أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالغني بريش اللايمى - أين مليار ونصف المليار مسلم ومليارديرات العرب من كارثة باكستان ؟















المزيد.....

أين مليار ونصف المليار مسلم ومليارديرات العرب من كارثة باكستان ؟


عبدالغني بريش اللايمى

الحوار المتمدن-العدد: 3104 - 2010 / 8 / 24 - 08:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسم الله الرحمن الرحيم
أين مليار ونصف المليار مسلم ومليارديرات العرب من كارثة باكستان ؟
عبدالغني بريش اللايمى/ الولايات المتحدة الأمريكية

عندما ضربت أعاصير كاترينا وريتا عددا من الولايات المتحدة الأميركية الجنوبية كــ ( لويزيانا ، ميسسيبي ، ألآباما ، 00 الخ ) في عام 2005 ، علل بعض العرب هذه الكارثة بأنها عقاب إلهي جماعي للولايات المتحدة الأمريكية على جرائمها في المناطق الإسلامية والعربية 00 حتى ان بعض العِربان والبدو أقاموا أمسيات وليالي الملاح ، احتفالاً بوقوع هذه الكارثة على الشعب الأمريكي 0 أما خطباء المساجد والحسينيات في الدول العربية ، فكانت خطبهم الحماسية الرنانة تنحصر في الحديث عن تلك الكارثة الإلهية كما وصفوها 0 قائلين بأنها علامة ومقدمة إلهية للإنتقام من أمريكا على افعالها وجرائمها حول العالم 0 أما ما يسمونهم بالعلماء المسلمين فدخلوا هم أيضا على الخط ، حيث فسروا الكارثة تفسيرا دينياً متطرفا ، حتى ان بعضهم كان قد تنبأ بوقوع الكثير من الكوارث على الولايات المتحدة الأمريكية في الأعوام التالية 00 لكن الغرابة - ان الكارثة التالية وقعت في أكبر دولة اسلامية في العالم وهي ( اندونيسيا ) " تسونامي " ديسمبر 2005 - أي في نفس العام الذي حدثت فيه كارثة " كاترينا - ريتا " 0 وبما ان كارثة " تسونامي " كانت أسوأ بعشرات المرات من أعاصير كاترينا - ريتا ، إلآ اننا لم نسمع تفسيرات وتعليلات إلهية لحدوثها 00 بل سكت علماء الإسلام وخطباء المساجد والخلاوى والحسينيات سكوت أهل المقابر ولم ينطقوا بكلمة واحدة حيالها 00 كما امتنعوا عن تقديم أي مساعدات مادية ومعنوية تذكر لأخوانهم في الإسلام والكتاب 00 في الوقت الذي فتحت فيه دول النصارى واليهود كل خزائنها للمساعدات الإنسانية لهم 0

الآن وبعد مرور خمس سنوات من حدوث " كاترينا " ها نحن أمام كارثة انسانية أخرى في جمهورية باكستان الإسلامية ، وهذه الكارثة تعتبر من احدى أسوأ الكوارث التي تصيب بلدا في السنوات الأخيرة كما وصفها جون هولمز مسؤول الشؤون الانسانية في المنظمة الدولية ، وتسببت كارثة الفيضانات في مقتل 1600 فرد على الاقل ، وتعرض اكثر من 15 مليون فرد لخسائر جسيمة في مساكنهم ومزارعهم ، وهو ما يفوق عدد المتضررين من التسونامي وزلزال هاييتي مجتمعين 0

واطلقت الأمم المتحدة نداءا لجمع 460 مليون دولار لتقديم مساعدات طارئة لباكستان ، وبعد اسبوع من النداء لم تحصد الامم المتحدة سوى نحو 35% منها 0 وللعلم ان نحو الـــــ35% من الأموال التي جمعتها الامم المتحدة كلها جاءت من الدول التي يطلق عليها ( العرب + المسلمين ) بدول الكُفر ، حيث قدمت الولايات المتحدة حتى الآن 150مليون دولار كمساعدات انسانية لضحايا الفيضانات ، كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديم نحو 90 مليون دولار ، وقدمت اليابان نحو 11 مليون دولار امريكي لضحايا باكستان ، كما قررت الكثير من دول الكُفر تقديم مساعدات انسانية لجمهورية باكستان الإسلامية 0

مساعدات الدول الإسلامية

المملكة السعودية وهي أغنى دولة اسلامية لم تقدم مساعدات عاجلة وآنية لمتضرري الفيضانات ، بل اطلق ملكها حملة لجمع التبرعات من الفقراء السعوديين ، ومع نهاية الحملة الشعبية وصل مجموع التبرعات إلى 402 مليون ريال سعودي أي اقل من 100 مليون دولار امريكي ، قدم الملك السعودي منها مبلغ 300 مليون ريال باسم الشعب السعودي ، أما 102 مليون ريال فهي ما تم جمعه عن طريق المواقع المخصصة للتبرعات 0

أما الملك عبدالله ملك مملكة آل سعود شخصيا الذي تبلغ ثروته أكثر من 20 مليار دولار امريكي فقد تبرع بمبلغ 20 ميلون ريال أي اقل من 5 مليون دولار امريكي ، فيما تبرع ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز بمبلغ 10 ملايين ريال سعودي ، وقدم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني ووزير الداخلية السعودي تبرعاً قدره 5 ملايين ريال سعودي 0

وفيما يتعلق بمنطقة الخليج الفارسي التي يمتلك الكثير منها الثروة النفطية للمساهمة ، مثل الكويت - وهي لم تقدم سوى 5 ملايين دولار فقط ، ومثلها سلطنة عُمان ، ولم تقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوى 800 ألف دولار ، في حين قدمت قطر 400 ألف دولار ، أما دولة الإمارات ومملكة البحرين فلم تقدما شيئا رسميا لضحايا الفيضانات 0

أما ليبيا ومعها دول الاتحاد المغاربي الأربعة - تونس ، الجزائر ، المغرب ، موريتانيا ، فلم تقدم مساعدات انسانية لباكستان على المستوى الرسمي حتى الآن 0

أما منظمة المؤتمر الإسلامى التي تجمع في مظلتها أكثر من 50 دولة اسلامية حول العالم ، لم تقدم هي الأخرى مساعدات عاجلة لضحايا الفيضانات ، بل ما زالت تبحث عن سبل مساعدة باكستان فى مواجهة كارثة الفيضانات التى تضربها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع ، حسب ما قال أمينها العام ، أكمل الدين إحسان أوغلو 00 فلتتخيلوا معي أيها السادة والسيدات أكثر من 20 مليون باكستاني مسلم يواجهون الموت البطيئ بينما منظمة المؤتمر الإسلامي تقول بأنها ما زالت تبحث سبل مساعدة المتضررين ! ؟ 00 فلتتخيلوا معي أيضا - كيف كان يكون حال المتضررين لو ان الدول التي يطلق عليها العرب بدول الكُفر والشِرك لم تقدم مساعدات عاجلة من غذاء ومياه شرب وخيام وطائرات عمودية للإغاثة وأدوية وغيرها من المواد الأولية لهم ؟ 0

مساعدات أغنياء العالم العربي والإسلامي :

أما اغنياء العالم العربي وأثرياءهم فقد اختفوا تماما من على شاشات التلفاز والفضائيات التي يملكونها بمجرد سماعهم خبر الكارثة التي ضربت خُمس باكستان ، والسبب في ذلك هو تهربهم من تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية لتقديم المساعدات لإنقاذ من تضرروا من تلك الكارثة الإنسانية 00 وهذا التهرب من القيام بالعمل الإنساني الذي حض عليه الإسلام و" القرآن الكريم " انما يعكس انعدام الضمير العربي وموته 00 بل يعكس المعايير المزدوجة لدى العرب ونظرتهم المختلفة لغير العرب حتى لو كانوا مسلمين ، وحتى في حالات الكوارث الإنسانية 00 وما نظرتهم وموقفهم السلبي من كارثة باكستان إلآ دليل آخر على صحة كلامنا هذا 0 فعلوا الشيئ نفسه عندما واجهت أكبر دولة اسلامية " اندونيسيا " كارثة الــ ( تسونامي ) في ديسمبر عام 2005 0

أما أثرياء المشيخات وأمراء دول الخليج ، فمعظم المصادر الغربية الاستخباراتية تشير إلى انهم أكبر الممولين للانشطة الارهابية في افغنستان وباكستان واليمن والعراق وفي دول الشمال الأفريقي ، حتى ان بعضاً من تلك المصادر الغربية تعتقد ان الشيخ اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ربما يكون متواجداً في احدى المشيخات الخليجية الغنية بالنفط وفي ضيافة أحد اغنياءها 00 ولذا لم تكن كارثة باكستان حافزا لهم لتقديم أي مساعدة للمتضررين الباكستانيين 0

إن الدول الإسلامية والعربية لديها سبب ديني لمساعدة باكستان التي هي ثانية كبرى الدول الإسلامية في العالم ، كما ان العمالة الباكستانية الرخيصة ساعدت كثيرا من نمو اقتصاديات دول الخليج 00 لكن سواء كان السبب ديني أو إستراتيجي ، فالحقيقة هي ان مساعدة باكستان يجب ان ينظر إليها من الناحية الإنسانية ، وتقديم الرحمة على التشفي والانتقام والشماتة 0

دول الكُفر والشيطان من ناحيتها قدمت الإنسانية والرحمة على الشماتة والافراح بمصائب الآخرين ، وسارعت بتقديم العون والمساعدات الضرورية واللازمة لمتضرري باكستان ، وحثت دول العالم وكافة المجتمعات البشرية بالتكاتف وتضافر الجهود لتقديم كافة المساعدات لمتضرري باكستان بغض النظر عن اديانهم ومذاهبهم 0 وذهبت الى ان مثل هذه الكوارث قد تصيب جميع الناس دون فرز ، مسلمهم ، مسيحيهم ، يهودهم ، غير الدينيين منهم ، ولا داعي للشماتة والتشفي وتبرير الأمور على انها غضب وانتقام إلهي 0

لكن عرب الشماتة والتشفي الذين كبروا وهللوا ، واقاموا ليالي الفرح والرقص بالمؤخرات ، وتغنوا بالشعر القديم والجديد وبالمعلقات الطويلات ، بمناسبة وقوع كارثة " كاترينا - ريتا " على الشعب الأمريكي في الساحل الجنوبي من أمريكا عام 2005 00 لم يعملوا حتى بقول النبي " ص " الذي يقول ( لا يرحم الله من لا يرحم الناس ) ومعناه الحض على استعمال الرحمة لجميع الخلق ، وعدم الفرحة بأحزان الآخرين 00 بل صمتوا صمت أهل الكهف عندما حدثت فيضانات باكستان 00 فهم لا قدموا مساعدة لمتضرريها ، فلا هم ظهروا على شاشة تلفازهم بالعباءة البدوية ليبرروا لنا سبب حدوث هذه الكارثة البشرية في دولة اسلامية محاطة بالعناية الإلهية كما يقولون ؟ 0

علينا تذكير هؤلاء الشامتون العرب والمتأسلمين الحاقدين ان تقديم يد العون والمساعدة لأي إنسان كان ، مسلما أو غير مسلم ، هو من العزائم الأخلاقية في الاسلام وغيره من الديانات ، والقرآن الكريم ذاته يمنع الشماتة ، أو الفرحة بآحزان الآخرين ، لأن الشماتة والتشفي من أخلاق أولئك الذين اعتلت نفوسهم واختلت مقاييسهم وموازينهم فطفقوا يحترفون الفرحة والضحك بمصائب الآخرين 00 فهل فعلا اعتلت نفوس هؤلاء وأصبحوا دون ضمائر وأخلاق ؟ 0



#عبدالغني_بريش_اللايمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفواً حلايب مصرية يا سيادة الرئيس - والدليل هو !! ؟
- فوز البشير ب 6مليون صوت هزيمة نكراء له 0
- الصادق المهدي والسقوط المُهين !!
- انها صفقة سياسية قذرة يا خليل ابراهيم !! 00
- لقاء الديكتاتوريان السوداني والتشادي في الخرطوم
- بإلله عليكم قولوا لنا كيف أصبح عمر البشير رمزاً وطنياً !!؟
- انتخاب عمر البشير كرئيس للسودان في هذا الوقت خطر عظيم !!
- هل ستحتفل أُمة الحذاء براشق البشير كما احتفلت براشق جورج بوش ...
- أين الضمير الإسلامي والعربي من مأساة - هاييتي - ؟
- يا أيها العِربان هل تقبلون بكشف عوراتكم في المطارات الأمريكي ...
- تخريفات الصادق المهدي في عهد السودان الجديد
- طالما نال السودان استقلاله المزيف من داخل البرلمان فما الذي ...
- ضد تعديل المناهج التعليمية اليوغندية والكينية في ولاية جبال ...
- رجب طيب أوردغان الإسلامي ( بين الإعتراف بإبادة الأرمن والتشك ...
- إرهاب آخر بهوية عربية في ولاية تكساس الأمريكية
- نعم لتصريحات سلفاكير لأن عوامل الوحدة الحقيقية غير موجودة !
- السيد ثابو مبيكي بالله عليك قليلاً من الإنصاف والإحترام للدا ...
- العرب رفضوا مذكرة إعتقال البشير - لكنهم اليوم يتباكون على تق ...
- هزيمة فاروق حسني مؤامرة يهودية أمريكية أوروبية على الأمة الع ...
- هل ما حدث كان مؤتمراً للإعلاميين السودانيين أم مؤتمراً لأبوا ...


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالغني بريش اللايمى - أين مليار ونصف المليار مسلم ومليارديرات العرب من كارثة باكستان ؟