أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمادي بلخشين - كيف و لماذا تم ايصال الخميني للسلطة 4/4















المزيد.....


كيف و لماذا تم ايصال الخميني للسلطة 4/4


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3101 - 2010 / 8 / 21 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف و لماذا تم ايصال الخميني للسلطة 4/4



لماذا تمّ إنجاح ثورة الخميني؟



أخذا بالمثل القائـل: كلّما بالغ الإنسان في الصعود، كلما كان سقوطه أشدّ دويّا وتهلكة،عمل الغرب على تسليط إلأضواء الكاشفة على ثورة الخميني، ليكون الإنتـباه إليها أشـدّ و لتكون عوراتها أكثر بروزا، لأن" تضخيم الثورة الخمينية، و تضخيم مرشدها، بالصورة التي شهدها العالم، كان سببا في تضخيم بشاعة و فداحة الأعمال التي ترتكب فيها بإسم الإسلام، فكلما ألصقت بالإسلام أعمالا بشعة، وأرتكبت بإسمه أحكاما جائرة وأعمالا همجيّة، نجح المخطّطون في تخطيطهم نجاحا باهرا وعظيما، و نجح المنفّذون في إرضاء سيّدهم ... فالحجم الذي أعطي للخميني بصفته مرشد الثورة الإسلامية و حامي حماها، سواء من قبل الخميني أو الأجهزة الإعلامية الداخلية والخارجيّة،لا يخلو من ذكاء بارع لتشويه سمعة الإسلام الذي يمثّله هذا الشخص.. فهذا التضخيم للثورة، وهذا الــتضخيم لمرشدها، ليس أمرا إعتباطيّا أوغير مقصود، أنه تخطيط لــتسليط الضوء على ما يجري في إيران بقيادة الخميني و الخمينييّن الحاكمين، وإلـصاق أعمالهم بالإسلام تـشويها له و إزدراء به ... إنّ الأعمال الهمجيّة التي أرتكبت بإسم الإسلام وأعطت ذلك الإنطباع المقصود، كانت النتيجة المـتوخاة منه إظهار الإسلام بمـظهر الدين المتخلّف، والنظام البربريّ الذي لا يليـق بالإنسان، و المناقض مع كرامته وحقوقه في كل زمان و مكان"(1).

فالغرب المتوجّس خيفة من "الإسلام الأصولي"
و الغرب الساعي بكل وسيلة إلى تلفيق التهم الكاذبة وإختلاق المعوّقات والعراقيل للحيلولة دون أسلمة دساتير بلاد المسلمين من خلال القضاء على اي بادرة لوجود حركة جهادية أو تغيير سلمي مستقل عن وصايته(2)، هو الغرب نفسه الذي إحتضن الخمينيّ في فرنسا، بنت الصليبيّة البكر، حيث إستقرّ شيخ قم هناك في" نوفال لو شاتو قرب باريس تحمـيه الشرطة الفرنسية، و كلّ الإذاعات العالمية، و الصحف الكبيرة تـنشر ما يقوله ضدّ الشاه" (3).
كما لم تفوّت بريطانيا،على نفسها فرصة المساهمة في الكرنفـال الإسـتعراضيّ لثورة خميني لمزيد تشويه صورة الإسلام في تصور أبناء المسلمين، لنزع ثقتهم فيه و إلى الأبـد(4).

من أجل ذلك" كان موقف بريطانيا ـ كما تشهد به إذاعتهم الرسميّة ــ مع الخميني و ثورته (5) كما" إنضمّت إلى الخميني إذاعة بي بي سي الفارسيّة في لندن لتذيع كلّ ما يقوله و يطلبه من الشعب الإيراني"(6).

لقد كان من جملة أهداف الغرب من بعث الفكر الشيعيّ من جديد، الحدّ من إنتشار ظاهرة العودة إلى الدين، بهدف تـقليص نفوذ الإيمان بالغيب من حياة الناس، خدمة لأهداف اليهود في نشر الإباحية و إشاعة روح الإستهلاك وعبادة الدنيا ونبذ كلّ قيم نبيلة في الحياة، بغرض تذويب ثقافات الشعوب في الفـكر الأممي( العولمة كما سميت فيما بعد) الذي يلغي الفوارق الدينيّة والثقافية سامحا لليهود وقوى الشر عامة، بامتلاك ناصية العالم التعيس .

و لقد إستغلّ أعداء الإسلام منذ مطلع القرن الماضي ظاهرة التشيع لإستقطاب صفوة شباب المسلمين إلى مذاهبهم الإلحاديّة الهدّامة، بعدما حوّل التشيع دين الإسلام إلى مسلّمات خرافيّة بعد صبّه في قوالب أسطورية يحيط بها الغموض و تكتنـفها الأسرار والأحجيــات
التي لا يقدرعلى فكّ رموزها( حسب زعم كهنة الباطنية)،غير فئة لها قدرات غير بشرية من معرفة الغيب و قراءة ما تخفي الصدور، وغير ذلك من ضروب الشعوذة، و بمعنى أوضح، حين جعلت الشيعة الدين حكرا على بسطاء العقول من العوام الذين تستهويهم الأساطير و تهزّهم خوارق أعمال الأبطال الوهمييّن ذوي القدرات الغير محدودة التي لا تصطدم بذهنيّتهم الطفولية ،أمّا العناصر المسـتنـيرة ،التي لم تـجد في الـدّين و المتدينين سوى مادّة للـتندّر فقد نبذته بالكلية، بل وضاقت ذرعا بالإنتماء إلى أمّة ذلك موروثها الثقافي السخيف، لأجل ذلك، فإن الإنتـشار الهائل للشيوعيّة و رواج سوقها في منطقة إيران و العراق و سوريـة وتركيا "كان وليد التشيّع، فالشيوعيّون في تلك الأقطار، هم من صميم أبناء الشيعة، وقد وجدوا أنّ المذهب الشيعيّ عريقا في الخرافات والوهم والأكاذيب التي لا تعقل،فكفروا به ووجـدوا أمامهم المنظمات الشيوعية ذات دعاة ولها كتب بمختلف الّلغات، وتسيرعلى أساليب علـميّة إقتصاديّة وغيرها في الدعوة، فوقعوا في أحابيلها، ولو أنّهم عرفوا الدين الإسلامي بفطرته و تعلّموه سليما من غير طريق التشيّع لعصمهم ذلك عن السقوط في هذه الهوّة "(7).

و لقد لعب التصوف السلفي السني في المناطق الخالية من الشيعة، نفس الدّور المقيت في صرف عقلاء الناس عن التديّن وإلإيمان بالغيب عموما، فكانت الإشتراكية العلمية والليبرالية الرأسمالية والوجودية الإلحادية، ممرّات إجباريـّة شديدة الجذب في المسار الفكريّ لهؤلاء، لأن كلّ الطرق كانت تؤدّي إليها، وتـدفـع إلى إعـتناق مبادئها و الإرتـماء في أحضانها، لكونها تـشكّل طرحا عقـلانيا مقـنعا، لا بديل لهم عنه غيرعالم هلاميّ مـغلّف بالوهـم والخرافة، تـتكلّم بإسمه فئة متخلفة و مدانة على مستوى عالميّ بالعمالة، والدعم غير المحدود لأعداء الشعب أي الحكام.

فلمثل الفكر الشيعيّ القامع للعقل(8) يفـتح الغرب الأبواب،ويسلـّط الأضواء و يعطى الضوء
الأخضر للعمل، بينما توصد الأبواب وتوضع العراقـيل أمام المسلمين، وتمـلأ بهم السّـجون و المعتقلات، و إلاّ فلماذا تحرم جبهة الإنقاذ في الجزائر من الوصول إلى السلطة بعد نجاحها الساحق في الإنتخابات؟ و كيف يسفّه الشعب الجزائريّ كلّه و يلقى بإختياره عرض الحائط و يساق المنتخبون ومن إنتخبهم إلى جحيم المعتقلات الصحراويـة تحت سمع العالم وبصره، خصوصا سمع و بصر فرنسا " أمّ الديمقراطية و حقوق الإنسان " ، و بمرأى و مسمع من أمريكا صاحبة الحسّ الديمقراطي المرهف الذي يسوقها إلى أقصى الدنيا لتعرّض فلذات أكبادها بإرسالهم إلى جزيرة تاهيتي في مهمّة إعادة الضبّاط الإنقلابيين إلى ثكناتهم، و تنصيب الرئيس المدني المنقلب عليه من جديد، وكأنّ العالم الإسلامي تحكمه أنظمة ديمقراطية، حتى تغض أمريكا الطرف عن جلاّديها، و حتى يحمرّ أنفها غضبا للديمقراطية المنتهكة في جزيرة تاهيتي؟!
والجواب لا يحتاج إلى عبقرية، فديمقراطية تـتيح قدرا بسيطا من حريّة التعبيروالتنظيم وتمكن المسلمين من إختيار من يتكلم باسمهم ويعمل بدينهم لن يسمح بارسائها أبدا إلاّ على جثث قادة الغرب الذين يذرفون دموع التماسيح على حقوق الإنسان إذا كان غربيّا أمّا إذا تعلّق الأمر بالمسلمين و بأدغالهم المسماة مجازا مجتمعات، فقد الغرب صوابه، و خرج عن طوره، وتخلّى عن عقلانيّته، وأدلــى قادته بتصريحات تـنضح سمّا و تكشف عن نفسيّة إجراميّة حقودة، من قبيل ما سطره المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه" باثالوجيا الإسلام: حين كتب أنّه " من الواجب إبادة خمس المسلمين و الحكم على الباقين بالأشغال الشاقّة و تدمير الكعبة و وضع قبر محمّد في متحف اللّوفر" ( انظر قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله لجلال العالم) .

ثمّ لماذا يطاح بنظام طالبان المعدم، ويعطى الضوء الأخضر للخميني لإقامة دولة غنيّة؟ والجواب:أنّ الدين الشيعي بالإضافة إلى كونه يخدم مصالح الغرب الماديّة ، فإنه يساعد في تـشويه التديّن و المتديّنين .

واذا كانت ايران الشيعية قد تعاونت سرّا(قبل أن تجاهر بمظاهرة الغرب على المسلمين)(9) فان الدول" السنية" تتعاون مع تلك الإدارة في وضح النهار، و ضد مصالح شعوبها وضد ما يوجبه عليها دين الإسلام، كل ذلك بتسويغ من الكهنوت السلفي الذي يسمح للحاكم ان يحكم بأي دستور شاء دون أن يقع تحت طائلة التكفير، حتى لو جاء بكل مكفرات الدنيا كما يسمح له أن يتحالف مع اليهود و النصارى دون أن يراجع أو يثار عليه، بحجة وجوب طاعته المطلقة كشرط للزوم الجماعة(القطيع) كما يضفون على جرائم الحاكم صفة مجتهد مأجور، فيجعلونه في حلّ من المتابعة القضائية. فـي حين يضيّقون على الفـرد المسلم و يشددون عليه الخناق، الى حد مطالبته بأنه لو استطاع أن لا يحكّ رأسه إلاّ بأثر ــ حديث ـ فليفعل!(هكذا أوصوا).. واذا كانت كتب القوم تدندن حول مسألة أنه لا تجوز طاعة الحاكم اذا امربمعصية، فذلك لا يغير من واقع المأساة شيئا، لأن الحاكم لم يعد يأمر بغيرالمعصية بل و بالكفر المحض(10) ولم نر من تصدى للحاكم الفاسد الا القليل الشاذ... و ان كنا نرجو من ذلك القليل أن يعلن بشجاعة ان الخلل الكامن وراء سقوطنا يتمثل في الفكرالسني الذي صيغ على مقاس الحكام، وان الخير كل الخير في اعـادة قراءة كتب الحديث علي ضوء الإسلام النبوي المعافى من الملكية الوراثية التي شوهت ملامحه اعتمادا على الغباء السني السائر في ركابها (11).

خلاصة ما تقدم

كان هدف الغرب من حضانة ثورة الخميني، بالإضافة الى مزيد تقسيم بلاد المسلمين عبر احياء النعرات الطائفية والعرقية، بين سنة و شيعة، عرب و فرس، إظهار الإسلام كانه لا يختلف عن سائر الأديان في ايمانه بالخرافة وبحكم الفرد المعـصوم، و بأنه يمثل كسائر الأديان والمنظومات الكهنوتية، وصمة عار يجب البراءة منها، وسـوأة يجب دسّها في التراب، و ردّة حضاريّة يجب على كلّ صاحب فكر مسـتنير إدانتها.
هذا بالإضافة الى " تعريف الإسلام بأنه دين الإستبداد و سلب الحريّات، وهي الســياسة التي اتبعتها الجمهورية الإسلامية في ايران و باركها مرشد الثورة عندما قال: سأقطع لسان من يقول كلمة ضدّ الجمهورية" (12) .
" تعريف الإسلام بأنه دين بعيد عن العدالة و الرحمة كما هي الحالة في محاكمات محكمة الثورة من إعدام الصبية و الشـيوخ و النساء الحوامل و المرضى والجرحى بتهم سياسيّـة ، و محاكمة و إعدام مئة شخص في مئة دقيقة"(13).
" تعريف الإسلام بأنه دين التجسّس و الفـتـنة، كما أمر به مرشد الثورة، حيث طلب من الأب أن يتجسّس ضدّ ابنه، و من الأمّ ضدّ أولادها، و من الجيران ضدّ جيرانهم، و من الإبن ضدّ والديه حتى يكتشف النظام الحاكم نوايا المعارضين الذين يريدون تقويضه، أو محلّ إختفائهم أو تجمّعاتهم"(14) .
" تعريف الإسلام بأنه دين مصادرة الأموال و سلبها من الناس ظلما و عدوانا كما ارتكبها الطغاة في إيران بإسم الإسلام، و باركها مرشد الثورة بقوله:أموال الأثرياء كلها جمعت من
الحرام ويجب مصادرتها! و لذلك صودرت أموال كبار التجّار و أرباب الصناعات، لصالح المستضعفـين ،أمّا من هم المستضعفين فعلمه عند الله !(15).
كما لجأ الغرب الى انجاح ثورة الخميني و ابرازه في صورة عدو الغرب ليبرر جرائمه في بلاد المسلمين، وليوهم الرأي العام العالمي بان تدخله في بلادنا، من قبيل الضربات الإستباقية التي تقتضيها سلامته ورعاية مصالحه، خصوصا وهو المهدد من قبل الغول الإيراني المتربص! والذي يمتلك أو سيمتلك من الأسلحة النووية ما يعرض الغرب برمته للدمـار! و الحال ان ايران لا تكنّ لأمريكا و للغرب الا ما تكنه بثينة لجميل أو مونيكا لوينسكي للفتي بيل!
و في النهاية:

... لعل إعــدام الشيعة الطاغية صدام حسين (16) يوم عيد المسلمين ما يدل بشكل قاطع على أن للقوم دينهم و أعيادهم و مقدساتهم المباينة لـدين و أعياد و مقدسات المسلمين. وانهم لا ينتمون الى أمة الإسلام و ثقافة الإسلام لا من قريب أو من بعيد. وعلي الرغم من
ذلك لا نجيز قتل المدنيين منهم و لا حرمان أم من ولدها ،ولا والد من ولده، لمجرد انه شيعي، لأن تعاليم الإسلام التي تحكمنا تحرم علينا قتال العزل و المسالمين أما من رفـع في وجهنا السلاح و ظاهر علينا الأعداء فتلك مسألة اخرى.
و الحمد لله على كل حال و نعوذ بالله من حال أهل النار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) د. موسى الموسوي الثورة البائسة ص 60/ 62
(2) قبيل و بعيد فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر في إنتخابات أوائل التسعينات، علا صوت أمريكا وفرنسا بضرورة تفتيش الأراضي الجزائريّة من أجل معلومات وصلتهما عن تواجد مصانع أسلحة كيمياويّة لا ترضي المجتمع الدوليّ، تمهيدا لتدخّلهما في شؤون الحكومة الإسلامية في صورة رؤيتها النور، لكن بمجرّد إستيلاء العسكر على الحكم هناك، سحب ذلك الإتهام و دخل طيّ النسيان!؟ و كذلك قل عن تجارة المخدرات الموهومة التي اتهمت امريكا امارة طالبان بادارتها، و ما ان سقطت الإمارة الإسلامية التي ثبت انها كانت حربا على المخدرات، حتى نشطت تجارة الأفيون تحت رعاية الإحتلال الأمريكي هناك!
(3) د. موسى الموسوي . الثورة البائسة ص 30.
(4) لا تكاد وسائل إعلام الغرب تذكر الإسلام و المسلمين إلاّ في معرض القدح و التشويه لتعرض على أنظار العالم، الراعي العجوز الذي ذبح في الجزائر ذبح النعاج والطفلة التي أغتصبت هناك ، ملقية التهم جزافا، ناسبة ما يقترفه جنرالات الجيش في الجزائر إلى" الإرهابيين الإسلاميينّ "، كما تتفنّن وسائل الإعلام في عرض الصور المروّعة للمرأة القروية الباكستانيّة قبيل موتها بثوان معدودة، وقد شوّهت معالم وجهها بفعل الحروق التي أحدثها لها زوجها بعدما سكـب عليها البنزين وأشعل فيها النيران بسبب زيارتها غير المرخّص فيها لوالدتها! كما تعرض على العالم قصة البنت التي إختطفها أهلها من أروبا و شحنوها مغلولة اليدين إلى الريف المغربي ليزوّجوها غصبا بمن يرغبون فيه، كما تعرض على العالم، خبر السيّدة السويديّة حديثة الإسلام، والمصابة بنزيف حادّ نتيجة عمليّة ختان نصحـتها بها إحدى الإفريقيّات المسلمات حتّى يكتمل و يصحّ إسلامها !
فوسائل إعلام الغرب الباحثة عن كلّ غريب و شاذّ، قد أدركت أنها بتسليط أضوائها على الخميني و نظرية ولاية الفقيه الباعثة على التقزز، سـتنجز" خبطة العمر" وستطوّق المسلمين بعار الدّهر، و ستقيم لدينهم جنازة رسميّة، حـتى لا يملك أيّ مسلم بعدها إلاّ أن يتوارى من أهل الأرض من سوء ما رمي به، و حتى لا يملك رجل الشارع إلاّ أن يحمد الله على جنّة العلمانية الحاكمة ورفقها به، معلنا براءته من نظام إسلامي ستالينيّ على شاكلة نظام الخميني. كما من شأن تلك الأخبار مضاعفة مخاوف أبناء المسلمين من خطر نظام إسلاميّ قادم يعيد تجربة الكنسيـة المؤيدة لظلم الملوك ورجال الإكليروس الفارغي الرؤوس. مخاوف لم يستطع الإسلام الإخواني المخنث، أن يغيّر الحكم المسبّق عليه من الأذهان، لنجدهم يصرّحون بكلام من قبيل ما ورد على لسان عبد المعطي حجازي في جريدة الأهرام بتاريخ 4/ 11 / 1992 حيث كتب محذّرا:" ففي بلادنا جماعات و مؤسسات تريد أن تلعب دور الكنيسة القـديم و أن تكرّر أخطاءها المأساويّة" إهـ فما رأي حجازي، و قد وقع الفاس في الرأس، و وجد من يدعو صراحة، من دون خجل أو تورية، إلى إحياء تجربة حكم رجال الكهنوت الكنسي بكلّ تفاصيلها الشاذة ، و بطريقة اشدّ تعاسة و بؤسا ؟!
(5) (6) د. موسى الموسوي الثورة البائسة ص 31.

(7) محبّ الدين الخطيب، من مقدمة كتاب." الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإثنى عشرية ".
(8) لما أيقن بناة الدين الشيعي أنّ القرآن الكريم لا يتضمن ما ذهبوا إليه مـن إمـامة علـيّ و ذرّيته، ومن عبادة أهل البيت من دون الله تعالى ،عمدوا أوّلا الى القول بأنّ القـرآن قد وقـع التلاعب بنصوصه زيادة و نقصانا، ولكنّهم حيال النصوص القرآنية القطعيّة الدلالة، بإمتناع التحريف عن كتاب الله لتكفّل الله ذاته بحفظه، إدّعوا أنّ فهم نصوص القرآن من إختصاص أئمّتهم، ولا عبرة لمعناها الظاهر بحجّة أن معانيها سريّة!(ورد في "الكافي" باب ان الأئمة مـعدن العلم وشجرة النبوة"! كما ورد على لسان أحد أئمتهم قوله:" و نحن سرّ الله و أمانته"!)، وزيادة في التعمية، زعموا أنّ السبب في كون فكّ معضلات نـصوص القرآن والسنة ليست في متناول الجميع، هوأنّ حديثهم " صعب مستصعب "(هكذا ا جاء في الكافي للكليني "باب في ما جاء انّ حديثهم صعب مستصعب"!) وفي نهاية المطاف، و لأجل إحكام الطوق على العقول، أخذا بالطريقة الكهنوتية النصرانية" إعتقـد وأنت أعمى" حرّم أكابر الشيعة على أتباعهم حتى مجرّد السؤال (ورد في الكافي، باب التسليم وفضل المسلّمين، ثمانية أحاديث تنصّ على"أنّ على الناس أن يقبلوا كلّ ما يصلهم عن الأئمّة رضي الله عنهم بدون أدنى سؤال"إهـ.

(9) بذلت القوات الإيرانية جهدا غير مشكور فى مؤازرتها الجيش الأمريكي من أجل القضاء على نظام طالبان المسلم، منتقمة في نفس الحين من أحفاد الأفغان الذين قوّضوا دولتهم الصفوية بمساعدة من الدولة العثمانيّة. فقد كشف الرئيس السابق رفسنجاني عن سرّ مشاركة جيش إيران في تلك الحرب متبجّحا في خطبة جمعة له بجامعة طهران فقد صرح بانه "لولا مؤازرة الجيش إلإيراني لغرق الأمريكان في المستنقع الأفغاني" ( انظر صحيفة القدس العربي شباط 2002 ).
(10) و كيف لا يفعل الحاكم ذلك وقد منحته السلفية حق الفيتو لإفساد كل إجماع بدعوى أن الشورى غير ملزمة، كما منحته صلاحية الإنفراد بتغيير المنكر باليد! بمعنى ان تلك الثدييات السلفية قد سلمت السـّموم للــجرذان و قالت لها استعمليها على مزاجك في الوقت الذي يناسبك! تصبحين على خير!
(11) الملكية التي مسخت مفاهيم حيوية، لعل أهمّها مفهوم شهادة التوحيد الذي يعد الكفر بتأليه الفرد أهم شطريها بعد الإيمان. كما زيفت قضية حرية الإنسان وقدرته على الفـعل والترك التي هي اساس الـتكليف، و جعلت أعمال الإنسان حتى المنحطة منها مخلوقة من قبل الله تعالى، كما كبلت الفرد المسلم بنظرية القضاء والقدر بتصورها البعيد عن القضاء و القدر الإسلامي لتجعله مستسلما لواقعه منصرفا عن الضرب على يدي ظالمه بحجة ان هؤلاء الأبالسة قد اختارهم الله لحكمه، و لا منا ص له من طغيانهم غير موته غمّا أو قدوم مخلّص وهميّ(مجددّ القرن) كي ينتشله من الحضيض!

(12) (13) (14) (15) موسى الموسوى. الثورة البائسة ص65 و66.
(16) فعلوا بصدام ذلك رغم أنه لم يكن يفرق بين سني و شيعي.. بل كان أكثر رجال دولته من الشيعة ( 38 من جملة 50 مسؤولا بعثيا من قائمة المطلوبين أمريكيا، كانوا من الطائفة الشيعية!).



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف و لماذا تمّ إيصال الخمينيّ للسلطة 3/4
- كيف و لماذا تم ايصال الخميني للسلطة 2/4
- كيف و لماذا تمّ إيصال الخمينيّ للسلطة 1/4
- ما صحّ عن النبي آه و النبيّ كمان!
- الخبر اليقين عن خؤولة معاوية للمؤمنين
- دعوة للتمتع بآيس كريم من جحيم بن عليّ!
- وقفة سريعة مع روجي غارودي في كتابه الإسلام الحيّ
- عن اسراف آل سعود(قصة بالمناسبة)
- كيف أوقعنا البخاريّ في مخرأة حقيقيّة( قصة بالمناسبة)
- حول ضعف وهشاشة دولنا العربية( قصة بالمناسبة)
- عن ظاهرة انتحار أصحاب الشهادات العليا( قصة بالمناسبة)
- عن تمجيد الذكر واحتقار الأنثى(قصة بالمناسبة)
- ما كان سيّد قطب إخوانيّا قطّ ( قصة بالمناسبة)
- على هامش ظهور القائم في العراق( قصة بالمناسبة)
- عن النصير الإيراني !( قصة بالمناسبة)
- لا مكان للمثليين في مجتمعاتنا( قصة بالمناسبة)
- مراودة ! ( قصة قصيرة)
- حول سقوط حماس الوهابية (قصة)
- العرب يتفرجون و الجزائر تواجه امريكا و بريطانيا منفردة
- أردوغان عدوّ الحريّة يسيّر سفينة الحريّة!


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمادي بلخشين - كيف و لماذا تم ايصال الخميني للسلطة 4/4