أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - غسان سالم - ثمة هاجس بالريبة والخوف في بلدتي..!














المزيد.....

ثمة هاجس بالريبة والخوف في بلدتي..!


غسان سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 23:14
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في البلدة التي اسكنها ثمة هاجس بالريبة والخوف، يرتسم على وجوه المارة التي تلهي نفسها بنظرات بعيدة نحو أفق تل (الساسي)، التي يرتمي عليها ثلاث مزارات لإتباع الديانة الايزيدية، هذا الهاجس يغوص عميقا في العقل الباطني لسكان بلدتي العتيقة عتق نينوى المدينة، والتي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عنا.
الشخوص (البعشيقية والبحزينية)* متلهية بالكثير من المواضيع، هي بالطبع خائفة من المصير المجهول الذي ينتظرها، حالها حال البلدات الايزيدية المرتمية على طرفي دجلة.
هم يشعرون لأول مرة بالعجز تجاه مصيرهم، كانوا دوما متفاعلين مع الأحداث السياسية، ليس لأنهم متعلمون فقط، بل هذه هي طبيعتهم، لكنهم لأول مرة في ذاكرتهم يجدون أنفسهم خارج اللعبة، أو ثمة أيدي ضخمة تحرك الأحداث التي يتلقونها بسلبية، وهذا يخيفهم ويضعهم أمام عجز يكرهونه، بالطبع هناك حراك من البعض، لكن هذا الحراك لم يصل حدا من التأثير، بحيث يُخرج أهل البلدة من هذا الجمود والسلبية التي وضعوا فيها قهريا دون إرادتهم، والتي كانت كما قلت تتفاعل مع الأحداث بايجابية دائما.
يرتبط خوف (البعشيقيين والبحزينيين) بأرزاقهم المصادرة بقرار سياسي! من كل الأطراف التي تظن إنها تمثلهم أو تعمل على تمثيلهم، نعم إنهم يزاولون العديد من الأعمال، وهناك عدد من المعامل، وحركة تجارية لا بأس بها، لكن اغلبهم يرتمي في أحضان الوظائف الحكومية، كونهم خريجو كليات ومعاهد، وهذه الوظائف ترتبط بشكل وبأخر بالأوضاع السياسية المحيطة بهم، حيث تعمل الجهات السياسية على مصادرة أرائهم كثمن لهذه الوظائف.
البعشيقيون والبحزينيون يدركون أنهم أكراد (أو هكذا يؤمن اغلبهم)، رغما أنهم لا يتحدثون اللغة الكردية، وترسخ هذا الإدراك نتيجة العوامل الثقافية ولاعتبار ديني، فهم يحكمون عقولهم بهذا الشأن، متجاوزين الممارسات الخاطئة الواقعة في بلدتهم، ورغما أن اللغة تقف حاجزا أمامهم، لكنهم يؤمنون أن الاستمرار بالعمل سيوصلهم لغاياتهم التي يحلمون بتحقيقها، ألا وهي الأمن والحقوق، فهم تجاوزوا في واجباتهم الحد المطلوب من زمن بعيد، ومع هذا يبقى خوفهم راسخا كون مصائرهم ما تزال ليست بأيديهم، وما تزال تلك الأيدي الضخمة تعبث بـ(حاضرهم ومستقبلهم) دون شعور بالمسؤولية.
يرغب البعشيقيون والبحزينيون بان يتم قبولهم كما هم، وليس كما يرغب (البعض أصحاب القرار!).

ملحوظة: (بعشيقة وبحزاني) بلدتين بوجه بلدة واحدة يقطنها أكثر من (25) ألف نسمة اغلبهم من أبناء الديانة الايزيدية.



#غسان_سالم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل شيء
- أوقفوا تصدير (شهادات لا قيمة لها..!!)
- قراءة في كتاب (الحرب والتغيير في السياسة العالمية)
- نأمل أن لا تكون (ثمار زينة)
- قراءة في كتاب (بؤس الديمقراطية - اشكاليات)
- الصورة ولعنة الإبداع.. بين إشكالية اللحظة والموقف الإنساني
- (العالم مسطح) دعوة لدخول القرن الواحد والعشرين
- اذهب وصوت
- قراءة في كتاب(التوتاليتارية)
- مرشحون (زينة!!)
- قراءة في كتاب (الأكراد وبناء الأمة)*
- لماذا السرية؟
- قراءة في كتاب (الاختيار)
- قراءة في كتاب بناء الدولة ل(فوكوياما)
- الايزيديون والبرلمان العراقي القادم
- قراءة في كتاب (الديمقراطية التوافقية مفهومها ونماذجها)
- تناقضات الإعلام العراقي في الأربعاء الدامي
- الايزيديون والشبك ضحايا الصراع والتطرف
- قراءة في كتاب (عام قضيته في العراق)
- المغلوب على أمره .. !


المزيد.....




- سوريا.. بيان من 10 دول عربية وتركيا يعدد 6 نقاط لدعم دمشق
- ما هو مخطط حكومة نتانياهو في سوريا ودور الدروز الإسرائيليين؟ ...
- رئيس الشاباك الأسبق يعلق لـCNN على ضربات إسرائيل بسوريا: دخل ...
- سوريا.. العشائر والقبائل العربية تشعل تفاعلا في السويداء.. م ...
- كارثة الطائرة الهندية: من هما الطيّاران اللذان كانا في قمرة ...
- لتحقيق الأمن المائي.. تونس تبحث عن حلول في الأرض والسماء
- دراسة لناسا: الحياة خارج الأرض دون ماء ممكنة
- ماكرون يدين -بأشد العبارات- القصف الإسرائيلي لكنيسة -العائلة ...
- القبور الوهمية.. مدافن إسرائيلية بلا موتى لطمس هوية القدس
- ابتكارات اضطرارية.. الغزيون يواجهون النقص بصناعة بدائلهم


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - غسان سالم - ثمة هاجس بالريبة والخوف في بلدتي..!