أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - مقدمة كتاب المصالحة مع العقل














المزيد.....

مقدمة كتاب المصالحة مع العقل


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 21:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


توطئة
البحث المعرفي كأداة للتغيير والإصلاح ومنهج لسبر أغوار التقدم والتطور يقوم ببساطة شديدة على عنصرين: الباحث ومادته، العنصر الأول حي متحرك متقلب لا يهدأ، لايكل ولا يمل يطرق أبواب سماوات الحقيقة معتليا ناصية المعرفة يحمل أدواته وعدده، يطيل مقامه لدى مناجم العلم والمعرفة عله يستخرج من بواطنها طاقة أو جواهر أو مادة أولية تتحول لمنتج يقدم فائدة، يلبي حاجة، يضيف فكرة ثم ما يلبث ممتطيا راحلته متابعا مسيرة جديدة يفتح عبرها آفاق مبتكرة لإشكاليات قديمة مزمنة مازالت قيد الدراسة والتحليل عصية عن الحل. أماالعنصر الثاني أي مادة البحث فهي الأفكار والإنسان كقيمة فردية و اجتماعية. لقد تحدث ابن خلدون عن القوة المادية للأفكار، وفي تقديرنا فالإنسان أياً كان، ومهما علا أم دنا شأنه لا يتحرك أو ينفعل بالأحداث إلا انطلاقا من ثقافةٍ وتربيةٍ قارة في وعيه، تدفعه للتفاعل والعمل بإرادته، وفي أحايين كثيرة دون أن يدرك، فاللاوعي الكامن، والمُدرك المستقر في الوجدان والضمير والفكر، لهما أكبر الأثر في تحديد سلوك الإنسان ورسم مسار تفاعله وانفعاله. الثقافة الجمعية السائدة في أجزائها الحائزة على التقدير والاعتبار تمتلك قوة مؤثرة في صياغة القناعات والآراء الفردية والمجتمعية. وفقا لتصورنا ذاك نعتقد أن التغيير الأمثل ينطلق من تلك المنطقة تحديدا والبحث عن موجوداتها والكوامن المتشكلة فيها، وما أفرزته من رؤى جمعية تتحكم بانتماءات وقرارات ومواقف الجماعات والأفراد، وحتى لو بدى لنا للوهلة الأولى أو بنظرة متسرعة تغّير المزاج الجمعي تبعا لظروف سياسية أو طبيعية، إلا أن تلك الكوامن تبقى المؤثر الأول حتى لو توارت خلف بعض الظاهرات المؤقتة. لذلك نظن بأن النهضة ليست مجرد حركة عقلية تتنازع داخلها الأفكار والماديات فقط، بل هي كذلك حركة اجتماعية تفهم بصورة أفضل لدى تفحص ديناميات المؤسسات والقوى المادية والعلاقات الاجتماعية التي يفترض تضافرها معا أو حتى صراعها فيما بينها لتحقيق التغيير، والسيمياء المرتبطة بها – أي النهضة – هي العقل والعلم والحقوق الطبيعية والحرية والمساواة والتسامح والتطور والتقدم، ولا يصدق تحققها بتجاوز الفضيلة أو الاستهانة بالفضائل الاجتماعية.
إن دراستنا هذه استكمال لما سبقها من دراسات نشرناها، تندرج جميعها ضمن سياق هاجسه الإنسان ومجتمعه، وكانت ردود الأفعال عليها إيجابية ومشجعة، ما زاد في عزيمتنا وشد من أزرنا لمتابعة البحث والفحص والتقصي بغية تقديم مساهمة متواضعة في رواق النهضة المشغول بمتناقضات وتنازعات حالت دون استقراره، وتحوله لمقر ينتج فكرا وتجديدا يؤسس لعوامل النهضة المتعثرة.
انطلقنا في مقاربتنا من قاعدة تحميل الإصلاحيين والباحثين مسؤولية أكبر لتعثر مسيرة النهضة والإصلاح, فإلقاء اللوم بشكل دائم ومستمر على الثقافات السائدة وعلى صلابة ومتانة وتماسك النص الموروث، لم يعد محفزاً ولا مؤهلاً لعرض جوهر الأزمة النهضوية وتداعياتها. لا شك بأن تًشبع المدرك الجمعي للشعوب والمجتمعات العربية والإسلامية بالفكر السلفي، بنى عوائق نظرية ومؤسسية تحول دون تحقيق تقدم متواتر في مساعي الحداثة والتقدم والتطور، إلا أن ذلك ليس عذرا كافيا لتبرير تعثر أو فشل العمل أو التجربة النهضوية الإصلاحية التاريخية، بل نعتقد بضرورة إعادة النظر ومراجعة الخطط والمناهج المعتمدة من قبل المدارس التجديدية والإصلاحية.
عملية الاستنهاض طويلة وشاقة تسير وفق ميكانزم ( 1 ) خاص، مالم يتم التدقيق والتمحيص بذلك النظام، سيتابع مسيرته المتعرجة غير واضحة المعالم والأهداف، وسيتراكم منتج ذي مواصفات غير مؤهلة لحمل عبء التحول من ثقافة النقل والمشافهة إلى ثقافة النقد والبحث والتصحيح، وعلى الرغم من عدم وضوح قواعد وآليات الاستنهاض فإنه من الضروري لبلوغ الغاية السعي والمثابرة لجلاء قوانين النهضة والتقدم، وعدم الاكتفاء باستجرار الطروحات القديمة وتطبيقها على الحاضر.
سيكون النسق الناظم لبحثنا ملتزما مسار الإصلاح والتجديد يتبعة حيث سار ويلحقه حثيما دار، لذلك كانت اختيارات الأبحاث قريبة بل ملاصقة للنسق ومرتبطة به وفق اجتهاد رأينا من خلاله اقتران مواد محددة بجوهر الموضوع.
عدم وقوفنا طويلا عند علم التأويل ليس مرده ابتعاده عن النسق، بل هو من صلب الموضوع ومن أساسياته، إلا أنه علم قائم بذاته، ليس من الإنصاف المرور عليه مرور الكرام دون إطالة أو مكوث، وإيفاؤه حقه يعني إطالة مرهقة للقاريء، لهذا آثرنا ترك علم التأويل كونه يحتاج لدراسة خاصة، ولا يكفي ادراجه كفصل ضمن مجموعة من الأبحاث المتعلقة بمادة كتابنا ومسارات دراستنا.
هامش :
1 – ميكانزم : في علم الاجتماع هو آلية يهدف عبر منظومتها التوصل إلى نتيجة معينة عبر مجموعة من القواعد من خلال تفاعل عدد من العوامل.



#احسان_طالب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عند اللحظة الأخيرة
- تأصيل فضيلة التسامح
- في الطريق إلى العمرة
- من أنتم أيها السادة
- لا تقتلوه ثانية
- الهوس الديني دليل على فشل الإصلاح القسري
- التسامي فوق عقيدة التكفير
- إصلاحُ فقه النساء والأيديولوجيا الذكوريّة في النصّ الفقهي
- قضية الإنسان ومؤسسة الحوار المتمدن
- هاجر والكلب المريض
- التكوير
- حب أخضر
- سطوة الحزن
- تآزر الإعلام الرسمي والديني في مواجهة المرأة
- نقد المعارضة السورية
- تجديد وإصلاح المعارضة السورية *
- أرجوك لا تتوقف عن حبي
- حوار الثقافات مقابل حوار الأديان
- فتوى زواج الرضيعة تعيد الجدل من جديد
- في الانتظار !


المزيد.....




- المرشد الأعلى الإيراني يعين مسئولين سابقين في مجلس الدفاع ال ...
- على خلفية رفض تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي.. الزعيم الروحي لل ...
- قوات الاحتلال تعتقل 12 مواطنا من محافظة سلفيت
- أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى!
- أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى!
- عالم دين سني يطالب الأمة بالإستشهاد بطريقة الامام الحسين (ع) ...
- خبيرة دولية: الحوار بين الأديان أصبح أداة لتلميع صورة الأنظم ...
- رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا: الجزيرة صوت ال ...
- الاحتلال يبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر
- دمشق.. انطلاق مجالس سماع -موطأ الإمام مالك- بالجامع الأموي


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - مقدمة كتاب المصالحة مع العقل