أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - في انتظار التراجع الثاني والأخطر لإدارة أوباما!















المزيد.....

في انتظار التراجع الثاني والأخطر لإدارة أوباما!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3102 - 2010 / 8 / 22 - 15:40
المحور: القضية الفلسطينية
    



في انتظار التراجع الثاني والأخطر لإدارة أوباما!
بالأمس، وغداة صدور بيان "الرباعية" وتوجيه كلينتون "الدعوة"، قُلْت: "أتوقَّع أنْ يسعى نتنياهو عمَّا قريب إلى إظهار وتأكيد أنَّ المفاوضات المباشِرة لن تقيِّد النشاط الاستيطاني بقيود كتلك التي كانت تسعى إليها السلطة الفلسطينية"؛ وقُلْتُ أيضاً: "قد تنجح إدارة الرئيس أوباما في إقناع نتنياهو بأنْ يستمر في هذا التجميد (أي قرار الحكومة الإسرائيلية التجميد الجزئي للنشاط الاستيطاني حتى السادس والعشرين من أيلول المقبل) زمناً أطول، أي حتى نفاد مهلة المفاوضات المباشِرة (12 شهراً بدءاً من يوم بدئها)".

ولقد شرعت حكومة نتنياهو تتحدَّث عن عزمها إنهاء تجميد البناء في المستوطنات بعد السادس والعشرين من أيلول المقبل؛ أمَّا إدارة الرئيس أوباما فقد أوضحت للسلطة الفلسطينية، على ما كشف "كبير المفاوضين" الفلسطينيين صائب عريقات، أنَّها لا تضمن لها عدم استئناف إسرائيل لنشاطها الاستيطاني بعد السادس والعشرين من أيلول المقبل؛ ولكنَّها، أي إدارة الرئيس أوباما، تعتقد بوجود إمكانية كبيرة لاستمرار "التجميد" إذا ما ذهب الفلسطينيون إلى المفاوضات المباشِرة.

لو سألنا ذوي القرار في كل شأن فلسطيني كبير ومصيري، وهم قلَّة قليلة، عمَّا إذا كان قرار الحكومة الإسرائيلية "تجميد البناء في المستوطنات" حتى السادس والعشرين من أيلول المقبل قد أتى بما يسمح للفلسطينيين بقبول الانتقال من المفاوضات غير المباشِرة (التقريبية) إلى المفاوضات المباشرة (في واشنطن، في الثاني من أيلول المقبل) لقالوا جميعاً في إجابتهم: "كلاَّ، لا يسمح".

ومع ذلك، قَبِلوا "الانتقال"؛ وقَبِلوا ضِمْناً أن يستمر هذا النشاط الاستيطاني في أثناء المفاوضات المباشِرة إذا ما وُفِقَّت إدارة الرئيس أوباما في إقناع حكومة نتنياهو بتمديد هذا التجميد بعد نهاية مهلته في السادس والعشرين من أيلول المقبل؛ فإنَّ هذا "التجميد"، الذي قد "يُمدَّد"، لا يمكن فهمه (فهماً يؤيِّده الواقع وحقائقه) إلاَّ على أنَّه استمرار للنشاط الاستيطاني؛ واستمرارٌ له بما يفي بغرض هذا الحكومة، وهو أنْ تؤكِّد للفلسطينيين (وغيرهم) أنَّ هذا "التجميد (أو هذا "الاستمرار")" هو "تنازلها الأقصى" في أمْر الاستيطان، وأنَّ هذا "التنازل" لا يمكن أن يستمر إلى ما بعد السادس والعشرين من أيلول المقبل إلاَّ بما يشبه "المعجزة"، وكأنَّها تريد أن تقول للفلسطينيين "إذا أردتم لهذا التجميد (الذي فيه من الاستمرار للنشاط الاستيطاني، كمَّاً ونوعاً، ما يُلْزِم السلطة الفلسطينية إنهاء كل تفاوض مع إسرائيل وليس رفض الانتقال إلى المفاوضات المباشِرة فحسب) فإنَّ عليكم، أوَّلاً، أن تأتوا إلى المفاوضات المباشرة من دون شروط مسبقة، أي وفق دعوة نتنياهو التي وجَّهها إليكم عبر كلينتون، وأنْ تغيِّروا من مواقفكم ومطالبكم، من ثمَّ، بما يضمن لهذه المفاوضات أن تنتهي بعد 12 شهراً من بدئها (على الأكثر) باتفاقية سلام تلَّبي (من حيث الجوهر والأساس) الشروط والمطالب الإسرائيلية، وإلاَّ انتهى هذا التنازل الإسرائيلي الاستيطاني الأقصى، وعرفت الضفة الغربية، والقدس الشرقية، على وجه الخصوص، نشاطاً استيطانياً لم تعرفه من قبل لجهة حجمه ومداه".

نتنياهو أعلن انتصاره، وشرع يحتفل به، فعبارته الشرطية "أنْ يأتي الفلسطينيون إلى المفاوضات المباشِرة بلا شروط مسبقة" كانت حجر الأساس في "الدعوة" التي وجَّهتها كلينتون، والتي سرعان ما لبَّتها السلطة الفلسطينية؛ والسيِّد والسيِّدة، يفهمان عبارة "بلا شروط مسبقة" على أنَّها قبول "المفاوِض الفلسطيني" التخلَّي عن مطلبه (أو شرطه) الوقف التام للنشاط الاستيطاني، وللخاص منه بالقدس الشرقية (محافَظةً ومدينة) على وجه الخصوص؛ ولسوف يسعى نتنياهو، بدءاً من لحظة توجيه "الدعوة"، وتلبية السلطة الفلسطينية لها، في إثبات وتأكيد أنَّ "عدم الوقف التام" للنشاط الاستيطاني، ومن الوجهة العملية والواقعية، هو معنى قبول الفلسطينيين الذهاب إلى المفاوضات المباشِرة "بلا شروط مسبقة"؛ كما هو معنى "12 شهراً من التفاوض المباشِر".

أمَّا بيان "الرباعية"، والذي فيه ظهر وتأكَّد انتقال "عدوى التراجع" من الرئيس أوباما إليها، فلا أهمية مرجعية أو تفاوضية له، فإنَّ "اللجنة الدولية"، في بيانها، لم تتحدَّث مباشَرةً، هذه المرَّة، عن أهمية وضرورة "الوقف التام للنشاط الاستيطاني"؛ والأهم من ذلك أنَّها لم تَقُلْ إنَّ قبول حكومة نتنياهو "الدعوة" يعني، أي يجب أن يعني، التزامها "الوقف التام للنشاط الاستيطاني"، في أثناء المفاوضات المباشِرة، والتزامها، أيضاً، أن تكون الحدود النهائية للدولة الفلسطينية هي نفسهأ من حيث المبدأ والأساس "خط الرابع من حزيران (1967)". حتى كلينتون نفسها لم تَقُلْ في دعوتها، التي فيها كَسَت "العظام"، أي "شرط نتنياهو، "لحماً"، إنَّ بيان "الرباعية" هو "المرجعية" للمفاوضات المباشِرة؛ بل لم تَقُلْ إنَّها تتَّخِذ من بيان "الرباعية" أساساً لـ "الدعوة" التي وجَّهتها، وكأنْ لا هدف، ولا غاية، لهذا البيان سوى تمكين السلطة الفلسطينية (ومعها "لجنة مبادرة السلام العربية") من سَتْر وتحجيب وتمويه تلبيتها "شرط نتنياهو" من خلال تلبيتها "دعوة كلينتون"!

لقد سَلَّم "المفاوِض الفلسطيني"، وإنْ لم يُعْلِن ذلك، بأنَّ الاستيطان سيستمر (بصرف النظر عن حجمه ووتيرته) في كل أرض فلسطينية (أي في كل أرض من الضفة الغربية والقدس الشرقية) تعتزم إسرائيل ضمَّها إليها، عملاً بمبدأي "تعديل حدود 1967" و"تبادل الأراضي"؛ وإنَّ ما يستأثر باهتمامه الآن، وفي أثناء المفاوضات المباشِرة، هو معرفة "التعويض الإقليمي"، حجماً ونوعاً، ومعرفة الحلول النهائية لمشكلات "القدس الشرقية" و"اللاجئين" و"التناقض بين السيادة (الفلسطينية) ومستلزمات الأمن (الإسرائيلي)".

والتوقُّع الواقعي الآن هو أنْ تأتي إدارة الرئيس أوباما بتراجعها الثاني والأخطر من خلال تقدُّمها إلى الطرفين المتفاوضين، واللذين بينهما "أزمة ثقة" عميقة، بمقترحات وأفكار للتسوية النهائية لتلك المشكلات، تُلبِّي من خلالها كل ما هو جوهري وأساسي من الشروط والمطالب الإسرائيلية، معتقدةً أنَّ الأسباب التي حَمَلَت السلطة الفلسطينية على الذهاب إلى المفاوضات المباشِرة وفق الدعوة التي وجَّهها إليها نتنياهو عبر كلينتون ستَحْمِلها، أيضاً، على قبول تلك المقترحات والأفكار، والتي هي أسوأ من "مقترحات وأفكار (الرئيس) كلينتون"، التي رفضها عرفات، فتسبَّب رفضه لها باغتياله على يديِّ شارون.

أمَّا إذا استجمعت السلطة الفلسطينية من الجرأة ما يكفيها لتفضيل تمرُّد "لا" على خنوع "نعم" فعندئذٍ تُحمِّل الولايات المتحدة وإسرائيل "السلطة" مسؤولية فشل هذه المفاوضات، أو الفشل النهائي لخيار "الحل عبر التفاوض"، ليصبح "خيار غزة" هو الخيار المعمول به إسرائيلياً في الضفة الغربية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تُفْرِطوا في -التفاؤل- ب -فشلها-!
- حرب سعودية على -فوضى الإفتاء-!
- في الطريق من -العربية- إلى -الرباعية الدولية-!
- حُصَّة العرب من الضغوط التي يتعرَّض لها عباس!
- حرارة الغلاء وحرارة الانتخابات ترتفعان في رمضان!
- عُذْرٌ عربي أقبح من ذنب!
- ظاهرة -بافيت وجيتس..- في معناها الحقيقي!
- في القرآن.. لا وجود لفكرة -الخَلْق من العدم-!
- -السلبيون- انتخابياً!
- عباس.. هل يرتدي كوفية عرفات؟!
- صورة -المادة- في الدِّين!
- هل أصبحت -المفاوضات بلا سلام- خياراً إستراتيجياً؟!
- الأزمة الاقتصادية العالمية تنتصر ل -قانون القيمة-!
- هرطقة تُدْعى -الملكية الفكرية-!
- الآلة
- معنى -التقريب-.. في مهمة ميتشل!
- أمراض ثقافية يعانيها -الطلب- في اقتصادنا!
- حكوماتنا هي الجديرة بلبس -النقاب-!
- صورة -المفاوِض الفلسطيني- في مرآة -الأمير-!
- معادلة ليبرمان!


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - في انتظار التراجع الثاني والأخطر لإدارة أوباما!