أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهند حبيب السماوي - لم العجب ؟ قناة صفا انتجت قناة فدك !















المزيد.....

لم العجب ؟ قناة صفا انتجت قناة فدك !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3144 - 2010 / 10 / 4 - 12:20
المحور: الصحافة والاعلام
    


عندما تتماهى قاعدة السلوك الانساني " التطرف لايُنتج الا تطرفاً " مع القانون الفيزيائي الاساسي الذي ينص على ان" لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه " فان النتيجة المنطقية والمحصلة النهائية تكون بلا شك ظهور قناة فدك كرد فعل لمواجهة قناة صفا التي يُغرد كل منهما خارج سرب الاعتدال ويعزفان انغاما خارجة عن حدود التسامح وتخلو من العقلانية وتتجاوز مسارات الوسطية وتضرب، بالتالي، على اوتار الحانها سمجة وقبيحة لا تؤدي بنا الى المزيد من الكراهية والاحتقان الطائفي والتشرذم الوطني والتأزم المعرفي.
الشيخ ياسر الحبيب الذي اطلق قناة فدك، وهو اسم ذو رمزية معروفة لدى الشيعة، وقام بتقديم برامج ومحاضرات ورؤاه فيها، قد احدث، في 17 رمضان، وفي ذكرى وفاة أم المؤمين عائشة، عاصفة من الانتقادات بل والشتائم أثر تعرضه للسيدة عائشة بفاحش القول ووصفه لها باوصاف صدمت الكثير في العالم الاسلامي، ولهذا تم سحب الجنسية الكويتية منه جراء هذا التطاول لأمرأة يعتبرها الكثير رمزا لاتطاله الشبهات ولاتحوم حوله الشكوك.
ياسر بدوره، وبعد سحب الجنسية عنه، أطلق قناة فدك الفضائية التي لم تستمر الا اياما قليلة بعد ان تم ايقافها ومنع استمرار بثها على قمر نور سات البحريني أثر الكلام الجارح والمُهين الذي اطلقه الشيخ ياسر بحق الصحابة والسيدة عائشة في برامجه التي قدمها في قناته والتي احدثت ضجة وحالة من العصف الطائفي في العالم الاسلامي. ولكن قناته الفضائية لم تتوقف في اقمار أخرى حيث ظلت مستمرة في بثها على القمر يورو بيرد 9.
الكلام الذي ذكره الشيخ ياسر ومادار حوله من تصريحات تتعلق بالموضوع من قبل مشايخ السنة على الخصوص وكيفية ردة فعل الاعلام العربي ومن يسيطر عليه، يكشف عن وجود ازدواجية في التعامل مع القضايا الطائفية في العالم العربي " السني " بامتياز ! . نقولها هكذا من غير ان نتردد ولانجامل امام الحقيقة الطائفية في الوطن العربي الموبوء بمئات الامراض والمشكلات والافات وعلى مختلف الصعد والمستويات .
نعم كان هنالك رفض شيعي لماقاله ياسر بل ان فتوى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي كانت واضحة، اذ حرّم الإساءة الى السيدة عائشة أو النيل من الرموز الإسلامية لأهل السنة والجماعة، وقال " يحرم النيل من رموز إخواننا السنة فضلاً عن اتهام زوجة النبي بما يخل بشرفها بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء وخصوصاً سيدهم الرسول الأعظم ".
لكن مانراه من ردود فعل عربية واسلامية سنية تجاه ماقاله ياسر تتسم بالازدواجية المطلقة بشكل يدعو للاسى والتحسر بحيث يسوّغ لنا ان نصف تعاملهم بانه طائفي واحادي الجانب فهؤلاء سكتوا عما كانت تقوم به قناتي صفا ووصال من تحريض، وماكنت تثيره من نعرات طائفية ضد الشيعة من خلال برامجها التي تعرضها وتسّوق لها نهارا جهارا ، فضلا عن الاستهزاء والتهكم بعقائدم وافكارهم التي يتبنونها، ولو كان الاعلام العربي موضوعي وهمه الحقيقي وحدة الامة لتعامل مع اي قناة تحرّض على الطائفية باسلوب ومنهج واحد لا ان تُغلق قناة فدك وتترك غيرها تسرح وتمرح في فضاء التحريض والطائفية .
فالجهات السنية المتطرفة في العالم العربي والاسلامي بابواقها الاعلامية كقناة صفا ووصال مثلا هي السبب وراء ظهور خطاب مضاد لهم متطرف ايضا مثل قناة فدك، وقد اكد هذا الراي وعضّده الكاتب السعودي هاني نقشبندي في مقالته الاخيرة الرائعة " شيعي او سني مالفرق !" حيث ارجع الى الاطراف السنية الوضع الطائفي المتأزم في العالم العربي وهو السبب الذي يؤدي، في رأي نقشبندي، الى أثارة الشيعة والرد عليهم باساليب مختلفة ومتنوعة، اذ قال نقشبندي " ان الطرف السني غالبا ما كان السبب في اثارة التطرف الشيعي ....بل ان التطرف والعنف في العالم الاسلامي كان اكثره سني، من الدولة الأموية والعباسية، مرورا بالامبراطورية العثمانية وانتهاء بالحركات او التنظيمات الأصولية الحديثة".
ولهذا، وفي خضّم فضاء اعلامي عربي واسلامي مشحون بالطائفية، علينا ان لانستغرب ان تظهر قناة فضائية كفدك في محاولة منها للرد على ماتقوله وتزعمه وتدعيه تلك الفضائيات التي فتحت النار على الشيعة ولم نرَ اي فعل او ردة فعل في العالم الاسلامي تجاهها، ونجد هذا بوضوح وبشكل جلّي في تصرف الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" بشأن قناة فدك اذ اصدرت بيانا اوضحت فيه أنها لا تبث قناة " فدك " على تردداتها وانها تبث على ترددات القمر الصناعي البحريني "نور سات". وفورا رد عمر شوطري رئيس شركة "نور سات" البحرينية بالقول " أن القناة كانت مملوكة لطرف ثالث غير الكويتي ياسر الحبيب الذي أثار الأزمة وأنه عندما علمت " نور سات " بمحتوى القناة قامت بوقف بثها على الفور منذ الخميس الموافق 23 سبتمبر".
هذا التصرف الذي قامت به كل من نايل سات ونور سات تجاه قناة فدك لانجد له مماثل فيما يتعلق بغيرها من القنوات التي تمارس عين التحريض والاسائة وأثارة الفتنة والتأجيج للمشكلات التاريخية والاحداث الغابرة التي اعتبرها عامل لتخريب الامة وتفكيك اواصرها وزيادة فرقتها، فال" نايل سات " و ال"نور سات " يتغاضان عن السلوك التحريضي والطائفي لقناتي صفا ووصال، وماتقومان به من دور مشين في دق اسفين الطائفية في المجتمع الاسلامي لانهما ببساطة ينطلقان من اسس طائفية بغيضة تتحكم كما يبدو في سلوك مسؤولي القناتين اللذان تعاملا بازدواجية مع هذه القضية.
الذي ينبغي لنا ان نضعه في اعتبارنا ونحن نعيش هكذا ازمات من النوع الطائفي والمتعلقة بالفضائيات ووسائل الاعلام، هو امرين مهمين لامناص من التأكيد عليها والاشارة لها في نهاية تعرضنا لقضية ياسر الحبيب، وهما :
1- التعامل بطريقة متوازية ومتساوية مع جميع القنوات والوسائل الاعلامية التي تُحرض على الطائفية والعنف والكراهية سواء كانت شيعية او سنية.
2- غربلة ودراسة النصوص الدينية التي يستند اليها المتطرفون في احاديثهم وتصريحاتهم، ومعرفة مدى واقعية وصحة هذه النصوص من عدمها.
وهكذا علينا ان نعالج علّة المشكلة وحيثياتها بالنظر الى أساسها وجذرها الذي ولدت عنه او منه، سواء مايتعلق بالنصوص التي تؤكد ذلك او فيما يتعلق بالتأويلات والتفسيرات التي تؤدي الى هكذا مشكلات وأزمات تعصف بالامة في الوقت الحالي، أو حتى النظر للقنوات الفضائية التي بدأ موضة التكفير وحفلات السباب والشتائم. وحسنا فعل عضو مجلس الأمة الكويتي حسين القلاف حينما وجه سؤالا برلمانيا واقعيا الى وزير الإعلام الكويتي الشيخ أحمد العبدالله الصباح يسأله فيه عن الإجراءات الحكومية التي أتخذت عبر وزارة الإعلام في التصدي لما بثته قناة صفا الفضائية من برامج حملت تطاولا على الطائفة الشيعية وأتباعها كما نقلت ايلاف!، فمنع بث قناة فضائية مثل فدك يجب ان يرافقه منع بث صفا او اي قناة اخرى تؤدي الى أثارة الفتن والازمات في أمة يعلوها غبار المشكلات وسُحب التقهقر وضباب التخلف.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون حرقوا القرآن قبل القس تيري جونز !
- أختيار عبد المهدي...لن يُنهي الأزمة !
- السياسي العراقي بين الاحساس بالازمة وفهمها ؟
- مهزلة عبارة - لم يتم التطرق للقضايا الخلافية - !
- رسالة اوباما السرية للسيد السيستاني !
- هل بقى للديمقراطية- خاطر- في العراق ؟
- ماذا خسر العالم برحيل المرجع فضل الله !
- رحيل المرجع فضل الله والعلاقة بين المجلس وحزب الدعوة !
- من يخشى اتفاق علاوي- المالكي ؟
- الحل في رئيس وزارء مستقل تماما !
- محاولة اندماج التحالف الشيعي الثانية ولعبة عمار الحكيم غير ا ...
- رسائل المالكي...علاوي...الهاشمي !
- لم لاينضم العراق الى اقليم كردستان؟
- لماذا حضر الخاسرون مأدبة طالباني ؟
- سيزيف حاضرا في لقاء المالكي– علاوي !
- انتصارات ساحقة للعرب بالحمص والفلافل !
- شيعة العراق ترحب بزيارة العريفي!
- مدارس طينية في عراق 2010 !
- لماذا تحتاج أمريكا لإيران ؟
- التيار الصدري....واعادة قراءة ذاته !


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهند حبيب السماوي - لم العجب ؟ قناة صفا انتجت قناة فدك !