أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - إدريس ولد القابلة - الدبلوماسي الأمريكي الذي يتقن لغة الضاد















المزيد.....

الدبلوماسي الأمريكي الذي يتقن لغة الضاد


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 18:47
المحور: سيرة ذاتية
    


كريستوفر روس
الدبلوماسي الأمريكي الذي يتقن لغة الضاد

شهور قليلة قبل تعيينه مبعوثا خاصاً للأمم المتحدة بالصحراء استشرى اسمه في كواليس دوائر صناعة القرار الدولي المؤدي إلى المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.
لقد جاء السفير كريستوفر روس ليعوض الهولندي بيتر فان فالسوم الذي انتهى انتدابه مع متم غشت 2009، بعد أن أعلن أن الاستقلال الذي يرنو إليه الانفصاليون أمر غير واقعي، ورفضه تجديد مهمته و إعفائه منها.
في مشواره كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة في قضية الصحراء نعته المحللون أحياناً بالإطفائي الذي يهرع إلى تذويب خلافات الأطراف، لكنه غالبا ما فشل في هذه المهمة، وأحيانا أخرى ينعتونه بمشعل الحرائق بسبب بعض التخريجات التي يطلع بها على حين غرّة، والتي قد تغضب هذا الطرف أو ذاك.
فمنذ البداية عرف كريستوفر روس أن مهمته سنكون أصعب مما تصورها.
شغل روس سفير الولايات المتحدة الأمريكية بدمشق ثم بالجزائر، اعتباراً لخبرته في الملفات والقضايا العربية وإتقانه للغة الضاد.
دبلوماسي داهية خبر الملفات والقضايا الشائكة التي أرهقت العالم. واضطلع لسنوات بمهمة المكلف، بامتياز، بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالإدارة الأمريكية.
إن أطوار كريستوفر روس غريبة، إذ انتقل من مدير المركز الثقافي الأمريكي بمدينة فاس إلى موقع موظف سامي بالإدارة الأمريكية مروراً بتمثيل بلده كسفير.
إن الرجال الكبار يدشنون مشواراً جديداً بعد سن التقاعد القانوني، وكريستوفر روس من طينه هؤلاء. فرغم تجاوزه هذا السن ظل يتجول، عرضا وطولا، منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كمستشار دبلوماسي للإدارة الأمريكية.
يراه الكثيرون يتذبذب في مواقفه وقراراته، وهو القادم من مدرسة برغماتية بامتياز والمعتمد على سياسة الممكن، ولا يهم اللون أو المبدأ، مادام القضية تتعلق بمصلحة الوطن.
كريستوفر روس الذي سرقته السياسة من الدبلوماسية، استغرقته التزاماتها التي لا تنتهي، لينتهي به المطاف إلى الجمع بينهما، متنقلا من فضاء لآخر، ومن ملف لآخر تحت مظلة البيت الأبيض.
إنه ليس مجرد عابر في حائط الدبلوماسية الأمريكية لكنه ظل أحد أقطابها خلافا لكيسنجر وغيره من الدبلوماسيين الأمريكيين الكبار، لم تكن علاقة كريستوفر روس طيبة ووثيقة بالقلم، إنه مقلّ جداً في لإصدار مؤلفات مرصودة لعموم الجمهور، لكن تقاريره ومحاضراته كانت غزيرة، ولم تكن هذا بالمرّة ليقلل من قوّة تأثيره.
في هذا المضمار قال عنه المضمار قال عنه أحد المقربين:
ظلت قوّة كريستوفر روس تكمن في جذوة وعمق تحليلاته وحرارة النقاش التي دأبت على إثارتها في جميع الأوساط القريبة من المكتب البيضاوي ووزارة الخارجية ولجان الكونغرس المهتمة بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وراء البحار وفي جميع أنحاء العالم.
تعددت المواضيع والإشكاليات التي اهتم بها كريستوفر روس لكنها ظلت تسبح حول فلك المصالح الأمريكية عبر العالم،لا سيما بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتواترت أقوى تقاريره ومدارات أبحاثه الخاصة لصالح المجالس على المكتب البيضاوي حول همّ واحد لا ثاني له، إنه موقع أمريكا، آنيا ومستقبلا، خارج التراب الأمريكي. في كرسيتوفر روس اجتمع الدبلوماسي الناجم والوسيط الفاشل وهو المولود بالإكوادور سنة 1943 فلم تكون الغلبة؟ يبدو أن تدبيره للوساطة في المفاوضات الخاصة بالصحراء من شأنها أن تجيب على هذا السؤال قريباً.
من كل وسطاء الأمين العام للأمم المتحدة يبقى كريستوفر روس الدبلوماسي السياسي الذي ينغمس عميقا في قضايا وشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بدون منافس الآن، والخبير بدروب ظلت توليه الولايات المتحدة الأمريكية الأهمية البالغة من وراء الستار رغم التظاهر أحيانا بعكس ذلك.
وجاء تعيين كريستوفر عقب إنهاء كونداليزا رايس جولتها المغاربية والتي كانت آخر محطة لها الرباط، وسيستعد المبعوث الأممي الجديد للجولة الخامسة من المفاوضات بين طرفي النزاع.
حذر المبعوث الخاص الأمين عام الأمم المتحدة في الصحراء الغربية من مخاطر المأزق الذي يواجهه ملف الصحراء الغربية. المحلل السياسي المغربي علي أنوزلا يرى، في التعليق التالي، أن تحذيرات الوسيط الدولي ربما تكون مجرد صيحة في واد
حذر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، كريستوفر روس، من احتمال وقوع تدهور خطير في نزاع الصحراء الغربية إذا لم تبادر الدول الكبرى ومجلس الأمن الدولي إلى الضغط على الأطراف المعنية، المغرب وجبهة البوليساريو، لتبني مواقف مرنة في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بينهما منذ أكثر من عقد من الزمن دون تحقيق نتائج ملموسة.
موقف ثالث مبعوث أممي يتولى إدارة هذا الملف كشف عنه لصحيفة "الباييس" الإسبانية في وثيقة سرية، استعرض فيه هذا الدبلوماسي الأميركي المساعي التي قام بها بين المغرب والبوليساريو منذ تعيينه في المنصب منذ سنتين تقريبا.

وقدم روس صورة سوداوية لمستقبل أقدم نزاع في القارة السمراء، وجاء في الرسالة/ الوثيقة أن المبعوث الأممي لم يستطع إقناع طرفي النزاع بالتخلي عن مواقفهما. وطالب بدعم مجلس الأمن الدولي ومجموعة أصدقاء الصحراء. وانتقدت الرسالة غياب الإرادة السياسية عند طرفي النزاع لبدء مفاوضات حقيقية، مسجلا بأنهما لم يعطيا أي اهتمام خاص لإجراءات الثقة التي دعت الأمم المتحدة إلى إرسائها بينهما.

ولأول مرة منذ بدء المفاوضات المباشرة بين الطرفين قبل ثلاثة عشر سنة، تحت رعاية الأمم المتحدة، يشير مبعوث أممي إلى أحد الطرفين ويتهمه بالتشدد في موقفه، عندما قال روس بأن المغرب لا يقوم بمساعي ومجهودات، فالبوليساريو، حسب رأيه، قبلت بحث مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط، لكن الأخيرة رفضت بحث اقتراح البوليساريو الذي يقوم على بتنظيم استفتاء لتقرير المصير لسكان الإقليم المتنازع عليه.

ويذكر أن المغرب يعرض على سكان الصحراء حكما ذاتيا واسعا يبقيها تحت سيادته وهو ما ترفضه بوليساريو مدعومة من الجزائر وتطالب باستقلال الإقليم من خلال استفتاء لتقرير المصير يتناول ثلاث نقاط هي الاستقلال وخياري الحكم الذاتي والاندماج اللذين يطرحهما المغرب.
و كان صدور وثيقة المبعوث الأممي عبارة عن ناقوس خطر دقته الأمم المتحدة التي لم تخف تشاؤمها بشأن إمكانية التوصل إلى حل للمشكل الذي بات يهدد مصداقيتها. فقد قال روس صراحة في رسالته إن "استمرار الوضع على ما هو عليه على المدى الطويل غير مقبول". وهو ما تم تفسيره بأن المبعوث الحالي لا يرى أي جدوى من استمراره في مهمة الوساطة التي بدأ بمباشرتها منذ سنتين ورسم لمستقبلها صورة سوداوية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يصدم فيها مبعوث أممي يتولى إدارة المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بين طرفي النزاع منذ توصلهما إلى اتفاق لإطلاق النار عام 1991 بعد ستة عشر سنة من الصراع المسلح. فأول وسيط أممي في هذه القضية هو جيمس بيكر، وزير خارجية أميركا السابق، كان أول من جمع طرفي النزاع في مفاوضات مباشرة عام 1997، وبعد خمس سنوات من العمل الدبلوماسي المضني اضطر أشهر وزير خارجية أميركي إلى إعلان استقالته من الملف بعدما اصطدم بتمسك كل طرف بمواقفه.
وإذا كان الوسيطان الأمميان السابقان قد أعلنا عن انسحابهما من الملف بهدوء بدون أن يحملا أي من الطرفين مسؤولية فشلهما في مساعيهما، فإن المبعوث الحالي يعتبر أول وسيط أممي يطلب تدخل مجلس الأمن والعواصم المؤثرة في النزاع للتدخل والضغط على طرفي النزاع لإبداء إرادة سياسية حقيقية في اتجاه البحث عن التسوية. وحسب مصادر دبلوماسية متطابقة فإن العواصم المعنية بمطالبة الوسيط الأممي هي واشنطن ومدريد وباريس.
لكن إلى أي حد ستستجيب هذه العواصم إلى مثل هذه الدعوة؟
في الوقت الذي يواصل فيه المبعوث الأممي الجديد لإقليم الصحراء "كريستوفر روس" مشاوراته مع الأطراف المتنازعة حول الإقليم، توقع خبراء مغاربة ألا تسفر جهوده عن حل للأزمة في المستقبل القريب، مرجعين ذلك إلى أنه سيواجه ذات التحديات التي واجهها سلفه "بيتر فان فالسوم"، وحالت دون وصوله إلى حلول جدية على الأرض.
"الصحراء الاسبوعية"



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس جمعية -الصحراء المغربية- يدعو إلى إطاحة النظام الجزائري
- رفع اليد عن ملف الصحراء والحوار مع الانفصاليين
- الأعيان يغتنون والشباب يتمردون، فما العمل؟
- المغرب :شؤون عسكرية
- هل حياة فرحات مهني -القبايلي- في خطر؟
- العقار والسكن بالأقاليم الجنوبية بالمغرب
- الحق في الولوج إلى المعلومة بالأقاليم الصحراوية المغربية
- الأحزاب السياسية لا يمكنها بلورة نظرية وتصور ورؤية حول «الجه ...
- البروفيسور حكيمة حميش، رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة السيدا ...
- غليان ،غضب و سخط...و فيضانات
- هل حان الوقت لرفض السلطة التي توفرها أساليب الارتزاق السياسي ...
- الأحزاب السياسية بالصحراء العين بصيرة و اليد قصيرة
- أية جهوية يريد المغرب؟
- اختلالات تغتال الأمل
- الفراغ السياسي يسمح لمحيط الملك بالإثراء غير المشروع
- مظاهر الثراء و الجاه والسلطة والنفوذ بالمغرب السعيد
- هل الدبلوماسية المغربية تتصحر؟
- نشأة -البورديل- بالمغرب
- أبرز المطبوعات المغربية الناقدة تواجه مصير الإغلاق
- -من حفر حفرة لجاره يسقط فيها-


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - إدريس ولد القابلة - الدبلوماسي الأمريكي الذي يتقن لغة الضاد