أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمادي بلخشين - كيف و لماذا تمّ إيصال الخمينيّ للسلطة 1/4















المزيد.....

كيف و لماذا تمّ إيصال الخمينيّ للسلطة 1/4


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3098 - 2010 / 8 / 18 - 18:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف و لماذا تمّ إيصال الخمينيّ للسلطة 1/4


المشهد الأوّل:

المشهد الأولّ من الدّراما الشيعيّة التي تقمّص فيها الزعيم الشيعي "آية الله" الخميني دور الناطق الرسميّ بإسم الإسلام والمسلمين، بدأت بخروجه على العالم قبل سنوات عديدة من وصوله للسلطة، بنظريّـة ولاية الفـقيه التي فتحت جـراب الشرّ الشيعيّ، وأعطت الإشارة لما فيه من عقارب وأفاعي للإنطـلاق في أرجاء المعمورة، لنفث سمومها في العالمين، بعد أن أعطاها الخميني أمـرا بالإفراج والإنـتشار، قصد الإضرار بخـلق لله و إفسـاد دـينهم و دنياهم معا .

و ما كان يتيسّر لجراب الشرّ الشيعيّ أن يفتح، بعدما صدر ضدّه حكما بالإغلاق المؤبّد، لولا نظريّة ولاية الفقيه التي مكّنت الشيعة من تأسيس دولة بتروليّة ذات إمكانيّات هائلة تتولّى نشر عقائدها مستفيدة من كلّ الإمكانيات الماديّة المتاحة .

أمّا لماذا لم يكن متيسّرا للشيعة تأسيس دولة، بإسم الشيعة الإثنى عشرية بالذات، قبل ظهور فكرة ولاية الفقيه، فلعدم حضورالإمام الثاني عشر(المهدي) الذي دخل سردابا قبل أكثرمن ألف سنة، حيث يشترط الشيعة لشرعية قيام الدولة، أن يرأسها أحد الأئمّة الإثنـى عشر! وقد ماتوا كلّهم، و لم يبق غـيرالإمام الغائب، فبدون حضوره، لا يصحّ للشيعة أن يقيموا دولة أو أن يصلّوا الجمعة، أو أن يجاهدوا ضدّ عدوّ ـ إلاّ دفاعا عن النفس لأنه" ليس من حق احد ان يقوم مقام لإمام الغائب،أوأن يحكم الأرض بدلا عنه،فهم ينتظرون رجوعه ليحكم الأرض بدين الشيعة، غيرأنّ الخمينيّ جاءهم بفكرة جديدة على مذهبهم، وهي ما عرفت بولاية الفقيه، و ملخّصها: أنّ الفقيه المعتبر عندهم، له الحق ّفي القيام بما يقوم به الإمام الغائب في كلّ شيء عدا الجهاد الأكبر، وأنّ كثيرا من الفقهاء الشيعة اليوم مؤهلين للقيام بهذه الولاية إلاّ أنه[الخمينيّ]هوالذي تولىّ العمليّة كاملة... و يبرّر الخميني إستحداثه لهذه النظريّة: بأنّ الشيعة انتظروا ألف سنة و لم يخرج الإمام المنتظر، و قد ينتظرون ألفا أخرى قبل خروجه، فلا يمكن تعطيل الدّين و الحرمان من دولة شيعيّة لآلاف السنين قبل خروجه، لذلك يمكن أن يقوم الفقيه من المذهب الشيعيّ بهذا العمل نيابة عنه(1).كما يجدر بنا الـتذكير أن" الإمام عند الشيعة معصوم من الخطأ و النسيان... ولمّا جاء الخميني بولاية الفقيه، قال إنّ الفقيه الذي ينوب عن الإمام له أيضا العصمة، لذلك إدّعاها لنفسه، وهي اليوم تدعى لمن جاء مكانه و هو عليّ خامنيء "(2).

ولقد سارع الغرب المولع بلعب دور جامع القمامة الغاضّ بصره إلاّ عن الأوساخ، والمبادر بتسقّط أخطاء المنتسبين للإسلام بالهويّة لـتضخيمها وإذاعتها على أوسع نطاق،الى احتضان التحفة الخمينية الطريفة، التي تخوّل لمثقّـفي العالم و عقلائه الإطّلاع على النموذج الكنسي البائد للحكم باسم الحق المقدس، لا عبر النظر في بطون الكـتب أوالأشرطة الوثائقيّة والأفلام السينيمائـيّة، بل عبر مواجهتم له وجها لوجه، و رؤيته يتحرّك أمامهم، و قد بعث من جديد نافضا عن كاهله أتربة القرون الوسطي، في شكل دولة ثيوقراطيّة يحكمها الإكليروس و تتبنّى نظريّة الحقّ الإلهي في السلطة، لا بإسم الكنيسة المسيحيـة، بل بإسم الإسلام وتحت مسمّى"جمهورية(3) إيران"الإسلامية" فكان لا بدّ من المشهد الثاني لدراما الخميني ،حتى تتمّ المسرحية الخمينيّة التي جمعت المأساة و الملهاة في آن واحد .

المشهد الثاني:

فور وصوله إلى السلطة (1978) ، صرّح الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، و أمام دهشـة أصحاب الضمائر الحرّة في أنحاء لعالم، بأنّه لن يساند الإستبداد أثناء فترة ولايته ، كما أكّد في خطابه للشعب الأمريكيّ" بأنّ سياسة حكومته هي الوقوف بجنب الشعوب المضطهـدة التي يمارس عليها الطغيان من قبل حكامها المستبدّين، وأنه لن يناصر حاكما ظالما مهـــما
كانـت الصداقة التي تربطه بالولايات المتحدة الأمريكية "(4).
ذلك هو المشهد الثاني، و هو لا يخلو ــ كما رأينا ـــ من مفاجآت، نظرا لطبيعة الجهة التي صدرعنها ذلك الإعلان الصّاعق، بوجوب رحمة شعوب العالم الثالث ورفع قبضة الإستبداد عنها!

المشهد الثالث:

عند إستقراره على كرسيّ الحكم، أعطى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر إشارة إلى محمد رضا بهلوي شاه إيران ( دون سواه مـن الديناصورات الحاكمة في العالم الإسلامي ) بأنّ يتوقّف عن البطش بالشـعب الإيـرانيّ، بعد ثلاثين سنة من الحكم الدّموي، كانت حصيلتها أكثر من ربع مليون بين قـتيل و مفقود و صاحب إعاقـة مزمنة، كانوا ضحايا همجيّة جهاز
مخابرات السفاك الرهيب. ذلك هو المشهد الثالث من مسرحية تهيئة الخمينيّ للوصل إلى حكم ايران و تأسيس دولة شيعيّة، بعدما أصبح قيام تلك الدولة في حكم الممكن والمتاح بفضل نظرية ولاية الفقيه المبتكرة .

يتبع
ــــــــ هوامش ـــــــــــــــــــــ

(1) محمود التميمي مجلة " السنة " العدد 93 آذار 2000 .
(2) نفس المصدر... ثم يواصل ( يتندّر بعض أهل العقول في إيران من إثبات العصمة لشخص لم يكن معصوما قبل أن يأتي ببدعة ولاية الفقيه أو قبل أن يرثها من سلفه!... لمجرد التنبيه، أذكّر أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم كان ينسى فيذكّر، نظرا لتركيبته البشريّة، أمّا أئمّة الشيعة فقد نازعوا الله سبحانه و تعالى هاته الصفة الإلهية في عدم جواز النسيان في حقّهم! ألا ساء ما يعتقدون، قال الله تعالى واصفا نفسه على لسان الكليم موسى (لا يضلّ ربّي و لا ينسى) و قال تعالى(و ما كان ربّك نسيّا).

(3) أيّ معنى لكلمة جمهورية اذا نعت بها نظام كهنوتي ينصّ دستوره على أن أعلى سلطة فيه معصومة من الخطأ و النسيان؟! أي معنى لذلك العبث و المغالطة غير تسمية سجن ما بسجن الحريّة أو ماخورما بماخورالفضيلة!( ثم أعجبوا من تفاهة راشد الغنوشي زعيم النهضة التونسية ـ التي لن تنهض مادام أمثاله يقودها بفكر الصنم الإخواني حسن البنا الذي أوصل تلامذته الى الفراش الأمريكي فتلبسوا بعار الدهرــ ، حين صرّح بأنّ نظام الخميني أكثر ديمقراطية من نظام الشاه ؟!) وهل يمكن للجمهور إزاء هذا البلاء الماحق أن يمارس حريّة النقـد و التعبير دون أن يكفّر ثم يعدم في الإبّان؟ ولأجل إنعدام الحريّة في إيران،غصّت الدول الأوربية باللاّجئين الإيرانيين الذين نجوا بجلودهم من"إسلام "الخميني و نظامه الكهنوتي، وقد إنقسـموا بين متــنصّرين و كافرين بالغيبيّات و بكلّ له صلة بالدين، إذا كان الدين بالشكل الذي يبشّر به الخميني( سجل في ايران تراجعا كبيرا في اداء طقوس العبادة بين الشباب بالقياس لما كان عليه الناس في عهد الشاه!).
و لعلّ من المؤسف أن نسجّل أنه في حين يتبرّأ الشيعة من تشيّعهم، نرى من المسلمين من يتشيّع و يفارق دين التوحيد! وما كان لهم ان يفعلوا ذلك لولا الشيطان القرضاوي المتكلم بالباطل و سواه من الثدييات السلفية الساكتة عن الحقّ.
(4) موسى الموسوي.الثورة البائسة. ص 12.



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما صحّ عن النبي آه و النبيّ كمان!
- الخبر اليقين عن خؤولة معاوية للمؤمنين
- دعوة للتمتع بآيس كريم من جحيم بن عليّ!
- وقفة سريعة مع روجي غارودي في كتابه الإسلام الحيّ
- عن اسراف آل سعود(قصة بالمناسبة)
- كيف أوقعنا البخاريّ في مخرأة حقيقيّة( قصة بالمناسبة)
- حول ضعف وهشاشة دولنا العربية( قصة بالمناسبة)
- عن ظاهرة انتحار أصحاب الشهادات العليا( قصة بالمناسبة)
- عن تمجيد الذكر واحتقار الأنثى(قصة بالمناسبة)
- ما كان سيّد قطب إخوانيّا قطّ ( قصة بالمناسبة)
- على هامش ظهور القائم في العراق( قصة بالمناسبة)
- عن النصير الإيراني !( قصة بالمناسبة)
- لا مكان للمثليين في مجتمعاتنا( قصة بالمناسبة)
- مراودة ! ( قصة قصيرة)
- حول سقوط حماس الوهابية (قصة)
- العرب يتفرجون و الجزائر تواجه امريكا و بريطانيا منفردة
- أردوغان عدوّ الحريّة يسيّر سفينة الحريّة!
- فساد ( قصة قصيرة)
- انقلاب ( قصة قصيرة)
- رد على مقال زوبعة د. طارق حجي


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمادي بلخشين - كيف و لماذا تمّ إيصال الخمينيّ للسلطة 1/4