أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد الطائي - العراق ارقى دولة في العالم














المزيد.....

العراق ارقى دولة في العالم


عماد الطائي
فنان تشكيلي


الحوار المتمدن-العدد: 911 - 2004 / 7 / 31 - 11:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من يصف العراق الحالي ببلاد القرون الوسطى فقد أجحف تماما بحقها فالعراق في حقيقة الحال يعيش بفترة العصور الحجرية. انفلات الأمن فيه شيء يصعب تصوره فقد فاق حتى الافلام الأمريكية, الكهرباء معدوم, الهواتف والشوارع مدمرة لا يستطيع المواطن الاتصال بأهله حتى داخل المدينة نفسها اما الاتصال بالخارج فمحال لذلك يلجأ الناس الى مقاهي الانترنت للاتصال. المهندسون العراقيون منعوا من العمل على الكومبيوتر لمدة 12 عام. كل شيء يسرق ابتداءً من الحضارة وانتهاءً بأصغر شجرة. آلاف المافيات التي تحلم بالحياة المرفهة جاءت لتحقيق احلامها في العراق. دمر اي شيء يصادفك عسى ان تنقلب الامور وتضمن عودتك الى السلطة من جديد او ان تأتي الجهة التي تعمل لحسابها لكي تبني ما تم تخريبه ثم تطلب منك تدميره مرة ثانية بحجة المقاومة الوطنية او محاربة الامريكان مع ان الذي يربح هي الشركات. الكذب والاحتيال اصبح حلالا وروتين يومي. فتوات اكبر المراجع الدينية يهزأ بها الناس علنا لا لشيء الا لأنها تتعلق بتحريم التهريب والسرقة والاعتداء على حريات المواطنين. في بعض المناطق اصبح لكل خمسين شخص مفتي خاص بهم يحلل السرقة بحجة ضمان الطعام للاطفال, القرار الاول والاخير بيده منهم من يتخصص مثلا بسرقة نوع معين من البضائع او نوع معين من السيارات ولا يمكن تغيير النوع الا بإذن منه!! قسم من هؤلاء المعممين كانوا في مخابرات النظام السابق واصبحوا اليوم شيوخ وأئمة(سبحان مغير الاحوال). القسم الآخر كان محكوم بجرائم سرقات واتجار بالمخدرات ثم أصبح سيد يقدم يده لك لكي تقبلها بمناسبة أو بدونها. آخر كان في ايران وتم ضبطه وهو يقوم باعمال بذيئة ضارة بالدولة الاسلامية تجده اليوم اصبح مرجع ديني مهمته الوحيدة تقديم العون الى الانبياء الطاهرين يوم القيامة لتحديد الشرفاء في العراق من غيرهم! مراهقون يلاحقون النساء في كل مكان لإجبارهن على التحجب مع ان بعضهم قد طردوا من المساجد لانهم يروجون تعاطي (الترياك ) او ممارسة اللواط مع الصبية. نماذج من الحركة الوهابية لم يسمع يوما احد عنها تفرض احكام جديدة على انها اسلامية لو قارنتها بنظام طالبان في افغانستان لاطلقت عليها تسمية تقدمي! والانكى من ذلك كله هو ان المراجع الدينية الاساسية تتقزز من الإنصات الى ألاخبار السيئة عنهم وتعتبرهم رعاع من غير اللائق حتى الاستماع الى مساوئهم او الشكاوي ضدهم. الحرية في ممارسة الطقوس الدينية اصبحت تقتصر على التطيير وضرب الزنجيل على طول السنة وبدلا من المنافسة بين الشباب في المناطق الشعبية لتنظيفها وحماية مرافقها الاساسية اصبحت المنافسة تقتصر على من هو افضل بضرب الزنجيل. الشوارع والطرق تقطع يوميا لان موكب جديد يتوجه لزيارة موكب آخر وكان المذهب الشيعي يقتصر فقط على هذا التقليد. شائعات تثير الهستيريا عند الناس كلها كذب لمجرد التخريب واللعب باعصاب الناس للحصول على النشوة. عناصر تندس بين الناس بمناسبة او بدونها همها الوحيد انها تقنع الناس بان ايام السادي صدام حسين كانت افضل. الاعلام العربي يهيج الناس ويثير غضبهم وانفعالاتهم لا من اجل تحقيق الحرية للعراقيين بل من اجل ان يصبح العراق بلدا تابعا لايران والسعودية أواسرائيل. احكام الاشقياء في المناطق السكنية هي التي تحدد نوع العرف والقوانين الاجتماعية, تمنع وتحرم حسب المزاج وهو ما يشابه تماما الصورة التي عند جورج بوش عن العرب والاسلام فهم بالنسبة له عبارة عن مجاميع صغيرة من قطاع الطرق يعتاشون على ما يسرقوه يسكنون باعداد كبيرة في غرف قذرة. لذلك كان الجنود الأمريكان ينادون على المرتزقة والوحوش الذين سرقوا ودمروا اعظم المتاحف للاثار القديمة في العالم بان يدخلوا لنهبها مرددين عبارة ( علي بابا....علي بابا.... يله....يله).
أما توجيهات صدام بدعوة العناصر المؤيدة له باختراق الاحزاب والحوزة العلمية والمراكز الدينية الاخرى فقد اصبحت نكتة تثير الضحك عند العامة لا لشيء الا لان جماعة القاعدة والحركة الوهابية والزرقاوي كانوا قد سبقوه بذلك وهو في دفة الحكم. الاطفال الأيتام الذين بقوا وحيدين بعد قتل آبائهم كونهم من عناصر النظام الفاشي السابق يعاملون كمجرمي حرب مهما كانت أعمارهم صغيرة. ضابط امن الدائرة سابقا تحول الآن الى مفتي الدائرة والمرجع الديني الذي يتدخل بكل صغيرة وكبيرة يعمل كل شيء لكي تنفر الناس من الدين كما يحصل في ايران. المؤسسات تتحول تدريجيا الى مساجد يحرم فيها تواجد السافرات .المسؤول الحزبي في الدائرة سابقا تحول الى ممثل عن مفتي اعلى منه لحكومة خاصة بهم. مراقبة النساء اكثر بكثير من مراقبة السرقات والرشاوي ونهب العراق بكامله. غالبية الرجال والشباب المعروفين باخلاقهم العالية وحسن سيرتهم يتم عزلهم واستفزازهم مما يدفع ببعضهم الى تقديم الاستقالة من الوظائف والمسؤوليات. المقاولات لاعادة البلد وبناءه تباع من شخص الى اخر لغرض الاتجار بها وان تمت المقاولة فتتم بمواد سيئة ومغشوشة. يتم اغتيال اي رجل او امرأة تفضح الفئات الجديدة من سراق بناء العراق الجديد. الشركات الاجنبية تغش وتتباطأ عمدا بتنفيذ مشاريعها. بالاضافة الى انها تاتي باسوأ ما عندها من تقنية لتصريفها على العراقيين اما التفكير بمدى الاضرار التي ستلحقها بالطبيعة فهو ليس من اختصاصها. الاعداد الهائلة من السيارات القديمة ووسائط النقل العاملة بواسطة الديزل اضافة الى محركات توليد الطاقة الكهربائية في البيوت جعلت من معدلات تلوث هواء المدن العراقية أعلى معدلات في العالم. اما العناية الصحية وتوفر الدواء فلا داع للحديث عنها.المواطن الذي يتحدث عن مشاريع علمية لحل الازمات الاجتماعية والبيئية في العراق تنهال عليه التعليقات الساخرة من كل صوب وحدب هذا في حالة ان الناس ظرفاء تجاهه عداه فان الجنون هو الوصف الوحيد لافكارهه!؟
عماد الطائي 30 تموز 2004



#عماد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكذب اول رأسمال بدأنا نستـثمره في العراق
- حل الجيش العراقي من قبل المحتل الامريكي يعطي ثماره
- تاريخ الزرقاوي يتطاير عبر الأثير في الاردن
- الله اكبر.. هاتوا المصحف!
- اسامة بن لادن... صقرامريكا ونجمتها المحروقة
- هل سيعود نظام الحزب الواحد بعد انتهاء احتلال العراق؟
- من الذي كتب رسالة ابو مصعب الزرقاوي ؟؟
- قليلاً من الحياء يا تجار المخدرات
- السياسة وفن الملاكمة


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد الطائي - العراق ارقى دولة في العالم