أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - تفسير آية-(-ما کذب الفؤاد ما رأی-)














المزيد.....

تفسير آية-(-ما کذب الفؤاد ما رأی-)


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3137 - 2010 / 9 / 27 - 15:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الآية المبارکة الّتی نزلت فی الفرقان بصحيح القرآن قوله تعالی "ما کذب الفؤاد ما رأی" لها سرّ مکنون و رمز مصون و حقيقة لامعة و شؤون جامعة و بيّنات واضحة و حجّة بالغة علی من فی الوجود من الرکع السجود و نحتاج فی بيان حقيقتها لبثّ تفاصيل من موازين الادراک عند القوم و شرحها و دحضها حتّی يظهر و يتحقّق بالعيان انّ الميزان الالهی هو الفؤاد و منبع الرشاد فاعلم بانّ عند القوم من جميع الطوائف أربعة موازين يزنون بها الحقائق و المعانی و المسائل الالهيّة و کلّها ناقصة لا تروی الغليل و لا تشفی العليل. و لنذکر کلّ واحدة منها و نبيّن نقصه و عدم صدقه فأوّل الموازين ميزان الحسّ و هذا ميزان جمهور فلاسفة الافرنج فی هذا العصر و يقولون بأنّه ميزان تامّ کامل فاذا حکم به بشیء فليس فيه شبهة و ارتياب. و الحال انّ دليل نقص هذا الميزان واضح کالشمس فی رابعة النهار
فانّک اذا نظرت الی السراب تراه ماء عذباً و شراب و اذا نظرت الی المرايا تری فيها صوراً تتيقّن بانّها محققّة الوجود و الحال انّها معدومة الحقيقة بل هی انعکاسات فی الزجاجات و اذا نظرت الی النقطة الجوّالة فی الظلمات ظننتها دائرة أو
خطّاً ممتدّاً و الحال انّها ليس لها وجود بل يتراءی للابصار و اذا نظرت الی السماء و نجومها الزاهرة رأيت انّها اجرام صغيرة و الحال انّ کلّ واحد منها توازی أمثال و اضعاف کرة الأرض بآلاف و تری الظلّ ساکناً و الحال انّه متحرّک و الشعاع مستمرّاً و الحال انّه منقطع و الأرض بسيطة مستوية و الحال انّها کرويّة. فاذا ثبت بانّ الحسّ الّذی هو القوّة الباصرة حال کونها أقوی القوی الحسّيّة ناقصة الميزان مختلّة البرهان فکيف يعتمد عليها فی عرفان الحقائق الالهيّة و الآثار الرحمانيّة و الشؤون الکونيّة و امّا الميزان الثانی الّذی اعتمد عليه أهل الاشراق و الحکماء المشّاؤن هو الميزان العقلی و هکذا سائر طوائف الفلاسفة الاولی فی القرون الأوّليّة و الوسطی و اعتمدوا عليه و قالوا ما حکم به العقل فهو الثابت الواضح المبرهن الّذی لا ريب فيه و لا شکّ و لا شبهة أصلاً و قطعاً. فهؤلاء الطوائف کلّهم اجمعون حال کونهم اعتمدوا علی الميزان العقلی قد اختلفوا فی جميع المسائل و تشتّت آرائهم فی کلّ الحقائق. فلو کان الميزان العقلی هو الميزان العادل الصادق المتين لما اختلفوا فی الحقائق و المسائل و ما تشتّتت آراء الأوائل و الأواخر. فبسبب اختلافهم و تباينهم ثبت انّ الميزان العقلی ليس بکامل فانّنا اذا تصوّرنا ميزاناً تامّاً لو وزنت مائة ألف نسمة ثقلاً لاتّفقوا فی الکميّة فعدم اتّفاقهم برهان کاف واف علی اختلال الميزان العقلی ثالثة الميزان النقلی و هذا أيضاً مختلّ فلا يقدر الانسان ان يعتمد عليه لانّ العقل هو المدرک للنقل و موزن ميزانه. فاذا کان الاصل ميزان العقل مختلّاً فکيف يمکن ان موزونه النقلی يوافق الحقيقة و يفيد اليقين و انّ هذا أمر واضح مبين و أمّا الميزان الرابع فهو ميزان الالهام فالالهام هو عبارة عن خطورات قلبيّة و الوساوس الشيطانيّة هی أيضاً خطورات تتابع علی القلب من واردات نفسيّة. فاذا خطر بقلب أحد معنی من المعانی أو مسئلة من المسائل فمن أين يعلم انّها الهامات رحمانيّة فلعلّها وساوس شيطانيّة. فاذا ثبت بأنّ الموازين الموجودة بين القوم کلّها مختلّة يعتمد عليها فی الادراکات بل اضغاث أحلام و ظنون و أوهام لا يروی الظمآن و لا يغنی الطالب للعرفان و أمّا الميزان الحقيقی الالهی الّذی لا يختلّ أبداً و لا ينفکّ يدرک الحقائق الکلّيّة و المعانی العظيمة فهو ميزان الفؤاد الّذی ذکره اللّه فی الآية المبارکة لأنّه من تجلّيات سطوع أنوار الفيض الالهی و السرّ الرحمانی و الظهور الوجدانی و الرمز الربّانی و انّه لفيض قديم و نور مبين و جود عظيم. فاذا أنعم اللّه به علی أحد من أصفيائه
و أفاض علی الموقنين من احبّائه عند ذلک يصل الی المقام الّذی قال علی عليه السلام "لو کشف الغطاء ما ازددت يقيناً" لانّ النظر و الاستدلال فی غاية الدرجة من الضعف و الادراک فانّ النتيجة منوطة بمقتضيات الصغری و الکبری فمهما جعلت الصغری و الکبری ينتجّ منهما نتيجة لا يمکن الاعتماد عليها حيث اختلفت آراء الحکماء. فاذاً يا ايّها المتوجّه الی اللّه طهّر الفؤاد عن کلّ شؤون مانعة عن السداد فی حقيقة الرشاد و زن کلّ المسائل الالهيّة بهذا الميزان العادل الصادق العظيم الّذی بينّه اللّه فی القرآن الحکيم و النبأ العظيم لتشرب من عين اليقين و تتمتّع بحقّ اليقين و تهتدی الی الصراط المستقيم و تسلک فی المنهج
القويم و الحمد للّه ربّ العالمين (تفسير عبدالبهاء-من مكاتيب)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجعة
- ليس لعالم الوجود بداية-مبدأ الإنسان
- اصحاب(أهل) الكهف
- آدم وحواء المعنى والمغزى -(2-3)
- آدم وحواء المعنى والمغزى (1-3)
- مقام الانسان ومكانته
- كاميليا زاخر الإنسانة
- نظم عالمي جديد
- حوار بين بهائي ومسيحي
- عن وحدة العالم
- عهد الله مع الإنسان
- أي العقائد أفضل
- العهد والميثاق البهائيّ
- نظام بهاءالله العالميّ
- هل لله وجود؟!
- بعض من الجديد والفريد في العقيدة البهائية
- الشرع والمبدأ البهائي: إيجاد بُنى مؤسسية وقانونية للمساواة ب ...
- الطفلة – همٌّ مصيريّ
- القيم الدينية ومقاييس الفقر والرخاء
- حق التعليم


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - تفسير آية-(-ما کذب الفؤاد ما رأی-)