أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفار عفراوي - ابراهيم سبتي: القصة القصيرة ليست نزهة















المزيد.....

ابراهيم سبتي: القصة القصيرة ليست نزهة


غفار عفراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3105 - 2010 / 8 / 25 - 16:59
المحور: الادب والفن
    



- حاوره / غفار عفراوي



القاص والروائي ابراهيم سبتي ، يكتب بهدوء وينشر نتاجه بذكاء الحريف المتقن لعمله . لا يحب الظهور والبهرجة . يؤمن بالابداع المؤثر في المشهد .. تشكل تجربته واحدة من التجارب المتميزة في القصة العراقية . التقينا في مشغله القصصي وكان لنا معه هذا الحوار ..



* اعتقد ان تجربتك في كتابة القصة القصيرة تمتد لأكثر من ثلاث عقود، ما هي مواصفات القصة القصيرة الناجحة؟

ـ القصة هي ابداع استثنائي ، فيها يكون القاص في مواجهة مباشرة مع الاخرين وعليه ان يتقن صنعته جيدا . القصة الناجحة هي التي تصل الى الناس دون حواجز وعقبات اضافة الى توفر شروط نجاحها الفنية الاخرى ..

* كيف تنظر إلى الحركة النقدية في العراق؟ وهل ساهمت في فرز وتقييم النصوص القصصية ؟

ـ التأشير النقدي ليس سهلا ابدا .. ولذا كان المشهد النقدي العراقي مهما في تقييم اية فعالية ابداعية ومنها القصة القصيرة .. لكني ارى بان النقد العراقي لم يكن مواكبا تماما للمنجز القصصي العراقي عدا بعض المحاولات الجريئة لبعض النقاد التي اكدت على ريادة الفن النقدي في العراق ..

* سهولة النشر على الشبكة العنكبوتية وظهور آلاف القصص ومئات الكتاب هل يصب في مصلحة القصة القصيرة أم يتيح الفرصة أمام الطارئين لاقتحام وتشويه هذا الفن الجميل؟

ـ اعتقد بان سهولة النشر حالة سلبية اكثر منها ايجابية . لان النشر دون محددات سيجعل المنشور كله امام حالة من الاستياء العام لدى المثقف الملتزم بقراءة الابداع وستختلط الاوراق عند بعض مستخدمي الشبكة ، الا ان النص الجيد يعرف مباشرة من خلال الفرادة والتميز ولكن هذا لايمنع من ضياع الكثير من النصوص الممتازة في مهاوي الكثرة المعروضة .

* هل هناك فرق بين القصة القديمة والقصة الجديدة ؟

ـ القصة واحدة منذ نشاتها في الغرب على يد ادغار الن بو الذي جعل منها قصة مقروءة بجنس ادبي قائم بعد ان كانت تنتشر على شكل حكايات . ومن ثم جعل جوجول قيمة فنية لها حتى قال الكاتب الروسي مكسيم غوركي كلنا خرجنا من معطف جوجول . وفي فرنسا كتبها دي موباسان ، فصار لها تاريخا منذ اولئك . وكانت القصة تحوي على شخصيات وزمان ومكان وحدث وهو نفس عناصر القصة الجديدة . الا ان تطور الزمن جعل من القصة القصيرة نوعا من الفنون التي يجب ان تتطور وترتقي مع التطور العام في جميع المجالات . فكتبت القصة القصيرة باستخدام تقنية تشتمل على بناء معاصر بلغة محكمة وبتيار وعي وهو تداعي وتشابك الرؤى داخل الشخصية القلقة اضافة الى استخدام الرمز وهو البعد المقابل للغة المستخدمة وفقا للمرموزات التي لا يصرح بها الكاتب .. الشخصية القصصية الحديثة صارت تمتلك وعيا مغايرا لانها تعكس بالضرورة وعي الكاتب الذي صار عليه ان يتلبس الحدث المقرون بالرمز واستخدام مسارات محددة للشخصية التي يتحكم بها .

* كيف ترى المشهد القصصي في العراق عموماً، و ساحة الناصرية بصورة خاصة؟

ـ تقتضي ضرورات العصر ان يكون المشهد القصصي مواكبا لكل تطور جديد في مفاصل المجتمع . والمشهد القصصي العراقي ، حالة خاصة فهو يتمتع برؤية مميزة لكل مجرياته وبالتالي كان عليه ان ينقل ماجرى في البلاد في متون القصص والروايات . وهذا ما انعكس على مجمل الانتاج القصصي العراقي . راهنا ، القصة العراقية تجارب انفرادية تقوم على اساس الوعي المتميز للقصاصين الذي يكتبون بحرقة والم وبثقافة عالية . في الناصرية المشهد القصصي ، مشهد حيوي ومتحرك ومتغير حسب نوع الكتابة او العوامل المحيطة . فالمدينة تمتلك مقومات قص جيدة اضافة الى كونها مدينة شاعرة . القصاصون الشباب بدؤا يتحركون بخطوات ممتازة سيما ان بعضهم اصدر مجموعة قصصية او رواية وهذا مؤشر ايجابي يرفع من منسوب القصة ومستواها في الناصرية التي اخذت تتصاعد وتيرة القصة فيها منذ وقت طويل وخلدت اسماء مهمة في مسيرة القصة العراقية ومازال بعضها متواصلا ..

* من أين تولد لديك فكرة كتابة القصة؟

ـ القصة اولا واخيرا هي فكرة . تولد الفكرة قبل الشروع في الكتابة بمفهومها الابداعي السردي وتتوارد بعدها طريقة البناء وفقا لاسلوب الكاتب .

* هل تكتب يومياً؟ وأي وقت تفضله للكتابة؟ وهل لديك طقوس خاصة حينما تكتب؟

ـ القراءة اولا ومن ثم الكتابة ، القراءة لها اهمية كبيرة في مجال التثقيف العام والتواصل مع الآخر .. والكتابة لها اوقات خاصة لايمكن ان تكون مرتبة او موضوعة ضمن جدول زمني . اعتقد ان الكتابة لها وقت غير وارد احيانا في سجل المشاغل والالتزامات . اما الكتابة اليومية فهذا لا يمكن ابدا لانه سيضر بامكانية القراءة والاستحواذ على وقتها . اما افضل الاوقات فهو عندما تكون الفكرة ناضجة وربما الاوقات التي تجبرني على الكتابة وخاصة في المساء الممتد الى الفجر ..

طقوس الكتابة هي الجو المناسب الذي يجعلك تفكر ان تكتب شيئا . وليس كل الاوقات اكتب فيه القصة القصيرة ، فلدي التزامات مع بعض الصحف بكتابة اعمدة اسبوعية ومقالات ادبية مختلفة ناهيك عن الوقت المخصص للرواية والذي احاول ان اقتطعه من يومياتي .

* من خلال تجربتك مع القراء، ما هي أقوى ملاحظة اخترقت مسامعك ووجدانك من قارئ من القراء؟ وما هي أطرف ملاحظة تلقيتها من جمهور قراء تكتب له؟

ـ القاريء هو الطرف الآخر المهم لتسويق النتاج الابداعي ، ولولاه لما عرف أي اديب لان محور العملية الابداعية تتكون من صانع النص وقارئه وناقده . وهذا معناه ان القاريء مهم في العملية برمتها . اتذكر ان صديقا قال لي مرة بانه لم يفهم اية كلمة من احدى قصصي التي قرأها وكانت منشورة في مجلة الاقلام . وعندما اجبته بضرورة اعادة قراءتها ضحك وقال بانه قراها ثلاث مرات ..

وعندما احضرتها له بعنوان اخر وكانت مكتوبة باليد طلبت منه قراءتها . ولما غاب ساعة ، عاد ضاحكا وقال بانه لم يستمتع بقراءة قصة كالتي قراها . وكان كلامه غريبا .

* الثقافة والسلطة، الإبداع والرقابة، والأفق اللامحدود والخطوط الحمراء... ما هو موقفك من هذه الثنائيات؟ وكيف تموقع كتاباتك بينها؟

ـ الكتابة تعبر كل الحواجز . ولذا كان لزاما علينا ان نكتب في فترات كثيرة باخفاء القصد خلف السطور ونخبأ المعنى بعناية خشية تفسيرة سلبا فنكون من الخاسرين .

الا ان فترة الحرية في الكتابة هي الفترة التي لم نخبا شيئا فيها . اتذكر ان احد الاصدقاء من محرري الصفحات الثقافية طلب مني كتابة تعهد خطي قبل نشر احد القصص لانه يخشى التأويل وكان الوضع مشحونا واصحاب التقارير على الاستعداد التام لنفيك خارج الحياة لمجرد تاويل بسيط في الفكرة المطروحة .



* هل هناك شخص تطلعه على قصصك قبل نشرها ؟ من هو ؟

ـ الاجابة على هذا السؤال صعبة جدا فربما يفسر الجواب على غير القصد .. ولكن لكي افحص القصة فنيا ، لا احد اعرضها عليه . ولكن احيانا اعطي فكرة القصة قبل نشرها في احاديث خاصة دون قراءة النص .. وهذا يعني اني لا اطلع أي احد على قصصي .



* من هو قارئك المفترض؟ كيف تتصوره؟ كيف تتوقع تفاعله مع إنتاجاتك؟

القاريء الجيد هو القاريء الذي يفرز الغث من السمين وقد اطلق ستاندال على هؤلاء بالقلة السعيدة .

* " مطرب الحي لا يطرب" شعار عامي لكنه يلقى صدى لدى النخبة أيضا. فالمبدع العربي والمبدعة العربية محصنان ضد القراءة للمبدع الجار والمبدع ابن البلد. فأغلب المبدعين العرب حين يتعلق الأمر بإبداء رأي حول الكتاب الذين يقرؤون لهم، يقفزون مباشرة للضفة الأخرى والأسماء الأخرى. لمن تقرأ حاليا ؟

ـ تنوع القراءة مطلوب للاديب والمثقف والقاريء العادي . ولكن اختيار المقروء هو الذي يحدد نوعية القراءة . اقرا كثيرا للكاتب الارجنتيني بورخس المتمرد الاول في فن القص .. لا يمل من التفاصيل الغريبة والغامضة والالغاز المحتاجة الى اجوبة دائما ، هو غريب في فنه كما هو غريب في حياته التي عاش جلها في عمى وفقدان كامل للبصر . فنان في اللعب على معمار الجمل والعبارات التي تعطي صورة قصصية ليس من السهولة الحصول عليها ابدا . وكذلك احب روايات البرازيلي باولو كويلو وخاصة رواياته الفذة الخيميائي وعلى جسر بيدرا جلست وبكيت ورواية الشيطان والسيدة بريم انها روايات لايمكن ان تتكرر ابدا .



* ماذا يعنى كونك كاتب قصة قصيرة؟

ـ كاتب القصة القصيرة لا يشبه الادباء الاخرين ، لماذا ؟ لانه دائم الالتقاطات للاحداث ودائم التدوين للملاحظات والمقاطع والجمل والعبارات . وهو سارد يحتاج الى وقت طويل لانجاز قصته قياسا بالأدباء الآخرين .



* ماهى الروافد التى ساهمت فى تشكيل عالمك القصصي؟

ـ كل قاص او لنقل كل اديب ، له مصادر معرفته الاولى وقراءاته . لولا القراءة لما تحدث الكتابة ابدا . الذي لا يقرا لا يكتب . وان كتب فانه سينضب سريعا . اما روافد عوالمي الثقافية ، فأقول بصراحة باني نشأت في بيت أدبي وثقافي ، وجدت كل اخوتي لهم اهتماماتهم الادبية والثقافية فاخي الاكبر كان يكتب القصة والنقد وينشر كتاباته في الستينيات . اما اخي الاخر فهو الشاعر المعروف كمال سبتي وهو شاعر له مكانته المتميزة في الشعر العراقي والعربي الحديث . اما القراءات فكانت متنوعة ولم اعرض عن قراءة كتاب ابدا ، اي كتاب يقع بين يدي اقرأه . وكذا فعل اخي الاصغر رياض المغترب الان ، فهو ناقد جيد وكاتب له شان اضافة الى كونه عمل في المسرح طويلا .

* هناك كتاب يقولون ان القصة تكتبهم ، هل تكتب القصة أم هى التى تكتبك؟

القصة عملية معقدة ، التفكير بها ليس هينا تماما ، لذا هي مخاض وليس نزهة ابدا ..

* ما ذا لديك من منجز جديد ؟

ـ اصدرت مؤخرا روايتي الجديدة ( جنة العتاد ) لتدخل عالما متناقضا من القيم فاضحة الضمائر القلقة والمستلبة والنفوس الصغيرة التي تسقط في براثن السرقة واللصوصية حين تكون سارقة للاثار العراقية في مدينة الناصرية بعد الفوضى العارمة التي اعقبت سقوط النظام ودخول المارينز . لقد تحدثت الرواية عن قلق الانتماء وقلق اتخاذ القرار بعدم المشاركة في نهب الكنوز المدفونة والتي لا حماية لها سوى الضمير المتقد بجذوة البلاد المنكوبة . سجلت الرواية اندفاعا متسلسلا للاحداث رغم انتقالات الزمن المتنوعة التي ساح فيها عبر عقود من الخسارات والحروب والحصارات . انها رواية الانكسارات في زمن الفوضى .

ويمكن اعتبارها ، رواية السرد الحاضن للحدث ولكون الحدث قد انزاح وفق آلية الخطاب الروائي المعاصر الذي استوجب اظهار السرد المتدفق بمشاهد الانتقالات السريعة وعد الثيمة الروائية دعامة السرد المنساب بلغة الحرفة الروائية .

وقد اصدر القاص ابراهيم سبتي روايته الاولى وعنوانها ( نخلة الغريب ) عن دار الشؤون الثقافية في بغداد وقبلها اصدر ثلاث مجاميع قصصية هي ( الغياب العالي ) عن دار الشؤون الثقافية و ( ما قالته الضواري ) عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق واصدر مجموعته ( نهار بعيد ) على نفقته . وستصدر له عن دار الشؤون الثقافية مجموعته القصصية الجديدة ( طائر في غيبوبة ) . يعمل حاليا على اصدار صحيفته الادبية ( أرى ) المتخصصة في القصة والسرد والفنون المعاصرة .



الناصرية



#غفار_عفراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازدواجية في شخصية الإعلامي
- شعر
- الصلاة مع الملائكة
- ... لذا أصبحت ( العراقي سابقا )
- كيف يدافع الشعب عن نفسه يا مرجعية !؟
- ملف خاص بقضية إعادة اللاجئين العراقيين
- شكسبير
- معاهدة بورتسموث ومعاهدة العراق الجديد
- بعد حرمانها حتى من مقر يؤويها نقابة الفنانين في الناصرية تشك ...


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفار عفراوي - ابراهيم سبتي: القصة القصيرة ليست نزهة