أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد اللطيف حصري - ام الفحم: مراجعة عامة عشية الترانسفير














المزيد.....

ام الفحم: مراجعة عامة عشية الترانسفير


عبد اللطيف حصري

الحوار المتمدن-العدد: 3169 - 2010 / 10 / 29 - 07:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


في كل مرة تحدث فيها مواجهات بين قوات الامن والمواطنين العرب، يساورني الشك ان بين الملثمين قد اندس بعض المزروعون لتخريب المظهر الحضاري للاحتجاج الشرعي، وبهدف جرجرة بعض الشباب والفتيان للاحتجاج بطريقة تسعى الشرطة الى دمغ كل الجماهير العربية بها، وهي الطريقة الانسب في نظر الشرطة لتشديد القمع واستعمال القوة المفرطة في قمع المتظاهرين.
احداث ام الفحم يوم الاربعاء المنصرم اثبتت ان للشرطة اليد الطولى في تاجيج مظاهر العنف خلال مثل هذه الاحداث، والا كيف يمكن تفسير استعمال وحدة المستعربين وتسللها الى داخل جمهور المتظاهرين؟ فقد رصدت محطات التلفزة المحلية والعالمية سلوك افراد هذه الوحدة ودورهم المباشر في اشعال فتيل المواجهات.
ان زرع وحدة المستعربين بين المتظاهرين يؤكد حقيقتين هامبن: اولا ان الشرطة غير بريئة من افتعال المواجهات والعنف، بل وسعت من خلال ذلك الى رفع ثمن هذه المواجهات الى مستويات جديدة وغير مسبوقة من البطش واستعمال القوة المفرطة من قبل اعداد كبيرة جدا من وحداتها الخاصة، مقابل عدد ضئيل نسبيا من المتظاهرين. وثانيا ان الشرطة ضربت بعرض الحائط استنتاجات لجنة اور والتي بحثت في احداث اكتوبر الفين، وما زالت ترى بالمواطنين العرب عدوا يجب التعامل معه بكل قسوة، وليس كمواطنين وجمهور يتوجب على الشرطة حمايته.
ففي رده على اسئلة الصحفيين في اعقاب المواجهات تهرب قائد لواء الشمال في الشرطة بذكاء، من سؤال حول استعمال وحدة المستعربين في قمع المتظاهرين، ولكن مثل هذا الذكاء انعدم تماما لدى افراد وحداته خلال المواجهة مع بضعة عشرات من المتظاهرين الذين احتجوا بشكل سلمي وشرعي ضد زمرة اليمين الفاشي، ولا يمكن وصف حشد الف وخمسمائة شرطي مدججين بالسلاح من اخمص قدمهم الى الراس بالذكاء، وهي في الواقع اقرب الى الهمجية والاستبداد منها الى أي شيء آخر.
انتقد البعض قرار البلدية بعدم اعلان الاضراب العام، وقد ذهب البعض الى وصف القرار بالتخاذل. لست هنا بصدد الدفاع عن قرار البلدية او نقده ولكن في نظرة الى الوراء، في اعتقادي كان القرار حكيما بما فيه الكفاية لتفويت الفرصة على قوات الامن والشرطة التي حشدت ما يكفي من القوات لاحتلال دولة صغيرة وليس فقط لقمع مظاهرة في ام الفحم.
لا اعلم ان كان المتظاهرون يدركون ان مارزل وزمرته الفاشية يأتون الى ام الفحم بتصريح من المحكمة العليا، لكن المؤكد ان الجمهور العربي يحترم المحكمة العليا والسلطة القضائية اكثر من دوائر كثيرة في المجتمع الاسرائيلي، وخاصة دوائر اليمين العنصري والاستيطاني، ولا اعتقد ان مظاهر الاحتجاج على هذه الزيارة غير المرحب بها، قد تطال من قريب او بعيد قرار المحكمة العليا بالسماح باجرائها، لكن حدة المواجهات وسلوك الشرطة العنيف يشير بما لايقبل الشك الى خلل وعيوب في قرار المحكمة العليا، وذلك لان المحكمة تجاهلت اهداف ونوايا الملتمسين، أي لم تنظر في نوايا اليمين الفاشي ودعواته لطرد المواطنين العرب، وكذلك تجاهلت نتائج احداث العام الماضي حبث عرّضت تلك الزيارة وما رافقها من عنف من قبل عناصر الشرطة، حياة المئات من مواطني ام الفحم للخطر.
في العام الماضي جاء الفاشيون الى ام الفحم تحت ذريعة وشعار "البناء غير المرخص في الوسط العربي"، ولم يلتفت احد الى هذه اليافطة لان درجة عنف الشرطة وبطشها فاقت حدود البحث في الزيارة واهدافها، ومن المهم تاكيد حقيقة ان تلك الزمرة تجيء من اكثر الاماكن مخالفة للقانون، واعني من المستوطنات والتي تقوم على اراض عربية محتلة تم سلبها من اصحابها العرب بقوة السلاح، ومؤسف ان تتعامل المحكمة العليا وكذلك الشرطة مع هذه المجموعة اللصوصية بمنطق التعامل مع فئات طبيعية في المجتمع.
وفي هذه السنة جائت نفس الزمرة تحت عنوان جديد وتحت شعار قد يستقطب بعض التعاطف في فئات اليمين الاسرائيلي، فقد نقشوا على مسيرتهم هذا العام "المطالبة باخراج الحركة الاسلامية خارج القانون"، ومرة اخرى من المؤسف ان تتعامل المحكمة العليا والشرطة مع هذه المجموعة بمطنق القانون، وهي المجموعة الاقل احتراما للقانون في اسرائيل، لا بل لا تخفي انها استمرار لحركة كهانا حي التي تم اخراجها الى خارج القانون في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي.
ان تجاهل الطبيعة اللصوصية والفاشية لهذه الزمرة التي يتزعمها المأفون بن آري ومساعده مارزل، يشير الى خلل جدي في النظام القيمي والاخلاقي للمجتمع الاسرائيلي، لكن دوس حق الجماهير العربية في الاحتجاج على تلك الممارسات الفاشية، ودفع آلاف عناصر الامن في مواجهة بضعة عشرات من المتظاهرين قد يشير الى ما هو ابعد من الخلل القيمي والاخلاقي، خاصة وان احداث ام الفحم تاتي في اعقاب تدريبات قوات الامن على اخلاء قرى عربية وطرد سكانها، واذا ما اصغينا جيدا الى الموسيقى في الخلفية، واعني سلسلة القوانين العنصرية التي تجد يسرا شديدا في تشريعها، فليس مستبعدا ان تكون احداث ام الفحم بمثابة مراجعة عامة لاحداث مستقبلية اوسع واعنف كمقدمة لترانسفير.



#عبد_اللطيف_حصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سباق مع الزمن اسرائيل تسعى لحسم قضية القدس
- هل تعد اسرائيل لعدوان جديد على لبنان؟
- ليبرمان بين اغراق غزة واحراق ام الفحم
- إحتضار حل الدولتين
- هل تهز هزة هاييتي ضمير الانسانية؟؟


المزيد.....




- -اكتفيت إلى هنا-.. دانا مارديني تعلن اعتزالها -كممثلة في مجا ...
- اليابان: رئيس الوزراء ينوي البقاء في منصبه بعد توقعات بهزيمة ...
- إسرائيل تأمر الفلسطينيين في وسط غزة بالتوجه جنوبًا.. ومنتدى ...
- -آليات لأعداء الأمة-.. ضاحي خلفان يحذر من مخاطر الميليشيات و ...
- أزمة السويداء: ما الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه في سوريا؟
- إذا اندلعت حرب جديدة مع إيران.. ما الجديد في حسابات تل أبيب؟ ...
- ألمانيا ودول أوربية أخرى تستعد لبدء محادثات جديدة مع إيران
- طواف فرنسا: البلجيكي تيم ويلينس بطلا للمرحلة الخامسة عشرة
- غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث
- دمشق تعلن تهدئة الأوضاع في السويداء وقلق أميركي من سياسات نت ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد اللطيف حصري - ام الفحم: مراجعة عامة عشية الترانسفير