يا مجلسا ً!! تسعيركم الشلغم أثلج صدورنا!

سليم الحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 742 - 2004 / 2 / 12 - 07:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

سمعت هذا النداء عندما كنت طفلا صغيرا كان حديث الناس يدور عن سوء حالهم المعاشي، و مشقة الحصول على كل فلس؛ ليتجمع عدد منه يكفي بضعة أقراص خبز وعدد من ثمرات الطماطم والفجل والبصل و وو......وفي أحسن الأحوال الرز"التمن" وكانت  ليلة الجمعة مناسبة لطبخه؛ و لم يكن الدجاج محسوبا على مائدة الأكل العادية ؛و أما اللحم فكان متيسر بشكل يومي، على موائد العوائل الميسورة فقط ؛ و كان النضال في سبيل الخبز و تخفيض الأسعار جزئا ً مهما ً من النضال اليومي المطلبي.
واليوم تتطاير أمامي ذكرى أوراق بيضاء مطبوعة بكتابات، توزعت في محلتنا في فجر ذلك اليوم. 
 و ببساطة الطفل الفضولي رفعت من عتبة بيتنا واحدة من تلك الأوراق المطبوعة ،وانا في طريقي مع الغبش الى المدرسة؛ و قرأتها مع طفلين آخرين كانوا قد سبقوني في غرفة الصف؛ كان موضوعها عن غلاء الأسعار والخبز و أشياء أخرى.
 وما تزال تتطاير كالفراشة أمام عيني الآن وبعد أكثر من " 54" عاما كلمة" التمن" وإن صحت ذاكرتي كانت الورقة منشورا موقعا من الحزب الشيوعي العراقي .        
ومن شدة القلق الذي أصاب حكومة نوري السعيد إهتمت جدا جدا !! بالتسعيرة و لكن ليس  التمن و اللحم أو الخضروات المهمة أو الفواكه !! بل السكر والشاي؛ و قماش الخام المستعمل للأكفان ؛رأفة بالموتى أن يرحلوا أنصاف عراة- حيث أن المكفنين تعودوا آنذاك سرقةجزئ من أكفان الموتى، مثل العملة الصعبة هذه الأيام-  أو خوفا من ثأرهم في الآخرة؟؟ و لم تنسى الحكومة بالطبع تسعير الشلغم "اللفت" أيضا.
 ولم يفت ذلك أحد المتفكهين؛ فمن حر قلبه و بطنه الخاوي؛ أرسل برقية تهنئة الى الباشا نوري السعيد على قراره العظيم؛ واذيعت البرقية من الراديو؛ فبعد قرائة ديباجة التمجيد والتفخيم؛ إرتفع صوت المذيع فجئة و بلحن المنتصر؛؛ تسعيركم الشلغم أثلج صدورنا!!!
و اليوم بعد كل تلك السنين العجاف أحب أن أهنئ أعضاء مجلس الحكم ببرقية -- مع أني لا أعرف عنوانهم البريدي ولاعنوان إذاعة بغداد-- على قرارهم التاريخي و الإستراتيجي رقم "118" الذي لن يثلج صدور؛ المفصولين السياسيين أو المتقاعدين المنتظرين بصبر و ليس صدور العاطلين الجياع و لا عوائل الشهداء و ضحايا - الفاشست و من عَبّدَ طريقهم للحكم-.
 و لكني بالعناد و إنطلاقا من واجب التشجيع على فعل الخير!! أكتب الى مجلس الحكم الكريم جدا جدا!! "تسعيركم الشلغم أثلج صدورنا فسيروا و عين الله ترعاكم" عسى أن ينبض عرق الشهامة العراقية!! فيصدروا قرارات قابلة التطبيق والتنفيذ لصالح الشعب العراقي وغدا لناظره قريب!!!!

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل