أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وجيهة الحويدر - اثداء السعوديات ومدى اهميتها!!













المزيد.....

اثداء السعوديات ومدى اهميتها!!


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 3169 - 2010 / 10 / 29 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تظل السعودية ارض العجائب حقيقة، فما يجري فيها من تناقضات يفوق ما يتحمله العقل، ويتعدى ما تدركه الاحاسيس، آخرها الاهتمام بأثداء السعوديات بدون احداث اي تحسين على اوضاعهن.

دشنت في شهر اكتوبر 2010 حملة نشطة على مدار الساعة. فقد قام المسؤولين في الأمة السعودية من شرقها الى غربها ومن جنوبها الى شمالها على قدم وساق بحملة منظمة من اجل حماية اثداء النساء في السعودية من سرطان الثدي وتوعيتهن عنه، وكأن السعوديات اثداء بلا اجساد ولا ارواح ولا مشاعر.

تلك الحملة اُطلق عليها "وقفة نساء" كانت دعوة جميلة ومشرفة تبنتها وزارة الصحة السعودية، ودعمتها بعض الاميرات وسيدات في المجتمع، لنشر توعية شاملة عن مخاطر سرطان الثدي، حيث اعلن في السعودية عن تحطيم الرقم القياسي العالمي لأطول سلسلة بشرية "نسائية وردية" في العالم مكونة من اربعة الاف امرأة من سعوديات وغيرهن. احتشدن تلك النسوة بأوشحتهن الوردية في مجمع وزارة التربية والتعليم الرياضي بمدينة جدة وشكلن سلسلة بشرية وردية اللون، وهي الرمز العالمي لحملات التوعية من مخاطر سرطان الثدي. اقتصرت على النساء بسبب قانون حظر الاختلاط المعمول به في البلد.

حقيقة لا بد من تقديم الثناء والشكر على هذه الجهود الجبارة المبوذلة من اجل اثداء النساء السعوديات المعدمات من حقوقهن وكرامتهن. تظل تلك الحملة الرائعة خطوة مضيئة تنير بشكل ضئيل في سواد حالك يحيط بالسعوديات من كل حدب وصوب.

بعد انتهاء تلك الحملة وتفكيك السلسلة البشرية الوردية التوعوية، هل ياترى ستظهر غيرها من حملات من اجل امور تخص النساء في هذا البلد بنفس الدرجة من الاهمية؟

من المعروف واحد من اسباب الامراض السرطانية هو الحالة النفسية القلقة، والضغوط الخارجية والتوترات الدائمة بجانب عوامل كثيرة اخرى. حسب الاحصائية الرسمية ان سرطان الثدي يُعد من اكثر انواع الاورام السرطانية الخبيثة انتشارا في السعودية، حيث يصيب اكثر من ستة في المئة ممن يتعرضن للسرطان في البلاد.

كيف تـُقلل تلك النسبة المروعة؟؟ هل تكفي الشعارات والحملات والسلسلات الوردية؟؟ بالطبع هذه لها دور في التوعية ومكافحة المرض، ولكن ليس لها دور كبير فيما يجري للنساء من قهر واضطهاد قبل الاصابة بذلك المرض الخبيث.

ربما من المهم ان ننوه للمسؤولين عن الحملة ان النساء السعوديات لسن اثداء فقط، فهن كائنات بشرية يحتجن ما يحتاجه جميع البشر في العالم.

الآن كيف يكون للمرأة السعودية ثديين صحيين وهي معتلة نفسياً ومقهورة اجتماعياً وسياسياً؟ اليست الانثى السعودية انسانة قبل ان تكون انسانة بثديين؟؟ هل فكرن المشرفات على الحملة ان الامر يحتاج لمعالجة الكثير من القضايا الحقوقية من اجل حماية المرأة ككائن وليس من اجل حماية ثدييها فقط؟

فلننظر في بعض الحقوق الشرعية الاساسية المحرومة منها المرأة السعودية لكي تكتمل صورة اسباب الامراض التي تتعرض لها السعوديات بنسب تفوق نساء العالم الاخريات:

اين حقها كطفلة وكإمرأة في ان تمارس الرياضة كي تبني جسماً سليماً متعافياً؟

اين حقها في التعليم كي تدرس ما ترغب فيه لتبني مستقبلها؟

اين حقها في العمل كي تصبح عضواً فعالاً ومنتجاً في المجتمع وتستقل اقتصادياً؟

اين حقها في الزواج بمن تريده لكي تكون لها اسرة متحابة وتعيش حياة كريمة؟

اين حقها في التمتع بطفولتها من غير ان يُزج بها في زواجات تجارية من مسنين في عمر جدها؟؟

اين حقها في العلاج حين تتعرض لأي مرض ومنها سرطان الثدي وتحتاج لاجراء عملية جراحية؟

اين حقها في احتضان اطفالها في حالة انفصالها عن زوج متعسف وظالم؟

اين حقها في السكن حين تريد ان تستقل بذاتها سواء كانت عازبة او مطلقة او ارملة؟

اين حقها في الطلاق ودخول المحاكم بدون محرم يمثلها؟

اين حقها في دخول دائرة الاحوال المدنية والجوازات من اجل الحصول على اوراقها واراق اولادها الثبوتية؟

اين حقها في اعطاء ابناءها وزوجها الجنسية واحتضان بلدها لهم؟

اين حقها في تولي مناصب في مراكز القرار مثل مجلس الشورى ومجلس الوزراء والسفارات وغيرها؟

اين حقها في التحرك بحرية بسيارتها من اجل ان تقوم بشؤونها وشؤون اسرتها الخاصة؟

اين حقها في السفر مثلما كانت تفعل والدتها وجدتها قبل اصدار قانون التصريح من محرم؟

اين حقوقها الكاملة كراشدة وكمواطنة وكإنسانة ؟؟

ربما لم يكن ذلك كله او اي منه من اختصاص المشرفات على حملة "وقفة نساء"، وربما لم يجدن اي ربط بين ثديي المرأة وسلامتهما، وبين حياتها اليومية المزرية وصحتها النفسية. أو ربما لأن تلك الامور من الصعب التطرق اليها طالما ليس هناك رغبة حقيقية من القائمين على هذه الدولة لإحداث اي تغيير في اوضاع المرأة، لذلك لا داع لتضييع اي وقت او بذل اي مجهود فيها.

توجب القول طوبى لكن يا سعوديات، فقد ادرك المسؤلون في الحكومة ان اثدائكن اهم بكثير منكن. ستقوم جميع الجهات الحكومية المعنية بأمر اثدائكن وعلى رأسهم وزارة الصحة بالعمل ليل نهار على مكافحة سرطان الثدي واي مرض آخر قد يسبب لها اذى، فالحق لا بد ان يٌقال ان للسعوديين مواقف مشرفة في انقاذ الاثداء الجميلة، حتى في اشد الظروف التي عصفت بالأمة، فعلى حسب ما عُلم انه اُرسلت طائرة سعودية خاصة على وجه السرعة الى لبنان في حرب 2006 لإنقاذ ما يمكن انقاذه من الاثداء اليافعة، واهمها ثديي "هيفاء وهبي" المفعمان بالسليكون والاثارة. وبالتأكيد لن يتأخروا ابدا في حالة لو قامت حروب اخرى تهدد اثداء النساء الفاتنات.

تبقى التساؤلات تحوم في الأذهان بلا اجابة، الى متى سيظل حال المرأة السعودية هو اسوأ احوال نساء العالم؟ والى متى مطالبهن لا تعني المسؤوليين في هذا البلد ولا تهمهم؟؟ هل باتت حقوق السعوديات وحفظ كرامتهن اقل اهمية من اثـدائهن؟؟ ربما .. فكل المؤشرات تدل على ذلك......



#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل فتيات كردستان
- انا مخلف الشمري.. من سجن الدمام العام احلم بيوم وطني اكثر ان ...
- لن اذهب الى البحرين هذا العيد!
- الى متى ستستمر الاعتقالات التعسفية للحقوقيين في بلدان -الشيو ...
- وجيهة الحويدر تجوب العالم دفاعاً عن المرأة السعودية
- التوحش والتوحش المضاد في المجتمع السعودي (5)
- التوحش والتوحش المضاد في المجتمع السعودي (4)
- التوحش والتوحش المضاد في المجتمع السعودي (3)
- التوحش والتوحش المضاد في المجتمع السعودي (2)
- التوحش والتوحش المضاد في المجتمع السعودي (1)
- شهرزاد الافغان!
- السعودية ..اكبر سجن نساء في العالم!
- -أمرأة مسترجلة-
- لا تجعلوا الناس ينتظرون كثيرا للحصول على جرعة الموت او الذل!
- يسألونني...متى أكف عن المطالبة بحقوق المرأة السعودية؟
- أينما ...
- قمة العشرين بين الجياع الجدد والجياع القدامى!
- -لو عرضت علي الجنسية السعودية لقبلتها بسرور-
- -نعمل معا من أجل طفولة آمنة-!
- حين لا نحمل ما يكفي من الحب ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وجيهة الحويدر - اثداء السعوديات ومدى اهميتها!!