أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام عبدالله - التفكير في بلد التكفير














المزيد.....

التفكير في بلد التكفير


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3136 - 2010 / 9 / 26 - 23:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الانتقادات وبيانات الاستنكار وحملات التضامن، هي أبرز ما يميز الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة هذا العام 2010. يجري الاحتفال عادة في الخميس الثالث من شهر نوفمبر كل عام، وهو تقليد أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) عام 2002، حيث يتم اختيار إحدي الدول الأعضاء في المنظمة لإجراء هذا الاحتفال، بهدف تشجيع تقاسم مختلف مصادر الإرث الفلسفي عبر العالم، وإثارة النقاش بشأن التحديات التي تواجه مجتمعاتنا الإنسانية .

سبب اللغط والقلق والهرج والمرج هو أن طهران انتزعت موافقة اليونسكو علي إقامة هذا الاحتفال، رغم أن إيران هي أكثر الدول التي يخشي فيه الفلاسفة علي حياتهم . مؤخرا، أعلن مرشد الثورة علي خامنئي : أن الفلسفة خطر، وأنه سيحذف كل أعمال الفلسفة الغربية من المقررات الجامعية في إطار ثورة ثقافية شاملة .

خامنئي يخشي علي شباب إيران من (إغواء الفلسفة)، وعلي خلفية هذه المخاوف أتهم الفيلسوف الإيراني " سعيد هاجاريان " نفس تهمة الفيلسوف اليوناني (سقراط) وهي إفساد عقول الشباب، لكن حظ هاجاريان كان أفضل من سقراط، لأنه لم يعدم حتي الآن وإنما اكتفي النظام الإيراني بإصابته بعاهة مستديمة أثر محاولة اعتقال فاشلة، واضطر هاجاريان إلي الاعتذار في محاكمة صورية العام الماضي، بعد أن اعترف بأنه قرأ بالفعل مع طلابه بعض المؤلفات الفلسفية وأغواهم (بالتفكير) .

السلطات الإيرانية سبق أن أعتقلت الفيلسوف الإيراني " رامين جهانبكلو " عام 2006، وهو من أبرز رواد الحوار بين الثقافات في العالم . تهمة جهانبكلو هي ( التخابر ) مع فلاسفة غربيين، فقد دعا شيخ الفلاسفة يورجن هابرماس ومعه الفيلسوفان ريتشارد رورتي وأنطونيو نيجري لزيارة إيران .

بالتأكيد لن يسمح لأي فيلسوف إيراني ذي بال بالمشاركة في اليوم العالمي للفلسفة هذا العام، أمثال الفيلسوف محمد شبستري، المتخصص في فلسفة هانس-جورج جادامر (1990-2002) والنمساوي لودفيج فيتجنشتين (1889-1951)، والذي أُجبر علي التقاعد. فضلا عن البروفيسور محسن كاديفار، الذي يقيم حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن أدانه النظام الإيراني (بالهرطقة) .

هذا الوضع المأساوي لم يكن موجودا في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، فقد حضر إلي طهران العديد من الفلاسفة الغربيين للتحاور حول قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو ما أثمر في النهاية عن فكرة (حوار الحضارات) التي بدأ التفكير فيها بشكل جدي، مما دفع هابرماس إلي صياغة اشكالية "عدم التكافؤ في علاقات الفهم" بين الغرب والإيرانيين، لأن الايرانيين يملكون اهتماما جوهريا بالخطاب الفلسفي الغربي علي عكس اهتمام الفلاسفة الغربيين بالفلسفة الإيرانية.

هابرماس يقف اليوم في الجهة المقابلة مع شيلا بن حبيب ورامين جهانبكلو، الذي وجه رسالة احتجاج إلي منظمة اليونسكو. وأشار في رسالته إلي أنهم سيعقدون بمشاركة مثقفين إيرانيين آخرين، يعيشون في المنفي بسبب معارضتهم للنظام، مؤتمراً صحفياً الأسبوع المقبل في نيويورك من أجل التساؤل مرة أخري، فيما إذا كان هناك أسخف من إقامة مؤتمر اليونسكو للفلسفة في طهران ؟

الطريف أنه رغم المنع والمطاردة والصاق التهم من وزن ( الإغواء والتخابر والهرطقة )، فإن الفلسفة في إيران تلقي رواجاً كبيراً لدي الشباب، خاصة أعمال هابرماس وحنة أراندت ( 1906 - 1975 )، ليس من باب (الممنوع مرغوب) وإنما باعتبارها أحد أشكال المعارضة للايديولوجيا السياسية، وسلاح المقاومة ضد التعصب الديني، وتلك من أهم مميزات الفلسفة في كل زمان ومكان.



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفلات الشاي ... القادم أسوأ
- «رحلة» توني بلير .. 11 سبتمبر والحرب الجديدة
- الأصولية والدين وحقوق الإنسان
- دين ( ما بعد ) العلمانية
- الإفلات من قبضة هيجل
- الأسس الفلسفية لليبرالية الدينية «2»
- الأسس الفلسفية لليبرالية الدينية (1)
- منظمة «الفيفا» والأمم المتحدة
- مفارقة: العلمانية ضرورية وليست كافية
- القلق الأمريكي والخروج إلي العالم
- كلينتون وسوفوكليس وصراع الديوك
- لماذا المواطنة الآن ؟
- الحصانة الذاتية
- دروس صينية في القمع والثورة
- جلوكل .. وأشياء أخري ..
- شباب إيران بروكسي
- فؤاد زكريا‏..‏ هذا الذي بدأ
- المخلص والمنقذ والمنتظر
- علي أبواب الحرب بالصدفة !
- بالمصري .. ساحة أثينا الجديدة


المزيد.....




- أردوغان يكرّم الفلسطيني خالد نبهان صاحب عبارة -هذه روح الروح ...
- الرئيس تبون مرشح حركة -البناء الوطني- الإسلامية لفترة رئاسية ...
- تونس: إقبال محدود على الحج اليهودي في جزيرة جربة مع استمرار ...
- الجزائر.. فصيل الإخوان يرشح الرئيس عبدالمجيد تبون لعهدة ثاني ...
- حضور محدود للحجاج اليهود في تونس على وقع الحرب في غزة
- اللهو بتنوير الفكر الديني والإلهاء به
- ألمانيا.. اعتقال شاب بزعم تخطيطه مهاجمة كنيس يهودي
- خطيب جمعة طهران: تشييع شهداء الخدمة أظهر حجم شعبية نظام الجم ...
- دلالات نقل احتفالات عيد -الشُّعلة- اليهودي إلى حي الشيخ جرّا ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام عبدالله - التفكير في بلد التكفير