أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عماد الطائي - صدقوا السياسة ولا تصدقوا رجال السياسة














المزيد.....

صدقوا السياسة ولا تصدقوا رجال السياسة


عماد الطائي
فنان تشكيلي


الحوار المتمدن-العدد: 946 - 2004 / 9 / 4 - 11:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


حين كتب الفلسطينيون القدماء في الناصرة نقلا عن احد اعظم رواد السلام في العصور القديمة عيسى بن مريم قوله(صدقوا الدين ولا تصدقوا رجال الدين) لم يأتي على بال احد من قوم ذلك الزمان ان يأتي جورج بوش بن تكساس وبعد 2004 عام ليواصل الدعوة النبوية الشريفة على طريقة الكاوبوي الأمريكية او ان يواصل السادي شارون الدعوة الإلهية التي لم يستطع إتمامها نبينا موسى او ان يأتي رهط من حثالة الفاشلين والشواذ والسفاحين من الجواسيس او المرتزقة من الفاسدين والدجالين والسراق لكي يفرضوا انفسهم على البشر كمنفذين لإرادة رب العالمين عز وجل
يقف المرء اليوم امام ما يحصل في العالم بين عدة اختيارات أكثرها إنصافا هو ان يجهش بالبكاء بدلا من الصراخ او الضحك الساخر على هؤلاء الذين يحملون الكتب المقدسة على صدورهم حيث يوسخ هؤلاء الرجال أقدس الصور عن رسل الله جميعا. يا ترى أين هي أوجه الشبه بين المسيح ودعوة التسامح والسلام الربانية وسياسة الحفنة الحاكمة لأمريكا؟ لهذا الشعب الطيب الذي اختلطت به العشرات من القوميات والشعوب من شتى أنحاء العالم
كان المسيح رجل بسيط ومعدم وكانت تحيط به مجموعة ليست اقل منه فقرا ولكنها مثله من الفئات المعدمة والكسبة. كانت أفكاره تبدو احيانا غريبة حتى على أمه أو اقرب مؤيديه يدعو لها سلميا ويبشر بها بهدوء ورزانة
اذا اكتفيت بالطعام فاترك الباقي لمن لا يقوى على العمل أو على توفير الطعام لأطفاله. من صفعك على خدك الأيمن ادر له خدك الأيسر!
 لم هذه الوحشية هذه الغطرسة هذا الجشع وهذا الطغيان؟ لم هذه الجيوش المدججة بالرماح والسيوف الثقيلة والحراب؟
هل ان الحياة ستكون افضل بعد تصفية الثوار على جشع الاغنياء وسراق قوت الفقراء؟
النتيجة ان دعوة المسيح قوبلت بالرفض التام كسابقاتها وانتهت بتراجيديا معروفة. عذبوه بابشع الأساليب غرسوا المسامير في جسده وتركوه معلقا حتى النفس الاخير. هذه هي اقرب صورة عن ما يحكى عن المسيح
ويأتي جورج بوش اليوم ليعيد رسالة هذا الرسول العظيم؟
ولا يعرف بوش بان المسيح جاء أصلا لتخليص البشرية من أمثاله وحاشيته, من نوابه ومساعديه. أصحاب المليارات التي تكدست عبر مراحل طويلة من صفقات السرقة والجريمة والابتزاز؟
الا يستطيع هذا الطفل المدلل من أن يجد له مثل آخر غير المظلوم عيسى بن مريم؟ الى متى يتعكز سياسيو الولايات المتحدة على الله؟
وهل ستحدث فاجعة بالسياسة الاستعمارية لو رفعت عبارة (نحن نؤمن بالله) المطبوعة على العملة الأمريكية؟ الكلمة المقدسة التي صكت عمدا على العملة التي يتعامل بها البشر لشراء ماهب ودب من الحرام والحلال من الجرائم والمآسي والآلام. كم جاسوس استعملها وكم عميل تداولها؟ كم هم الاطفال والنساء والبشر من كل الجنسيات الذين راحوا ضحية صفقات من هذه العملة المباركة باسم الله؟ رغم ذلك بقيت كلمات الدجل والرياء الصارخة هذه صامدة على العملة الأمريكية ترثها الاجيال الواحدة تلو الاخرى
كم سياسي وتنظيم حزبي وغير حزبي خارج محيط هذا الرجل يقول شيء ويعمل شيء آخر يعد بشيء وينفذ شيء معاكس له الديمقراطية,العدالة,الحرية,التسامح,الرفاهية,الامن,الطمانينة,السعادة,التقدم,البناء,التشيد,المساوات, حقوق المرأة, حقوق الانسان, دولة التعددية, حماية الطفولة, صيانة الطبيعة, القضاء على البطالة, الحفاظ على التراث وحتى توفير الكهرباء لأبعد منزل في اعلى قمة جبل او ايصال الماء النقي لآخر عطشان في الصحاري النائية
ماذا نتوقع من هؤلاء اذن؟ ماذا نتوقع من سياسي حكيم وفاهم لهذه الدرجة بحيث يعد مناصريه قبل استحواذه على السلطة بانه سوف يذبح الناس ويملئ السجون بالمعذبين؟ يسحق الحريات بحذائه ويبصق بوجه كل من نادى بالديمقراطية؟ أو انه سيرمي بقية الشعوب بالقنابل الكيمياوية والنا?الم؟ يسرق ثرواتهم الطبيعية وأموالهم ويستعبد نساءهم أو يشوه أطفالهم؟
ولم يكن بوش الاول في ذلك فقد سبقه ساسة عدة فمنهم من طالبوا بالعدالة وحق تقرير المصير للشعوب التي هي خارج نطاق بلدانهم بينما رفعوها من قاموسهم اذا ما تعلق الامر بشؤونهم الداخلية؟ لماذا لا يحق للفلسطينيين دولة خاصة بهم؟ لماذا لايحق للاكراد والشيشان بدولة. أليست هذه من وعود السياسيين ونصوص وثائقهم؟ اليست هي من ضمن تصريحاتهم وعنجهيتهم؟ اليست هي من نصوص حق تقرير المصير؟ هل نحن أفضل من هذه الشعوب؟ وبماذا؟ اين هي الوعود التي يتبجح بها الصغار والكبار من ساسة العالم وسياسيوه؟ هذا العالم المثقل بالوعود الفارغة والمتعب بالدجل والرياء من أخمص إصبعه وحتى اليافوخ
  عماد الطائي 3 أيلول 2004



#عماد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مآسي العراق أم خسة النماذج العربية
- صدام عرف بانه سيقدم للمحاكمة قبل ان يحتل الامريكان العراق
- العراق ارقى دولة في العالم
- الكذب اول رأسمال بدأنا نستـثمره في العراق
- حل الجيش العراقي من قبل المحتل الامريكي يعطي ثماره
- تاريخ الزرقاوي يتطاير عبر الأثير في الاردن
- الله اكبر.. هاتوا المصحف!
- اسامة بن لادن... صقرامريكا ونجمتها المحروقة
- هل سيعود نظام الحزب الواحد بعد انتهاء احتلال العراق؟
- من الذي كتب رسالة ابو مصعب الزرقاوي ؟؟
- قليلاً من الحياء يا تجار المخدرات
- السياسة وفن الملاكمة


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عماد الطائي - صدقوا السياسة ولا تصدقوا رجال السياسة