أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - فصل الدين عن الدولة














المزيد.....

فصل الدين عن الدولة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3130 - 2010 / 9 / 20 - 16:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعدّ الدولة الأب الروحي لكل المواطنين والدين أب روحي فقط لعدد محدود منهم، وللدولة مجتمع واحد بفئات متعددة وديانات ومذاهب مختلفة ويمثل الدين فقط أحد فئاتها أو مذاهبها وتعدّ الدولة جميع المواطنين بمثابة أولادها لكن الدين يميز بين المنتمين إليه والمنتمين إلى ديانات ومذاهب أخرى.
تمثل الدولة الأب الروحي لحياة المواطنين الدنيوية والدين يمثل الأب الروحي لحياة المنتمين إليه في عالم الآخرة، ومهام الدولة تسيير شؤون المواطنين الدنيوية بغض النظر عن انتماءهم الديني والقومي بعدّهم مواطنون لهم نفس الحقوق والواجبات، ومهام الدين إسداء النصح والموعظة الحسنة للمنتمين إليه ليصبحوا أقرب إلى أحكام السماء. وبذلك تختلف مهام الدولة كلياً عن مهام الدين، ولا يجوز إقحام الدين في الدولة لأنه سيخرق مبدأ هام من مبادئها إلا وهو مبدأ المواطنة وسيجبر أبناء الديانات الأخرى ومذاهبهم على الانصياع إلى نهج دين الدولة الرسمي ما يضعف درجة المواطنة، وفي المحصلة يحدث خللاً في ماهية الدولة بعدّها الأب الروحي لكل المواطنين حتى إن كانت ضامنة لممارسة شعائر الديانات الأخرى ومذاهبهم لكنها بقصد أو من دون قصد ستفرض نهجها الديني عليهم.
يعتقد (( بيخو باريخ )) " أن التماهي بين الدولة والدين يفسد الأثنين معا، ويعرض الكرامة الإنسانية للمهانة ويقيد حرية التعبير وينتهك حقوق الفرد الأخلاقية والدينية ويحرم من لا ينتمون إلى دين الدولة أو لم تصادق على دينهم رسمياً من حقوق المواطنة المتساوية فيطعن بنزاهتها ".
تمنح الدولة الحقة كل المواطنين حرية ممارسة شعائرهم الدينية والمذهبية من دون الإساءة أو التحريض على العنف والنيل من الديانات الأخرى لأنها الضامن الوحيد لحقوق جميع المواطنين فحين تكون منحازةً إلى دين أو مذهب معين على حساب دين أو مذهب آخر تفقد حياديتها.
إن تبني الدولة رسمياً لدين ما كإجراء شكلي يعبر عن ديانة أغلبية المواطنين لا اعتراض عليه، مع التحفظ ، لكن أن تفرض تعالميه على كل المواطنين بما فيهم المنتمين إلى ديانات أخرى يعدّ استفزازاً لمشاعرهم لأن حقوق المواطنة غير قابلة للتجزأة إلى حقوق الأكثرية والأقلية. ولا يوجد دليل واحد على أن كل المنتمين إلى دين الدولة الرسمي من الأكثرية ملتزمين به ويقبلون بخرق أحد مبادئ الدولة الأساس كمبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين، لذلك على الدولة الحقة الانصياع إلى مبادئها الأساس لإثبات حياديتها ونزاهتها في ضمان حقوق جميع المواطنين من دون استثناء خاصة في الشأن الديني لأنه يمثل المشاعر والعواطف الكامنة لا يجوز المساس به وحسب، بل ضمان عدم التعريض به بعدّه مساساً بمبدأ حقوق المواطنة.
كما أن مشاركة الأحزاب الدينية في الحراك السياسي يجب أن لا يكون تحت غطاء ديني أو مذهبي وإنما تحت غطاء تمثيل مجموعة من المنتمين إلى الدين أو المذهب لا غير، شريطة الإيمان الكامل بمبادئ النظام الديمقراطي من دون أجندة دينية أو مذهبية تفرض مستقبلاً على الدولة عند فوزها في الانتخابات وتسنمها السلطة السياسية. فكلما كانت مؤسسات الدولة منصاعة على نحو دقيق إلى المبادى الدستورية وخرقها يستوجب المحاسبة يتعزز النظام السياسي في صيانة حقوق المواطنة.
يقول (( بيخو باريخ )) : " إنه على المتدنين احترام مبدأ حقوق المواطنة في النظام الديمقراطي بعدّه شرطاً مسبقاً وضرورياً لمشاركتهم في العملية السياسي ".
التجارب السياسية في العالم التي عدّت الدين جزءاً من الدولة تعرضت إلى الانهيار وتضرر الدين على نحو بالغ لذلك عمدت إلى تغيير نهجها لأنها وجدت الدين نقيضاً للدولة ولا يمكن أن يلتقيا على أرضية واحدة في أحكامهما لأن نهج الدين روحاني ونهج الدولة دنيوي ومهام الدين محاكة العاطفة ومهام الدولة محاكة العقل. والدين يخص مجموعة من المواطنين والدولة تخص كل المواطنين لذلك من الأسلم للدين والدولة معا فصل أحدهما عن الآخر لضمان عدم انتهاك حقوق المواطنة.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين ومنظومة العقائد
- القيم الدينية والثقافية في المجتمع
- اللغة والأمة
- ماهية الكلام ( الوظيفية والمدلول )
- ماهية اللغة
- التفكير الخلاق لإنتاج الفكرة
- التفكير والزمن
- إنتاج الفكرة والنسق الفكري
- الفكر والمعتقد
- الذاكرة والاستيعاب
- الذاكرة وآلية الإدراك والوعي
- الذاكرة والإرادة العمياء
- الذاكرة والإرادة القوية
- الذاكرة والروح
- الذكاء والذاكرة
- ماهية الذاكرة
- آليات الجنون الإرادي والعقل
- الجنون وعقلانية مجتمع اللاعدالة
- حقائق العقل وزيفها في الجنون
- اختلال آليات العقل والجنون


المزيد.....




- فيديو مصور يصرخ أمام ترامب بمؤتمر صحفي ورد فعل الرئيس تنشره ...
- حادث المنوفية: وفاة 19 شخصاً غالبيتهم -عاملات قُصّر-، ومصر ت ...
- بول دانز مهندس الثورة الإدارية الأميركية ومنظر -الترامبية- ا ...
- أول تفسير من الجيش الأمريكي لاستثناء موقع إيراني نووي من الق ...
- الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات ...
- بيزنس إنسايدر: قطر أسقطت الصواريخ الإيرانية ببطاريات باتريوت ...
- الرئيس الجيبوتي يعتزم تفعيل دور -إيغاد- لحل الأزمة السودانية ...
- جنرال أميركي يكشف سبب عدم قصف موقع إيراني نووي بقنابل خارقة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط -محاولة ديمقراطية- لتقييد قدرة ترامب ...
- عراقجي: على ترامب التوقف عن استخدام لهجة غير لائقة تجاه المر ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - فصل الدين عن الدولة