أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عماد الطائي - مآسي العراق أم خسة النماذج العربية














المزيد.....

مآسي العراق أم خسة النماذج العربية


عماد الطائي
فنان تشكيلي


الحوار المتمدن-العدد: 943 - 2004 / 9 / 1 - 10:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


على الرغم من مؤامرة حاشية شارون وجورج بوش لتدمير العراق والتي تمثلت بالحصار الاقتصادي البذيء عليه وعلى الرغم من منع العراق حتى من استيراد أحذية الرياضة للاعبي فريقه بكرة القدم وعدم تمكنهم من المشاركة في الدورات العالمية لمدة12عام .على الرغم من ان تدريبات الفريق تمت على ارض العراق الجديدة, الارض القاحلة التي ينبت عليها الحصى والرمل ويغطي سماءها الهواء السام الملوث, احتل الفريق العراقي المرتبة الرابعة في الدورة الاولم?ية العالمية في اثينا! شباب اور?ا يفرح ويقدم التهاني الى ابناء الجاليات العراقية في الدول الغربية. في كل مكان في المقاهي في أندية الرياضة وحلقات محبي كرة القدم. مواقع شباب الانترنيت اليسارية والليبرالية المحبة للسلام والمعادية لسياسة الاستعمار الامريكي والتطرف الديني والرجعي تسجل احداث المباريات وتتبادل أخبارها تفرح للعراقيين وتعجب بسرعة إعادة لياقتهم وأمجادهم في هذه اللعبة
 شباب العالم المتحضر الذين يريدون للعراق الحرية والديمقراطية بعيدا عن مؤامرات الكثير من الانظمة العربية الجائرة, الانظمة التي تتدخل حتى في اختيارات فرقها الرياضية وفق مقاسات مفعمة بالتفرقة العنصرية والطائفية والسياسية ناهيك عن مراقبة المخابرات لكل حركة من حركات رياضييهم. ايام لن ينساها العراقيون! هكذا جرت الاحداث الرياضية وانشد الى شاشات التلفزيون الآلاف من المتحمسين لفرحة العراقيين التي حدثت لاول مرة بعد آلام الفاشية وظلم المتسلطين على رقاب الرياضيين ايام الدكتاتورية
ولكن للاسف الشديد على الطرف الاخر من عالمنا هذا في عالم الكذب والنفاق والخذلان عالم الفشل الحضاري والسياسي تجاهل عمدا الاعلام والفضائيات العربية هذا الحدث الرياضي الذي يعني الكثير للعراقيين ولم يعطوه حقه ولأسباب واضحة جدا فبعض هذه الأوساط تريد عمدا ان ترى العراق معزولا وفاشلا في كل شيء, أهله أذلاء لاجئون فقراء في شتى بلدان العالم لا حول ولا قوة لهم مسحوقون اضطروا احيانا اللجوء الى دول قدر الاقتصاديون دخلها السنوي بقدر ميزانية الاتحاد الوطني لطلبة العراق في السبعينات! لقد فتحت هذه الفرحة الجراح العميقة وذكرت الكثير من العراقيين بآلام لن ينسوها طيلة حياتهم لقد ذكرتهم بالنماذج السيئة من العرب. العرب الذين تشفوا بمصائبنا وأرادوا لنا الذل والفقر والبؤس, أرادوا ان تتعفن حضارتنا وتتلوث طبيعتنا ان تسحق فنوننا وآدابنا اردوا ان يجعلوا منا خدم في بيوتهم حلموا بان تفترش أمهاتنا الارض العربية الوسخة لكي تبيع الس?ائر او دبس نخيل العراق الشامخ وتراثنا العريق, كتبنا وثقافتنا بيعت باثمان زهيدة لأناس جهلة لم يقرأوا في حياتهم غير ارخص المجلات واتفه الروايات
 في شوارع التنازلات السياسية المخزية وصفقات الذل والهزائم المتلاحقة تلك الشوارع التي كانت تمتلئ عصرا برجال افقر الدول العربية وهم يركبون السيارات ويترنحون في المناطق التي يعيش فيها فقراء العراق الهاربون, رماد سياسة القائد الأرعن المعتوه صدام حسين قائد دولة اكبر احتياطي للنفط في العالم إضافة الى مناجم الذهب والمعادن الثمينة. آثار ومتاحف ومكتبات لاتقدر بثمن, مياه نهرين وبصمات اول مناطق زراعية ثابتة في التاريخ الحضاري. في شوارع العفن الازلي لمسة واحدة على أزرار شبابيك سياراتهم كانت تكفي لان تنفتح قريحتهم على مآسي لاجئي العراق الجائعين الذين ملئوا شوارعهم وحاراتهم الفقيرة العفنة. رجالهم الابطال يتغطرسون يشعرون وكأنهم ملوك في نزهة عصرية, اطفال عراقيون بعمر الورد يلاحقون سياراتهم يقبلون الأيادي لكي تشتري منهم علبة س?ائر او علبة شخاط .ازلام الهزيمة العربية لا يشترون لا من هذا ولا من ذاك لكي يزداد التوسل بهم وتطول نشوتهم وأحلامهم يتركون الصبي على هذه الجهة لكي يتجاوزوه نحو فتاة صغيرة يتبادلون الحديث معها.عراقية اي ما شاء الله ثم تنتهي الشيمة العربية بان تمتد اليد الرذيلة هذه لكي تطبع قرصة على ثدي الطفلة أو قرصة من خدها اذا ارتفعت عندهم الشيمة قليلا. لا اريد سرد المزيد من هذه التفاصيل لكي لاازيد من جراح العراقيين وآلامهم. العراقيون الذين ابتلوا باولاد الشوارع الساقطين اما كحكام لهم او ارذال عبر الحدود الطويلة واتمنى ان يكون ردنا على مساوئ هؤلاء بان نلقنهم درس لا ينسونه وذلك عبر بناء العراق الحر الديمقراطي الخالي من الجريمة والشواذ رغم انف كل من لا يريد للعراق التقدم والحرية والسلام وان نتركهم لقمامة الماضي ولصفحات التاريخ الذي لا يرحم



#عماد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام عرف بانه سيقدم للمحاكمة قبل ان يحتل الامريكان العراق
- العراق ارقى دولة في العالم
- الكذب اول رأسمال بدأنا نستـثمره في العراق
- حل الجيش العراقي من قبل المحتل الامريكي يعطي ثماره
- تاريخ الزرقاوي يتطاير عبر الأثير في الاردن
- الله اكبر.. هاتوا المصحف!
- اسامة بن لادن... صقرامريكا ونجمتها المحروقة
- هل سيعود نظام الحزب الواحد بعد انتهاء احتلال العراق؟
- من الذي كتب رسالة ابو مصعب الزرقاوي ؟؟
- قليلاً من الحياء يا تجار المخدرات
- السياسة وفن الملاكمة


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عماد الطائي - مآسي العراق أم خسة النماذج العربية