سليم الحكيم
الحوار المتمدن-العدد: 943 - 2004 / 9 / 1 - 10:42
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
"الصرخة" إسم لوحة لرسام نرويجي؛.. في كل تفصيلة فيها تنقل اليك تألم المظلوم عندما لا يرى أمامه من أو ما يستجير به ؛ ألمٌ صادر من كل خلية في دماغك و قلبك وكأنهما معصوران بين فكي أسنان الذئاب البشرية في زنزانات التعذيب، للنظام الوحشي المقبور، بل وفي كل زاوية من العراق .
هذا الألم تماما إنتقل الي، عندما قرأت قبل أيام خبرا يقول، أن" مجلس الوزراء" حدد يوم 30 آب الحالي آخر موعد لقبول طلبات المفصولين السياسين الى وظائفهم.
لم أصدق عيني لهذه النكتة البائخة في العهد الجديد جدا جدا!!هل حقا سيضيع حقك من جديد أيها المفصول سياسيا، بعد أن أغتصبه النظام قبل عقود من الزمن، و أنت مكتوف اليدين والقدمين وعلى فمك يد الغاصب العفنة لأنجس الساقطين عبر التاريخ ؛ هل حقا أنهم يدوسون مرة أخرى على رأسك بثقل الظلم القديم و معصرة الظلم الجديد !
للمظالم نفس التأثير! إن وقعت قديما أو جديدا ... ولكن أن تقع من أناس وثقت بإدعائاتهم ،، بأنهم حماة العدل وضد الطغيان والجبروت الصدامي ،، وبأنهم سيعيدون البسمة الى شفاه المظلومين فتلك لقسمة، الموت منها أرحم .!!
كيف سمحتْ ضمائرُ الجالسين ، في ديوانية "مجلس الوزراء" وبجرة قلم، ذبح الأمل الوليد الذي ناضل من أجله كل الشهداء الأموات منهم والأحياء ...الأمل في فناء كل آثار القهرالساحق الذي أراد قتل العزة والموقف ، لدى أشرف من عاشوا على أرض الرافدين، ذلكم الذين قالوا : كلا لن نبيع كبريائنا وشرفنا بالتنازل عن المبادئ و الكلمة الشريفة مقابل لقمة العيش الملطخة بدناءات نظام القتلة .. فليفعل ما يريد من نقل وظيفي وإبعاد و فصل و مصادرة وثم الأنقضاض على الضحية المناضلة إذا سقطت في الفخ ....
أقول لمجلس وزراء عهدنا الجديد جدا جدا !! هل أُعطيتم صولجان الحكم؛ و عصا القيادة، لكي تسحقوا بهما حقي الأنساني، في العمل و في مستحقاتي من سنين الجهد والنضال الذي إغتصبهما الوحش الصدامي .
كلا ثم كلا... لا يحق للمجلس شرعنة إسقاط الحقوق بالتقادم ؛ و لن يسمح المفصولون السياسيون له ذلك، حتى وإن أعاقتهم الظروف القاهرة من العودة الآن .
الصحيح أن لوحة "الصرخة " سرقتها عصابة، من سراق الآثار الفكرية والثقافة الأنسانية من المتحف في "أوسلو" النرويج قبل فترة قصيرة ،إلا أن صرخة المفصولين السياسين أن"إلغوا قراركم المجحف و أطلقوا حق المطالبة من دون يوم محدد لسقوطه "، صرخة المظلومين هذه، محال أن يسرقها أحد عبر الزمان .
#سليم_الحكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟