أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - غسان سالم - قراءة في كتاب بناء الدولة ل(فوكوياما)















المزيد.....

قراءة في كتاب بناء الدولة ل(فوكوياما)


غسان سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 3 - 11:04
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


إضعاف الدولة
سادت (التاتشيرية والريغانية) في الرؤية الغربية لبناء الدولة، منذ بدايات ثمانينيات القرن الماضي، وأصبحت تقود سياسات الغرب تجاه بقية دول العالم، وسعت هذه السياسة إلى تحجيم الدولة وإنهاء دورها الاقتصادي، من اجل شيوع آليات السوق الحر، وسطوة مؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والتي تتلخص بـ(دولة ضعيفة ومجتمع قوي).
حينها ظهر مصطلح العولمة كغاية تسعى لتحقيق سيادة نظام (اقتصادي، سياسي، فكري) واحد للعالم، لان وجود دولة قوية (قومية، فاشية، اشتراكية، دينية) يعد عائقا أمام انتشار (رأس المال) الباحث عن الاستثمارات الجديدة، وعن الأرض الخصبة للنمو. ولتحقيق ذلك عملت الرأسمالية وخاصة بعد انهيار جدار برلين وسقوط المعسكر الاشتراكي على محاور عدة لتحقيق هذا الهدف منها:
سياسي: وذلك من خلال الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن، الذي بواسطته يتم التدخل بالشؤون الداخلية للدول (المارقة أو الخارجة عن إرادة العم سام).
اقتصادي: عبر المنظمات الاقتصادية التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية وبدعوة من أمريكا كـ(البنك الدولي الذي يسيطر على التدفقات المالية بعيدة المدى، وصندوق النقد الدولي الذي يسيطر على السياسات النقدية، والمنظمة العالمية للتجارة التي تنظم التجارة العالمية) حيث من خلال هذه المؤسسات ينتهك حق السيادة للدول، هذا الحق الذي كان سائدا منذ بداية تشكل الدول القومية في أوربا.
وتسوق هذه الأهداف من خلال الإعلام ووسائل الاتصال التي تطورت بشكل كبير بعد النهضة التقنية في نهاية القرن العشرين.

بناء الدولة
يجادل ويحاجج (فوكوياما) في كتابه (بناء الدولة) القضايا هذه، ويؤكد أن الهدف هو بناء الدولة وليس تحجيمها ويعتبرها احد أهم قضايا المجتمع العالمي، نعم يعترف أن الدولة في القرن العشرين كانت أقوى بحيث تعتدي على جيرانها من الدول وعلى شعبها لكنه يرى أيضا أن الدولة الضعيفة أو الفاشلة تبقى مصدر أكثر مشاكل العالم خطورة، خاصة في القرن الواحد والعشرين، ويستند إلى مقولة أساسية (قوة مؤسسات الدولة أكثر أهمية من مدى وظائف الدولة).
إن إمكانية التحول إلى الديمقراطية بحسب رأي فوكوياما (يبقى اشكاليا) لانه يحرك القوة المكبوتة داخل الدولة للحصول على مكاسب (مساعدات حكومية) تقف عائقا أمام الإصلاح الاقتصادي ، الذي يأخذ مدى بعيدا، وهو بذلك سيحرق أي قوة سياسية تحاول إعادة الهيكلة والبناء، بسبب هذه الضغوطات، فالإرادة الشعبية تستمر بالضغط للحصول على دولة الرفاهية، وتحقيق هذه الإصلاحات يتطلب في المراحل الأولى أتباع التقشف، وتقليص الوظائف.
ويقول "بالرغم من معرفتنا الكثير عن شؤون بناء الدولة، فثمة الكثير مما لا نعرفه بعد، خصوصا حول كيفية نقل المؤسسات القوية إلى الدول الضعيفة النامية. إننا نعرف تماما كيفية تحويل الموارد المادية عبر الحدود الدولية، لكن نقل المؤسسات العامة التي تؤدي وظائفها على ما يرام يتطلب ذهنية معينة، ويعمل بطرائق معقدة تقاوم الانتقال من بيئة إلى أخرى، لذلك يتحتم علينا تركيز المزيد من الاهتمام والتفكير والبحث في هذا المجال" ويأتي كتابه ضمن هذا الجهد الذي من خلاله يؤسس لأفكار جريئة تتعارض مع ما هو سائد في السياسة الغربية التي كما ذكرنا سعت وتسعى إلى تحجيم دور الدولة.
ويعد هذا الكتاب (ضرب من المشاكسة والشذوذ عن المألوف) كما يقول فوكوياما، لأنه إبحار عكس التيار، لكن هذا هو فوكوياما، منظر غربي يغرد دائما خارج السرب، لكن ليس من اجل التفرد بل انطلاقا من معطيات التجربة الأمريكية خلال العقد الماضي، وقراءة جديدة لتاريخ الدولة ومؤسساتها، والأيدلوجيات التي تحركها.
وفي هذا الكتاب يؤشر فوكوياما خطا (الليبرتارية) في حملاتها للقضاء على الدولة وتحجيمها ويعده "خطأ جسيما لا بد من تصحيحه". يحدد فوكوياما فترة ما بعد (11/أيلول) مرحلة انقلاب ضرورية لبناء الدولة لان استمرار إضعاف الدولة سوف يقود إلى الكوارث والنكبات، فهو يرى ان نهاية الحرب الباردة أدى إلى ظهور (حزام من الدول الفاشلة والمضطربة، يمتد من أوربا إلى جنوب شرق أسيا) وتعتبر هذه الدول مصدر تهديد على النظام الدولي، كونها ارض خصبة للصراعات ويحدث فيها انتهاك صارخ لمبادئ حقوق الإنسان، وبيئات جيدة لنمو الإرهاب.
لذلك يؤكد على ضرورة بناء هذه الدول، وتقويتها وذلك عن طريق نقل المؤسسات الديمقراطية إليها، وليس فقط المشاريع الاقتصادية، التي تكبل هذه الدول بالالتزامات، ولا تحقق في المدى البعيد سوى مصالح الدول المانحة أو الشركات متعددة الجنسيات.
لقد تعلم الغرب كيفية نقل الأموال والبضائع لكنه عجز إلى الآن في نقل المؤسسات الديمقراطية وجعلها مستدامة في هذه الدول، التي تشكل الخطر على النظام الدولي.
فوكوياما وهنتغتون
طرح فوكوياما في كتابه (نهاية التاريخ والإنسان الأخير) الصادر 1989، والمثير للجدل، ان النظام (الرأسمالي واللبرالي) هو المرحلة الأخيرة للتاريخ، فقد انتصر هذا النظام على الاشتراكية، وهو يمثل نهاية التطور البشري، فالتاريخ عند فوكوياما يعني الصراع، وقد انتهى الصراع أخيرا بسقوط جدار برلين، وانهيار الاتحاد السوفيتي، ولا يقصد فوكوياما ان تواتر الأحداث قد توقف بل مستمر لكن هناك (شكل، نظام) واحد سائد، أما التحديات الأخرى (الإسلام، الكنفوشوسية) ما هي إلا زوابع في فنجان (سمو الفكر اللبرالي) الذي انتصر، وبانتصاره توقف التاريخ.
لكن في كتاب (بناء الدولة) لربما يشعر القارئ للوهلة الأولى ان فوكوياما يناقض أفكاره، أو انه يتراجع عنها، فهو يتحدث عن خطر الدولة الضعيفة، التي أصبحت اكبر تهديد للغرب، ولربما تعني كلمة (تهديد) وجود صراع وبالتالي ان التاريخ مايزال قائما؟ وخاصة إذا علمنا ان هذا التهديد يتنامى في (الحدود الدامية) التي تحدث عنها (صموئيل هنتغتون) كون اغلب هذه الدول (الفاشلة) تتواجد داخل هذا النطاق. هنا -بحسب ما أرى- ان فوكوياما يعتقد ان هذا التهديد لا يمثل ندا موازيا للحضارة الغربية (النظام الرأسمالي واللبرالي)، كما يرى (صامويل هنتنغتون) في كتابه (صدام الحضارات).

فرانسيس فوكوياما
كاتب ومفكر أمريكي من أصول يابانية، ولد في مدينة شيكاغو 1952، كان من أنشط منظري (المحافظين الجدد)، لكنه تخلى عنهم وتجاوزهم بأفكاره التي طرحها في كتابيه (أمريكا على مفترق الطرق، ما بعد المحافظين الجدد) وكتابه (بناء الدولة).
ومن كتبه أيضا (الانهيار أو التصدع العظيم) وكتاب (الثقة). خريج جامعة كورنيل (قسم الدراسات الكلاسيكية) وحاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة هافار.
عمل مستشارا في وزارة الخارجية ومارس التدريس الجامعي، ويعتبر فوكوياما من أهم المفكرين الأمريكيين الذين يؤثرون بشكل واضح في السياسة الأمريكية.

بناء الدولة
(النظام العالمي ومشكلة الحكم والإدارة في القرن الحادي والعشرين)
تأليف: فرانسيس فوكوياما
ترجمة: مجاب الإمام
الناشر: العبيكان للنشر 2007




#غسان_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الايزيديون والبرلمان العراقي القادم
- قراءة في كتاب (الديمقراطية التوافقية مفهومها ونماذجها)
- تناقضات الإعلام العراقي في الأربعاء الدامي
- الايزيديون والشبك ضحايا الصراع والتطرف
- قراءة في كتاب (عام قضيته في العراق)
- المغلوب على أمره .. !
- الانسحاب المشرف يشترط دولة مستقرة
- قراءة في كتاب (في قلب العاصفة)
- خلل يجب تجاوزه
- قراءة في كتاب (نهاية العراق)
- (الوطنيون الجدد) و دكتاتورية الأغلبية
- احتفاء
- سبعة ايام في ايران (3)
- سبعة ايام في ايران..(2)
- الهوية اولا
- سبعة ايام في ايران...(1)
- الايزيديون والخيار الصائب
- الوطن يجب ان يحقق فرص الرخاء لمواطنيه
- الحوامل ينقذن العراق
- للانثى الاولى مجد من آهات


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - غسان سالم - قراءة في كتاب بناء الدولة ل(فوكوياما)