرة أخرى للطريق الحق. وشكلت الإدارة الإلهية محكمة السماء لتنظر في شكوى أهل الأرض وصريخهم من تأجج نيران الظلم والنفاق وضنك الحياة وما أصابهم من فقر وجهل وحيرة وخوف واضطراب زادت من آلامهم، ولنرى ماذا يكون حكم السماء.

الفصل الأول

يرفع الستار عن قاعة محكمة بها منصة القضاء وممثلي الأديان، ويدخل قاعة المحكمة ثلاثة قضاة يأخذون أماكنهم.

رئيس المحكمة:
بسم الله نفتتح جلستنا الأولى للنظر في شكوى أهل الأرض التي يطلبون فيها إنقاذهم من الهلاك ورفع الظلم عنهم وتوجيه الأرض المعذبة للطريق القويم في ظل راية يكللها العدل والحق ويقبلها الجميع.
وليتفضل الادعاء العام العالمي في تقديم القضية.

ممثل الادعاء العالمي:
يا حضرات القضاة الموقرين أعضاء هيئة المحكمة العليا -إن- الادعاء العام العالمي يتقدم لهيئتكم الموقرة بالمتهمين الذين يمثلون الأديان الحالية مقبوضا عليهم بتهمة إشعالهم العالم بالخلافات رغم مخالفة ذلك لأديانهم العظيمة وذلك بوضعهم مبادئ قدموها للعالم باسم الأديان، ولقد كانت تجارتهم وزعمهم باطل لما حواه بدليل إننا استطعنا في آخر لحظة أن نوقف انفجارا في العالم كاد يشعل العالم نارا ويودي بالبشرية إلى حرب عالمية ودمار تام أحس به الجميع وأصبح سكان العالم في فزع يومي لهذا التهديد المستمر بحرب عالمية مدمرة وإفناء للبشرية، وزاد الكارثة سوءا اختلاف أصحاب الأديان وتفرقهم شيعا وضاعت الحقيقة في زحمة هذا الاختلاف ولم تعد الأديان في حالة تسمع لها بان تسود العالم وتزيل الخلاف بسبب انحراف معتنقيها وإتباع أكثرهم لفروع متناحرة، ولم يعد العالم يقبل باليهودية كدين عالمي، وكذلك لا يقبل العالم بالمسيحية كدين عالمي، وأيضا لا يرضى بان يصبح الإسلام دين عالمي، وأصاب العالم الشلل في كل أموره ولم تعد الشرائع أو القوانين المستمدة منها بقادرة على تخليص البشرية من هول ما تعانيه والأخطار المحدقة بها نظرا لما تحتويه هذه القوانين المستمدة من تعصبات مختلفة وتفرقة لا يقبلها غير المؤمنين بها كرها أن لم يستطيعوا منها هربا، لذا نطالب هيئة المحكمة بالبحث التحري عن حقيقة الموضوع والنظر بعين العطف لأهل الأرض المعذبين بمبادئ متناحرة وفقنا الله لحكم فيه راحة البشرية ونجاتها واطمئنانها في ظل المحبة والسلام العالمي وهو الأمل المنشود.

اليهودية: -
يا حضرات القضاة الكرام أنا ممثل اليهودية (شعب الله المختار) وممثل أفضل الأديان واعظمها، منذ عرف الإنسان الأرض وخلق الله عليها آدم الأول، تعاليمي حب وسلام ومحبة لا تتغير مهما طال الزمن لأن موسى عليه السلام قال في التوراة في سفر التثنية 32 :
( ارفع إلى السماء يداي وأقول حي أنا إلى الأبد)
لذا كانت ديانتنا ديانة العالم من الأول للآخر وما سواها لا نؤمن له .

المسيحية:-
كلام مثل هذا لا يقبل منا ، تعاليم موسى حقا تعاليم سلام ومحبة إنما فيها قصاص أيضا، فقال ( العين بالعين) بينما نادى المسيح له المجد بقوله ( من لطمك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر) وقال ( حبوا أعدائكم، باركوا لأعينكم، أحسنوا لمبغضيكم، وصلوا من اجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم) .
ودعا العالم إلى السلام العام الكامل والوداعة والرحمة في كل تعاليمه وكانت تعاليمه أحسن تعاليم وأفضل مبادئ لا تتغير مها طال الزمن فقد قال وقوله الحق في إنجيل متى 24 ( الحق أقول لكم الأرض والسماء تزولان ولكن كلامي لا يزول أبدا )
لذا فإن ديانتنا المسيحية في نظرنا هي الديانة المثالية للعالم، تكفل السلام والأمن لسكان العالم ولكن عدم إيمان العالم كله بها سبب الكارثة التي يعيش فيها الآن.

الإسلام :-
حضرات أعضاء المحكمة الموقرين سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، أن ما قالاه زملائي يحتاج لتصحيح، فمن وجهة نظرنا أن اليهودية والمسيحية لم تأت بدعوة سلام شاملة وشريعة تصلح لأن تكون خاتمة الشرائع بقول السيد المسيح عليه السلام في إنجيل متّى ص 10 آية 24-25 ( لا تحسبوا أني جئت لأترك لكم سلاما ً بل نارا ) وفي إنجيل آخر ( بل انقساما ) بالإضافة إلى أن تعاليم السيد المسيح نرى فيها الكثير من الوداعة التي لو حققناها لدام استعمار أراضينا، بينما علا صوت الاسلام بالحق والرحمة للعالم كله بقوله الكريم في الذكر الحكيم ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وكانت حقا رسالة الإسلام أحق بان تكون خاتمة الرسالات بقوله تعالى في سورة الأحزاب آية 40 ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما ) وفي سورة المائدة آية 3 (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا وفي سورة آل عمران آية - 19 (أن الدين عند الله الإسلام ) وفي سورة آل عمران آية 85 ( ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ولكن العالم نبذ هذه الرحمة خلفه وسعى لهلاكه رغما عنا ولذا كان خرابه بيده لا بأيدينا، ولقد حاولنا نشر الإسلام في كل بقاع الأرض ولكن رفضوا الدعوة، فماذا نفعل أمام هذا الإعراض عن ديننا الحنيف.

المحكمة:
هل للادعاء العام العالمي تعليق على ما جاء بأقوال ممثلي الأديان العالمية الثلاث ( اليهودية – المسيحية – الإسلام ) ؟

ممثل الادعاء العالمي:-
نعم ، فان هذه الأديان مع عظمة قدرها وسمو مبادئها قد فشلت عمليا في إصلاح العالم لسبب أو لآخر، فسكان العالم من أصحاب هذه الرسالات السماوية العظيمة يؤدون شعائرهم في تعصب يصعب معه إعطاء الآخرين حقوقهم أيضا في مساواة وعدل، كما أن إتباع كل دين منهم انقسموا لشيع وفرق وأحزاب سياسية زادت من تناوؤهم ومن محاربة بعضهم البعض وأغلقوا بسبب خلافاتهم الممالك بعضها في وجه بعض، بل الحقيقة أن بعضهم حارب نفسه سنوات طويلة كما حارب الآخرين فكيف بالله يدعي أي منهم استطاعته إصلاح العالم وحل مشاكله وهو غير قادر ظاهرا وباطنا على حل مشاكله بنفسه وخرابه يسعى في كل يوم بين يديه وكتب التاريخ القديم والمعاصر تشهد بذلك ، لذا فالعالم يصرخ طالبا الحياة بعيدا عن التعصب والفهم الخطأ في ظل التجديد لأحكام المعاملات والمساواة والمحبة والسلام العالمي.

المحكمة:
بعد أن استمعت هيئة المحكمة لما جاء بأقوال ممثلي الأديان العالمية ( اليهودية والمسيحية والإسلام ) استمعت كذلك لكلمة المدعي العام العالمي تنظر للموضوع بالبحث والتحري، وترفع الجلسة للبحث ( 100 ) مئة عام بزمن سكان الأرض .

الفـصــل الـثــانــي

المحكمة تفتح الجلسة:
يعلو صوت ضجيج وصريخ بالخارج وتدخل امرأة ملطخة ثيابها بالدم يحيط بها الناس ويمسك بها رجال الشرطة في قوة وعنف ويعلن المدعى العام العالمي أن قوات الشرطة قبضت في فجر هذا الليل المظلم على متهمة أخرى اسمها البهائية بمبادئ جديدة تزيد اختلاف العالم اختلافا وناره نارا – نقدمها في آخر لحظة لهيئة المحكمة .

المحكمة:
من أنت ومن لطخ ثوبك بالدماء وقطع أوصالك وفرق أركانك ؟
أنا البهائية ديانة العالم الجديدة النازلة من السماء والناطق بها بهاء الله الذي أعلن دعوته في عام 1863 ميلادية حسب الوعود المقدسة بالكتب الإلهية جميعها وقد هجم علي المعتدين الراغبين في العدوان الراضين للظلم فقطعوا أوصالي وأسالوا دمائي قاصدين موتى لكن الله حفظني لأمثل أمامكم لتشاهدوا يا قضاة العالم مظلوميتى وتحكموا ببرائتى مما اتهموني به ولقد سمعت ما جاء بقول زملائي في المظلومية اليهودية والمسيحية والإسلام وأقول أن الأديان جميعها هبة ورحمة من الله للعالم وكل أصحاب شريعة سماوية في زمنهم هم شعب الله المختار فاليهود زمن موسى عليه السلام كانوا شعب الله المختار ، والمسيحيون زمن عيسى عليه السلام كانوا هم شعب الله المختار والمسلمون زمن محمد ص أصبحوا هم شعب الله المختار الآن رسالة البهائية المختارة لشعب الله المختار .


المحكمة:
وماذا عن أزلية شريعتهم ؟

البهائية:
ادعاء كل من اليهودية والمسيحية والإسلام بان ديانة كل منهم أزلية بما ذكروه من آيات من واقع كتبهم المقدسة غير سليم ، فإنني أوضح أن لاشيء أزلي غير كلمة الله الروحية، أس أساس الأديان وهي المتعلقة بالأخلاقيات فلا تغيير لها من زمن موسى للآن متمثلة في الوصايا العشر فلا نبي أو رسول بعد موسى عليه السلام أباح القتل أو السرقة أو الزنا، ولكن التغيير كان بالتشريع الذي يتعلق بحكم المعاملات والجسمانيات والذي يتغير بمجيء كل رسول كريم وذلك مثل أحكام الصوم والصلاة والزواج والطلاق ودفن الميت والقصاص عن القتل والضرب والسرقة والجروح وهذه تتغير وتنسخ عند ظهور كل رسول لأن هذه الأحكام لابد من تغييرها حسب مقتضيات الزمن (وقد أوضح ذلك حضرة عبد البهاء في المفاوضات).
وان اعتقاد كل امة بختم رسالتها ورسولها أمر لا أساس له من الفهم الصحيح ويكفي أن نشير لما جاء بالقران الكريم في سورة الجن آية-7 (أنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا ). وكذلك قوله الكريم ( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب).
أليس هذا يوضح ما اختلفوا فيه ؟ إن أتباع كل ديانة اعتقدوا بان رسالتهم أبدية وان رسولهم آخر الرسل، ولذلك اختلف اليهود مع النصارى واختلف النصارى مع اليهود وأوضح القرآن الكريم في سورة البقرة آية 113 (وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا يختلفون ).

المحكمة:
ومتى يكون يوم القيامة من وجهة نظر البهائية حتى يحكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون؟



البهائية:-
أن القيامة في المفهوم البهائي هي قيامة رسول جديد بدعوة جديدة وفي هذا العصر كان ظهور حضرة بهاء الله برسالة هو القيامة ويتضح المعنى أيضا في قول المسيح ( أنا هو القيامة والمجد والحياة ).

يا حضرات القضاة :
لقد انتظر ظهوري جميع الأمم حسب وعود كتبهم المقدسة ، وعندما أعلن أمري قام على أعداء الحياة والسلام والحب فظلموا ربي بجحود رسالته وظلموا رسالته النوراء لخير العالم بإعراضهم عنها وليتهم اكتفوا بذلك فهم أحرار بالقبول أو الرفض لكنهم ذبحوا وشردوا كل من نادى من أتباعي بحياتي وحياة العالم .

المحكمة:
هل من الممكن أن تذكري لنا بعضا من مبادئ وتعاليم دينك ليتعرف عليه أهل الأرض ؟

البهائية :-
أن تعاليمي السلام والمحبة لعموم البشر ووحدة العالم الإنساني ومساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات وفي جميع المجالات لتخرج المرأة من عبودية آلاف السنين ومبادئي العظيمة مدونة مشهورة يحتاج إليها فعلا هذا العالم المتمرد، وها أنا ذا ماثلة أمامكم أمد يدي والجراح في كل جزء من جسدي يسيل دمي فداء لمن ذبحوني غافرة لهم ذنوبهم، وفي نفس الوقت داعية الله أن نعيش سويا في ظل المحبة تاركين النزاع والجدال والتعصب بكل ألوانه وفي ظل حياة يسودها العدل والحق والسلام العالمي. ولست يا حضرات القضاة مثيرة للفتن والثورات فانا وديعة أناشد العالم جميعه روح المحبة والتسامح وليس في مبادئي ما يدينني بذلك.
حقا انه قد قبض على في فجر هذا الليل المظلم، وفعلا إنني في فجر حياتي بعد أن بعثت في ليل مظلم بسوء الأفكار والظلم والكفر والإلحاد في الكثير من البلدان، ولعل فجري يضيء صبحا ويصير ظهرا واضح النور والمعالم.


المحكمة :
وماذا تطلبين وأنت مقطعة الأوصال ؟

البهائية :-
إنني وأنا مقطعة الأوصال مذبوحة تروي دمائي أراضي العالم، أغفر لجميع المخطئين أخطائهم وأناشدهم أن يتركوا أسلوب العنف والتعصب وينشروا السلام في ظل رائد السلام والمحبة بهاء الله الأعظم وإني رهن إشارة السماء لأنني من السماء وإلى السماء أحتكم.

المحكمة: هل للادعاء العام العالمي تعقيبا على ما ذكرته البهائية ؟

الادعاء العام العالمي :-
يا حضرات القضاة إننا لم نرى من البهائية سلام ولا محبة ولا عدل حتى الآن، فمبادئها مرت عليها أكثر من (100) عام ومازلنا نعيش في ليل مظلم وحروب ودماء وهلاك، ولم تستطع هي الأخرى أن تحقق سلاما ولا عدلا بين عموم البشر لذا فأنا أطالب بمحاكمتها أيضا على أنها أثارت ضجيجا دون إيجابيات واضحة.


البهائية :-
مهلا، مهلا أيها العالم ومن يمثله، إنك أخطأت الرأي فلست أنا الذي فشلت في تحقيق مبادئ الخير والسلام والمحبة فهي أمل جميع البشر ولكن المعاندين والمكابرين والمتعصبين والرافضين لم يقبلوا أن يمنحوا الفرصة لمبادئي لتنتشر كمبادئهم، ولآثاري وثماري من أن تنضج، بل قضى أعداء الحياة على صوتي ومزقوا أوصالي وأركاني وهدموا معابدي وشتتوا شمل أصحابي وأحبائي ولكن من مجتمعي البهائي الصغير العدد تشهد فيه اجتماع الأسود والأبيض دون تفرقه واجتماع الشرق والغرب فى محبه وسلام وعدل تزول فيه الطبقيات والعبودية وتسوده روح المودة والحرية وينعم بسلامة الروح والقلب والنفس.


المحكمة: ولماذا تأخر انتشار مبادئك ولم تنتشر كما انتشرت مبادئ الأديان الأخرى ؟
البهائية :-
المعروف أن الديانة المسيحية مكثت أكثر من ثلاثمائة عام حتى انتشرت سنة 390 ميلادية على يد قسطنطيني الأكبر بعد إيمانه بها وكذلك الديانة الإسلامية مكثت حوالي 500 عام حتى دانت لها دول العالم القديم، فلا تلوموني في مائة عام أو أكثر قليلا وقد استطعت خلالها من الحصول على صوت في الأمم المتحدة من ضمن المنظمات غير السياسية وطبعت كتبي بأكثر من 360 لغة في العالم وزاد معتنقي رسالتي عن السبعة ملايين في العالم وأصبح اسمي معروفا بين دول الشرق والغرب وأحبائي مشهودا لهم بحسن الخلق في جميع أقطار العالم ولم تثبت على أي من أتباعي أية تهمة تمس مبادئ الأخلاق الكريمة والمثل العليا والوفاء للأرض التي يعمل عليها.

المحكمة:
ما هو موقفك من الإسلام ؟

البهائية :-
اسمعوا معي قول البهاء في مناجاته لتعرفوا حقيقة موقفي منه ( هو الله تعالى شأنه العظمة والاقتدار، أشكوا بثي وحزني إلى الله مالك الأنام قد انقلبت الأمور واضطربت البلدان وضعف بها الإسلام، وقد أحاطه الأعداء وهو محاط ينبغي لذلك الحزب أن يدعوا الله في الصباح والمساء ويسألوه بأن يؤيد المسلمين كافة على ما يحب ويرضى ويرفعهم بأمره وسلطانه ويعرفهم ما يحب ويرضى ويرفعهم بأمره وسلطانه ويعرفهم ما يعلوا به مقاماتهم وأن يبدل ذلهم بالعز وفقرهم بالغناء وخرابهم بالعمار واضطرابهم بالاطمئنان وخوفهم بالأمن والأمان وانه هو الرحمن لا إله إلا هو المشفق الكريم).

المحكمة:
وما هو موقف مبادئك من بقية الأديان والشرائع السماوية؟

البهائية:-
موقفي يظهر في قول حضرة بهاء الله ( عاشروا جميع الأديان بالروح والريحان).

المحكمة:
ترفع الجلسة للتحري والحكم.


الـفـصـل الثـــالــــث

المحكمة:
بعد أن استمعت المحكمة لدفاع كل طرف من أطراف النزاع ( اليهودية – المسيحية – الإسلام – البهائية )
واطلعت على ما حدث للعالم من دمار وخراب وما ينتظره من آلام وبلاء إذا استمرت هذه الأحوال وبعد البحث والتحري والفحص الدقيق:
رأت أن إتباع الديانات العظيمة كاليهودية والمسيحية والإسلام قد أساءوا بمفهومهم الخاص إلى جلال دياناتهم واعتقدوا خطأ بأبدية شرائعهم وأصروا في دعواهم على ذلك رغم ما تنصحهم به أديانهم العظيمة من وجوب التحري عن الحقيقة مما ألحق بالبشرية أضراراً ومتاعب عظيمة كانت بسبب تعصبهم وبعدهم عن مفهوم كتابهم المحكم المبين وبعد أن استمعت المحكمة لصراخ العالم وعويل نساءه الثكلى والموجوعين ورأت اليتامى بالأبواب والمصابين بالفزع العظيم كما شاهدت ارتال المجانين والصرعى والجرحى نتيجة الحروب التي دمرت أركان العالم وهددت الأمل في بقاء الإنسان على وجه الأرض، نرى أن دعوة السلام والمحبة وعدم التعصب الديني التي أتت بها البهائية هي المنقذة للبشرية من انهيارها الحالي وخصوصا وقد حرمت مبادئها الحرب على إتباعها وحمل السلاح ودعت إلى نشر دعوتها بالعقل والعلم والبيان الواضح دون إكراه والى معاشرة أهل أديان العالم المختلفة بكل روح وريحان دون تمييز وتفضيل والنظر فقط لسعادة العالم وسلامه العالمي الذي هو أمل الجميع ينشدون طريقه .
لذا حكمنا ببراءة البهائية مما نسب إليها ظلما من أخوانها في الإنسانية ومداواة جروحها وخلع ثيابها الملطخة بالدماء وإلباس العالم تاج السلام الأبدي.



(رفعت الجلسة)
من اعداد أ. فوزي مرعي



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَقَدُّمُ البشرية نحوَ حضرة بهاءُالله- 3
- تَقَدُّمُ البشرية نحوَ حضرة بهاءُالله- 2
- تَقَدُّمُ البشرية نحوَ حضرة بهاءُالله-1
- خطوات نحو الصلح الأعظم
- نغماتُ الرّوح
- الكمالات الروحانية-(1)
- في تفسيرالبسملة- بسم الله الرحمن الرحيم-(2)
- تفسير البسملة -تفسير بسم الله الرحمن الرحيم-(1)
- تفسير آية-(-ما کذب الفؤاد ما رأی-)
- الرجعة
- ليس لعالم الوجود بداية-مبدأ الإنسان
- اصحاب(أهل) الكهف
- آدم وحواء المعنى والمغزى -(2-3)
- آدم وحواء المعنى والمغزى (1-3)
- مقام الانسان ومكانته
- كاميليا زاخر الإنسانة
- نظم عالمي جديد
- حوار بين بهائي ومسيحي
- عن وحدة العالم
- عهد الله مع الإنسان


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راندا شوقى الحمامصى - ( محكمة الأديان )